نتنياهو يحصن نفسه من موجة الانهيار بحملات الاغتيال
شهد قطاع غزة في أعقاب اغتيال الجيش الإسرائيلي القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، الثلاثاء الماضي، تبادل في إطلاق صواريخ بين جيش الاحتلال وحركة الجهاد ،وذلك إثر قصف من قبل الطيران الإسرائيلي للمنزل المتواجد به القيادي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وراح ضحية العملية أبو العطا وزوجته بالإضافة إلى إصابة شخصين آخرين.
وبعد ساعات من إعلان إسرائيل اغتيال أبو العطا، نجا عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي"، أكرم العجوري من محاولة اغتيال في العاصمة السورية، إلا أنها أنتهت بمقتل نجله في غارة إسرائيلية مشابة.
واعتبر موقع "دويتشه فيله" الإخباري، أن حركة الجهاد الإسلامي هي جماعة مدعومة من إيران تنفذ غالبًا هجمات مستقلة عن حماس، وهي جماعة مسلحة أكبر تسيطر على غزة، وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حالة الاستنفار القصوى، وهدد الناطق باسم "سرايا القدس"، أبو حمزة، في خطاب عقب اغتيال أبو العطا بإنها لن تسمح بإعادة سياسة الاغتيالات وسوف تترجم ذلك ميدانيا وعسكريا على الأرض، مضيفا أن إسرائيل لن تستطيع مهما فعلت تحديد شكل وتوقيت نهاية هذه الجولة من المعركة المفتوحة، واصفا اغتيال أبو العطا بـ"القرار الغبي ".
وأورد الأمين العام الحركة الجهاد المتشدد زياد النخالة "أن العدو الإسرائيلي تجاوز كُل الخطوط الحمر، وأن الحركة ستنتقم لشهدائها"، وحسبما ذكر موقع "هآرتس" الإسرائيلي، أطلقت حركة الجهاد ما يزيد عن 200 صاروخ، إلا أن نظام القبة الحديدية في إسرائيل منع نحو 90 % من الهجمات، فيما أصيب 48 إسرائيلا إصابات طفيفة وقتل نحو 12 فلسطينيلاً.
وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن عملية اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا أكدت عليه رئاسة مجلس الوزراء المصغر، وأورد البيان على نية القيادي في تنفيذ عمليات إرهابية فورية، إلى جانب سلسلة من العمليات التي نفذها بالفعل.
والجدير بالذكر أن تعرض عدد من قادة سرايا القدس لعمليات اغتيال نفذها الموساد الإسرائيلي مباشرة، حيث اغتيل مؤسسها الشقاقي، بالإضافة إلى قائد السرايا خالد الدحدوح الشهير بـ"أبو الوليد" بتفجير سيارة، وأشارت صفحة الجيش الإسرائيلي الرئيسية على تويتر بأن حركة الجهاد الإسلامي تطلق الصواريخ بشكل عشوائي على المدنيين في جميع أنحاء إسرائيل.
وذكر عبد الباري عطوان رئيس تحرير الرأي اليوم اللندنية على صفحته الشخصية على موقع تويتر أن "عودة نتنياهو إلى سياسة الاغتيالات واستهداف أبو العطا، دليل ارتباك وستعطي نتائج مدمرة على الاحتلال والرد سيكون مزلزلًا، مؤكدًا أن مقامرة نتنياهو الدموية الارهابية وحدت المقاومة، موضحا أنهم "لا يعرفون الجهاد الإسلامي وحماس وكل رجال المقاومة".
وتابع عطوان في ختام مقال نشره في موقع الرأي اليوم في وقت سابق أن عندما اغتالت إسرائيل الشهيد يحيى عياش، أحد قادة الجناح العسكريّ (القسّام) لحركة "حماس" عام 1995، توعدت الحركة بتنفيذ 4 عمليات انتقامية تثأر فيها، ونفّذتها جميعًا، ممّا أدى إلى مقتل ما يقرب من 40 إسرائيليًا وإصابة المئات في القدس والخضيرة وتل أبيب.