رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

أشهر وقائع الإهمال الطبى بمستشفى عام

مشهد أصبح يتكرر يومياً وكأنه بات مكتوب على الفقراء بمصر أن يتعذبوا كى يحصلوا على الشفاء، فمسلسل الإهمال بالمستشفيات أصبح مشهدا متكررا يومياً، وعلى الرغم من تطوير منظومة الصحة إلى أن ما زال الإهمال يطيح بالعديد من المواطنين، فذات الأزمة بمستشفى بورسعيد العام.

دخلت لتركيب كيس معدة وخرجت من المستشفى لتواجه الموت، هذا ما أكدته ألاء التى دخلت مستشفى بورسعيد العام بالشهر الماضى، تمهيدًا لخضوعها لعملية تركيب كيس معدة صباح اليوم التالى لتعود حياتها كما كانت فى السابق، قبل شعورها بآلام حادة فى المعدة ولكن تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن وخرجت منها مستأصلة القولون والأمعاء تمامًا، بسبب خطأ طبى ولكن كتب لها العيش بآلام حادة وخطيرة وظلت بين الحياة والموت.

وقال محمود السيد شقيق آلاء "الزمان":" دخلت آلاء داخل مستشفى بورسعيد الشهر الماضى، الفتاة العشرينية التى خضعت لعمليات متواصلة استغرقها 6 ساعات، وظلينا لساعات خارج أبواب العمليات ننتظر خبرا من الأطباء بسلامة آلاء، وبعد مرور دقائق خرج الأطباء ليخبروا ولدنا أن حالة نجلته أصبحت مستقرة إلى حد ما ولا داع للقلق الذى يكسو على ملامح الأسرة بأكملها، وعقب مرور بضعة أيام من ملاحظة الأب لحالة نجلته اكتشف أنها لا تستطع قضاء حاجتها نهائياً وتعانى من القىء المتواصل، وهنا بدأت رحلة العذاب التى لم تنتهِ.

وعقب مرو 3 أيام من خروج آلاء من المستشفى دخلت الطوارئ وحالتها كانت خطيرة للغاية، متابعًا أن الأطباء أجروا أشعة مقطعية لابنته، وخرج أحد الأطباء وأخبره أنها مصابة بانسداد فى الأمعاء وتحتاج إلى تدخل جراحى بشكل فورى حتى لا يصل الأمر إلى حدوث حالة تسمم لها، ويعقبها الوفاة.

ويستكمل شقيق الحالة أن العملية الثانية استغرقت قرابة الـ7 ساعات متواصلة، وأخبره الطبيب أنه قد اضطر إلى استئصال الزائدة على الرغم من أن ابنته كانت لا تعانى منها، مشيرًا إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد المؤلم بل استمرت الفتاة فى الشعور بالآلام الحادة حتى تم إجراء عملية ثالثة لها التى استغرقت قرابة الـ4 ساعات.

ويؤكد الشقيق أن الطبيب أخبرنا أن آلاء لديها غرغرينا فى الأمعاء وحالتها الصحية خطيرة للغاية ويجب أن تخضع لعملية استئصال أمعاء وزرع أخرى وبالفعل تمت العملية ولا تزال حتى الآن تحت الملاحظة فى العناية المركزة وتعانى من آلام حادة للغاية، ومن هنا تم تحرير محضر ضد الطبيب بمستشفى بورسعيد العام الذى تسبب فى وضع شقيقته يحمل رقم 1928 إدارى العرب لسنة 2020/ 2021 وتباشر الجهات المختصة التحقيق فى الواقعة والتأكد من وجود خطأ طبى من عدمه.

لم تكن آلاء الحالة الأولى واحد ضحايا أطباء مستشفى بورسعيد العام بل خضعت منار لنفس الطريق لينتهى بها المطاف لدخولها بغيبوبة ترقد داخل غرفة العناية المركزة عقب أن دخلت المستشفى تعانى من الزائدة، وعلى الرغم من أن عملية الزائدة لا تستغرق سوى ساعتين ظلت منار 8 ساعات بالمستشفى ليخرج أحد الأطباء ويخبر أسرتها بأن حالتها خطرة وتحتاج إلى الدعاء ودخلت فى غيبوبة.

يروى محمود السيد والد منار البالغة من العمر 22 عاماً وتقيم ببورسعيد والذى دخلت المستشفى منذ أشهر لتدخل ولم تخرج وعقب أن انتهت من العمليات وعلمت الأسرة بحالة منار طالب شقيقتها بالحصول على تقرير بحالتها ولكن رفضت المستشفى إصدار تقرير طبى عن المستشفى بحالتها، وعقب فترة علمنا أن تم استئصال جزء من الأمعاء أثناء العملية تسبب فى تسمم ودخلت بغيبوبة على الفور ولم نعلم سوف تنجو أم لا.

ويضيف الأب والبكاء يخفى معالم صوته لم نعلم إذا كان سوف نشاهد منار مرة أخرى أم لا، ولكنه تم تحرير محضر ضد الطبيب والمستشفى رقم 7623 إدارى العرب لسنة 2021/ 2020 لتحقيق فى الواقعة وإثبات إذا كانت الواقعة بها إهمال طبى أم لا، فحتى المستشفيات الحكومية باتت مقبرة للفقراء فلا نستطيع الخضوع لعمليات بالمستشفيات الخاصة، ولم نجد أى تطوير بالمنظومة الصحية، فمستشفى بورسعيد العام متعارف عليها أنها مقبرة للمواطنين ولم يخرج من يدخل ولكنها فى متناول الفقراء.

ليس لديهم بديل لإمكاناتهم البسيطة التى لم يستطيعوا الذهاب للمستشفيات الخاصة فهناك إهمال جسيم ما زال مستوطن عدد من المستشفيات الحكومية بعدد من المحافظات، بجانب نقص الخدمات الطبية والأخطاء الطبية، وتحميل المريض عبء جلب هذه الخدمات الناقصة من خارج المستشفى وعلى الرغم من أننا بذروة الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد إلى أن ما زالت المستشفيات الحكومية تعانى من عدم التعقيم والإهمال وإلقاء أسر المرضى بالطرقات والتكدس والزحام.

من جانبه علق الدكتور مصطفى السعيد نقيب الأطباء ببورسعيد أن النقابة طالبت التحرى فى جميع حالات الإهمال الطبى والوقائع التى تصل النقابة ولحين الانتهاء من التحقيقات لا نستطيع أن نجزم أن هناك أخطاء طبية من عدمها، بجانب أنه من وقت لآخر جلب أطباء لعلاج المرض ودائما يتم صيانة الأجهزة المعطلة بمستشفيات بورسعيد، وسوف يتم محاسبة كل من هو قصر فى عمله، لأنه لا تهاون بحياة المرضى.

ومن جانبه أكد مصدر مسئول بنقابة الأطباء ببورسعيد أن هناك محالة من الإهمال فى جميع التخصصات بالمستشفيات وبالأخص مستشفى بورسعيد العام وأن معظم الأجهزة بالمستشفى معطلة ولا توجد به أجهزة كبرى لعمل الأشعة المقطعية وغيرها من الأجهزة اللازمة لعلاج الحالات المترددة عليها، بجانب وعود عديدة يتحدث عنها الوزارة للمستشفيات هنا ببورسعيد ولمنها لم تتحقق على أرض الواقع.