رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

جيهان السادات: الرئيس السيسي امتداد للسادات وهدية من الله

جيهان السادات
جيهان السادات

جيهان السادات:

 الرئيس السيسى امتداد للسادات وهدية من الله

لا بد من الابتعاد عن الشائعات والأكاذيب

بطل الحرب والسلام  كان زوجًا حنونًا وأبًا عطوفًا

تفاجأت بحرب أكتوبر ولم أكن أعرف بساعة الصفر

لن تقوم ثورة ثالثة أبدا.. ولو حدث ستكون فى حب السيسى

 

"إن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطا وإنما كانت كبوة عارضة".. جملة ليست بغريبة على أذهان الجميع وليس المصريين فقط، حيث قالها بطل رد لمصر أرضها وكرامتها وأذهل العالم بحنكته وسياسته، إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذى قتل غدرا فى احتفالية أكتوبر 1981م.

ومع اقتراب ذكرى النصر المجيدة، نسدل الستار عن الكثير من الغموض فى قراراته وحياته، وذلك فى حوار مع صاحبة أول لقب لسيدة مصر الأولى وأول زوجة لرئيس مصر تخرج إلى دائرة العمل العام، ألقابها العلمية عديدة وهى سياسية وباحثة ومحاضر جامعية فى جامعة القاهرة سابقا وأستاذ زائر فى الجامعة الأمريكية، إنها جيهان السادات زوجة البطل الراحل، التى نشأت قصة حبهما حينما كانت فى زيارة عند أحد أقاربها بالسويس 1948م.

وكانت تبلغ حينها 15 عاما، وتزوجا فى يوليو 1949م، شاركت زوجها فى كل الأحداث المهمة التى شهدتها مصر بدءا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله فكانت رفيقة دربه فى اللحظات الصعبة وفى لحظات الانتصار أيضا، كمانفذت مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسى للمرأة وعدلت بعض القوانين أبرزها الأحوال الشخصية.

وإلى نص الحوار..

 

بداية.. حدثينا عن ردة فعل الرئيس السادات عند تلقى خبر استشهاد أخيه؟

الحقيقة أنا علمت أولا بهذا الخبر الأليم فأخبرته بالتدريج كى لا يتلقى الصدمة مرة واحدة، فقلت له إننى كنت أمر بالمستشفى التى بها جرحى الحرب والمصابين، وكم هؤلاء شجعان وكانو لا يودون الرجوع عن الحرب وعلى الرغم أن البعض كانت إصابتهم عميقة إلا أنهم يتشوقون للرجوع إلى أرض المعركة ليستردوا أرضهم، وفى طريقى سألت الطيارين عن أخيك عاطف فأحدهم رد على بأن طيارته فقدت فنظر لى وأكملت حديثى قائلة: "يظهر إنه مش لاقيينه"، رد على قائلا: "مثله مثل أى جندى من أبناء مصر، كلهم أبنائي"، وكان متماسكا على الرغم من حبه الشديد له نظرا لأنه أخيه الصغير فكان دائما ما يدلله، ولم يجد رفاهية الحزن على أخيه لأن الحرب كانت فى ذروتها فكانت الظروف تحتم عليه بأن يتماسك فقال هو استشهد وهذا شرف له وكلهم أولادى.

 

هل كان يطلعك الرئيس السادات على بعض خطط الحرب؟

منذ يوم زواجنا وكنت لا أتدخل فى شغله، خاصة الأمور الحربية وجهلت موعد الحرب مثلى مثل باقى عامة الشعب كذلك هو كان لا يتدخل فى مهامى المنزلية التى أقوم بها من شكل ديكور أو طهى أكلة فدائما كان يقول بأن هذه مملكتى لا دخل له بها.

 

حدثينا عن ليلة مبيت الرئيس الراحل خارج المنزل قبل الحرب؟

كان السادت مُصرا على استرداد أرضه لأنه كان يرفض أن يكون رئيسا لدولة أجزاء منها محتلة، فطلب منى قبل حرب أكتوبر بيوم تحضير حقيبته لأنه سوف يخرج ليقضى ليلته فى قصر الطاهرة، حيث كانت غرفة عمليات حرب أكتوبر، وعندما وصل للقصر اتصل بى وقلت له حينها إنه سوف ينتصر لأنه يدافع عن الحق ويحاول استرداد الأرض من مغتصب، فرد على قائلا: "أنا واثق بإذن الله من النظر".

