وسام أبو علي: نهائي أفريقيا أكبر مباراة في حياتي الترجي ينتصر على صن داونز ويتأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا أمين سر حركة فتح: مصر تسعى لتوفير كل أسباب الصمود والقوة لشعبنا في غزة التعليم تصدر بيانا بشأن تصحيح امتحانات الثانوية العامة المقالية الأرصاد محذرة من طقس الأيام المقبلة.. نشاط رياح ورمال تؤدي لتدهور الرؤية توافد جمهور الأهلي لحضور مباراة مازيمبي بايدن يرحب بالمشاركة في مناظرة أمام ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بلينكن: اتفقنا مع الصين على استدامة الاتصال الدبلوماسي لإدارة العلاقات الثنائية بصورة مسئولة محافظ بني سويف يتابع انتظام العمل بسوق السيارات شرق النيل من خلال التقرير الميداني لمنظومة العمل محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعه لحين استقرار الأحوال الجوية وزيرة البيئة تعقد لقاء ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارىء والسلامة العامة بالديوان العام
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

إسرائيل ترتدي «عباءة الإسلام» لطمس جرائمها بالقدس

الشيطان يعظ.. أفيخاي أدرعي يوظف آيات من القرآن لتبرير جرائم الاحتلال

دائما ما يستشهد المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، بآيات من القرآن الكريم، مما أدى إلى جدل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأفادت الباحثة في الشأن الإسرائيلي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتورة هبة شكري، خلال حديث مع جريدة «الزمان»، بأن الطريقة التي يتم بها نشر المنشورات ومقاطع الفيديو الخاصة بأفيخاي أدرعي، أو لغة الحوار التي يتبناها لا تعبر عنه شخصيا، بل تعبر عن منظومة متكاملة داخل إسرائيل، يمكن أن يطلق عليها «التطبيع الإلكتروني» والتي يمكن من خلالها توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة المصالح و الأهداف الصهيونية.

وأوضحت أن الهدف الأساسي من ذلك هو التأثير على الرأي العام داخل الوطن العربي وداخل مصر بشكل خاص، واللعب على سيكولوجية الشعب المصري، ومحاولة تغيير نظرته لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذا يتم من خلال وسائل عدة أهمها لغة الحوار البسيطة التي يتحدث بها أفيخاي، إذ أنه يحاول الدخول في المجتمع المصري، وهدفه على المدى الطويل أن يكون هناك تقارب في الحوار؛ وبالتالي يكون التأثير أسهل وأسرع على الشعب المصري.

وأضافت: «الهدف المحوري هو إظهار إسرائيل كدولة متقدمة ومحبة للسلام، فهو يحاول إظهار جميع الايجابيات داخل إسرائيل، والتركيز على السلبيات داخل مصر والدول العربية؛ وبالتالي يتم تعزيز صورة إسرائيل داخل الوعي الخاص بالمواطن المصري، ويكون من السهل التعاطف معها».

وأكدت: «سيشكل ذلك خطرا كبيرا على المدى الطويل، وسيؤثر على جيل بأكمله وسيؤدي إلى اندثار القضية الفلسطينية، ولن يكون هناك اهتمام بها، وسيؤدي إلى التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية وليست كدولة محتلة».

‏وأشارت إلى أن هناك بُعد آخر وهو استخدام الآيات القرآنية للتأثير على الفكر لدى المواطن المصري، فالمعروف أن المصري لديه نزعة دينية، ولذلك يستغل أفيخاي، الآيات القرآنية التي تدعو إلى التسامح مع غير المسلمين، وهي نقطة هامة للغاية؛ وسينتج عنها خلط بين الصهيونية كحركة سياسة وبين الديانة اليهودية، والخلط بينهما شيء خطير، ومن هذا المنطلق سيتم التعامل مع إسرائيل من جانب ديني؛ وهذا سيؤدي إلى نسيان الممارسات الصهيونية. ‏

