رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الجيش المصري يحمي البلاد من قوى الشر

العزيمة والإصرار منهجه

الجيش المصرى يحمى البلاد من فخاخ "قوى الشر"

سالم: البطولات بدأت من صمود عرابى أمام الخديوى

كامل: تغيير نظام الحكم وتحرير البلاد من الاستعمار الأجنبى

الغباشى: العرب يقدرون الدور الوطنى لأبطال الجيش

نوح: أثبتنا للعالم قدرتنا على ردع أى عدو مهما كانت قوته

الشهاوى: الشجاعة والانضباط مفتاح الانتصارات فى المعركة

عمر: عشنا أجواء انتصارات معركة الكرامة فى ماسبيرو

شعبان: الفن متعطش للروايات الوطنية والبطولات العسكرية

خير الله: أفلام السينما عن أكتوبر ليست كافية بقدر المعجزة

الإسكندرانى: لا بد من الاتجاه لإنتاج الأغانى "الوطنية"

أبوعميرة: أفتخر بـ "الصفعة" لأنه تاريخ باقى عن الانتصار

فلوكس: "الممر" إضافة لقائمة الأفلام المميزة التى جسدت البطولات

 

"رسمنا على القلب وجه الوطن، نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً، وصناك يا مصر طول الزمن، ليبقى شبابك جيلًا فجيلًا.. على كل أرض تركنا علامة، قلاعاً من النور تحمى الكرامة".. كلمات للنشيد الوطنى الذى يسرد الواقع ويكشف حجم المهام القتالية لأبطال الجيش المصرى، فلم تكن كلماته مجردة من المشاعر أو الأحاسيس، لكن كل واحدة منها تحمل من المعانى ما تعجز عن سرده معاجم اللغة، فلا أحد ينكر أن جيشنا المصرى هو حامى الحمى، وأنه الجيش الوطنى المترابط المتسلح بالعزيمة والإيمان، وأن أبطاله يتسابقون فى تقديم الغالى والنفيس لديهم من أجل أن تحيا مصر آمنة وأهلها مطمئنين مستقرين، فلا يختلف المختلفون على أن الجيش المصرى نجح فى حماية البلاد منذ ثورة يوليو 52، عندما حارب الاستبداد والعبودية وحرر الفكر والأراضى المصرية، وحتى حمايته لمصر الوطن والمواطن، خلال ثورة يونيو التى ثار خلالها الشعب ضد جماعة الإخوان الإرهابية، ولا ينكر أحد أن جميع المشكلات والأزمات التى تولى أمرها الجيش المصرى انتهت وبطريقة استراتيجية، لذا فإنه يستحق لقب "حلال العقد".

كما أنه بأبطاله الشجعان يستحق أرفع الأوسمة والنياشين لما أرساه من مبادئ للوطنية والشجاعة والجسارة، ليظل الجيش المصرى هو صاحب اليد النظيفة فى التعامل مع الملفات الشائكة التى تعجز عن مواجهتها الكثير من المؤسسات والهيئات، وتاريخ الجيش المصرى ممتلئ بالبطولات والنجاحات التى لا تنتهى، فلا تزال مشاهد الالتحام التى جمعت الجيش بالمصريين عالقة بالأذهان، ولا يمكن لأحد أن يمحوها من ذاكرة التاريخ، فلا يقتصر دور أبطال الجيش على الحدود فقط، لكن دورهم تخطى ذلك وكان أبطال العسكرية المصرية هم صمام الأمان للوطن، والضامن الحقيقى لمطالب الشعب، ولا ينسى أحد الأسباب الحقيقية التى قامت من أجلها ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، والتى حملت مطالب المصريين وأنقذت خلالها قوات الجيش البلاد من الاستعمار وحررت الشعب من العبودية.

وأعادت ثورة الضباط الأحرار ترسيم خريطة السياسة فى مصر، وضمنت للبسطاء حياة كريمة وجزء كبيرا من مظاهر الترف الذى كان يعاندهم ويرفض الاقتراب منهم، ونجح مجلس قيادة الثورة وقتها فى بناء جيش وطنى قوى.

 

ملحمة وطنية

وظهرت العديد من المشاهد التلاحمية بين الشعب وجيشه الوطنى، وبعد محاولات بناء الجيش والدخول فى معارك لحماية القومية العربية والحدود الإقليمية لا يختلف أحد عن أن إصرار المصريين على الحرب كان الدافع الحقيقى للترتيب لانتصارات أكتوبر المجيدة، عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تنحيه عن الحكم، وهو القرار الذى قابله المصريون برفض شعبى أرهق العالم، فما كان من عبدالناصر إلا أن تراجع عن قراره وأعلن الحرب التحريرية للبلاد، عندما اتفقت المطالبات الشعبية على ضرورة الحرب، إلا أن الأقدار التى لم تمهل عبدالناصر لتحقيق النصر، هى نفسها التى جاءت بالزعيم الوطنى أنور السادات، الذى لا يعرف المستحيل طريقا له، حيث استعد بسرعة فائقة للمعركة وبدأ فى إعادة ترتيب الجيش من جديد إلى التشكيلات القوية، ونجح بخداعه ودهائه الاستراتيجى أن يسطر انتصارا عظيما أربك حسابات العسكرية فى العالم، وأظهر خلاله براعة القائد والجندى المصرى، وعلى الرغم من الهموم التى كان يحملها الجيش المصرى على كاهله لكنه لم ينسى أو يقاطع قضايا الوطن العربى، حيث اهتم بحماية الأوطان بما يحقق الأمن القومى للوطن العربى، كما أن الجيش المصرى هو البطل الذى أعاد الأرض التى اغتصبها الصهاينة سنوات، وأجبر إسرائيل ومن قبلها أمريكا أن ترفع يدها لتوقف القتال مع أبطال العسكرية المصرية، حيث كان انتصار أكتوبر بمثابة القوة الضاغطة على إسرائيل للهروب من الأرض المحتلة بعد الهزيمة التى صعقت جيشها الذى كان يتسلح بأحدث الأسلحة الإبادية، والذى وقف عاجزا أمام شجاعة وبسالة الجندى المصرى، الذى كان لا يخشى الطلقات والنيران اليهودية بينما كانت صيحات الجندى المصرى "الله أكبر"، التى كان بها مفتاح النصر العظيم، فيها الفزع للجنود الإسرائيليين.

