رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الذئاب الرمادية.. الأوروبيون يقلمون أظافر نفوذ رجل تركيا القوي

في أعقاب توجه عدد من دول أوروبا إلى حظر منظمة " الذئاب الرمادية"رصدت جريدة الزمان عدد من التقارير الأمريكية والأوربية وترجمتها لكشف الوقائع التخريبية لهذه المجموعة ذات الأصول التركية المنتمية إلى اليمين المتطرف، كما وجدت التقارير أن التنظيم ينتمي أبرز أعضاؤه إلى المافيا التركية والتي تتحالف بشكل وثيق مع الرئاسة التركية لتحقيق أغراضها.

ووافق البرلمان الهولندي بشكل مبدئي على اقتراح حظر جماعة "الذئاب الرمادية" القومية التركية، لتلتحق هولندا بجارتيها فرنسا وألمانيا، وكان دعا نواب ألمان الحكومة إلى دراسة حظر جماعة "الذئاب الرمادية"، وذلك بعد تقرير لهيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية)، بأن التنظيم التركي يحمل وينشر الأفكار القومية اليمينية المتطرفة،ذلك بالإضافة إلى حظر الجماعة قبل أسابيع بشكل رسمي في فرنسا، بتهم إثارة التمييز والكراهية والضلوع في أعمال عنف.


يذكر أن نظم الأتراك في فرنسا مظاهرات على خلفية الاشتباكات بين أذربيجان، الحليف لتركيا، وأرمينيا، اندلعت التوترات بعد إصابة العديد من الأتراك في مشاجرة مع محتجين من الجالية الأرمنية في فرنسا، وفي 4 نوفمبر، أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان حظرا على حركة الذئاب الرمادية، التي قال إنها متورطة في أعمال عدوانية ضد الأكراد والأرمن، بالإضافة إلى تشويه موقعين مخصصين لنصب ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن في ديسينس، بالكتابة على الجدران كلمة الذئاب الرمادية، والأحرف الأولى من اسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.



وفي الوقت الذي ترتبط به المنظمة اليمينية بحزب الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي كشريك لحزب العدالة والتنمية الحاكم، كما أنه يُمكّن حزب العدالة والتنمية الحاكم من الحصول على أغلبية في البرلمان تنفي تركيا وجود الذئاب الرمادية أصلاً، كما وصفتها وكالات الاستخبارات الأوروبية بأنها مدعاة للقلق، لا سيما بالنظر إلى وجودها في مسيرات عنيفة شارك فيها متظاهرون مؤيدون لتركيا.



ويرى يافوز بيدر رئيس تحرير موقع أحوال التركي في مقال له تحت عنوان "هل ستنجح لعبة اليويو بين أردوغان والاتحاد الأوروبي في خداع الغرب مرة أخرى؟" أن عدم تقديم أردوغان التعازي في أعقاب حادث قطع رأس المدرس على يد أحد المتأسلمين في فرنسا، وإطلاق النار الجماعي في فيينا إلى ترسيخ تصور اعتباره نظيرًا سياسيًا يتميز بعدم الموثوقية وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، مشيرا إلى أن التشدد الأخير في أوروبا فيما يتعلق بالجماعات الإسلامية الراديكالية المرتبطة ببعض المساجد والجماعة القومية التركية القومية المتطرفة، الذئاب الرمادية، لا ينبغي أن تكون مفاجأة.

وفي تقرير ترجمته الزمان بعنوان "حظر منظمة الذئاب الرمادية يكشف استيقاظ أوروبا على شبكات النفوذ التركية" في أحوال التركي، يقول الدكتور يكتان تركيلماز، الباحث الحاصل على زمالة منتدى الدراسات عبر الإقليمية في برلين، ألمانيا ، إن الذئاب الرمادية ليست كيانًا جديدًا، حيث تطورت إلى أن أصبحت ذراعًا سريًا للدولة التركية في السنوات الأخيرة بعيدًا عن جذورها كمنظمة شبابية متطرفة.