 

كيف تقبلتى صدمة اغتيال الرئيس؟ ولماذا لم تحضرى تنفيذ الإعدام على من قتلوا زوجك؟

أنا لم أقف على قدمى بعد رحيل زوجى إلا بعد سنة تقريبا من رحيله فكانت الصدمة صعبة على بشدة، وأوقفت عملى فى جامعة القاهرة لمدة عام حتى استرد أعصابى وأولادى حول منى، فالصدمة كانت غير طبيعية تحملناها كأسرة وتخطناها وألهمنا ربنا الصبر والسلوان، لكن لم يرتاح بالى حتى تم إعدام من قتلوا زوجى، وسبب عدم حضورى لتنفيذ حكم الإعدام عليهم هو أنه لا يمكننى أبدا أن ألتقى بشخص من الجماعات الإسلامية لأى هدف مهما كانت الأسباب حتى بعد مرور عشرات السنين على وفاة زوجى.

 

كيف تعامل الرئيس السادات مع الأزمات التى واجهته؟

الرئيس السادات كان قائدا وزعيما سياسيا ولديه خبرة قبل أن يتولى الرئاسة ورأى كثيرا وعاصر عديدا من المواقف فكان لا يوجد مشكلة أو أزمة إلا عكف عليها حتى وجد لها حلا والعالم يشهد بحكمته وحنكته وخبرته السياسية.

 

مَن مِن الزعماء الأقرب للرئيس السادات؟

الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهو وطنى مثله ورفع رأس مصر عاليا أمام العالم كما فعل السادات فى أكتوبر 1973، والرئيس السيسى هدية علينا جميعا أن ندعى له ونقف بجانبه وألا ننساق وراء الأكاذيب وأدعوا الله أن ينصره.

 

ما سبب إفراج أنور السادات عن الجماعات الإسلامية فى عهده؟

أفرج عنهم كرئيس أراد أن يفتح صفحة جديدة معهم كمواطنين و أراد بناء الدولة وتنميتها.

 

هل تنبأ الرئيس أنور السادات بحروب الجيل الرابع؟

لم يتنبأ ولا أحد تنبأ ولن تحدث أن الدول النامية هى التى يجرى فيها تلك الحروب، وعلينا ألا ننساق وراء كلام بعض المخربين الذين يريدون بمصر سوءا وأصواتهم فقط تعلوا لأن بعض الجهات المعادية تمولهم، مثل: قطر وموفرة لهم فضائيات تنشر أكاذيبهم لكنهم لا شيء بالنسبة لنا وأقرب مثال ما نشرته بعض القنوات المعادية من فيديوهات مفبركة ادعت أنها ثورة.

 

حدثينا عن مصر فى عهد السادات ومصر فى عهد الرئيس السيسى؟

جمهوريتنا فى عهد الرئيس السادات كانت بلد واقعة تحت الصفر مهزومة محتلة فكان "أنور" واضع كل ذهنه بأن يشن حربا ليسترد الأرض ثم يبدأ فى إصلاح أحوال البلد من الداخل وكانت مرحلة صعبة أما الآن نعيش فى عهد السيسى فى حالة أمان واستقرار يحسدونا عليه، وأتعجب ممن يحرضون الناس على ثورة كيف لا يرون سوريا وليبيا والعراق والبلاد من حولنا، نحن لسنا مستقرين أمنيا فقط بل نبنى مستقبلا أيضا وأكبر دليل على ذلك الطرق والكبارى والمستشفيات والمدارس، العيش لا يوجد طوابير، الكهرباء لا تنقطع وندعى للرئيس بالتوفيق.

 

ما رأيك فى نتائج حرب مصر مع الإرهاب وأيهما أخطر الحرب مع إسرائيل أم الإرهاب؟

لا يوجد مقارنة بينهما لأن حرب أكتوبر جيش لجيش أم الإرهاب فهى حرب أناس يعيشون وسطنا وفجأة نراهم يفجرون قنبلة فلا يوجد تشابه بينهما والشعب المصرى عاقل وفاهم ويعلم جيدا كيف يقف للإرهاب وأنا لا أقول لذلك مجاملة ولكن ننظر لبعض البلاد المجاورة نقول الحمد لله اننا نقدر نعيش الجيش المصرى واقف معانا فى كل شيء البناء ورفع التنمية والشرطة المصرية أيضا ضحت بالغالى والنفيس وضحت بأولادهم كى نحيا فى بيوتنا سالمين فأنا أدعوا لهم بأن يوفقهم الله ويعينهم على أعدائهم والرئيس السيسى هدية المفروض كلنا ندعى له ونقف بجواره وندعمه ولا ننساق وراء من يتفوهون بالكلام الفارغ ربنا ينصره لأنه شخص وطنى رفع رأس مصر عاليا أمام العالم.