 

الحزم والربط

الجيش المصرى يدرك معنى الوطنية، وكان بارعا فى حماية الوطن من خلال الخطط الاستراتيجية التى تحكمها "الحزم"، و"الربط"، ففى ثورة يوليو التى أنهت حكم الطغاة، كان قادة الثورة يحتكمون لخطة محكمة لإنجاح خطة حماية وإنقاذ البلاد من المصير المجهول، كما أن المرات الكثيرة التى تم استدعاء الجيش فيها لإنقاذ ما فشلت الأجهزة الأخرى فى إنقاذه كانت شاهدة على الإنجاز وأن الجيش لا يعرف القهر أو المستحيل، ففى حريق مجلس الشورى خلال عام 2008، أثبت الجيش بمعداته وأبطاله معنى البراعة والإقدام والسيطرة، حيث نجح الجيش فى إخماد الحريق الذى فشلت فى إخماده سيارات المافئ وسيارات الإنقاذ التابعة لشركات البترول، ولم يخيب الجيش ظن المصريين فيه، فكان جديرا باحترامهم مستحقا للمكانة التى أسكنه الشعب إياها، إلى أن أعلن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، التنحى عن الحكم، واستدعاء القوات المسلحة باعتبارها المؤسسة الوطنية المتماسكة لحماية البلاد، وفى تلك اللحظات لم تتوان القوات المسلحة قيادة وجندا، فى توفير الحماية المادية والمعنوية لمصر الوطن والمواطن، فنجحت فى نشر الأمن والاستقرار بالشارع المصرى، كما أخذت بيد الشرطة المصرية –وقت الإنكسار الذى صنعته جماعات سفك الدماء وبعض القوى الخارجية-، لتعود مرة أخرى إلى قوتها وأعادت علاقتها الطيبة بالمصريين من جديد، وأسهمت القوات المسلحة وقتها فى تحقيق الأمن الغذائى للمصريين من خلال طرح منتجاتها بأسعار زهيدة للمواطنين، وفى بعض المناطق الأكثر فقرا قامت بتوزيعها بالمجان، بعد توقف حركات الملاحة البحرية، وامتناع التجار والمستوردين عن شراء الأغذية، كما ضخت قيادة الجيش فى هذه الحقبة بعض الاعتمادات المالية لخزينة الدولة لمساندة الدولة فى أزماتها التى صنعتها أحداث العنف، كما كان للجيش المصرى دوره البارز فى حماية البلاد من الغدر الإرهابى الذى أراد بمصر سوء لولا يقظة الجيش وأبطاله، حيث كان بمثابة صمام الأمان الحقيقى للمصريين، وسطر الجش المصرى الكثير من البطولات التى جاءت بالتنسيق مع رجال الشرطة المصرية، لمواجهة الإرهاب الدولى، وتوجيه الكثير من الضربات الاستباقية للإرهاب .. "الزمان"، تعرض خلال السطور التالية الحقائق الكاملة فى حياة الجيش الذى حمى البلاد فى السلم والحرب، وتحمل المآسى من أجل أمن واستقرار الوطن والمواطن، ونعرض أقوال خبراء العسكرية المصرية بشأن بطولات الجيش المصرى على مر العصور، كما نسرد رؤى أهل الفن الذين شاركوا فى تصوير أعمالا درامية وسينمائية عن الجيش المصرى والتى ركزت على انتصارات أكتوبر المجيدة، كما نعرض قراءات بسيطة فى حياة جنرالات الجيش الذين صنعوا تاريخ الأمة العربية.

 

جيش قوى يتسلح بالعلم والإيمان، والإصرار والعزيمة منهجه فى الحياة، ولهذا فهو صاحب بطولات لا تنتهى.. بهذه الكلمات وصف الخبراء العسكريون، أبطال القوات المسلحة الذين يحملون أرواحهم فوق أكتافهم ويتسابقون فى الشهادة للحفاظ على تراب الوطن من غدر الأعداء، لافتين إلى أن الجيش المصرى، أعطى دروسا لجيوش العالم التى لم تستطع فك طلاسم ما حدث فى أكتوبر، مشيرين إلى أن إسرائيل كانت تحيط نفسها بالعتاد والحصن المنيع، إلا أن شجاعة المصرى كانت فاتحة الانتصار.

 

قدرة وبراعة

اللواء محيى نوح، أحد أبطال المجموعة 39 قتال فى حرب أكتوبر المجيدة، يقول: الجيش المصرى أثبت للعالم قدرته على ردع أى عدو مهما كانت قوته، فكل أبطال الصاعقة فى الحرب جاهدوا فى الله حق جهاده، ومنهم من أصيب ومنهم من استشهد وروت دماؤه أرض الوطن، فلولا أبطال أكتوبر ما كنا لنرفع رؤوسنا عالية وما استطاعت مصر استرداد أرضها وكرامتها أمام العالم.

