رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

«حوار المساحات» حرية تلوين فلسفية بلا حدود ولا قيود ..

هى لمسات لونية بمساحات عريضة غنية مشبعة باللون والضوء والانفعال اللحظى، إذ تنسجم رؤيتى الذاتية كليًا مع ما اتسم به مشوارى الطويل بعد دراساتى الأكاديمية المستفيضة طيلة ما مر على حياتى من خبرات، فالتجارب طويلة بين الرسم والتصوير والتكوين والمساحات والخطوط على مدى عدة عقود مرت، هو إذًا مسار متوازٍ بين الدراسات المتواصلة للرسم والتصوير ونهجى فى التلخيص والاختصار والتجريد..

كنت حريصًا دائمًا على الولوج داخل الفراغات والمساحات البيضاء بتركيز عالٍ، إنها تفاريغ مستدامة لما بداخلى من رؤى وأحلام ذاتية من شخوص ورموز وأجواء أعيشها دومًا بل أراها جاسمة، رؤى العين تتراقص فى وضح النهار على رغم من الشمس والضوء واليقظة، فكنت لا أهدأ طالما تراودنى وتتراقص أمام أعينى قبل أن أراها فوق أسطح لوحاتى بألوانها وخطوطها..

كنت أفكر بالخروج عن المألوف منذ كنت أدرس بين جدران إتيليهات كلية الفنون الجميلة قسم التصوير، حيث درست فى أواسط السبعينيات وكان هاجس يراودنى ككل زملاء دفعتى، من وقتها وأحيانًا تدهمنى الأفكار فأصغر لها وأنفذ ما بدا لى من أخيلة وأحلام لونية... فى بداياتى تعلمت على أيد أساتذة عظماء لهم منهج ورؤى واستلمت منهم توضيحات وإرشادات واهتمامات هى معينى الخصب وإلى الآن هم رواد وأساتذة وفنانون عظماء كالعلامات المميزة.. حامد ندا /زكريا الزينى / كمال السراج / ممدوح عمار / أحمد نبيل / أحمد نوار / محمد رياض / محسن حمزة...

وحين كنت فى سفر طويل خارج مصر كانت لى تجارب كثيرة جعلتنى أختصر وألخص ولكنه بحذر أشد وخوف إلا أن من حولى شجعونى وأثنوا على فكرى فى التجريد كالفنان الصديق عادل عبدالحميد رفيق رحلة السنين من أيام الكلية للآن وأيضًا ابنى أحمد محسن منصور الذى يُدرسْ لى كثيرًا فى هذا الاتجاه.. ومعرضى هذا (حوار المساحات) فكرة ولدت بقوة أكثر وتبلورت يوم افتتح الأستاذ الفنان الدكتور خالد سرور معرضى قبل الأخير (رماديات مصرية) بقاعة الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك ٣ يناير ٢٠١٦م، حيث لفتت نظره اللوحات التجريدية بالمعرض بتناولاتها المساحية واللونية وتلخيصاتها البسيطة، ووضح لى الفنان مسارى وبدأت السير وبدأت الخيالات والأفكار تخرج لأسطح لوحاتى بقوة بساطة وتعود وتمتزج بألوان فرشاتى، فقررت أن أقيم معرضًا كاملًا لتجاربى المساحية واللونية هذه وبعد أن كنت أعرض عدة لوحات تجريدية بخجل شديد داخل معارضى الشخصية التى توالت وخاصة فى الموسمين الماضيين ٢٠١٥ / ٢٠١٦م، ولا كنت أجرأ أن أشارك بلوحاتى منفردة بمعرض خاص لكنى كنت أعرضها بالعروض الجماعية... أما الآن فلقد فتُحت المحاور النقاشية بينى وبين أصدقائى وطلابى والمشاهدين لكل عمل وكل له رؤيتة الخاصة بذاته النابعة من مفاهيمه وقيمه وإسقاطاته وفكره نتناقش بالجديد لإثراء العمل الذى يحتمل الكثير من النقاشات والأطروحات ويتغير ويتبدل مفاهيمه على عكس منتجى الأكاديمى الذى لا يحتمل غير تفسيراته الواحدة للمنظر أو للبورترية أو حتى الموضوع... لهذا أهدى نجاحى المعنوى فى هذا المعرض إلى كل قلب مخلص شارك وشجع ووقف بجوارى فى هذا النهج، وخاصة الأستاذ الفنان الدكتور خالد سرور بشخصه وقامته الفنية، شكرًا لكم أيها القامات العظيمة، وأنتم نعم الأخوة والأصدقاء، أمنياتى أن أكون قد حققت خطوة إلى الأمام ... محسن منصور