 

برأيك مصر إلى أين فى عهد السيسى؟

نشكره على التنمية التى نشهدها فالكوبرى الذى كنا نبنيه فى سنين الآن يشيد فى أشهر قليلة نشكر القوات المسلحة لأنها تسهم فى تنمية مصر وواقفة بجانب الشعب للقضاء على الإرهاب بنسبة كبيرة، ومشاكل الكهرباء، وعلاج فيروس "سى" وأنا ابنتى الكبيرة كانت تعانى من هذا المرض وتعالجت بمصر.

 

ما المقارنة بين قرارات الدعم التى اتخذها السادات ونشوب التظاهرات بعدها ثم تراجعه فى قراره مقارنة بقرار الرئيس السيسى بإلغاء الدعم تدريجيا؟

الرئيس السيسى فهم ما حدث أيام السادات وقام الناس بمظاهرات لأنهم ألغوا الدعم مرة واحدة على أشياء بسيطة، والوقت غير الوقت لأنه طبيعى نفهم من تجارب السابقين فى التاريخ، فاستطلع الرئيس عبدالفتاح أن يدير الأمور جيدا ويلغى الدعم خطوة بخطوة، كما إنه فى وقت السادات كنا منهكين من الحرب فكان توقيتا صعبا حينها، أما الآن حمدا لله يوجد استقرار وأمان.

 

وجهى كلمة للقوات المسلحة والشرطة؟

بدون القوات المسلحة لم نكن نستطيع العيش فى أمان هم من حمونا فهم فوق رؤوسنا، لا بد أن نضعهم فى أعيننا، ونسأل على زوجاتهم وأولادهم، والشرطة المصرية أيضا ضحت بالغالى والنفيس فى سبيل تأمين وطننا ونعيش فى بيوتنا آمنين وأدعوا لهم الله بأن يوفقهم ويسدد خطاهم.

أولادى لا يوجد لهم مثيل فهم على قدر عالٍ من الأخلاق والوطنية والإخلاص لبلدهم مصر ونحن كأسرة رئيس راحل ندعم مصر بكل ما أوتينا من قوة.

 

حدثينا عن الرئيس الراحل أنور السادات كزوج وأب؟

عشت حياة سعيدة، فكان أبا حنونا جدا على أبنائه وزوج يشجعنى بشكل مستمر، كما كان يدعمنى بعد أن عدت إلى الجامعة مرة أخرى وكان هذا وأنا فى عمر الـ 40 عاما، ولم يرفض بل شجعنى للحصول على الماجستير والدكتوراة، وكان يقف فى ظهرى باستمرار، فضلا عن تشجيعه لى على العمل الاجتماعى، فالرئيس السادات قدم العديد من الأعمال الجيدة لى وللبلد، فأنا كنت أعيش حياة سعيدة جدا كزوجة وأم، وهى نعمة من ربنا.

 

عند الإعلان عن حرب أكتوبر ماذا كان رد فعلك؟

لم أكن أعلم عن موعد الحرب، وكل ما يخص الحرب هى أسرار لم أتجرأ أن أسأل عنها السادات، وهو مستحيل كان يتحدث معى عنها، ولكنه بعد أن ترك المنزل وذهب إلى القيادة يوم 5 أكتوبر، علمت وتوقعت أن الحرب اقتربت، ولكنى لم أكن أعلم بموعد الحرب، وبعد الإعلان عن الحرب شعرت بسعادة بالغة لا توصف، وكنت أذهب إلى السادات فى قصر الطاهرة لأن غرفة العمليات كانت فى القصر، حيث كان الرئيس السادات مخصص البدروم من أجل تعليق  الخرائط والاجتماع بالقيادات للتشاور.

 

ما الدور الذى قمتى به خلال حرب أكتوبر؟

كنت أذهب إلى المستشفيات خلال الحرب، وكنت أعقد اجتماعات فى الهلال الأحمر مع سيدات مصر، لتقسيم أنفسنا إلى مجموعات كل مجموعة تذهب إلى مستشفى معينة لتقديم المساعدات للجنود المصابين، وكان كل شيء يتم بشكل منظم، فلا يوجد مستشفى فى ذلك الوقت لم أذهب إليها مع المجموعة التى ترافقنى من السيدات الأخرى، وكان الجنود المصابون يفرحون بهذا جدا، وكان الانتصار فرحة كبيرة فى مصر، حيث إنها أول مرة ننتصر ونتشارك لفرحة فى جميع مصر.

