صندوق النقد يتوقع خروج الاقتصاد الأوروبي من الأزمة رغم التحديات البيت الأبيض: ندعم مشروع القانون الذي يتضمن مساعدات عسكرية لإسرائيل رجل يشعل النار في نفسه بمنطقة الاحتجاج المجاورة لقاعة محاكمة ترامب وزير الخارجية يتوجه إلى تركيا في زيارة ثنائية وزيرا خارجية مصر وجنوب افريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين السيسي يودع العاهل البحريني الملك بمطار القاهرة الدولي في ختام زيارته لمصر غادة جبارة تدعو الجمهور لمشاهدة عرض مسرح العرائس فرحة وزير الصحة: المجتمع المصري يعاني من الأمراض النفسية خلال السنوات الماضية الاتحاد العام للغرف التجارية: أسعار السلع الأساسية بدأت في الانخفاض تدريجيا الخارجية الأمريكية: نؤكد رفضنا للعنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين القوات الفرنسية تعتقل مشتبه فيه هدد بتفجير القنصلية الإيرانية في باريس ‏‎وزير الخارجية يجري مشاورات سياسية مع نظيرته الجنوب إفريقية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

هان الإسلام.. فدُهس المسلمون

 في العطلة الأسبوعية.. وفي ساعة متأخرة من الليل انقطع منها المارة عن الطريق الآمن، حفنة قليلة خرجت لتوها من صلاة التهجد بإحدى المساجد بشمال لندن وتحديدًا مسجد «فنزيري بارك» أو ما يعرف بالمسجد الكبير لتناول وجبة السحور.
 تحركت عجلات الكراهية والتعصب والعنف والإرهاب والتمييز لتدهس أكثر من عشرة من المسلمين المسالمين الذين أبوا على أنفسهم إلا أن يحيوا الليالي العشر الأخيرة من الشهر الفضيل بالصلاة والدعاء، أيضا لتصدم هذه الحادثة الآثمة مشاعر المليار ونصف مليار مسلم وتطعنهم في عزتهم وكرامتهم التي هانت على أنفسهم فضلًا على الآخرين.
 صحيح أنها ليست الأولى ولن تكون وللأسف الأخيرة، إلا أنه هكذا تعددت أشكال محاصرة المسلمين في بقاع المعمورة والاعتداء عليهم في أنفسهم وفي عقائدهم بصورة تدعو للأسى على أمة وصفت في كتابها بأنها خير أمة أخرجت للناس!!!!
 والمخزي أن ما يحدث في أوروبا الآن بل في مناطق كثيرة من العالم للمسلمين يعد ترهيبًا غير مقبول وإرهابًا ينبغي أن ندركه ونواجهه، هذه المشاعر المتأججة في أماكن متفرقة من أوروبا والتي زادت حدتها وفاقت سرعتها كل التوقعات.
 لا يمكن الصمت دونها والسكوت عليها حيث بالغت أوروبا في مشاعر الكراهية للمسلمين ولم تتحرك حكوماتها تحركًا يتناسب مع الوقائع والأحداث.
 والملفت للنظر ازدياد تعدد صور الكراهية للمسلمين بصورة صارخة وصلت بالإيذاء البدني الي حد القتل والتصفية بلا مواربة ولا استحياء وذلك في السنوات الأخيرة بعد أن قاموا بتناول عقائدهم ومبادئهم ونبيهم ــ صلى الله عليه وسلم ــ وكتابهم وشعائرهم ومشاعرهم، فضلًا على الملاحقة وإلقاء الاتهامات الزائفة والتهم التي هم منها براء.
 فقد سمعنا عن بلد فيها تمنع تشييد المآذن وأخرى تقف حائلة لمنع الأذان، وثالثة تسعى بكل ما تمتلك لتحريف كتاب المسلمين وتجنيد ضعاف النفوس لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين في كل مكان.
ألم تقم الدنيا ولم تقعد لمنع الحجاب في دولة فيها الحرية بلغت حد التقديس؟؟!