وقال تركيلماز لموقع (أحوال): "في تركيا، نحتاج إلى العودة إلى أواخر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لفهم التنظيم".كانت العلاقة مع الحكومة التركية والذئاب الرمادية أيضًا مثيرة للجدل. خلال السبعينيات ، اتُهمت الحكومة مرارًا باستخدام الجماعة لمهاجمة خصومها، حتى بعد حظر حزب الحركة القومية مؤقتًا في أعقاب الانقلاب العسكري عام 1980، فإن هذه العلاقة لم تنته بل تطورت.



ونوه تركيلماز إلى أن: "بعض الأعضاء لديهم صلات بالمخابرات التركية - وهذا ليس سراً على أحد"، بالإضافة إلى أن وجود الذئاب الرمادية موجود في أوروبا منذ السبعينيات على الأقل. مشيرًا إلى أنه يتم تسليحها ضد أعداء أنقرة في القارة مثل أنصار حزب العمال الكردستاني أو أتباع فتح الله جولن، الذي يحمله أردوغان المسئولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في يوليو 2016.



قال تركيلماز:"محاولة تسليح التنظيم ليس فقط ضد الأعداء، ولكن من أجل أهداف سياسية". وأشار إلى الأحزاب الموالية لتركيا في أوروبا بما في ذلك (دينك) في هولندا والاتحاد التركي في ألمانيا، والتي ارتبطت بهيئات حكومية تركية مثل (ديانت)، وتابع أن هذه الشبكة من الكيانات جزء من جهد تركيا لبناء قوتها الناعمة التي بدأت في التسعينيات، ولكنها تغيرت بعد أن أصبحت أنقرة أكثر عدوانية تجاه الغرب بعد الانقلاب الفاشل وازدادت مواجهتها مع أوروبا مثل النزاع المستمر في شرق البحر المتوسط.

 

صحيفة تكشف العلاقة الوطيدة بين حليف "أردوغان" وأعضاء المافيا استخدامهم للتنظيم اليميني ضد الأقليات

ووفقا لما أورده موقع "بلقان إنسايت" الأوروبي، قال دولت بهجلي الحليف السياسي للرئيس التركي، على حسابه على توتير إن علاء الدين تشاكيجي رفيق وطني، كما أنه (Ulkucu) وهو مصطلح يعني المذهب المثالي، الذي ينتهجه مؤيدي الحزب القومي التركي وبدوره يشير إلى التنظيم المحظور، في حين أن الأخير كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عامًا - بعد إدانته بعدة جرائم بما في ذلك تنظيم وقيادة نقابة إجرامية، والتحريض على القتل والإصابة، وإهانة الرئيس - حتى إطلاق سراحه هذا الصيف بموجب عفو عام أصدرته الحكومة بناءً على طلب بهجلي. وفي نفس السياق، قال تقرير صحيفة زوددويتشه الألمانية إن تشاكيجي متعاقد منذ فترة طويلة مع "الدولة العميقة" التي تضطهد اليساريين والأكراد.


وفي تركيا، يطلق مصطلح "الدولة العميقة" على هياكل الدولة الإجرامية التي كانت في أوقات الحكومات والأنظمة العسكرية السابقة، وقتلت أعضاء المعارضة الكردية على وجه الخصوص على يد المافيا، وفي الوقت نفسه، وعقدت صفقات فاسدة مع مرتكبي الجريمة المنظمة. وأضافت الصحيفة الألمانية: ''في حين يتحدث أردوغان دائمًا ضد الدولة العميقة، لا تزال مجموعات المافيا نفسها موجودة إلى يومنا هذا، ولا تزال على علاقة وطيدة مع حزب الحركة القومية منذ عقود، كما أنّ أعضاء المافيا البارزين قريبون بشكل خاص من خلال حركة "الذئاب الرمادية" اليمينية التركية، التي تتكون من بلطجية ومتطرفين قوميين يحشدون أنفسهم بشكل أساسي ضد الأقليات مثل الأكراد والأرمن''.

موضوعات متعلقة