 

ماذا قال الغرب عن الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر؟

كانوا معترفين بالانتصار ولا يستطيعون إنكار ذلك، وحتى الآن فى أمريكا، عندما يلتقى شخص أمريكى بمواطن مصرى الجنسية كان يسأل أنت من بلد السادات، فانتصار أكتوبر كان مشرفاً وأمر عظيم جعلنا فخورين ببلدنا، فكان السادات بطلا، ما زال العالم بأكمله يعترف به.

 

لماذا وصفتى الرئيس السيسى أنه امتداد للسادات؟

لأنه كان متدينا وعلى خلق مثل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان متدينا ووطنيا جدا يتفانى من أجل بلده، ويضحى من أجل مصر، فضلا عن الشجاعة والإقدام، وحب الوطن فهذه المميزات يشترك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الراحل السادات.

 

لو أمهل القدر الرئيس السادات وقتا ماذا كانت خططه لمصر؟

كان يرغب فى أن يجعل مصر قطعة من أوروبا، وكان يريد رفع مستوى الفرد فى البلد، ولكنه خلال حرب أكتوبر كان كل تركيزه منصب على الحرب فقط، وكان يريد بعد انتهاء الحرب أن لا يجعل فى مصر شخصا فقيرا، وأن يحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ولكن التنمية فى مصر تأخذ وقتا كبيرا لتحقيق الهدف، وهو ما يفعله الرئيس عبدالفتاح السيسى الآن فى محاولته لحل مشاكل الفقراء من خفض أسعار السلع المرتفعة، فالرئيس السيسى استطاع أن يقضى على الغلاء، فضلا عن المجتمعات العمرانية الكبيرة التى أنشأها، والقضاء على العشوائيات وأقام بدلا منها مساكن للمواطنين يعيشون فيها، فهو مجهود كبير يقوم به السيسى.

 

ما قصة الميدالية الذهبية التى يريد منحها لاسم الرئيس السادات من قبل الإدارة الأمريكية؟

كنت فى أميركا لتلقى العلاج، فالتقيت بمجموعة من الكونجرس الأمريكى، كانوا يريدون تكريم محمد أنور السادات كأول بطل فكر فى السلام، وسوف يقام احتفال كبير فى شهر مارس القادم إن شاء الله.

 

بعد هزيمة 1967.. كيف استعاد الرئيس السادات النصر؟

استعاد النصر بنفس الجنود الذين انهزموا فى 1967 هم الجنود الذين انتصروا فى حرب أكتوبر 1973، ولكن فى حرب أكتوبر كان هناك تنظيم، و كان الجنود متعلمين ليسوا مجرد جنود قادمين من الأرياف، وكانت كل خطوة فى الحرب مدروسة ومنظمة.

 

ما رأيك فى الدعوات التحريضية لعمل ثورة ثالثة فى مصر؟

الشخص الذى يقوم بالدعوات التحريضية هو أقل من أنى أعلق عليه، فهو إنسان تافه و يحلم، ولكن لن تقوم ثورة ثالثة أبدا ولو ظهرت ثورة فسوف تكون مظاهرة تأييد للرئيس السيسى وللتعبير عن الحب لما قام به للبلد من تنمية، وأعمال ظاهرة لكل العالم، فالكهرباء لم تنقطع مثل ما كان يحدث قبل عهد الرئيس السيسى، ولا يوجد زحام على المخابز، فالرئيس السيسى قام بمعجزات ولا أعتقد أن تقوم ثورة ضده.

 

أبرز المواقف التى حدثت فى حياتك مع الرئيس السادات؟

أنا والسادات تزوجنا عن قصة حب، وليس مجرد زواج تقليدى فكانت حياتنا سعيدة جدا وكنا نتفانى فى خدمة مصر، ولأننا كنا مخلصين لبلدنا بشكل كبير فكان هناك سباق بينى وبين السادات باستمرار لخدمة البلد، أنا من خلال العمل الاجتماعى وهو من خلال عمله السياسى، والحمد لله ربنا وفقنا.

 

موضوعات متعلقة