 

وأضاف أن المجموعة "39 قتال"، حققت إنجازات رائعة فى الحرب المجيدة يضرب بها المثل حتى الآن، فكانت إجمالى خسائر العدو نتيجة أعمال المجموعة كالآتي: "تدمير 77 عربة مختلفة، و17 دبابة، و4 بلدوزر، و430 جرحى وقتلى، وتدمير عدد كبير من مواقع ومنشآت الإسرائليين، مشيرا إلى أن هذه المجموعة أول من أسرت شخص إسرائيلي، وكل ذلك بفضل الله وشجاعة أبطال المجموعة وعلى رأسهم صديقى إبراهيم الرفاعى، الذى استطاع أن يجمع شمل الجميع ويحتويهم بمختلف الرتب والعقليات فكان قدوة ورمزا لنا جميعا لذا لم يستطع أحد نسيانه.

 

تشتيت الانتباه

وأوضح نوح، أنه مع بداية حرب أكتوبر تم تكليف رجال المجموعة بعمليات فى عمق العدو كان الغرض منها تشتيت الانتباه، وتدمير مستودعات بتروله لحرمانه مما يحتاجه من وقود يلزمه لإدارة عجلة الحرب لديه مع تلغيم طرقه ومدقاته وتدمير مخازن ذخيرته وتعطيل احتياطياته، متابعا بقوله : ولم ينته دور المجموعة هنا فقط، بل بدأ منذ السادس من أكتوبر 1973 وحتى نوفمبر من نفس العام من القنطرة حتى العريش ومن شرم الشيخ إلى رأس نصرانى وفى سانت كاترين أيضا وممرات متلا بواقع ضربتين إلى ثلاث فى اليوم الواحد بإيقاع أذهل مراقبى الاستخبارات الإسرائيلية.

 

شجاعة الانتصار

اللواء محمد الشهاوى مستشار كلية القادة والأركان حاليا، وخبير الحرب الكميائية وأحد أبطال حرب أكتوبر، يؤكد على أن الانتصار جاء بفضل شجاعة جيشنا الذى يحتل المركز العاشر حاليا بين جيوش العالم، فكان يعمل تحت ضغط ولا يشغل باله إلا إنقاذ الوطن، مشيرا إلى أنه لن ينسى ردة فعل الرئيس الراحل أنور السادات حينما تلقى خبر استشهاد أخيه كيف كان صموده، حيث قال : "جميعكم أبنائى"، واستمر فى إعطاء التعليمات والإقدام على العمل.

 

وأكد الشهاوى، أن الحرب الكميائية كان لها دورا مهما خلال انتصار أكتوبر 73، فهى التى أعدت وأهلت القوات على العمل فى الوقت الذى استخدم العدو الإسرائيلى، أسلحة الدمار الشامل، المتمثلة فى الأسلحة النووية والكميائية والبيولوجية بينما كانت مصر تمتلك الوسائل التى تقى بها نفسها من هذه المواد الإبادية، مشيرا إلى أن الحرب الكميائية شاركت فى مرحلة العبور الأولى لتدمير خط قوات نقاط العدو القوية، باستخدام قاذفات اللهب الخفيفة، وهى عبارة عن سلاح به نبال – مادة حارقة- يتم إطلاقها على التشوينات الإدارية والمنشآت القابلة للحريق بحيث يتسبب فى خسائر للطرف الآخر.

وتابع الشهاوى: اشتركت الحرب الكميائية فى تأمين المعابر والكبارى الحقيقية والهيكلية باستخدام سحب الدخان، حتى لا يتمكن أحد من استهدافها، وكان لها دورها الكبير أيضا حينما أراد العدو إشعال قناة السويس بالمواد الحارقة حتى يحبط عملية العبور واقتحام قناة السويس، واستطاعنا وقتها ابتكار مادة كميائية يعالج بها الملابس العسكرية الخاصة بالجنود ويتم تغطية القوارب المطاطية بها التى يستقلها الجنود عند اضرام العدو النار بالقناة لا يتم حرق أى شيء ويمكننا تنفيذ أهدافنا حينها، ولكن قواتنا كانت لها رأيا آخر، حيث استطاعت فى الليلة السابقة من الهجوم سد المواسير التى تصدر المواد الحارقة، فى الساعة الثانية عشر من منتصف الليل يوم 5 أكتوبر 1973 وبالتالى حينما جاء العدو ليستخدمها صباحا فاكتشف أنها لا تعمل.

للقوات المسلحة المصرية تاريخ بدأ منذ نشأتها فى عهد محمد على، وتوالت إنجازاتها بعد تكثيف جهودها للدفاع عن الوطن وتحقيق الأمن والأمان، كما حافظت القوات المسلحة على تنفيذ مطالب الشعب منذ ثورة 1952، وكذلك ثورة يناير وحتى اليوم، فضلا عن مشروعات التنمية التى ينفذها من أجل وطن أفضل، فالجيش المصرى صاحب تاريخ من التضحيات والوفاء والثقة التى لمسها الشعب فى ثورة الربيع العربي، والطمأنينة التى أدخلتها القوات المسلحة فى قلوب الشعب بعد المذابح التى خططت لها الجماعات الإرهابية.

 

ثورة عرابى

اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، والخبير العسكرى والإستراتيجي، يؤكد أن تاريخ الجيش المصرى بدأ منذ عام ١٨٨١ فى ثورة عرابي، التى قام بها من أجل الفلاحين والشعب المصري، مشيرا إلى أنه كان للشعب فى هذا الوقت مطلبين أساسيين وهو إلغاء الضرائب ووجود برلمان مصرى أسوة بالدول الأوروبية.

