رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

دراسة توضح الأبعاد الجغرافية للإرهاب وسبل مكافحته في القارة الأفريقية

الدكتورة مني صبحي نور الدين
الدكتورة مني صبحي نور الدين

أكدت الدكتورة مني صبحي نور الدين أستاذ الجغرافيا الاقتصادية المساعد بجامعة الأزهر أن أفريقيا تساهم بنحو 28% من عدد المهاجرين حول العالم، نظرا لأنها أكثر قارات العالم من حيث نسبة زيادة السكان بمعدل 13.9% سنويا، لافتة إلي هجرة مليوني مواطن من شمال أفريقيا و12 مليون من جنوب الصحراء بحثا عن العمل عام 2019.

أضافت الدكتورة منى لـ الزمان أن القارة تعاني كذلك من كثرة عدد اللاجئين حيث تستقبل جنوب السودان وحدها 2.3مليون لاجئ، يليها الصومال 900 الف شخص ثم السودان والكونغو الديمقراطية بمعدل 700 الف لاجئ لكل منهم.

وأوضحت في دراستها حول" الأبعاد الجغرافية للإرهاب وسبل مكافحته في القارة الافريقية" التي نشرتها مؤخرا بمركز بحوث دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن منطقة وسط أفريقيا تعاني من مشكلة التصحر وتحول ما يقرب من 50%من الأراضي الصالحة للزراعة إلي غير صالحة للزراعة وفقا لتقرير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وقالت أن أفريقيا تعاني من التغيرات المناخية والتصحر والجفاف في مناطق الأنهار والصحراء الكبري مما ينعكس بدوره علي الأنشطة الإقتصادية حيث ساهم في زيادة النزوح الذي يعرف بالنزوح المناخي، كما يتوقع ان ينزح 4.8مليون شخص في مالي النيجر وبوركينا فاسو لانعدام الأمن الغذائي في ظل جائحة كورونا .
أشارت الباحثة إلي أن إنتشار الارهاب في القارة نتيجة ضعف الموارد الطبيعية، وعلي راسها نيجريا التي يصل تعداد سكانها الي 200 مليون نسمة، تليها الكونغو 84. مليون نسمة.

أكدت الدكتورة مني أن امتداد الصحراء الكبري لمسافات شاسعة عبر المناطق الحدودية بين الدول، و تغيرات المناخ أحد العوامل المتسببة في زيادة التطرف والتي تعكس التغيرات الإقليمية مثل الإرتفاع المستمر في درجة الحرراة وعلاقتها بالتغيرات المناخية والإرهاب.

وقالت الباحثة أن البيئة الطبيعية لقارة افريقيا بما تضم من مظاهر السطح لها أثرها السلبي في بعض النطاقات مثل مناطق الغابات وكذلك امتداد الصحراء الكبري بمسافات شاسعة عبر المناطق الحدودية بين الدول، وتعد التغيرات المناخية أحد العوامل المتسببة في زيادة التطرف والتي تعكس العلاقة بين التغيرات المناخية والإرهاب يجب تقييمها من خلال توضيح الإستراتيجيات حيث تمثل الضغوط البيئية أحد العوامل المتحكمة و يجب تقييم خسائر التغيرات البيئية.

ووفقا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة فإن الفيضانات في تشاد قد أدت إلي نزوح 11 الف و500 فرد حتي فبراير 2020نتيجة إرتفاع المياه وفيضان نهر شاري الذي يتدفق عبرتشاد وجمهورية افريقيا الوسطي الي بحيرة تشاد.

وتعاني المنطقة من مشكلات اخري مثل التصحر والجفاف الذي كان لهما أثر واضح علي الأراضي وتحويل ما يقرب من 50% منها إلي أراضي غير صالحة للزراعة، مما أدي إلي معاناة اكثر من 3.5مليون نشخص من انعدام الأمن الغذائي وفقا لتقرير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية.
حيث يواجه سكان المنطقة تحديات التصحر والعنف المسلح ومما زاد من المشكلة تأثير أزمة كورونا حيث انخفض معدل النمو الإقتصادي بنسبة 3.4% عام 2020 في نيجريا نتيجة سوء الأحوال الجوية.

و تعانى أفريقيا من التغيرات المناخية والتصحر والجفاف وفي مناطق الأنهار والصحراء الكبري مما يجعلها أكثر عرضة لحركة النازحين واللاجئين عبر حدود،القارة وتزايد معدلات الفقر، وتعد العلاقة وثيقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة والعنف الطائفي حيث تتعاون الجماعات المسلحة مع جماعات الجريمة المنظمة في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، وجرائم الاتجار في البشر ومن ثم الحصول علي التمويل الكافي لتلك الأنشطة من جهات معينة .

وقالت أن بحيرة تشاد أصبحت نقطة جذب بوكوحرام نتيجة وقوع الجزء الأوسط منها ضمن نطاق دول الساحل الافريقي وتنتشر بها أنشطة الزراعة والرعي وصيد الاسماك كما تمثل ملتقي للمهاجرين من جميع أنحاء منطقة الساحل في أفريقيا مما أثار توترا بسبب الصراع علي الموارد استغلها التنظيم الارهابي.
مما أثر بطبيعة الحال علي الوضع الأمني في المناطق الحدودية وتداخل جماعات ارهابية متعددة في المنطقة .

وتعد الهجرة من الخصائص الديموجرافية الهامة والتي ترتبط في كثير من الأحيان بحالة السكان والأوضاع السياسية والإقتصادية والكوارث الطبيعية والبشرية وحالات اللجوء والتشرد .

وكثيرا ما تعاني الدول من مشكلات الهجرة وخطر اللاجئين اللذان يمثلان ضغطا كبيرا علي الدول في المناطق الحدودية وكثيراما ينتج عن ذلك استقطاب الجماعات الارهابية في تلك المناطق لهؤلاء السكان .

موضوعات متعلقة