الحكومة تستعين بـ«خطة إنقاذ» لتفكيك ألغام العام الدراسى الجديد
موجات غضب متتالية تطارد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، بسبب قراراته التى أصدرها مؤخرا، والتى كان أبرزها غلاء المصاريف الدراسية، وإلغاء الدروس الخصوصية وعمل دروس تقوية بدلا منها داخل المدارس، وكانت تلك الطامة الكبرى التى واجهت أولياء الأمور، مبررين أن المدرسة وحدها لا تكفى والدروس الخصوصية يحتاجها أبناؤهم لتثبيت شرح الدروس بأذهانهم، فما كان بأيديهم شىء إلى إنشاء مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" ونشر هشتاجات تنادى بمطالبهم، وترصد "الزمان" فى السطور التالية آراء أولياء الأمور تجاه هذه القرارات.
وكان اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، قد وجه المحافظات بإغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية (السناتر) الموجودة فى نطاق المحافظة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال أى أنشطة تعليمية خارج المدارس.
كما وجه شعراوى، بالتنسيق مع مديريات التربية والتعليم للانتهاء من أعمال الصيانة للمدارس والمنشآت التعليمية والفصول قبل بدء العام الدراسى.
وطالب وزير التنمية المحلية المحافظات بسرعة إنهاء أعمال التشطيب والاستلام للمدارس التى ستدخل الخدمة بداية من العام الدراسى الحالى والتأكيد على توافر جميع التجهيزات التعليمية.
وشدد شعراوى، على ضرورة التنبيه على رؤساء مجالس المدن والأحياء والوحدات المحلية بالتأكيد على استمرار أعمال النظافة ورفع المخلفات والتجميل حول المدارس وإزالة كافة الإشغالات.
وشدد على ضرورة استمرار المحافظات فى إقامة معارض الزى المدرسى والأدوات المدرسية للبيع بأسعار مخفضة لتوفير احتياجات الطلاب والتخفيف على الأسر وتوفير كافة طلباتهم بأسعار مخفضة.
فتقول أ. م. إحدى أولياء الأور: "سيادة الوزير أنت جعلت من المعلمين مطاردين من وزارة الداخلية فى عقر ديارهم، تسببت فى ارتفاع مصاريف الدراسة من ٣٠ جنيها إلى ٣٠٠ جنيه، ومن ٥٠ جنيها لـ٥٠٠ جنيه، وجعلت ثمن الدروس الخصوصية من ٣٠ جنيها لـ٣٠٠ جنيه ومن ٢٠جنيها لـ٢٠٠ جنيه، كما أن دروس تقوية بالمجان فى المدارس بـ٧٥ جنيها للحصة أنت قلبت كل موازين الأسرة".
"احنا رجعنا عصر اللى معاه فلوس يتعلم واللى ممعهوش يتجنن"، جملة نطقت على لسان أحد أولياء الأمور المستائين، قائلا: "مستقبل أولادنا المظلم بعيد عن أى انتهاكات للوزير هذه حياتنا التى نعيشها ولا نقدر على تحمل تكاليفها، فأسرة بها خمسة أولاد تحتاج يوميا لدرسين فى مادتين فقط بـ٥٠ جنيها أى ٥٠٠ جنيه، وليس كل المواد فهناك متطلبات للحياة أيضا أخرى، بالإضافة إلى أن المدارس تجبر أولياء الأمور على دفع مصاريف الكتب بعد ما كنا ندفع ٨٦٠ بالكتب، مطلوب مننا ندفع ٧٠٠ جنيه مصاريف مدرسة ١٠٣٥ جنيها كتب، بالإضافة إلى ٣٠٠ جنيه بريد ونحن كمدارس رسمى لغات، مثلنا مثل الرسمى العربى الفرق بيننا فى فلوس التجريبيات وكتب اللغات التى ندفع ثمنها، تلك الزيادة ليست لطفل واحد، فالأسرة بها أكثر من طفل، بمعنى من كان يدفع لأبنائه الثلاثة ٢٥٠٠ جنيه حاليا مطلوب منه ٦٠٠٠ وعندما نتصل بالشكاوى يقولون حولوا عربى، فهل يعقل بعد ٤ سنين دراسة لغات أغير تعليم أولادى لمصلحة من هذا الكلام".