ألم تُطارد فتاة مسلمة لحجابها في دولة أخرى حتى تم انتزاع حجابها.
ألم تُقتل فتاة مسلمة في دولة من دول أوروبا دون أي جريمة سوى أنها مسلمة!!
إننا في حيرة من أمرنا لطبيعة ونوعية العلاقة التي تجمع بين الغرب والإسلام.
 إننا نُتهم صباحًا ومساءً وليلًا ونهارًا بالإرهاب، وما أن تقع حادثة في أي مكان في العالم إلا ويتهم فيها عن المسلمين.
 من الظلم البين أن يكتسي الإرهاب بكساء الإسلام وبتعاليمه وبمبادئه ويشاع عنه أنه مصدره ومغذٍ للعنف بما فيه من تعليمات وتوجيهات تحث على ذلك.
 أيها السادة إن هذه الحوادث التي يقع فيها المسلمون ضحايا تكشف عن حدث جلل تدلل عليه وهو أن الإرهاب لم يكن ليلتصق بدين من الأديان وخاصة الإسلام الذي تحمل مبادئه التأسيسية قواعد السلام ودعائم التسامح وآداب المعايشة وأصول الحوار وأدبيات الجدال والخصومة.
 فمن العته والجنون أن تفسر هذه الحوادث التي تقع للمسلمين في أصقاع الأرض وبقاعها بعيدًا عن اتهام أصحابها بالإرهاب وإلا فبما تسمى هذه الحوادث؟!!!
 لقد لاحظت أثناء متابعتي لتلكموا الحوادث أن فاعليها يحملون من الكراهية والبغض للإسلام بصورة مدعاة للاستغراب والإنكار. ولعل الانطباع الأول لمرتكبي حادثة الأمس يكشف عن طبيعة حقده ومستوى كراهيته للمسلمين لدرجة أنه أصيب بحالة من الفرحة التي هي أشبه بالجنون فأراد أن يقبل كل من حوله بالإضافة إلى توزيع ابتساماته العريضة عليهم.
أليس هذا هو الإرهاب بحق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 إن المسلمين الذين يعيشون في أوروبا يعانون أشد المعاناة نظرًا لملاحقاتهم وتشديد الرقابة عليهم وتفتيشهم في ذهابهم وإيابهم في صورة تدعو للسخرية والاستهزاء، وما القرارات التي أخذت مؤخرًا في كثير من الدول الغربية إلا وتحمل انعكاسًا طبيعيًا لموقفهم من المسلمين .
 والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح على المسامع: هل الخوف من الإسلام أو ما يعرف بالإرهاب الإسلامي (الإسلامو فوبيا) تلك الظاهرة التي خيمت على العلاقة بيننا كمسلمين والغرب من الذي تسبب فيها؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
 إننا لا نعفي أنفسنا من الاتهام والتقصير وسوء العرض والتسويق لمبادئنا وعقيدتنا، كما أن فينا من بلغ حد التشدد والعنف. ولكن هل نستطع أن نعفي الغرب من مسؤولية الإرهاب في العالم؟!
 لقد أثبتت الأحداث وكشفت الحقائق أن الغرب قد أسهم إسهامًا كبيرًا في بلوغ الإرهاب مرماه والتي كانت برمتها وبالًا على الأمة الإسلامية فلا يستطيع أحد أن ينكر أن العالم الإسلامي والعربي قد تفتت بل كاد يسقط بفعل المخططات الغربية و«الصهيوأمريكية»، ولعل ما يشير إلى ذلك ويدلل عليه ما يعرف بيناير الأسود 2011 الذي فتح بابًا من الفتنة من الصعب أن يغلق ولو بعد أعوام كثيرة مقبلة.
والسؤال كيف نستطيع أن نقضي على الإرهاب في ظل سياسات تحتاج إلى مراجعة؟؟؟!!!
