دكتور محمود محيي الدين: تراكم المعارف والنمو أساس النجاح الاقتصادي واستمراره
أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن قطاعات الصحة والتعليم والإنتاج والبنية الأساسية المتقدمة تكنولوجيًا يجب أن تكون أعمدة الاستثمار في مصر في مرحلة ما بعد التخارج من برنامج صندوق النقد الدولي عام ٢٠٢٦.
وقال محيي الدين، في الجزء الثاني من حديثه لبودكاست "الحل إيه" مع الدكتورة رباب المهدي، إنه من الضروري العمل من الآن على تمكين الاقتصاد المصري من مواجهة الصدمات الخارجية، أو ما يمكن تسميته بالمربكات، خاصةً أن التحديات المتوقعة مستقبلًا تضم مزيدًا من الصراعات العسكرية والأزمات الاقتصادية والجوائح وتداعيات التغير المناخي، وما يترتب على ذلك من موجات الهجرة غير المنظمة وما يستتبعها من أعباء اقتصادية.
واستشهد محيي الدين بأجندة شرم الشيخ للتكيف التي تعاونت في إصدارها الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين الذي عقد بشرم الشيخ قبل عامين مع رواد الأمم المتحدة للمناخ، حيث تعتبر الأجندة واحدة من أهم الآليات العملية لتنفيذ أعمال التكيف مع تغير المناخ والاحتباس الحراري الآخذ في التزايد، وهو ما يعد نموذجًا للاستعداد للتعامل مع الأزمات المستقبلية وتأثيراتها على الاقتصاد.
ونوه محيي الدين عن أهمية تراكم الخبرات والتجارب بما يؤدي إلى تراكم النجاح لسنوات متتالية، مع أهمية دور المؤسسات التي تحمي هذا البناء المتراكم وتتدخل لتعديل المسار عند الحاجة، قائلًا إن بعض مشروعات القوانين التي وضعت في فترات سابقة دخلت حيز التنفيذ في الفترة الأخيرة، كما أن بعض مشروعات البنى الأساسية كان مخططًا لها في فترات سابقة لكن الحكومات الحالية في العقد الأخير قامت بتطوير هذه الخطط وتنفيذها، منها مشروعات الأنفاق بين شرق قناة السويس وغربها، والمدن الجديدة في عدد من المحافظات، والمعابر على نهر النيل، وتدعيم شبكات الكهرباء، وتنمية القرى الأكثر فقرًا.
وأشار محيي الدين إلى مبادرة "حياة كريمة" التي يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي بصورة مباشرة بوصفها نموذجًا للاستثمار المنشود في البشر والتعليم والصحة والبنى الأساسية والتحديث التكنولوجي، قائلًا إن منظمة الأمم المتحدة أشادت بهذه المبادرة التي يمكن أن تساهم في القضاء على الفقر وتحقيق التنمية.
ولفت إلى نجاح عدد من الشباب والفتيات أصحاب الشركات الناشئة بعد أن وفرت لهم الدولة في عامي ٢٠١٥ و٢٠١٦ الإمكانات التكنولوجية اللازمة، مضيفًا أن هذه التجربة تم تكرارها في عدد من المحافظات وتمكن عدد من أصحاب هذه الشركات من التوسع في نشاطهم إلى دول الخليج.
وأكد محيي الدين أنه رغم ابتعاده عن العمل الحكومي منذ مغادرته وزارة الاستثمار عام ٢٠١٠ لتولي مناصب ومهام دولية إلا أنه لم ولن يتردد أبدًا في تنفيذ ما يطلب منه أو يكلف به من مهام تخدم وطنه.
وأعرب محيي الدين في ختام حديثه بتأكيده أن مصر تملك مقومات النجاح الاقتصادي ومؤهلة لذلك إذا ما استفادت من إمكانيات التنوع الانتاجي بالاستثمار في البشر والأنشطة المتقدمة في الصناعة ورفع إنتاجية الزراعة وتمتين الاقتصاد ضد الأزمات