تعطل الاتصال عبر الإنترنت في شرق إفريقيا ببسب تضرر كابلات تحت الماء المدير الفني للزمالك: لم نبدأ الشوط الأول بشكل جيد ولسنا سعداء بالنتيجة السكرتير العام للإسماعيلية يناقش آلية تطبيق رسوم منظومة التخلص الآمن من المخلفات رئيس إعلام الشيوخ: تضامن مصر مع دعوى جنوب إفريقيا رسالة واضحة برفض الانتهاكات الإسرائيلية نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع بوتين يقيل وزير الدفاع شويجو من منصبه ويعينه أمينا عاما لمجلس الأمن القومى الروسي مدحت العدل يتحدث عن ماتش الزمالك وهضة بركان المغربي محمد جمعة وإبراهيم السمان وريهام عياد يحتفلون مع نوال بأغنيتها الجديدة.. صور مصر للطيران: إصدار تذاكر الحجاج اعتبارا من 11 مايو وحتى 10 يونيو برلمانية: مصر الداعم الأول والرئيسى للشعب الفلسطينى حماس: نثمن إعلان مصر اعتزامها الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية ثلاثة عروض لفيلم أثر الأشباح للمخرج جوناثان ميليت بأسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الوباء القاتل ينعش سوق «المطهرات المغشوشة»

"ديتول وبيتادين" على رأس القائمة.. ومعامل بير سلم تقلد المنتجات الأصلية

خبراء: تستخدم داخل المستشفيات وسبب رئيسى لنشر الفيروسات.. وتشديد الرقابة خير وسيلة للدفاع

فى وقت الحديث عن الأمراض المعدية، لا صوت يعلو فوق صوت "المطهرات" حيث كانت سببا رئيسيا وقت أزمة أنفلونزا الخنازير فى الحد من انتشار الوباء داخل مصر بل والمساهمة فى القضاء عليه بالدرجة التى جعلت بعض الشائعات تصوب أصابع الاتهام إلى الشركة الأكثر شعبية فى ذلك الوقت وأنها السبب فى تصنيع الفيروس لتحقيق مبيعات أعلى لمنتجاتها التى كانت وليدة فى السوق المصرى.

وتعتبر المطهرات حائط الصد الأول ضد انتشار الفيروسات، ومن ثم فإن التلاعب فى مكونات تلك المطهرات أو محاولة تقليد المنتج الأصلى ستكون نتائجه سلبية وربما تؤدى إلى انتشار الوباء بين المواطنين.

فى ضوء المعلومات التى حصلنا عليها، يمكن الجزم بأن 70% من المطهرات المعروضة فى الأسواق الشعبية وتحمل أسماء منتجات عالمية ما هى إلا تقليد ومنتجات مغشوشة 100% ولا تستطيع قتل الفيروسات إنما تسببت للإنسان فى عاهات مستديمة مثل حروق العين والوجه وغيرها من الأمراض الجلدية.

المهندس أحمد علاء "مسئول بواحدة من شركات تصنيع المطهرات العالمية" يقول إنه نتيجة ارتفاع سعر عبوات المطهر المضمونة والتى تقضى على انتشار الجراثيم والفيروسات خاصة فى المستشفيات التى فى حاجة مستمرة إلى هذه المطهرات قامت بعض مصانع بير السلم بتقليد المنتج الأصلى من خلال إضافة مواد كيميائية مجهولة المصدر ويعتمدون فى هذه التركيبة على الرائحة النفاذة التى تتشابه كثيرًا مع رائحة المنتج الأصلى وذلك كنوع من الخداع.

ولفت إلى أن الوباء ينتشر فى العالم الآن ونحن بفضل الله لا نزال فى مرحلة الأمان، فمن واجبى أن أحذر بشأن تلك الكارثة والمستمرة منذ سنوات بعيدة لكن لا أحد يسمع لنا رغم البلاغات التى تقدمنا بها لدى حماية المستهلك، فمثل تلك الكيانات غير الرسمية التى تقوم بتصنيع تلك المطهرات غير معلومة المكان.

وأكد أن المستشفيات الحكومية تعتمد على تلك المطهرات وتستعملها داخل غرف العمليات، ولا أحد يراقب ولا يتابع ومن ثم تنتقل الفيروسات المعدية من جديد بين المواطنين، وعلى رأس قائمة المنتجات المقلدة "ديتول" و"بيتادين" وبالنسبة للأول هو منتج عالمى غالى الثمن لكنه فعال فى الحد من انتشار الفيروسات ويستخدم فى الصين لمسح المكاتب والأشياء الثابتة بغرض تطهيرها ومنع انتقال العدوى عن طريق "رذاذ" الفم أو العطس، وهو من وسائل الوقاية الهامة وهناك اهتمام من جانب دول العالم المتقدم بأن تكون مثل تلك المنتجات شرطا من شروط ترخيص المنشآت الخاصة مثل المطاعم والكافيهات وغيرها من الأماكن التى تشهد تجمعات لمواطنين.