 

وأضاف اللواء نصر سالم، أنه فى عام ١٨٨٢ هاجم الإنجليز مصر وتصدى لهم عرابى ولكنه فى ذلك الوقت تعرض للخيانة من قبل الخديوى الذى لم يقف بجواره، وانتقم من عرابى بإصدار فرمان بإلغاء الجيش المصري، وأصبحت مصر بدون جيش منذ عام ١٨٨٢.

 

وتابع سالم: كان الضباط فى ذلك الوقت من الشركس والإنجليز واستمر ذلك الوضع حتى الحرب العالمية الأولى، وخلال هذه الحرب وعد الإنجليز الشعب المصرى بالرحيل عن مصر وأن تصبح دولة مستقلة، بشرط مساعدة الشعب للانجليز، وبالفعل ساعد الشعب المصرى الإنجليز، ثم انتهت الحرب عام ١٩١٨، بانتصار الإنجليز وعندما طالبهم الشعب المصرى بتنفيذ الوعود تنصلوا منه، وهو الأمر الذى دفع الشعب للقيام بثورة عام ١٩١٩ ضد الإنجليز، وخلال هذه الثورة فوجئ الشعب بالتصدى له بقوة مفرطة من الاحتلال، ولم يجد الشعب المصرى جيشا يسانده، ومن هنا كان المطلب الرئيسى فى الثورة  "إقامة جيش مصرى يحمى الشعب والوطن"، وتحول تكوين جيش مصرى مطلب شعبى من جميع أبناء الوطن.

 

الفلاحون والجيش

وفى عام ١٩٣٣ بدأ الإنجليز الاحتياج لمساعدة مصر عندما أعلن هتلر الحرب عليهم وإلغاء معاهدة فرساي، فتم عمل معاهدة ١٩٣٦ وكان أحد بنودها أن يكون هناك جيشا مصريا، وسمحوا للمصريين الفلاحين الانضمام إلى الجيش وكان من بينهم جمال عبد الناصر وأنور السادات ثم جاءت ثورة يوليو ١٩٥٢. واستطرد سالم، أنه فى عام ١٩٤٨ جاء إعلان دولة إسرائيل، فخاض الجيش المصرى الحرب مع ٤ دول أخرى فى فلسطين، ضد الجيش الإسرائيلي، فى حين أن الجيش الإسرائيلى كان عدده أكبر ولديه أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، وعندما اندلعت شرارة الثورة المصرية عام ١٩٥٢ طالبت بنحو ٦ مبادئ، هى القضاء على الاستعمار ضد الشعب، والقضاء على الاحتكار والرأسمالية ضد الشعب، والقضاء على الإقطاع، ومن أجل بناء حياة سليمة، وإقامة عدالة اجتماعية، وبناء جيش وطنى حر.

 

وتابع سالم : وفى عام 1967 عندما هزم الجيش المصري، قام الشعب ببناء الجيش من جديد وبالفعل ساعد الشعب فى بناء جيشه من خلال ثقته فيه حتى حقق انتصاراته فى أكتوبر، كما أن الجيش المصرى ساند العديد من ثورات التحرر العربية على مستوى العالم، ومنها ثورة الجزائر واليمن والكويت وسوريا.

 

وكشف اللواء نصر سالم، أنه عندما أنشأت إسرائيل فى سيناء أقوى خط برليف، قيل عن خط برليف أنه حصل على كل المميزات وتلاشى من كل العيوب، وبلغت تكلفته البنائية وقتها حوالى 500 مليون دولار، ورغم كل ما كان يحاول هزيمة الجنود المصريين نفسيا بشأن تحطيم بارليف، إلا أن العسكرية المصرية التى لا تعرف المستحيل نجحت فى تحطيم الخط المنيع الذى تم بناؤه فى 6 سنوات –كما وصفته إسرائيل-، خلال 6 ساعات فقط.

 

الربيع العربى

وعن حماية الجيش للشعب فى ثورة الربيع العربي، قال اللواء نصر سالم إن الجيش نجح فى حماية الشعب من حرب أهليه، وأدار شئون البلاد حتى تم اختيار الرئيس بناء على طلب الشعب الذى احترمه الجيش، وفى ٢٠١٣ عندما ثار الشعب على هذا الرئيس سانده الجيش ووقف لحمايته، وأوقف جميع مؤامرات الإخوان ضد الشعب ومنع مذابح محققة كانوا يستعدون لها، وتدخل الجيش بناء على مطلب الشعب.

 

الأسلحة الفاسدة

اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري، يؤكد أن تاريخ الجيش بدأ من ثورة 1952 التى قام بها مجموعة من الضباط الأحرار، بعدما كانت تعانى من أخطاء حدثت فى العمليات العسكرية فى 1948 حيث أصيب الضباط بضرر نفسى كبير إثر الهزيمة التى تلقاها الجيش المصرى فى هذه الحرب، والتى أدت إلى انتصار إسرائيل على الجيوش العربية، بعدما كانت القوات المصرية متقدمة فى الجزء الأول من الحرب، مشيرا إلى أن المدد والأسلحة الفاسدة التى تم تزويد الجيش المصرى بها عقب الهدنة الأولى فى 1948 تسببت فى الكثير من الأخطاء التى أدت للهزيمة تزامنا مع الشروط السياسية التى وافق بها القصر الملكى الحاكم وقتها للبلاد.