‏وكشفت أن ذلك يرتبط بصورة مباشرة للتمهيد الإسرائيلي لمخطط الإبراهيمية، و التركيز على المشترك بين اليهودية و الإسلام، والدعوة للتسامح لتحقيق ما يطلق عليه «الدين الإبراهيمي الجديد»، الذي يشتمل على المعتقدات المتفق عليها و يتجنب أي خلافات أو اختلافات، وتحقيقه يخدم في الأساس المساعي الصهيونية لتعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة، والقضاء على القضية الفلسطينية و تبديل الحقائق. ‏

‏ ‏وأردفت: «كلما يتم نشر آيات قرآنية على وسائل التواصل الاجتماعي، فهو يثير استفزاز المصريين، ونتيجة لذلك يتم الهجوم عليه داخل هذه المنشورات، وبالتالي تظهر كدولة متسامحة، والشعوب العربية هي التي تهاجمها وأنهم غير محبين للسلام ومعاديين للسامية –وهي النقطة التي تستخدمها إسرائيل دائما لكسب التعاطف الدولي».

وتابعت: «هناك عدة أبعاد لطريقة مخاطبة الجمهور المصري والعربي التي يستخدمها أفيخاي، وهي معقدة ومتشابكة، فهو بالإضافة لكونه من أصل عراقي ودارس اللغة العربية والمجتمع المصري بشكل كبير، إذ كان تخصصه هو وسائل الإعلام العربية بعد توليه منصب في جيش الاحتلال في البداية، فهو على دراية كبيرة بكافة تفاصيل المجتمع المصري والعادات المصرية لذلك يحاول التقرب والتغلغل داخل المجتمع المصري ولا يأبه الهجوم عليه فهو مدرب ومؤهل هو وقيادات الجيش على الانضباط في ردود الأفعال والسيطرة على النفس بشكل كبير». ‏

وذكرت أن هناك جانب آخر هام للغاية وهو قياس الرأي العام والتمهيد للتطبيع مع الدول العربية، إذ يتم تحليل البيانات من خلال إثارة قضية معينة وعن طريقها يتم تحليل ردود الأفعال العربية عن هذه القضية، وهذا جزء يعمل عليه الموساد، ولكن المواطن المصري لايدرك ذلك.

‏واستطردت: «هناك جانب آخر وهو استخدام المصطلحات الإسرائيلية وجعلها متداولة مثل إطلاق اسم «يهودا والسامرة» على الضفة الغربية، وإطلاق «أورشاليم» بدلا من القدس، بحيث تصبح مع مرور الوقت ليست غريبة على أذن المستمع المصري أو العربي، فهو يغرس المفاهيم التي يريد غرسها في وعي المواطن العربي». ‏

واختتمت: «من الضروري لفت الانتباه إلى خطورة لغة الحوار التي يتبناها أفيخاي أدرعي، مع الجمهور المصري، فهي لها تأثير كبير، ومن الممكن أن تؤثر على القضية الفلسطينية، ونسيان الممارسات الوحشية التي يقوم بها جيش الاحتلال مع الفلسطينيين، واحتلاله للأراضٍ الفلسطينية، ومخالفته كافة القرارات الدولية».

ومن جانبها، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، لجريدة «الزمان»، إن الصهيونية والإخوان المسلمين من نفس الفصيل يعلمون جيدا أن الشعب المصري بطبعه ينجرف وراء المشاعر؛ لذلك يستخدمون عنصر الدين في الوصول إلى الوجدان والسيطرة على الفكر، ليترسخ في الأذهان أنهم ليسوا أعداء بل يعرفون دين الإسلام.

‏وأضافت: «مذكور في التوراة أن من صفاتهم الخداع، الصهاينة أسوأ من أنجب العالم»، منوهة إلى أن التطبيع مع بعض الدول دفعهم إلى نهج ذلك المسار. ‏

‏وترى الباحثة في الشأن الإسرائيلي، أنهم يملكون عنصر الهدوء والاقناع في مخاطبتنا –كعرب- لأنهم أضعف منا بكثير ولايستطيعون فعل شيء غير ذلك.

‏وتابعت: «أنهم دائما ما يحاولون نشر أنهم يتعايشون مع الفلسطينيين، ولكن ما يتم إذاعته مجرد خداع إعلامي.. وأكرر جميعنا يعرف حقيقتهم».