رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

5 موانع توقف الصراع بين السودان وإثيوبيا

توقع الخبراء العسكريون والإستراتيجيون، عدم تصاعد المواجهات العسكرية بين القوات السودانية والإثيوبية، بعد نجاح الجيش السودانى فى استعادة الأراضى التى كانت تسيطر عليها الميليشيات الإثيوبية مدعومة بجيش الدولة طوال عقود مضت، بالمخالفة للاتفاقية الموقعة بين بريطانيا وإمبراطور الحبشة منيليك الثانى عام 1902، فيما طالبت الخرطوم أديس أبابا بالالتزام بالخيارات القانونية المتاحة إقليمياً ودولياً، وعدم تهديدها الأمن الإقليمى والدولى.

وقال اللواء محمد عبدالله الشهاوى المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن السودان استعادت أرضها فى منطقتى الفشقة والقضارف ولن تستطيع إثيوبيا الاعتداء عليها مرة أخرى، نظرا لأن القانون الدولى فى صالح السودان.

أضاف لـ"الزمان" أن أى وساطة دولية لن تستطيع تغيير موقف السودان، لأن العالم يعرف تماما أنها أرض سودانية، موضحا أن إثيوبيا فى حالة حرب داخلية، مع إقليم التيجراى، وليست فى موقف يسمح لها بالدخول فى حرب مع جيرانها.

فى سياق متصل قالت الدكتورة أمانى الطويل مديرة البرنامج الأفريقى بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن كل من بريطانيا قد أولت اهتماماً كبيراً باحتمال نشوب حرب بين إثيوبيا والسودان، حيث أكد دومينيك راب وزير الخارجية البريطانى فى زيارته للسودان حتمية التزام البلدين بالحدود التى أقرتها اتفاقية 1902.

وأرجعت الطويل التحرك البريطانى لأسباب اقتصادية، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى، وحاجتها لدعم اقتصادها عبر تقوية علاقاتها مع أفريقيا بوجه عام، والسودان بوجه خاصً كونها إحدى مستعمراتها السابقة حتى عام 1956.

لفتت الخبيرة الإستراتيجية إلى أن حصول روسيا على تسهيلات بحرية سودانية من منصة ميناء بوتسودان بما يسمح لها بتحديث التسليح البحرى السودانى، يعطى مؤشرا خطيرا لواشنطن، فى ضوء الوجود العسكرى الروسى داخل أفريقيا الوسطى، وارتباطها ببعض التحالفات بينها وبين الصينى فى بعض الملفات الآسيوية والأفريقية.

وحول الدور الذى يمكن أن تلعبه إسرائيل فى النزاع الحدودى اشارت الخبيرة الإستراتيجية إلى كون إثيوبيا إحدى نقاط الارتكاز الإسرائيلى منذ خمسينيات القرن الماضى، وتربطها بها مصالح اقتصادية، فضلا عن الروابط الثقافية المتعلقة بقبيلة الفلاشا اليهودية ذات الأصول الإثيوبية مما دفع إيلى كوهين مدير الاستخبارات الإسرائيلى إلى القيام بزيارة خاطفة للخرطوم، فى محاولة منه لخفض مستويات التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا، دون أن يفصح عن تفاصيل زيارته.

أكدت الطويل أن هناك تخوفا أمريكيا من تداعيات الحرب المحتملة على أمن البحر الأحمر، ومنطقة الساحل الأفريقى، باعتبارها المنطقة التى يمر بها أنبوب النفط القادم من تشاد إلى شاطئ الأطلنطى حاملا معه 25 مليون برميل بترول يوميا ليمد الولايات المتحدة بربع حاجاتها اليومية من النفط .

وأضافت الخبيرة إستراتيجية أن هناك توجها أمريكيا لضخ استثمارات جديدة فى السودان بقطاعى التعدين والنفط، ومن المقرر عقد مؤتمر للشركات الأميركية بالخرطوم مارس المقبل، ومعنى ذلك أن شبح الحرب المخيم بين السودان وإثيوبيا من شأنه التأثير على الاستقرار الداخلى للسودان.

أكدت الطويل محاولة إدارة جو بايدن منع تزايد المكون العسكرى على صعيد المعادلة الداخلية للسودان لا سيما بعد دعمها المعلن للمكون المدنى، وتقدمها بقانون فى مجلس النواب الأمريكى ضد سيطرة القوات المسلحة السودانية على الشركات الاقتصادية، خصوصاً العاملة منها فى قطاعات التعدين السودان على اعتبار أن منطقتى الفشقة والقضارف سودانيتين.

وقالت الطويل إن قيام حرب بين الطرفين من شأنه الإخلال بالأمن الإقليمى الشامل للمنطقة ليشمل كلاً من إريتريا والصومال، لا سيما مع وجود توقعات بوجود تحالف سودانى مع قومية التيجراى المهزومة من أديس أبابا مؤخرا، بينما تبدو فرص إثيوبيا فى التحالف مع جماعات التمرد السودانية ضعيفة، بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام السودانى، فضلاً عن وجود فرصة تاريخية لقوى الهامش السودانى فى الاندماج مع المركز بالخرطوم.

من جانبها أوضحت الدكتورة هبة البشبيشى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تجدد الاشتباكات بين الجيش الإثيوبى وقوات إقليم التيجراى مرة أخرى من شأنه الحد من أى تهور عسكرى قد يقدم عليه أبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى.

أضافت أن طلب الحكومة الإثيوبية من الحكومة التركية الوساطة بين الجانبين من شأنه السماح لأى دولة إقليمية التدخل بين الدولتين، لا سيما مصر باعتبارها إحدى الدول المتضررة من الصراع بين البلدين والكونغو الديمقراطية باعتبارها، رئيس الاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية، لافتة إلى حرص إثيوبيا على حل المشكلات داخل الاتحاد الأفريقى وعدم الخروج بها إلى النظام العالمى.

أشارت الدكتورة هبة إلى امتداد ذلك الصراع إلى 130 سنة عقب محاولة الإمبراطور منيليك الثانى احتلال السودان والوصول إلى الخرطوم وبالرغم من توقيع الجانبين على العديد من الاتفاقات إلا أن الصراعات بينهما لا تنتهى، متوقعة أن تجدد الاشتباكات بينهما مستقبلا .