رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية للمشروعات البحثية: المفاعل الثانى بإنشاص يعمل بكامل قوته ونواصل تطويره

كشف الدكتور ياسر توفيق نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية للمشروعات البحثية، عن أسرار وتفاصيل دفن النفايات المشعة التى تستخرجها شركات البترول والمستشفيات، وطريقة دفنها بشكل آمن وصحيح، ودور الوحدة فى تفادى أى تسريبات لهذه النفايات.

وأشار أيضا إلى أن الهيئة تدرس حاليًا إطلاق مسابقة لاختيار أفضل بحث لمعالجة النفايات المشعة، لافتا إلى أن مصر تتمتع بكوادر عالية الخبرة وقادرة على إدارة ملف النفايات المشعة بنجاح.

كما كشف عن دور هيئة الطاقة الذرية فى إدارة المفاعل البحثى بإنشاص ومحطة الضبعة النووية الجارى تنفيذها حاليا بالتعاون بين هيئة المحطات النووية لتوليد الطاقة وشركة روساتوم الروسية، وإلى نص الحوار..

= فى البداية حدثنا عن دور وحدة النفايات الناتجة من المستشفيات التابعة لهيئة الطاقة الذرية؟ وهل تتحمل الهيئة تكاليف هذه النفايات كاملة؟

هناك بالفعل داخل الهيئة وحدة متخصصة بالنفايات الناتجة من المستشفيات، وفى كثير من الأحيان يتم الحصول على هذه النفايات بتكاليف منخفضة جدًّا؛ ما يجعل الهيئة فى أغلب الأوقات مضطرة لتحمل تكاليف إضافية على حسابها الخاص فى إطار حرصها الشديد على عدم إلقائها فى الشارع؛ نظرًا للخطورة التى قد تسببها نتيجة هذا الأمر خاصة فى ما يتعلق ببعض النفايات شديدة الخطورة التى من أبرزها «القطن الملوث» الذى يوجد به مواد مشعة قد تشكل خطورة على العاملين بمجال صناعة ألعاب الأطفال التى تُباع بأسعار رخيصة الثمن، وبالتالى الوحدة حريصة جدًّا على الحصول على هذه النفايات ومحاولة دفنها بطريقة آمنة حتى إذا وصل الأمر إلى أن تتحمل جزءًا من التكاليف.

= حدثنا عن العلاقة التى تجمع بين النفايات المشعة وشركات البترول؟

هناك علاقة قوية بينهما، خاصة أن شركات البترول تعتمد كثيرا على النفايات المشعة فى عمليات التنقيب عن النفط وإجراءات المسح الجيولوجى، وكذلك إصلاح ومعالجة الأعطال فى الأنابيب المخصصة لنقل المنتجات البترولية.

= ماذا عن دور وحدة إزالة التلوث الإشعاعى؟

يتلخص عمل الوحدة فى التحكم فى إزالة التلوث الإشعاعى الموجود بالمواسير البترولية بصورة آمنة وتحت رقابة عالية من الطاقة الذرية وبنفس الوقت تكون جهة آمنة ومعتمدة ومرخصة من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.

كما يتمثل عمل الوحدة الرئيسى فى حل المشاكل الإشعاعية التى تواجه شركات البترول من خلال تنظيف المواسير الخاصة بهم، وإعادة استخدام تلك المعدات بعد إزالة التلوث الإشعاعى منها، الأمر الذى يساعد فى تعظيم موارد الدولة الاقتصادية ويؤدى إلى النمو الاقتصادى وتحقيق مكاسب كبيرة بإعادة بيعها أو استخدامها من جديد بعد هذا الإجراء الآمن.