 

وأوضح الغباشى، أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية العصيبة التى غرق فيها المصريون فى تلك الحقبة، حيث جاء وقت على أغلب المصريين للسير حفاة على الأقدام دون أحذية، حتى بلغ الفقر الحلقوم، وكانت الغالبية العظمى من الأراضى يمتلكها الإقطاعيون بينما يعمل عندهم البسطاء بالأجرة اليومية، مشيرا إلى أن الشعب المصرى كان يعيش حالة من الذُل والانكسار، بالإضافة إلى المزيد من الانتهاكات الشديدة التى كان يعيشها أبناء الوطن وكان أبرزها "مذبحة دنشواي"، موضحا أن كل هذه الأحوال السيئة دفعت بالضباط ألأحرار إلى القيام بثورة لتحقيق العدل بين المصريين، وتطهير البلاد من الإنجليز، وكانت هذه الحركة خالصة بأيدى أبناء الجيش حيث تجمعت الأيادى لتنفيذ أحلام البسطاء، وشهدت الحياة فى مصر تغيرات جذرية وامتد صداها إلى دول شرق آسيا وإفريقيا، واهتمت الثورة بتشكيل جيش وطني، لافتا إلى أن مصر فى تلك الحقبة ساهمت فى تحرير الجزائر ونحو أكثر من 20 دولة إفريقية، واشتهر عام 1960 بعام "البهجة للقارة الإفريقية"، بعدما حصلت أكثر من 20 دولة على استقلالها.

 

وقال الغباشى: عندما نتحدث عن الجيش المصرى فإننا نتحدث عن جزء أصيل من نسيج الدولة المصرية، لأن الجيش المصرى هو الوحيد الذى لا يضم أى مرتزق أو مجنس، وأتذكر أهم المواقف التى تواجهنا فى الحياة عندما نشاهد شخصا يتصرف تصرفات غير سوية أو غير مسئولة فيواجهه الكبار بمقولة " ما أنت لو كنت دخلت الجيش كنت أتعلمت وفهمت وبقيت صح"، فهذا المفهوم وهذه المؤسسة المحترمة حريصة على حماية الأرض والعرض عندما تعمل فهى تعمل بدافع وطني.

وأشار الغباشى، إلى أن الجيش المصرى ساعد الأمة العربية فى جميع الاتجاهات عندما يقع ظلم على أية دولة من الدول العربية، مؤكدا أن مشاركة القوات المسلحة المصرية فى العديد من الحروب العربية مثل فلسطين والكويت، جعل الدول العربية بالكامل تقدر هذا الدور الأصيل، لأن الجيش المصرى بمواقفه البطولية يحمى الأمن القومى العربي.

 

وأوضح اللواء الغباشي، أن انتصارات أكتوبر، حدث عظيم غير مسبوق ولن يتكرر ولن يحدث فى أية دولة عربية مرة أخرى، مؤكدا أن نصر أكتوبر بدأ منذ يوم 9 يونيو عندما أعلن الزعيم الراحل عبدالناصر، التنحى حيث خرج الشعب فى كل القرى والميادين والمحافظات يعلن رفضه لقرار عبد الناصر، وطالبوه بالحرب، رافعين شعار "هنحارب"، وكانت هذه الكلمة هى الشعلة الحقيقية للحرب، وحقق الجيش انتصارا غاليا فى معركة الكرامة، ما زال يحير جيوش العالم،

 

الدعم الشعبى

وكشف الغباشى، أن الجيش المصرى نال دعما شعبيا خلال فترة الحرب حيث اتفق الفلاحون على توجيه جزء من إنتاجهم للمجهود الحربي، ووهب أصحاب سيارات النقل سياراتهم لنقل معدات الجيش دون أى  مقابل، وكانت السيدة أم كلثوم، وعبد الوهاب، يقيمون الحفلات الفنية وتخصيص حصيلتها لصالح المجهود الحربي، بالإضافة إلى المشاركات الشعبية التى لم تنته بأى شكل من الأشكال، والتى تمكن من خلالها الجيش المصرى فى خلال 6 سنوات أن يعيد بناء نفسه بتدريبات قاسية وبالقليل من الإمكانات، واستعاد توازنه، ثم بدأت حرب الاستنزاف التى استمرت حتى عام 1970، واسترد فيها الجيش والمقاتل المصرى كرامته فى عمليات كثيرة سواء للقوات الجوية أو العناصر الفدائية من كافة الأسلحة، والتى كانت تعبر وتأسر وتقاتل وغيرها من العمليات الكثيرة، أثناء عمليات الاستنزاف التى قام بها المقاتل بشكل لافت للأنظار وألحقت بالعدو الخسائر الجمة، إلى أن كانت التدريبات القاسية هى عنوان مرحلة البناء وكان حماس وفداء الجندى المصرى وكلمة "الله أكبر"، مفتاح النصر، الذى اربك الحسابات العسكرية وأحدث طفرة فى المفاهيم العلمية بالكثير من المعاهد العسكرية حول العالم.

 

 اللواء مصطفى كامل، الخبير العسكري، يكشف أن مصر خاضت عدة حروب بدأت بحرب 1948 ثم 1956 ومنها إلى هزيمة 1967 ثم حرب الاستنزاف فحرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن هذه الحروب المتعددة مجزءة لكنها تعتبر حربا واحدة، وقال : القوات المسلحة المصرية نجحت منذ عام 1952 أن تغير نظام الحكم الذى استمر حقبة طويلة جدا، ولا أعنى بها محمد على، ولكن كانت مصر مستعمرة من الإمبراطورية الفارسية والرومانية، إلى أن استقبلت الفتح الإسلامي.

 

وأوضح كامل، أن القوات المسلحة استطاعت فى بداية خطواتها أن تحقق استقلالا لمصر، ليصبح الحكم مصريا خالصا بقيادة مجلس الثورة الذى ضم الضباط الأحرار، مشيدا بعملية استقلال الحكم المصرى وهذا شىء عظيم ولكن للأسف لم ينتبه له الكثير من المؤرخين.