وجاء الرد من وزير التربية والتعليم قائلا: "موضوع السناتر إذا قيل فى السبعينيات كان سيظهر الأمر غريبا جدًا، بل أصبحنا نتحدث عن فكرة السناتر وكأنها بديل للتعليم، وإذا أراد أولياء الأمور الإكمال فى قصة السناتر، نغلق المدارس ونوفر تكاليفها، الناس كانوا يشتكون من السناتر وهى موجودة؟ والآن بعد إلغائها يشتكون أيضا، الواضح أننا لا نعلم ما يحتاجونه تحديدا، كما أن المشكلة الرئيسية هى أن السنتر غير خاضع لمنظومة التربية والتعليم، ولا نعرف من يعطى الدروس الخصوصية فيه عكس دروس التقوية التى ننتقى فيها أفضل المعلمين".
وقد أكد ماهر عبدالخالق وكيل وزارة التعليم بمحافظة سوهاج، أن المديرية بالتنسيق مع مديرية الأمن والوحدات المحلية تمكنت من ضبط ٣٥ سنترا تعليميا بمختلف المراكز والمدن، وذلك بتتبع خط سير الطلاب وتواجد السناتر التعليمية المخالفة؛ حيث إن أغلب المعلمين غيروا أماكن السناتر بعيدا عن محال إقامتهم للبعد عن أعين رجال الأمن.
وأضاف "عبدالخالق": «نجحنا فى ضبط وإغلاق وتشميع 10 سناتر فى جرجا و12 سنترا فى حى شرق سوهاج و13 سنترا بطهطا وطما»، متعهدا بمواصلة الحملات برئاسة اللواء دكتور حسن محمود مدير أمن سوهاج أعمالها لضبط كافة المعلمين المخالفين للتعليمات الوزارية وإحالتهم للتحقيق.
كما شنت مؤخرا أجهزة حى مصر الجديدة حملة لغلق مراكز الدروس الخصوصية، وذلك قبل بدء العام الدراسى الجديد، وأسفرت الحملة عن غلق 4 مراكز دروس خصوصية بالحى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال أصحاب تلك المراكز، كما تم ضبط مركز دروس خصوصية بالدقهلية لقيام مدرس بتجميع عدد من الطلبة بداخله بالمخالفة لقرار منع التجمعات، وذلك فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة بشتى صورها لا سيما متابعة تنفيذ القرارات الصادرة بشأن مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد.
ورصدت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية قيام مدرس- مقيم بدائرة قسم شرطة ثان المنصورة- بتجميع عدد من الطلبة داخل مركز دروس خصوصية- كائن بدائرة قسم شرطة ثان المنصورة- مخالفاً بذلك قرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المدرس المذكور، وكذا ضبط (جهاز كمبيوتر بمشتملاته وبعض الكراسى، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
فيما شهدت محافظة الجيزة حملات منذ بداية الأسبوع الجارى عقب إغلاق ما يقرب من 48 سنترا للدروس الخصوصية، حيث وجه أحمد راشد محافظ الجيزة، رؤساء الأحياء والمراكز والمدن بقطع المرافق عن مراكز الدروس الخصوصية، والتأكد من عدم إعادة فتحها مجددا، مشيرا إلى أنه تم توجيه مديرى الإدارات التعليمية بالمحافظة بغلق جميع مراكز الدروس الخصوصية مؤكدًا محاسبة المقصرين فى عمليات الغلق.
