رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

لماذا استعادت إيران أنشطتها النووية وكيف تعاملت أمريكا مع القرار؟ .. إليك الإجابة

الرئيس الايرانى حسن روحانى ونظيره الامريكى ترامب
الرئيس الايرانى حسن روحانى ونظيره الامريكى ترامب

ذكرت عدد من التقارير العالمية، الأسباب الحقيقية وراء استعادت إيران أنشطتها النووية، حيث بدأت منذ مايو الماضى، بـ 4 خطوات اتخذتها فى سبيل تقليص التزاماتها من الاتفاق النووى المبرم فى 2015، فلماذا يحدث ذلك؟ ومتى؟ وماذا تريد إيران؟.. يجيب "اليوم السابع" بشكل مبسط على كل هذه التساؤلات ويقدم للقراء والمتابعين للشأن الإيرانى، أهم الأسئلة فى هذا المجال.

وأكدت التقارير أنه منذ مايو 2019 أعلنت إيران، أنها ستبدأ فى تقليص التزاماتها من بنود الاتفاق النووى، والسبب هو للرد على انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق، وإعادة فرض العقوبات المشددة على طهران، حيث تقول طهران أنها تستند إلى قرار تقليص الالتزامات من الاتفاق للفقرتين 26 و36 من الاتفاق.

وفيما يتعلق بالخطوات الإيرانية الأربعة لاستعادة أنشطتها النووية، وردا على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي فى 2018، أعلنت طهران رسميا فى 8 مايو 2019 التخلى عن بعض التزاماتها فى الاتفاق، وفى الأول من يوليو، زادت طهران مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب عن الكمية المقررة فى الاتفاق وهى 300 كيلوجرام، وتجاورت السقف المحدد من المياه الثقيلة.

وفى 7 يوليو أعلنت إيران أنها تنوى أن تنتج فعليا اعتبارا من هذا اليوم اليورانيوم المخصب بدرجة تفوق الحد الاقصى المسموح به فى إطار الاتفاق النووي والبالغ 3,67%، وبعد 6 أيام رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم لـ 4.5%.

وفى 7 سبتمبر الماضى اتخذت إيران الخطوة الثالثة وتشمل 4 مراحل، فى مقدمتها تشغيل 20 جهاز طرد مركزى متطورة من طراز IR6 وIR4 من شأنها زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وفي خطوة رابعة قامت في 7 نوفمبر بنقل 2000 كيلوجرام من غاز سادس فلوريد اليورانيوم من محطة نطنز إلى محطة فوردو تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية، وبدأت تشغيل أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو لتخصيب اليورانيوم بنسبة 5%. كما شغلت 1044 جهازا للطرد المركزى المتطور فى مفاعل فورددو.

أما بالنسبة لتداعيات انهيار الاتفاق النووى على إيران، فإن الخطوات التي تتخذها طهران للرد على واشنطن، قد تؤدى في نهاية المطاف إلى موت تدريجي لـ خطة العمل المشتركة وانهيار الصفقة، وقد تكون أحد التداعيات المحتملة علي إيران فى حال بلغت نسبة تخصيبها لليورانيوم نسبة ما قبل ابرام الاتفاق 20%، وبالتالى قد تؤدى عودة مخاوف المجتمع الدولى تجاه أنشطة طهران، فلم تعد هناك قيود على التخصيب وبعض التزاماتها، وعندها قد يعاد ملف إيران النووى لمجلس الامن، فقد ينظر مجلس الأمن كون ذلك خرقا إيرانيا للقرار الأممى رقم 2231، والذى رفع عن كاهلها عقوبات أممية منذ 2015، مقابل تقييد برنامجها النووى.

وبحسب المراقبين، أنه فى حال حدوث هذا السيناريو، فقد ينذر بعودة العقوبات الأممية علي طهران مجددا، بل وقد يتم إعادة الملف النووى إلى الفصل السابع لـ ميثاق الأمم المتحدة، فقد كانت أحد اهم الإجراءات التي حصلت عليها طهران بموجب الاتفاق النووى 2015 هو خروج ملفها من تحت طائلة البند السابع، وهو الأمر الذى تتفهمه طهران جيدا، وكان حذر الرئيس حسن روحاني العام الماضي من "رد صارم" إذا أحيل الملف مرة أخرى إلى مجلس الأمن الدولى.