 

أشجع الرجال

البطولات العسكرية .. تاريخ لا ينتهى فى السلم والحرب، وحياة الجندى المصرى حافلة بالبطولات التى تنقضى، وصناع الأعمال الفنية لم يؤرخوا البطولات العسكرية للجيش المصرى كما يجب أن تكون .. بهذه الرؤية كشف عدد من الفنانين والمخرجين والكتاب الذين شاركوا فى أعمال فنية تسرد تاريخ العسكرية المصرية، أن الساحة ما زالت فى حاجة ملحة للمزيد من الأعمال الفنية، مشيرين إلى أن دور العسكرية المصرية تطور إلى المشاركة فى تحقيق الأمن الداخلى خلال فترة الفراغ الأمنى التى ابتعدت فيها الشرطة عن المشهد العام، موضحين أن الجيش المصرى يسهم بصورة كبيرة فى تحقيق الأمن بمفهومه العام حيث ساهم فى طفرة اقتصادية للبلد.

رئيس الإذاعة الأسبق فهمى عمر، حدثنا عن الأجواء التى عاشها مبنى ماسبيرو خلال حرب معركة الانتصار فى السادس من أكتوبر، قائلا : "أتذكر يوم ٦ أكتوبر أن رئيس الإذاعة وقتها أصدر قرارا بمغادرة السيدات مبنى ماسبيرو، واقتصار العمل على المذيعين الرجال فى جميع الشبكات الإذاعية، واستمر تواجدنا داخل المبنى لعدة أيام دون خروج وذلك لتغطية الأحداث وتقديم البرامج الإذاعية لعرض الأنباء الكافية عن الحرب الكرامى التى أعادت الأرض وصانت العرض فى وقت أذهلت قواتنا المسلحة فيه جيوش العالم.

 

وعن تسجيل الأغانى الوطنية خلال تلك الفترة قال عمر : "يوم تسجيل أغنية "حلوة بلادي" على ما أتذكر  رجال الأمن وقتها كانت لديهم أوامر بعدم اقتراب أحد من مبنى ماسبيرو ولكن عندما وصل بليغ حمدى إلى مبنى الإذاعة أخبره أحد رجال الأمن بأن لديه أوامر بعدم السماح لأى شخص مهما كان بدخول المبنى إلا بعد الاتصال بمكتب رئيس الإذاعة، وبالفعل تم التواصل مع رئيس الإذاعة وقتها وفى غضون عشرة دقائق تم السماح له بالدخول وبصحبته الفرقة الموسيقية إلى الاستوديو لتسجيل الأغنية، وما قيل فى هذا الموضوع عن أنه منعه ولم يدخل عبارة عن شائعات لا اساس لها من الصحة، يراد بها تزييف التاريخ وإحداث حالة من الخلل فى الحقائق.

 

وتابع عمر : "بعد بدء الحرب بأيام توافد إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون الفنانون والملحنون والشعراء والأدباء لتقديم الرسائل التحفيزية للجنود البواسل بالكلمات والأشعار والأغانى الوطنية، ولا أحد ينسى أغنية الفنان بليغ حمدي" بسم الله الله أكبر"، والتى عبر بها عن بسالة الجندى المصرى والقائد الذى أذهل العالم وهزم الجيوش التى لا تقهر، وحطم أساطيل عسكرية قيل عنها إنها منيعة ولا يمكن لأحد أن يقترب منها أو أن ينال منها شيئا.

 

العبور الحقيقى

سعيد شيمي، مدير التصوير السينمائي، يقول: الأفلام التى قمت بالمشاركة فى تصويرها عن الحياة العسكرية والحروب التى خاضتها مصر، لها طابع خاص فى الوجدان والذاكرة الفنية، وكان أهمها فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبي، باعتباره من أكثر الأفلام التى تتعرض لذكرى حرب أكتوبر، وكل مشاهد الحرب بالفيلم كانت تصوير بما فيها مشهد العبور وصورناه بمنطقة رقم ٦ فى الإسماعيلية، وأنفى أن تكون لحظة العبور الحقيقية قد تم تصويرها سينمائيا، وكنت مصورا متطوعا فى الحرب، والجمهور كان لديه اعتقاد بأن مشاهد الحرب واقعية خلال أحداث الفيلم، ولكن ما أرويه هى الحقيقة، فكل أحداث الفيلم كانت تصوير.

 

وقال شيمى : "كنت شابا حديث التخرج من معهد السينما عندما تم ترشيحى لتصوير فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبي، وفى نفس الوقت كنت من المصورين المتطوعين بحرب أكتوبر والنكسة، وعندما قبل يوسف السباعى طلب تطوعنا توجهنا إلى الجبهة يوم ١٢ أكتوبر أى بعد مرور أسبوع تقريبا على العبور".

 

وتابع شيمى قائلا : "لا يوجد حتى هذه اللحظة عمل فنى استطاع أن يقدم معركة أكتوبر بشكل أقرب للواقع لأننى صورت فى الحرب وشاهدت ما حدث بها، والمفترض إنتاج أعمالا كثيرة عن البطولات المصرية ليس شرط عن الحرب والعبور، ولكن ثقافة الشباب والمنتجات أصبحت تطلب أفلاما للتسلية والانبساط وتبتعد عن هذه النوعية وللأسف هذه مشكلة كبيرة".

 

تاريخ الجيش

الفنان القدير يوسف شعبان، يرى أن الأعمال التى رصدت تاريخ الجيش المصرى أو ظهرت الجانب الإنسانى ما هى إلا جزء بسيط من الشخصية الحقيقية لدى الجنود والنسور المصرية؛ موضحا أنه لا توجد أية أعمال تعرض العسكرية المصرية كما يجب أن تكون حاليا، حيث إن الأعمال الفنية الموجودة على الساحة ما هى إلا للتفاخر فقط بالانتصارات التى حققها الجيش المصرى دون التركيز على مهام الجندى المصرى والبحث فى حياته الشخصية وحجم التضحيات التى يقدمها فى حياته وشخصيته من أجل أن يحافظ على تراب هذا الوطن العظيم.