= كم تبلغ نسبة عمليات فحص المعدات الخاصة بشركات البترول؟

طبعا تختلف بنسبة ضخمة جدًا خاصة فيما يتعلق بـ«الحديد الخردة» الذى تستورده مصر، خاصة يوجد كميات ضخمة تأتى عن طريق السفن، ولهذا فإنه يقع على عاتق الوحدة فحص ومعالجة وإزالة التلوث الإشعاعى الخاص بالحديد الخردة المستورد، ويتم تنظيفه نهائيا من الإشعاع لكى يكون صالحا للاستخدام لعد وصوله لعملية الحدود المسموح به ولأعلى درجة من الآمان، مما يجعل الشركات قادرة على بيعه من جديد بأسعار باهظة الثمن أو إعادة تصنيعه، لكى يحقق انتعاش جديد للاقتصاد المصرى تنفيذا لمبدأ التنمية المستدامة.

= كم يبلغ حجم النفايات المشعة التى تستقبلها الهيئة سواء من المستشفيات أو شركات البترول والمصانع؟ وكيف يتم تخزينها؟

من الصعب جدًّا حصر أعداد النفايات المشعة سواء من المستشفيات أو شركات البترول والمصانع التى تستخرج المصادر المشعة عالية الإشعاع، ولكن مصر تنتج نفايات طبية مشعة تبلغ 10 أمتار مكعبة سنوياً، ومصنع الوقود النووى ينتج من 3 إلى 4 أمتار مكعبة سنوياً من النفايات المشعة، وتقوم الهيئة بتخزينها فى مخازنها حتى يصل المستوى الخاص بها إلى مستوى منخفض لكى يتم دفنها بمدافن خاصة بها وبشكل آمن، وهناك دراسات تجرى فى الوقت الحالى لتحديد الأماكن والمواقع لتخزين النفايات المشعة.

= هل تحتفظ الهيئة داخل مخازنها بمصادر مشعة أخرى وكم يبلغ عددها؟

حجم المصادر المشعة المغلقة غير المستخدمة فى مخازن الهيئة قد يصل إلى 1600 مصدر عالى الإشعاع أما النفايات الطبية فقد يصل لحوالى 20 كيلو متر فى السنة ودخل الطاقة الذرية قد يصل إلى 30 كيلو متر فى السنة، وهذا دليل أن هناك كميات كبيرة من النفايات المشعة ويجب معالجتها بحرص حتى لا تضر بالبيئة.

= هل هناك مواقع مستبعدة من عمليات تخزين النفايات المشعة فى مصر؟

بالفعل مثل شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية والمواقع الاستراتيجية فى الدولة التى لن يقام عليها مدافن لتخزين النفايات.

= هل هذه النفايات لها أى تأثير ضار على المواطنين؟

على الإطلاق لأن دورنا الأساسى هو حماية المواطن حيث إن أهم شىء هو إدارة الإشعاع بطريقة مبررة للغاية من أجل الحماية الآمنة لجميع المواطنين.

= هل ينتهى دور هيئة الطاقة الذرية بعد دفن النفايات المشعة منخفضة المستوى تحت الأرض؟

على الإطلاق، لأن النفايات المشعة منخفضة المستوى تخضع لتحكم هيئة الطاقة الذرية لمدة 300 سنة على الأقل لضمان الآمان للمواطنين، وبالتالى فإن دفن هذه النفايات يعتبر مكلف جدا على الهيئة.

= كما تبلغ تكلفة استيراد تطبيق «سيزيوم-137» المسئول عن التخلص من النفايات المشعة الناتجة من مصنع النظائر المشعة والمفاعل البحثى؟ وهل نواجه معوقات فى ظل جائحة كورونا؟

تصل تكلفة استيراد هذه المبدلات الأيونية المسئولة عن معالجة النفايات المشعة والمعروفة بـ«سيزيوم-137» إلى ملايين الجنيهات حوالى 10 ملايين جنيه سنويًّا، كما أن جائحة كورونا لم نستطع توفيره نظرا لرفض بعض الدول الأجنبية.