 كيف نستطيع أن نقضي على الإرهاب في ظل أجواء متخبطة تنتزع من المواطنين معاني الولاء والانتماء؟؟؟!!!
كيف نستطيع أن نقضي على الإرهاب ويستشعر المواطنون العزل أن إرهابًا يمارس ضدهم؟؟؟!!!
كيف نستطيع أن نقضي على الإرهاب في ظل حالة الانقسام والتخوين وأخذ العاطل مع الباطل؟؟؟!!!
 إننا في حاجة إلى شيء من التأنّي ونحن نصف قطاعًا من أبناء المجتمع بالإرهاب دون تمييز بين المنتمين إليه، ما زلت عند رأيي أن انتزاع المصرية فضلًا عن الإسلام أمر ليس بالهين.
 أنا ضد فكر الإخوان المتطرف وضد إدارتهم في الحكم وخاصة بعدما ثبت قلة خبرتهم، ولكن ليس معنى هذا أن أصف أبناءهم وجيرانهم والمتعاطفين معهم بالإرهابيين، هذا رأي فيه نظر ويحتاج إلى بصر، لأنني أجنّب بذلك شرائح من المواطنين بدلًا من احتضانهم ليكونوا ظهيرًا للمجتمع لا يمكن أن تجنبهم حتى لا يستثمرهم الآخرون ويسعون إلى تجنيدهم، ومن المؤسف والمحزن وأعتبره قلة حيلة أنني ألخص القضية في استبعاد هذه الجماعة فأين المراجعات الفكرية والفورية قبل فوات الأوان؟؟؟!!!
 والتعجب من رميهم جميعًا بالجماعات الإرهابية تلك الصفة التي لا تصطبغ بها أصحاب أي دين آخر مهما كانت.
 لا يوجد دين في العالم يصف أتباعه بالإرهابيين ولكن يصفونهم بالعته والجنون. أبوا أن يلصقوها بدينهم، رفضوا أن يعرضوا بدينهم، لذلك فإنني أتهم الغرب مع غيري في صنع هذا التيار واستغلاله في تحقيق مصالحة والإضرار بالمسلمين وتغذيته بكل الطرق.
 واسمحوا لي أن أرجع إلى حقبة زمنية كانت من عمر مصر قياسًا بالفترة الزمنية التي قبلها وبعدها والتي استمرت ١٤ سنة لم يحدث فيها سوى حادثين ارهابيين فقط وتم القبض على الجناة في وقت قياسي، ذلك لأن تلك الجماعات كانت تحت السيطرة الأمنية الكاملة الرشيدة الواعية وما سجله التاريخ أنه كان رغم ذلك دون عداء مع الدولة بل كانت مندمجة مع صفوف المصريين، وكان لهم ممثلون في مجلس الشعب. كل ذلك لوجود فكر واعي واستراتيجية هادفة قامت عليها تلك العلاقة التي تأخذ في الاعتبار جنسيتهم ودينهم وتحفظ لهم حقوقهم التي كفلها القانون.
 لذلك فقد أدرك السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لولايته ضرورة إعادة النظر في الخطاب الديني الذي يعمل على الحد من خطابات الكراهية التي انتشرت بصورة تستوجب التحرك من جميع أجهزة الدولة دون إهدار حق من حقوق المواطن للقضاء علي الإرهاب الأول.. ذلك الإرهاب الذي يفرط في حق من حقوق المواطنين أو يسعى متعمدا لخرق القانون والذي يستتبعه انتزاع الانتماء والوطنية ليكون الإرهاب الحقيقى الذي لا نهاية له من أبناء الوطن ضد الوطن، حيث استثمر تلك العلاقة حينئذ المشروخة أعظم استثمار ليكون ذلك هو المدخل للتجرؤ علي الاسلام من الغرب.
فبعد أن هان الإسلام علي المسلمين فمن السهل أن يهان ويداس بدهس المسلمين فى أرجاء العالم.
 وإنا لله وإنا إليه راجعــون

موضوعات متعلقة