 

وتابع شعبان : السينما فى العصور الماضية كانت تعيش الواقع أى أوقات الحروب جميعها كانت ترصد بالعين وليس بالخيال وحده كما يحدث الآن، فأفلام الماضى مازالت راسخة فى قلوب المصريين لأنها استطاعت أن تحاكى القلوب قبل العقول، فلا يمكن لأحد أن ينسى فيلم "الرصاصة لاتزال فى جيبي"، أو "الطريق إلى إيلات"، أو مسلسل "رأفت الهجان" بما عرضته كل هذه الأعمال الفنية من أحداث، حيث تعلق المشاهد بما عرضته هذه الأعمال من أحداث ليست بعيدة عن الواقع بكثير، إنما تحاكى العقل والواقع معا، ولذلك فهى ستظل باقية فى تاريخ السينما العالمية.

 

غير كافية

الناقدة ماجدة خير الله، تكشف أن الأفلام التى تم صنعها لانتصارات السادس من أكتوبر ليست كافية بالقدر الذى يتناسب مع هذا النصر المعجزة، مؤكدة أنه لا بد من وجود أفلام أخرى، وأن الفن بدأ يستوعب فكرة دعم الجيش  المصرى خلال الفترة الحالية، كما أنه لا خلاف على أن الجيش المصرى هو الآخر يدعم الفن منذ فترة الحروب، وخير مثال على ذلك فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، والذى وجد دعما كبيرا وموصولا من قادة الجيش المصرى، وبالتحديد من داخل إدارة الشئون المعنوية التى أقامت مسابقات فى الكتابة والسيناريو عن هذا النوع من الأفلام خلال فترة تولى اللواء سمير فرج، مهام مدير الشئون المعنوية.

 

وتابعت خير الله : هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى تمت كتابتها خلال الفترة الحالية ويتم تقديمها كمشروعات لأفلام من الكتاب عن طريق الشئون المعنوية، وبالفعل بدأت تظهر إلى النور مثل فيلم "الممر"، حيث إن مثل هذه الأعمال الفنية يتطلب نوعا مختلفا من الإنتاج ويحتاج المنتج القادر على تجهيز المعدات العسكرية وما يلزمها من إعدادات متكاملة لإنجاح العمل الفنى بالشكل اللائق والمطلوب.

 

أعظم الجيوش

المطرب الكبير سمير الإسكندراني، يؤكد على أن الجيش المصرى من أعظم جيوش المنطقة العربية، ويطالب صناع الأعمال الفنية بالاهتمام بعرض التاريخ كما يجب أن يكون، مؤكدا أن الأعمال الفنية خلال حقبة الستينيات والسبعينيات كان شغلها الشاغل أن تنتج أعمالا فنية تليق بمكانة الجنود الأبطال الذين سطروا ملحمة الانتصارات العظيمة واستردوا بها الأرض ودافعوا عن العرض.

 

وطالب الإسكندراني، المنتجين والمؤلفين بضرورة التركيز على تأليف وإنتاج الأغانى الوطنية التى تعرض وتتعرض لحياة الجنود البواسل الذين يحمون الأوطان، ويدفعون كل نفيس مقابل تحقيق الأمن والاستقرار على أرض مصر الحبيبة، ورصد المتاعب التى يواجهها ضباط الجيش وجنوده من أجل راحة المصريين، مشددا على أهمية أن تكون هناك أعمالا فنية يتم إنتاجها باستمرار من أجل الجيش الوطنى المصرى.

 

الصفعة

المخرج القدير مجدى أبوعميرة، يقول: سأظل أفتخر بمسلسل الصفعة، الذى قدمنا خلاله مسيرة مهمة لأبطالنا العظماء الذين وجهوا الصفعة الكبرى للجيش الإسرائيلى الذى لم يكف محاولاته لتمكين جواسيسه من تحقيق الاختراق الأمنى للوصول إلى مصادر المعلومات السرية التى تسهل عليه مهمة كشف ورصد التحركات العسكرية للجيش المصرى، وأتمنى تكرار عشرات الأعمال العارضة للإنجاز العالمى المتمثل فى انتصارات أكتوبر المجيدة، وتقديم الأعمال الدرامية عن انتصارات وإنجازات وبطولات الجيش المصرى وجنوده البواسل.

وتابع:" أقل واجب يمكن تقديمه أمام بطولات الجيش المصرى العظيم، ويكفينى فخرا أننى شاركت فى تقديم مسلسل يتحدث عن إحدى القصص الواقعية من ملفات المخابرات المصرية والمهم أنه أحد أهم الأعمال الحقيقية التى تعرض واقعا تم نقله من خلال كتابات اللواء عادل شاهين، ونجحنا فى عرض الدور الإيجابى للمخابرات العامة فى حماية الأمن القومى لمصر من خلال تنفيذ العمليات البطولية التى سبقت حرب الكرامة والعزة، وتدور أحداث المسلسل فى الفترة من عام 1957 مرورا بانتصارات أكتوبر المجيدة، مشيرا إلى أن نجاح العمل الدرامى جاء لإتقان المشاركين فيه لأدوارهم كل فى موقعه، حيث أكد براعة الممثلين فى إقناع المشاهد بالدور المقدم، وأتذكر فى مقدمة هؤلاء الفنان شريف منير الذى أدى دور الجاسوس بصورة واقعية، وأبدع فيى تقمصه للدور والشخصية".

