الزمان
الصحة: تقديم 1.4 مليون خدمة طبية بالمنشآت الصحية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا إعادة تطوير مبنى وزارة الداخلية السابق بـ ”لاظوغلي” وتحويله لمجمع خدمي متكامل وزيرة التخطيط تُثمن جهود السفير الكوري في تعظيم العلاقات المصرية الكورية تردد قناة المغربية الرياضية لمشاهدة مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 تصل لـ1500 جنيه.. طريقة الحصول على منحة العمالة غير المنتظمة 2025 والفئات المستحقة اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الإيراني لمناقشة القضايا الإقليمية المشتركة مصر ترحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن اتصال هاتفى بين وزير الخارجية ونظيره اليوناني لبحث سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية أسعار الأسماك اليوم الأربعاء 24-12-2025.. البلطي بكام أسعار الفاكهة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في الأسواق.. البرتقال وصل لكام أسعار السجائر اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025.. قائمة كاملة رئيس الوزراء يشهد توقيع بُروتوكولي تعاون بشأن تدقيق وتوحيد أرقام الصادرات والواردات المصرية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

«إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا».. موضوع خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم الموافق 18 أبريل 2025م الموافق 19 شوال 1446 هـ بعنوان: " إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا".

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بأهمية العلم ودوره في بناء الإنسان، علما بأن الخطبة الثانية تتناول مواجهة الأفكار والمعتقدات الخرافية.

وإلى نص خطبة الجمعة:

الحمد لله رب العالمين، نحمدك اللهم بالمحامد اللائقة بكمال ألوهيتك، ونثني عليك بالثناءات اللائقة بعظمة ربوبيتك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أذن الحق التي استقبلت آخر نداء السماء لهدي الأرض، ولسان الصدق الذي بلغ عن الحق مراده من الخلق، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن العقل هو الجوهرة الربانية التي ميز الله جل جلاله بها الإنسان، وهو المنحة الإلهية التي تكشف لنا أسرار الكون، ولكن هذا العقل يبقى كامنا، ينتظر الشرارة التي توقده، والغذاء الذي ينميه ويزكيه، أيها الناس، إن هذه الشرارة وهذا الغذاء هو العلم، فإذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا، وإذا انطلق العقل نهما، شغوفا، باحثا، متسائلا؛ تفتحت له أبواب العلم؛ فينقشع الظلام، وتتبدد الغيوم، وتزهو العقول بالأفكار النيرة، ويرى الإنسان في الكون آيات باهرات، وفي التاريخ عبرا وحكما، قال الله جل جلاله: {وما يعقلها إلا العالمون}.

أيها الناس، اعلموا أن العلم نور العقل، ومداد الروح، أليست أول رسالة إلهية إلى الجناب المعظم صلوات ربي وسلامه عليه كانت (اقرأ)؟ أليس المقام الأكرم الذي منحه رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلماء كان وارثة النبوة والأنبياء؟ ألا ترون أن أهل العلم هم أهل هذه الرتب السامقة {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، ثم إليكم هذا البيان النبوي الخالد الذي لا نظير له: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب».

عباد الله، تأملوا كيف أضاء نور العلم عقولا غيرت مجرى التاريخ وصنعت حضارة خالدة، فبين أيديكم عقل الإمام أبي حنيفة وحلقاته التشاورية التي كانت مراكز أبحاث، وعقل الإمام مالك وفقهاء المدينة السبعة الذين علموا الدنيا كيف تكون الهوية العلمية للأمم والشعوب، وترون العجب في عقل الإمام الشافعي حالة إبداعية متفردة، وصولا إلى عقل الإمام الفذ أحمد بن حنبل رحمهم الله ورضي عنهم، تدبروا سيرهم ومسيرهم، واقدروا لنور العلم قدره، ورددوا قول الله جل جلاله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، وقوله سبحانه: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.

أيها الكرام، اجعلوا من بيوتكم ومدارسكم ومجتمعاتكم منابر للعلم، محاضن للفكر، اغرسوا في نفوس أبنائكم حب الاطلاع والشغف بالمعرفة، أخبروهم أن مصر نموذج فريد في الدنيا تقوم ريادته وعظمته على العلم، وأن المصريين أبدعوا في مختلف العلوم، وأسسوا المدارس، وشيدوا المكتبات، وصنعوا مراصد الفلك، واجتذبوا العلماء والمبدعين من آفاق الدنيا؛ ليعلموا كيف بنى نور العلم الحضارة وصنع الإنسان!

أيها الناس، إن مفتاح حلول أزماتنا هو العلم، إن سبيل النصر هو العلم، إن محاربة التطرف الديني واللاديني بالعلم، إن مواجهة الفساد بالعلم، إن بناء الاقتصاد بالعلم، فالعلم أولا، والعلم ثانيا، والعلم ثالثا، ولله در الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال:

تـعـلـم فـلـيـس المرء يـولـد عالما * ولـيس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كـبـيـر الـقـوم لا عـلم عنده * صغـير إذا التـفت عليه الجحافل
وإن صـغـيـر القوم إن كان عـالمـا * كـبـيـر إذا ردت إلـيـه الـمحافل.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإنه لا يليق بمن أنار الله تعالى عقله بالعلم أن يستسلم لأفكار بالية وخرافات واهية، لا تستند إلى دليل، ولا يقبلها منطق سليم، كيف بعاقل أن يسمح للخرافة أن تتسلل إلى حياته فتفسدها، تعبث بعقله، وتضعف يقينه، وتزرع الوهم فيه!

عباد الله، إن العلم نور، والخرافة ظلام، ديننا يدعونا إلى العلم والبحث والتجربة، بينما الخرافة تستغل الجهل وتنشر الأوهام، الدين يبني مجتمعا قويا متماسكا على أسس الإيمان والعقل والعلم، بينما الخرافة تنثر بذور الفرقة والضعف والجهالة!

تأملوا أيها الكرام في عواقب الخرافات الوخيمة، فكم من طاقات عطلتها؟ وكم من عقول أسرتها وعطلتها؟ إن الخرافة ليست مجرد أفكار ساذجة، بل هي سم يتسرب إلى شرايين المجتمع، فيضعف مناعته، ويعيق تقدمه، فلنتساءل بصدق: هل ما زال فينا أسير لتلك الأفكار التي عفا عليها الزمن؟! هل ما زال بعضنا يؤمن بتأثير التمائم والأحجبة في جلب النفع ودفع الضر؟! إن الله جل جلاله قد أقام الإيمان فينا، فقال سبحانه: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير}.

ويا أيها الناس، اعلموا أن مواجهة الخرافات ليست مجرد واجب ديني، بل هي ضرورة عقلية وحضارية، إنها دعوة إلى تحرير العقول من أغلال الوهم، وإطلاق طاقات التفكير والإبداع، إنها استثمار في مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة، مستقبل يقوم على العلم والمعرفة والإيمان الراسخ".

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy