أبرز ضحاياه المشير عامر ورئيس البرلمان ووزير العدل..
هل آتاك حديث «اللص التائب» ؟..حيفوتك كتير لو ما تعرفتش عليه

"ده يرجع للخير وللشر اللي جواك ياولدي"..كلمة ألقتها سيدة تجاوزت السبعين من عمرها،ردًا على سؤال عابر سبيل، طالباً منها نصيحتها، حول سعيه للانتقام ممن ظلمه وأخذ نصيبه من الميراث،فجاء ردها "كل واحد جواه بذور للخير وللشر..بتقوّى على حسب اللي جواه"...استحضرني هذا الكلام، وأنا أتابع قصة الحرامي المعروف إعلاميًا بـ"الحرامي التائب"، خلال لقاء تلفزيوني،وهو يكشف للجمهور، مسيرته في عالم السرقة، والأسباب التي دفعته، غير أن المفاجأة، أن هذا اللص،تراجع عن إجرامه في لحظة من اللحظات، ولم يكتف بذالك،بل قام بتسليم ما سرقه من ذهب ومجوهرات وأموال إلى أصحابه، وفي النهاية ، أعلن توبته من عالم السرقة ،بعد أن غلبت بذور الخير الذي بداخله بذور الشر .
الحرامي التائب..هل سمعت عنه من قبل ؟!
هو محمد راشد، ابن قرية العوامية مركز ساقلته في سوهاج بصعيد مصر مواليد سنه 1962 حيث نشً في أسرة فقيرة مكونة من الوالد والوالدة وستة أشقاء ،وكان الوالد يعمل سايس عربيات وبسبب فقره الشديد ولم يستطع أن يكمل تعليمه بالرغم من تفوقه وكان حلم حياته أن يصبح طبيب ولكن الظروف كانت أصعب ولم يكمل تعليمه وبدأت المعاناة أكثر بعد وفاه الوالد ثم ذهب من بلده إلي القاهره وكان أشد جوعًا.
دوافعه إلى اقتحام عالم السرقة :
كان الفقر وقلة اليد والحيلة، وعدم الحصول على فرصة عمله، وعلى حقه في الاستفادة من خيرات البلاد، دافعاً أساسياً نحو اقتحام عالم السرقة، بعد أن رأي فئة معينة ، تستولى على خيرات البلاد ،لذا ، لم يكن راشد، يضع نصب عينه على سرقة أبناء الطيقة المتوسط، كغيره من باقي اللصوص، وإنما اختص فقط بسرقة الوزراء وكبار المسؤولين والمشاهير، فهو يرى أنهم سبب رئيسي فيما وصل إليه وغيره من أبناء الشعب..
وبدأ في الاول بسرقه الاكل وبعد ذلك بسرقه المسؤلين والذي ساعد علي استمراره في السرقة انه شاهد في التلفزيون فيلماً أمريكياً بعنوان (لعبة الموت) حيث كان دور لص محترف يتفنن في سرقة منازل الأثرياء، واستهوته قصة الفيلم وقرر أن يتقصمه وكان يسرق في القاهره من الساعه 9 الي الساعه 2 لعدم وجود الاطفال ف البيت والاب والام في العمل ولذلك يساعده علي السرقه بسهوله
أبرز ضحاياه في عالم السرقة :
بدأ بسرقة شقة الدكتور أحمد صوفي أبوطالب رئيس البرلمان، وأحمد عبدالحكيم عامر نجل وزير الحربيه السابق ، وأيضاً سفير مصر في بلجيكا سابقاً والدكتةر جلال ابو الدهب و سعد الفطاطري".في الدقي وأيضًا قام بسرقه الوزير السابق أنور أبو سحلى ووصفه بشخص المحترم واعتبروا من المواطنين لأن منزله لا يوجد فيه شئ وأوضح كيف تم القبض عليه في إحدي بيوت المسئولين ف عام 1986.
وكان السجن بمثابه تعليم له وليس عقاب ولم يكتفي بالسرقه وقام بالسرقه في الخارج مثل الأدرن قام بسرقه 15 شقه وفيلا ويؤكد راشد أن مال شخص مسئول واحد تسدد ديون مصر كلها .
طريقه إلى التوبة :
بعد أن خرج راشد من السجن، تأكد تمامًا أن ساعة واحدة في هواء الحرية، لن تتعوض، فأخذ عهدًا على نفسه ألا يعود مُجددًا إلى عالم السرقة ، ولم يتكف بذالك، بل ذهب إلى أبعد من ذالك ، وهو ما كان مفاجئًا حتى لضحاياه، إذ قام بتسليم مسروقاته إليهم ،ليطوي بذالك راشد، صفحته القديمة بكل ما شهدته من جرائم، ويفتح صفحة جديدة، عنوانها التوبة إلى الله عما اقترفه في حق نفسه وفي حقق غيره.
وبعد شهور من خروجه من السجن، ذهب إلى الكاتب حلمي سالم وسجل معه ثمانية شرائط كاسيت عن بداية رحلته في السرقة وتجربة السجن ثم التوبة وتم تلخيصها في كتاب طبعه على نفقته الخاصة بعنوان "العودة إلى الله" يقوم بتوزيعه على السائقين في إشارات الواحدة، وأثناء عرض الكتاب يحكي للناس كيف أكرمه الله بالتوبة، وأنه أعاد الأموال التي سرقها طوال السنين، ويطالب الجميع بأن يغفروا له ويقبلوا توبته وكيف يحمي الناس بيتهم