رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

أنا لا أعلم ما هو الشر الحقيقى، لكن يوماً بعد الآخر يتأكد لى بأن بعض الرجال هم أكبر شر خلق على الأرض.. بشكل شبه يومى تعج مواقع التواصل الاجتماعى بمشكلات لنساء يعانين من الاستبداد وممارسة القوة والعنصرية ضدهن فقط لمجرد أنها امرأة، لا ينظر أى رجل لدور المرأة حين شاركت فى نفقات المنزل أو حين تحملت ما لا يطاق لإرضائه أو عندما تنازلت عن العديد من حقوقها فقط لاستمرار الحياة بينهما وتربية الأطفال، ولا حتى حجم الجهد الذى بذلته من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة، ولا حجم الخيبات والأوجاع التى عاشتها بسبب الرجل وبالرغم من ذلك تحملت..

ملايين النماذج لنساء واجهن الصعاب وتحملن مشقة العمل فى أصعب المهن بالرغم من رقة فطرتهن ولم ينلن بالرغم من كل ذلك التقدير المستحق، سلسلة من الأخطاء والممارسات اللا إنسانية تمارس فى حق هؤلاء النساء اللاتى ارتضين أن يضعن أنفسهن فى مرتبة متأخرة من الحياة لتقديم الأبناء أو إعانة الزوج وبذل كل الجهد والطاقة دون أى تقدير.

شعرت بالغضب الشديد عندما شاهدت الأسبوع الماضى سيدة خرجت لتعمل بإحدى المهن الشاقة للغاية لمساعدة زوجها بالرغم من أنها مهنة تتسم بالخشونة ولا يعمل بها أى امرأة وما أحزننى هو حجم المتاجرة بها، عندما قام الزوج بتصوير زوجته ونشر صورتها على مواقع التواصل الاجتماعى وكأن له الحق فى نشر تلك الصورة المحزنة التى لا تدل على أى ملمح من ملامح الرجولة فى وجهه أو وجه أى واحد من هؤلاء من أشباه الرجال.

لا يحق للرجل إجبار زوجته على تقبل أو حتى فرض أمور هى لا تريدها، لقد خلقت المرأة للعيشة الكريمة والحياة الهانئة، الكدح والجهد ليس من حق الرجل أن يجبر المرأة عليه فهى تقدمه طوعاً لأنها تحب وتؤمن بالتضحية من أجل أسرتها وليس إجباراً، وينبغى على هذا النوع من الرجال أن يعلموا جيداً بأن المرأة لم تخلق للتعب ويجب الحفاظ على كرامتها وحقها الإنسانى والنأى بها عن أى مخاطر أو متاجرة وتقديرها على تقديم العديد من التضحيات والتى أعلم بالنهاية أنها لن تحصد منها سوى بعض الأمراض وسيتركها الرجل بالنهاية وحيدة بحثاً عن أخرى أكثر جمالاً وشباباً وصحة وهو ما وجدت عشرات التعليقات تؤيده.