= لماذا لا يتم تصنيعه محليا؟ هل لدينا الكوادر المؤهلة لذلك داخل مصر؟

بالطبع فمصر تمتلك الكثير من الكوادر والباحثين المؤهلين لصناعته خاصة أن معظم الأبحاث التى تقام عليها حاليا تحقق نتائج معملية هائلة، وبالتالى فإن تصنيعه محليًّا سيوفر على البلاد مبالغ مالية ضخمة، ومن المحتمل أن تتحول مصر لدولة مصدرة لهذه المبدلات فى المستقبل.

= كيف سيتم ذلك؟

هيئة الطاقة الذرية تدرس حاليًا إطلاق مسابقة لاختيار أفضل بحث لمعالجة النفايات المشعة، خاصة أن هناك المئات من الأبحاث فى هذا المجال فعالة ومبهرة ولكنها لم تطبق على أرض الواقع.

= حدثنا عن تفاصيل هذه المسابقة؟

هى مسابقة ستتم داخل الهيئة لاختيار أفضل بحث لمعالجة النفايات المشعة، من أجل الوصول إلى تطبيق جديد لمعالجة النفايات المشعة «سيزيوم-137»، وستتم بين باحثين مصريين، ومن المقرر أن تكون جائزة المسابقة المالية بقيمة 250 ألف جنيه، لتحفيز المتقدمين على إخراج أفضل ما لديهم.

= بخصوص المفاعل البحثى الثانى بإنشاص هناك شائعة تقول بأنه لم يعد يعمل كالسابق فما حقيقة الأمر؟

المفاعل يعمل بكامل طاقته، والهيئة تواصل العمل على تطويره بشكل مستمر، ولن يتم تشغيل المفاعل البحثى إلا إذا كان آمنًا 100%، فهو يعد من أكبر وأفضل 7 مراكز بحثية بالعالم، منوهًا بأنه يعمل بكامل طاقته وبقدرة 22 ميجاوات، إلى جانب أنه يعمل 10 أيام شهريًّا، والهيئة تسعى إلى زيادة عمل المفاعل من 65 يوما بالعام إلى 100 يوم خلال العام المقبل وهو معدل غير موجود بالعالم.

= هل المفاعل قادر على تغطية احتياجات السوق المصرى؟

طبعا، فالمفاعل البحثى يغطى حوالى 95% من إنتاج النظائر المشعة للسوق المصرى وقد ظهرت أهمية ذلك خلال جائحة كورونا التى اجتاحت العالم وأثرت على توفر النظائر بدول العالم كلها، وتخطط الهيئة فى الوقت الحالى لاستغلال إمكانيات المفاعل لتغطية إجمالى احتياجات مصر التصدير أيضا للبلاد العربية والإفريقية من النظائر المشعة، خاصة أن مصنع الوقود النووى التابع للهيئة ينتج وقود بجودة ومواصفات لا تقل عن الجودة العالمية إن لم تكن الأفضل.

= هل معنى كلامك أن مصر نجحت فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من النظائر المشعة؟

بالطبع فقد تمكنا من تحقيق هذه الخطوة بنجاح، كما نجحنا فى وقف الاستيراد وبالتالى أصبحت التكلفة الإجمالية على الدولة 1.6 فقط من تكلفة استيراده من الخارج .

= ما دور هيئة الطاقة الذرية بموقع الضبعة؟ وهل لديها القدرة على معالجة النفايات المشعة الناتجة عن المفاعلات النووية؟

الهيئة تمتلك الكثير من المقومات والخبرات التى تمكنها من معالجة كافة أنواع النفايات المشعة، وبالتالى فمن مهام الهيئة القادمة بمحطة الضبعة النووية هو التخلص من النفايات المشعة الناتجة عن المفاعلات، خاصة أنها قادرة على معالجة النفايات المشعة بأول مفاعلين بمحطة الضبعة لتوليد الكهرباء من إجمالى 4 مفاعلات دون الاستعانة بالجانب الروسى.

ومصر تخطط بعد تنفيذ المشروع النووى الأول للتعامل مع الوقود المستنفذ من محطة الضبعة رغم اتفاقها مع روسيا لتخزين النفايات طوال فترة عمل محطة الضبعة النووية.