تؤكد هيام حسين ولى أمر المقيمة بالمنيب أن ابنها بالمرحلة النهائية بالثانوية العامة ومنذ بداية شهر أكتوبر وبدء الدروس الخصوصية، والرعب والهلع بات يسكن عقلى وقلبى حيث بات يحضر بالسنتر الذى يضم قرابة 150 طالبا، والكارثة بأن هناك أكثر من حالة علمنا إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وعلى الرغم من تلك الأزمة لم يقم المدرسون بوقف الدروس بل يقومون بجمع كل مبالغ الحصص مقدماً وهذا كان لم يحدث من قبل وكأنهم يتصارعون من أجل الحصول على المال، ولم يفكروا بما يحدث للطلاب ولهم، ومنذ ظهور ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا، قاموا أولياء الأمور بالإبلاغ عن المركز خوفاً على أبنائهم من بطش الفيروس والزحام والتكدس الشديد الذى يحدث.
واستكمل محمود سمير ولى أمر بالهرم أن الكارثة تتمثل بأن أولياء الأمور فى حيرة ماذا يفعلون يضيعون مستقبل أبنائهم أو يضيعون أبناءهم ونتركهم عرضه للإصابة بالفيروس فعلمت أن هناك العديد من أولياء الأمور قاموا بالإبلاغ عن مكان السنتر على الرغم من المبالغ الطائلة التى قمنا بدفعها، والكارثة أن المرافق تم قطعها على تلك المراكز إلا أنهم ما زالوا يعملون بالكشافات والمولد الكهربائى ولكن بدون مياه.
وفى هذا السياق يؤكد اللواء علاء بدران سكرتير محافظ الجيزة أنه تم إغلاق 48 سنترا للدروس الخصوصية، وأن المراكز التى أغلقت واقعة بجوار عدد من المدارس بأحياء الدقى والعمرانية وبولاق الدكرور وشمال الجيزة ومراكز البدرشين وأبوالنمرس ومدينة الحوامدية، موضحا أن إغلاقها جاء فى إطار الإجراءات الرادعة التى اتخذتها المحافظة لمواجهة مراكز الدروس الخصوصية وغلقها لما لها من أضرار بالغة على المنظومة التعليمية وأولياء الأمور والطلاب.
وأكد أن السناتر التى تم غلقها شملت المنير وبسملة وبرادايس بحى الطالبية وغزوة الخندق بحى العمرانية وسنتر بشارع المغفرة خلف مدرسة حسام الدين بشارع الحريات وسنتر اكسفورد بحى بولاق الدكرور، ومجموعة سناتر العاصمة والحرمين بحى الوراق وسنتر عالمى و4 سناتر للدروس الخصوصية بشارع حسين واصف وسنتر جهينة والمساحة بحى الدقى وسنتر جمعية مسجد الرحمن وحسين مهران وطلعت حرب فى بشتيل وسنتر التروللى والأمل بحى شمال بشارع الجمهورية وسنتر الفضل بحى الحوامدية وسنتر الأوائل بالمنوات بمركز أبوالنمرس وسنتر المعهد الدينى ببشتيل بأوسيم وسنتر المنار بالبدرشين وسنتر الحرية بالمنيب.
واستنكر اللواء علاء بدران على الرغم من مجهودات المحافظة إلا أننا يومياً نستقبل بلاغات بأماكن وعناوين سناتر للدروس الخصوصية ما زالت تعمل، فلا بد على الأهالى وأولياء الأمور بضرورة الإرشاد عن أى مكان أو مركز للدروس الخصوصية يستقبل الطلاب لإعطاء دروس خصوصية ليتم فورًا غلقه، واتخاذ كل الإجراءات القانونية حياله، ووجود العديد من المراكز التى بها محاضرون غير مؤهلين تربويًا، والغرض الأساسى منها تحقيق أرباح مادية على حساب العملية التعليمية.
وأوضح سكرتير المحافظ، أن الأيام المقبلة تشهد حملات غلق موسعة للمراكز، مضيفًا أن مديرية التربية والتعليم أعدت وسائل بديلة للطلاب المترددين على مراكز الدروس الخصوصية من خلال المجموعات المدرسية بشكل مطور يحقق الاستفادة القصوى للطلاب والمدرسين.