رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

المتمردون يضغطون دوليًا على آبى أحمد

اتهم المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتى، الولايات المتحدة الأمريكية بابتزاز بلاده باستخدام ملف نهر النيل، ومحاولات تأزيم علاقات أديس أبابا مع دول الجوار، حيث سعت لخلق أزمة، ليس مع جيرانهم العرب أو مع إسرائيل فحسب، بل لتعميق أزمة الثقة مع جيرانهم، الذين تربطهم بإثيوبيا الأنهار العابرة، مثل كينيا والصومال وجنوب السودان، واتهم مفتى الولايات المتحدة بأنها مستفيدة من خلافات بلاده وأزماتها.

وقال "عندما نتقاتل فيما بيننا سنصبح سوقا لأسلحتها، وعندما نقتتل ونضعف ستُمارس الوصاية علينا، وتُحدد لنا كيف نتعامل، فى سياق متصل دعت جبهة تحرير التيجراى إلى بدء مفاوضات من أجل السلام وإعادة بناء الإقليم تحت رعاية المجتمع الدولى، وأعلن المتحدث عن فتح مشاورات مع الأهالى، لتحديد شروط المفاوضات مع الحكومة الإثيوبية.

وقال المسؤول إن إقليم التيجراى تعرّض لحرب استنزاف وإبادة جماعية لأكثر من عام، وإن القوات الإثيوبية ارتكبت جرائم حرب فى الإقليم، كما اتهم المتحدث باسم الجبهة للشؤون الخارجية أطرافاً دولية فاعلة بلعب دور كبير فى حملة الإبادة الجماعية ضد الإقليم، على حد قوله.

وكان عشرات الآلاف من سكان الإقليم قد قتلوا فى الصراع الذى اندلع فى نوفمبر 2020 بين القوات الإثيوبية ومقاتلين من إقليم تيجراى، الذين هيمنوا على الحكومة الوطنية قبل أن يصبح آبى أحمد رئيساً للوزراء عام 2018.

وقال الدكتور رضا عبدالسلام وكيل كلية حقوق المنصورة، إن إثيوبيا تخوض حربا بالوكالة عن القوى الدولية والإقليمية حيث قدمت الصين الطائرات المسيرة بدون طيار لإثيوبيا عبر دولة عربية "فى إشارة إلى الإمارات العربية" لاختبار كفاءتها فى مواجهة السلاح الأمريكى.

وأضاف لـ"الزمان" أن تركيا لعبت نفس الدور وأمدت إثيوبيا بطائرات بدون طيار التى ينتجها مصنع تركى مملوكا لأحد أقارب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بهدف مساعدة آبى أحمد فى القضاء على قوات التيجراى التى تحارب بأسلحة تقليدية وقديمة.

وأكد الدكتور عبدالسلام، أن الهدف من الدعم التركى هو إضعاف موقف مصر فى مفاوضات سد النهضة، فى محاولة منها لإحياء فكرة الإمبراطورية العثمانية على حساب مصر كبرى الدول العربية لإخضاعها لسيادتها ومعها بعض دول الجوار.

وأوضح الخبير السياسى، أن تركيا فشلت فى الانضمام للاتحاد الأوروبى رغم ما قدمته من تنازلات خلال المفاوضات التى استمرت بين عامى 2002: 2010، وأنها تسعى للعب دور إقليمى بديل على حساب العرب، الأمر الذى يستدعى دعم كل مصرى لأى قرار تتخذه الحكومة المصرية للدفاع عن مياه النيل.

ولفت أحمد عبدالهادى، الباحث المتخصص فى الشأن الأفريقى، إلى أن إقليم التيجراى فى طريقه للانفصال عن إثيوبيا، بعد تصريح آبى أحمد عن استعداده لإجراء استفتاء شعبى حول المادة الدستورية التى تسمح لأى إقليم بالانفصال عن الدولة الأم.

وشدد عبدالهادى، على أن رئيس وزراء إثيوبيا لم يعد بالقوة السابقة بالرغم من انتصاره على قوات التيجراى، إلا أن القوى الدولية التى سعت لمنحه جائزة نوبل للسلام نظير تنفيذه مخططاتها بالإقليم لم تعد تثق فى قدراته بعد النجاحات التى حققتها قوات إقليم التيجراى داخل إقليمى عفر والأمهرا.

وتوقع الباحث فى الشأن الأفريقى، أن يعود آبى أحمد للمفاوضات بشأن سد النهضة بصورة أكثر مرونة، للتوصل لصيغة توافقية تحقق مصلحة مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكدا صعوبة قيام إثيوبيا بالملء الثالث لبحيرة السد نظرا لعدم اكتمال بناء الجزء الأوسط للسد.

وقال عبدالهادى أن آبى أحمد قد اهتزت صورته أمام القوى الدولية التى أصبحت تبحث عن بديل يتولى تنفيذ أجندتها داخل الأقليم، لافتا إلى أن السياسة لا تعترف بالصداقات ولكنها تبحث عن المصالح ولهذا فإن استمراره فى الحكم أمر صعب.

لفت الباحث السياسى إلى أن القوات الحكومية لم تتقدم داخل الأراضى التيجرانية بل اكتفت بالوصول إلى أطراف الإقليم، وأعلنت أنها لن تتقدم أكثر من ذلك فى الوقت الراهن، خوفا من تعرضها لهجوم مباغت من قوات تحرير التيجراى، وانتظارا لنتائج المفاوضات التى دعا إليها قادة قوات التيجراى.