رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

سر اختيار مصر اللقاح الصينى المضاد لكورونا

يستعد العالم إلى توديع عام ٢٠٢٠ ومعه نهاية فيروس من أخطر وأشرس الفيروسات التى مرت على البشرية، إلا أنه مع نهاية العام هناك اختلافات بين عدد من الدول على اللقاحات الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، إلا أن مصر اختارت اللقاح الصينى الخاص بشركة سيوفارم الصينية، حيث تجهز مصر حاليا موقعا إلكترونيا من أجل تسجيل بيانات الأطقم الطبية عليه من أجل بداية التطعيم ضد هذا الفيروس اللعين.

وكشفت مصادر مطلعة بوزارة الصحة، أن هناك عدة أسباب لاختيار مصر للقاح الصينى، ولماذا كانت مصر أول الدول التى اتجهت إلى الصين وقامت بتوفير اللقاح منها، والحقيقة أن السبب الرئيسى فى اختيار اللقاح الصينى هو أن مصر كانت من أول الدول التى ساعدت الصين فى مواجهة فيروس كورونا وقتما كانت الصين فى محنتها، وقد أرسلت مصر إلى الصين طائرات محملة بالمستلزمات الطبية وأدوات التطهير والتعقيم والكمامات، والتى كانت الصين فى أشد الحاجة إليها، فضلا عن إرسال طائرة إلى مقاطعة ووهان الصينية من أجل إخراج المصريين العالقين هناك، كما تم إضاءة منطقة الأهرامات بالمعالم الصينية تضامنا مع الشعب الصينى.

وأضافت المصادر أن هذه المواقف الإنسانية التى قامت بها مصر كان لها أثر طيب فى نفوس الشعب الصينى، والذى استقبل وزيرة الصحة والوفد المرافق لها فى قاعة الشعب الصينية، والتى يتم استقبال كبار الشخصيات فيها تقديرا لجهود الشعب المصرى، وهذا ما دفع الصين إلى اختيار مصر لتكون مركزا إقليميا فى تصنيع وإنتاج وتوزيع لقاح فيروس كورونا، وتوزيعه على دول أفريقيا كلها، وذلك من خلال شركة فاكسيرا للمصل واللقاح أحد الشركات القابضة التابعة للحكومة المصرية، وقد تم زيارة شركة فاكسيرا من قبل بعض شركات الأدوية الصينية من أجل تحديث بعض خطوط الإنتاج الخاصة بشركة فاكسيرا، وهذا بالفعل حدث ومصر مستعدة للإنتاج والتوزيع خلال الفترة القادمة، وهذا من المتوقع حال إنتاج مصر للقاح الخاص بالصين، فإن الكميات ستكون متوفرة بشكل كبير وسيتم تطعيم المصريين بهذا اللقاح كما سيتم توفيره وتوزيعه إلى أغلب دول أفريقيا.

وهناك خطة حكومية، خلال الفترة المقبلة، من أجل مواجهة أزمة فيروس كورونا ستكون من خلال البدء فى التطعيم بجرعات لقاح "سينوفارم" الصينى خلال أسبوعين، كما أنه من المتوقع أن تتسلم مصر 500 ألف جرعة من اللقاح الصينى قبل نهاية ديسمبر الجارى، كما تجرى الحكومة مفاوضات حاليا من أجل تأمين 10 ملايين جرعة جديدة من لقاح كورونا عبر شركات متعددة، إلى جانب 20 مليون جرعة من تحالف "جافى"، كما أن شركة فاكسيرا ستحصل على رخصة لتصنيع أى من هذه اللقاحات محليا ومن المرجح أن يكون اللقاح الصينى، وأن الجدول الزمنى للبدء فى توزيع اللقاحات أقصر بكثير مما كان متوقعا فى السابق.

كما أن المفاوضات الخاصة بهذا الشأن قد تستمر لعدة أشهر كما وافق مجلس الوزراء على تخصيص مليار جنيه من الموازنة العامة لمواجهة أوجه الصرف الخاصة بأزمة فيروس كورونا، كما تواصل الحكومة التشديد على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس فضلا عن تشديد مجلس الوزراء على عدم إقامة سرادق عزاء أو إقامة أفراح فى القاعات المغلقة، وأن الحكومة تدرس فرض غرامة على عدم ارتداء الكمامة فوريا بد لا من تحرير مخالفة، وتطبيق القانون على المخالفين لتعليمات ارتداء الكمامة فى بعض الأماكن.

من جانبه كشف الدكتور محمد عزالعرب استشارى أمراض الكبد ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد لـ"الزمان" أن اختيار مصر للقاح الصينى الخاصة بشركة سيوفارم الصينية هو اختيار موفق، حيث إن هذا اللقاح تم تسجيله فى عدة دول ولم يتم تسجيل أى آثار جانبية عليه حتى الآن كما أن هذا اللقاح يحفظ فى درجات حرارة عادية وهو مناسب لطبيعة الطقس فى مصر، ولا بد أن يتم إعطائه للأطقم الطبية لأنهم على خط المواجهة ثم إلى أصحاب الأمراض المزمنة والمرضى الذين تكون حالتهم الصحية متأخرة.

وأضاف عزالعرب، أن اللقاح الصينى يستخدم للتطعيم بالفعل ومنذ فترة فى الصين، حيث تم تطعيم حوالى مليون صينى، وفى الإمارات تم تطعيم حوالى ١٠ آلاف فرد، وكذلك أجازت منظمة الصحة العالمية نظام الاستخدام الطارئ للقاحات الكورونا المستجد للدول وحسب مرئيات الهيئات العلمية بتلك الدول دون انتظار موافقات FDA مع ضرورة رصد الآثار الجانبية أثناء التطعيم الفعلى ومن خلال إدارات اليقظة الدوائية، ويجب التنويه أن سبب الإسراع فى إتمام المراحل الإكلينيكية مع وجود ضوابط للبحث العلمى هو نتيجة وجود جائحة بأعداد إصابات ووفيات غير مسبوقة، وهناك متابعة طبية دقيقة لكل ما يحدث دوليا.

وأوضح أن استخدام الأمصال يتم بعد اجتماعات بين اللجنة العلمية الخاصة والمتخصصين العلميين لاختيار أنسب اللقاحات بحسب المعايير الطبية والإتاحة والفعالية والمأمونية، ومن هنا تم اختيار اللقاح الصينى، فالأمر ليس قرار فرد وإنما لجان لها ثقل علمى، ولن تضحى بحياة الإنسان، منوهًا بأن تطبيق اللقاح على المواطنين يكون بعد شرح كل المتعلقات الخاصة به للمواطن، وله حق الموافقة، أو الرفض، ولن يكون التطعيم إجباريًا، وأنه سيتم متابعة كل من يتم تطعيمهم على المدى المتوسط أو الطويل، وبين الجرعتين أيضًا، ومجانية التطعيم هى اتجاه دول العالم، ولا يوجد ما يستدعى القلق بشأنه، لأن هذا يمثل فائدة للدولة وليس للمواطن فحسب، لأنه مساعدة لاقتصاد الدولة.