وفي مايو 2018 انسحبت الإدارة الأمريكية من النووى الإيرانى (المبرم من قبل مجموعة 5+1، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا)

السبب: يرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الصفقة النووية مع إيران من أسوء الصفقات التى عقدتها الولايات المتحدة، إذ أنها تجاهلت 3 نقاط رئيسية، هى صواريخ إيران الباليستية، وسلوك طهران فى المنطقة، فضلا عن المدة الزمنية للاتفاق التى تطلق العنان لطهران فى البرنامج النووى فى عام 2025، كما رفضت إيران الطلب الأمريكى بإدخال تعديلات على بنوده، كذلك رفضت الشروط الأمريكية الـ 12 التى طرحها وزير الخارجية مايك بومبيو فى مايو 2018.

كما أنه ومنذ صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لسدة الحكم فى 2017، وبلغت ذروة الصراع عقب انسحابه من الاتفاق النووى، وإعادة فرض حزم العقوبات المشددة على إيران.

ووصل الصراع إلى ذروته مع ارتفاع وتيرة الهجمات على ناقلات النفط فى مياه الخليج يوليو الماضى، وإشارة الولايات المتحدة بـأصبع الاتهام إلى إيران، وارتفاع وتيرة التوتر عقب تهديدت إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا مُنعت من تصدير نفطها، لتتلقى ردا أمريكيا بأن أى تحرك لإغلاق هرمز الاستراتيجى غير مقبول.

وإثر ذلك عززت واشنطن حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وأرسلت حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" وقاذفات بي-52 إلى الخليج، كما نشر منظومة باتريوت والبارجة الحربية "يو إس إس أرلينجتون"، وأعلنت إرسال 120 ألف جندى.

ووسط التصعيد، قررت إيران خفض التزاماتها فى الاتفاق النووى مايو الماضى، وأمهلت الأوروبيين 60 يوما لتنفيذ التزاماتهم ومساعدة طهران فى الالتفاف على العقوبات.

فى تلك الأثناء، هدد الحرس الثورى، باستهداف مصالح وحاملة الطائرات الأمريكية فى الشرق الأوسط، فحذر الرئيس ترامب من الإقدام على أى خطوة سيكون "خطأ فادحا"، وباءت الوساطات السياسية بالفشل، ففى 14 يونيو 2019 فشلت الوساطة اليابانية بين طهران وواشنطن، وخامنئى رفض رسالة ترامب التى نقلت عبر رئيس وزراء اليابان، وكاد اسقاط طائرة أمريكية مسيرة فوق الخليج ان يشعل فتيل الحرب فى 20 يونيو 2019، لكن ترامب تراجع عن ضرب إيران فى اللحظة الأخيرة ودعا للحوار غير المشروط.

هذا إلى جانب أن واشنطن كانت ترغب في إجبار إيرانى على العودة لطاولة الحوار، للتوصل لإتفاق جديد يرضى الرئيس ترامب، على أن تغير طهران من سلوكها فى المنطقة، وتوقف عداءها مع أبرز حلفاء واشنطن تل أبيب، وتوقف تمددها ودعم الفصائل الموالية لها فى مناطق نفوذها الاقليمى.

وبالتالي فرضت أمريكا حزمتين مشددتين من العقوبات الاقتصادية ، كان أول دفعة 7 أغسطس والثانية نوفمبر 2018.

واستهدفت القطاعات الأساسية للاقتصاد الإيرانى، وهى قطاع النفط والقطاع المصرف اعقبها عقوبات فى 2019 شملت قطاع البتروكيماويات كما أٌلغيت إعفاءات تصدير النفط الإيرانى وفرضت عقوبات على الصلب والحديد، وفرض قيود على التعاملات المالية الخارجية مع الدول التي تتعامل معها إيران، وتم إدراج الحرب الثورى الإيرانى على قائدة التنظيمات الارهابية، و8 قيادات بارزة فى الحرس، و ٥ قيادات اخري من قوات بحرية الحرس الثورى.

ووضع أسماء أكثر من 700 فرد وكيان وسفن وطائرات على قائمة العقوبات. وطالت العقوبات رأس النظام المرشد الأعلى على خامنئى ومكتبه وعلي اكبر ولايتي مستشاره للشئون الدولية.

وإيران أصرت على رفضها التفاوض بسبب العقوبات المشددة التى تخنق اقتصادها، والانسحاب الامريكى من الاتفاق النووى، الذي تراه انه انتهاك من طرف واحد للاتفاق، ولم تغلق طهران باب الحوار بشكل تام رغم رفض المرشد الأعلى بالقيام بأى نوع من التفاوض مع الولايات المتحدة، لكن الرئيس المحسوب على المعتدلين حسن روحانى، يشترط على واشنطن العودة للاتفاق أولا لبدء الحوار.