مطهرات الأسواق الشعبية

وفى الأسواق الشعبية المنتشرة بطول مصر، غالبًا ما ترصد عيون الزبائن شخصا يقف أمام عدد من البراميل البلاستيكية وعلى كل برميل ورقة باسم المنتج، هذا صابون سائل وهذا ديتول وهذا كلور وهكذا، وفى الغالب يتوافد عليه زوار السوق بكل فئاتهم "الغنى والفقير"، ويقول الدكتور عادل غنيم استشارى الأمراض الجلدية لـ"الزمان": هذه بداية الكارثة، فمثل تلك المطهرات المغشوشة لا تعمل على تطهير المسطحات كما هو مطلوب منها، إنما تعمل على إصابة المستهلك بتشوهات جلدية مزمنة تحتاج فترات علاج طويلة، وأبرزها حروق الوجهة والتى تتسبب فى إصابة الوجه بمرض التصبغ وهو أشبه بحروق الشمس.

وأضاف، أن المطهرات المغشوشة تصيب أيضًا الأصابع فى اليد والقدم بتشققات، ويصل الأمر على المدى البعيد إلى سرطان الأطراف أو الجلد، حيث إنه حذر من تلك المنتجات التى للأسف انتعشت بقوة تلك الأيام وهى تستخدم داخل المدارس فى الحمامات ولغسل الطرقات بين الفصول فى المدارس الخاصة والحكومية، وعليه فإن غياب الرقابة يؤدى لمزيد من الانتشار لمنتجات مغشوشة خاصة أن الاعتماد على شىء لا يقدم ولا يؤخر إنما يصيب المستهلك بأمراض وفى المقابل لا يقضى على الفيروسات ولا يحد من انتشار الأوبئة.

فيما أوضح الدكتور مينا موريس "صيدلانى" أنه يتم تصنيع المطهرات المغشوشة وتعبئتها أحيانًا داخل العبوات الأصلية وتسريبها للصيدليات وللأسف بعض الصيادلة يتعاملون معها بدون علم ويكونون سببا فى انتشار تلك المطهرات بين المواطنين، وتأتيهم فى الغالب من تجار منتجات التجميل والحل لمواجهة تلك الظاهرة أن يكون البيع للصيدلية من خلال الشركة المنتجة وعن طريق مندوب الشركة.

وأضاف، أن أصغر عبوة لمطهر سليم بـ 20 جنيها، فى حين تباع المنتجات المغشوشة لنفس المنتج وعبوة كبيرة بـ 15 جنيها، حيث إن المواطن يعانى بالأساس من أزمة اقتصادية طاحنة ومستوى معيشى متدنى وهو ما يجد لتلك المنتجات زبائن وبكثرة تدفعهم لتجاهل الأثار الجانبية لاستعمالها، فهى مكونة من تركيبة مجهولة المصدر وتعتمد على المياه مكون أساسى لتلميع الأرضيات ناهيك عن الروائح النفاذة.

مصانع بير السلم

على الطرف الآخر، كان لكيانات بير السلم غير المرخصة الدور الأساسى فى انتشار تلك المطهرات، ويقول "حسام رشدى" صاحب توكيل لبيع "مستحضرات تجميل": العبوات الأصلية هى أساس عملية خداع المواطنين، والحق يقال هناك مدارس ومستشفيات حكومية يتم النصب عليها وبيع مطهرات مغشوشة داخل عبوات المنتج الأصلى والتى تصنع فى القليوبية وفى منطقة "باسوس" منبع الغش التجارى، واستكمالاً لعمليات الغش يتم التعاقد مع مدارس على توفير مستلزمات النظافة طوال العام ومن بينها المطهرات ويحصل التاجر على مئات الآلاف أرباح فيما تحصل المدرسة على منتجات مغشوشة وأحيانًا يكون بعلم المسئول الذى يتقاسم الأرباح، ونفس الشىء مع المستشفيات التى يتجاهلون التعامل مباشرة مع أصحاب الشركات المعتمدة والمعروفة لدى الحكومة.

وأضاف، أنه يتم تصنيع المطهرات المضروبة، وقبلها يتم تصنيع عبوات نفس العبوات الأصلية، وبعد عملية التعبئة والتغليف يتم توزيعها على المحال التجارية والصيدليات وتجار الجملة بأسعار أقل من سعر المنتج الأصلى بجنيه أو نصف الجنيه، وهو ما يدفع بعضهم للشراء من تاجر مستحضرات التجميل بدلاً من الشركة.