 

وتعجب أبوعميرة، من عدم تكرار الأعمال الفنية التى تقدم الإنجازات والعلميات البطولية التى نفذها أبطال الجيش البواسل على مدار العقود الماضية والحالية والتى تتمثل فى الحروب السابقة التى كتبت تاريخا مشرفا للعسكرية المصرية، بالإضافة إلى الحروب التى لم تنته إلى الآن مع جماعات سفك الدماء والتى تسعى بها تشكيلات الجيش المصرى لتحقيق اقصى درجات الأمن والاستقرار على أرض مصر الغالية، وتمنى أبوعميرة، أن يتم تكرار الأعمال الفنية التى تسرد مسيرة أبطالنا من الضباط والجنود أبطال نصر أكتوبر لأن كل فرد فى هذه الملحمة البطولية له حكاية رائعة تستحق عملا فنيا كاملا وحده، أو مسلسلا يتم عرضه على عدة أجزاء للحديث عن كل بطل على حدة

 

تكاليف ضخمة

وكشف أبوعميرة، أنه على يقين بأن هذه الأعمال قليلة جدا، وتجد صعوبة بالغة فى إنتاجها بسبب تكلفتها الباهظة كما أنها تحتاج إلى مواصفات عديدة بالأماكن التى تنفذ خلالها مشاهد الحروب والمواجهات، كما تساءل أبوعميرة قائلا: هل يعقل أن توجد 8 أفلام فقط عن معركة الشرف والكرامة فى السادس من أكتوبر 73؟، وتابع: ليس من المعقول أن نقدم 8 أفلام سينمائية فقط عن انتصار أذهل العالم أجمع بقواه العظمى فى 45 عاما أو يزيد، وهى أفلام " الرصاص لاتزال فى جيبي، وأبناء الصمت، والوفاء العظيم، وبدور، وحتى آخر العمر، والطريق إلى إيلات، وحكايات الغريب، والعمر لحظة"، مضيفا : يا ريت كل 5 أعوام نرى عملا سينمائيا عن أبطالنا.

 

الشعب المرير

المخرجة القديرة أنعام محمد علي، تؤكد سعادتها بمشاركتها فى تقديم أعمالا مشرفة عن بطولات الجيش المصرى، والتى يأتى على رأسها نصر أكتوبر المجيد، والدور البطولى العظيم الذى قدمه الجنود المصريون الذين أعادوا روح الانتصار للشعب المرير، وتابعت: قدمت فيلم حكايات الغريب عام 1992، وهو من قصة الكاتب الكبير جمال الغيطاني، وسيناريو وحوار محمد حلمى هلال، وتناول الفيلم قصة المواطن المصرى البطل الجندى عبدالرحمن، الذى جعلت روح الهزيمة فى حرب 67 منه شخصا ضائعا إلى أن وجد نفسه فى نصر أكتوبر 73، وفى عام 1993 قدمت فيلم الطريق إلى إيلات، وعرضنا خلاله تفاصيل حرب الاستنزاف، وكيفية وصول الضفادع البشرية ليلا ومواجهة الصعوبات بالبقاء أقصى وقت ممكن حتى تمكنوا من الوصول إلى المدمرة إيلات، موضحة أن هذه القصة كانت مهمة للغاية حيث برع فى توثيقها فايز غالي، وأجاد تجسيدها الأبطال نبيل الحلفاوي، وعزت العلايلى، ومحمود الفرواي، وصلاح ذو الفقار، ومادلين طبر .

 

وأضافت أنعام : أتمنى تكرار الأعمال الفنية المتنوعة التى تتناول روح انتصارات أكتوبر المجيدة، ولدينا قصص واقعية لأبطال انتصارات أكتوبر، ولا بد أن تكون الأعمال الفنية التى تجسد بطولات الجيش المصرى، بديلا للأفلام الهابطة التى تسىء للسينما المصرية، والمجتمع بشكل عام، وأشارت إلى أنها تتمنى أن تقدم أحد الأعمال الفنية الجديدة التى تتناول حكايات وبطولات الجندى المصرى، وأبدت سعادتها لظهور فيلم كـ "الممر"، إلى الساحة فى وقت كان المجتمع أحوج فيه للأعمال الوطنية، حيث أضاف كثيرا للسينما المصرية وحقق أعلى الإيرادات، وطالبت المنتجين بالتفكير فى إنتاج الأفلام الوطنية لتحقيق بعض النجاحات التى حاز عليها "الممر".

 

الممر .. الأفضل

الفنان أحمد فلوكس، يقول: بلغت سعادتى ذروتها لمشاركتى فى فيلم الممر حيث إن هذا العمل رائع بطريقة لا يمكن وصفها، وعرض خلال أحداثه دور أبطال الجيش المصرى فى الصاعقة، ودورهم البطولى خلال حرب الاستنزاف وانتصارات أكتوبر، مؤكدا أن "الممر"، يعد إضافة لقائمة الأفلام المميزة التى جسدت انتصارات وبطولات الجيش المصرى العظيم، وكشف عن أمنيته فى أن يقدم سلسلة من الأفلام عن أبطال الصاعقة والجيش الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن والمواطن، مشددا على أن حياة كل جندى وضابط وما تحمله من تضحيات عظيمة تعد قدوة عظيمة لأمة بأكملها .

 

وأثنى فلوكس، على الأداء الرائع للمخرج القدير شريف عرفة، قائلا : خلال تصوير أحداث الفيلم، تخيلنا جميعا أننا بالفعل جنود بقوات الصاعقة، وأنا مهامنا وطنية بالفعل، ولم يتسرب إلينا إحساس بأن ما نمارسه تمثيل أو أمام الكاميرات.