رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

أيها المغضوب عليكم..!! رسالة من عمر إليكم!!!!

تلتقي الأرواح.. وحين تلتقي الأرواح.. يكون لقاؤها أكثر خلوداً من لقاء الأجساد.. لأنها ذلك المخلوق الشفاف النقي الطاهر.. الذي يبعد كل البعد عن المادة وتلوثها.. 
   فإذا كان سر الروح من أمر ربي.. وكما قال القرآن الكريم:
"قل الروح من أمر ربي وما أوتينا من العلم إلا قليلاً"...
إلا أن سيدنا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: اخبرنا دون الخوض في ماهيتها وأنها قاصرة على خالقها..
   إن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف..
أمة الإسلام
أعزائي القراء في كل مكان
    أكتب إليكم وأنا في أجمل لحظات حياتي.. بعد حب الله أتنعم به.. حيث أنني أتقلب في أعظم نعمائه.. وهي حبكم لي.. الذي وهبني إياه...
ولكن كم أنا متأثرة جداً.. من ذلك الحب العظيم وأسأل المولى العزيز القدير أن أكون عند حسن ظنكم في دوما..
أشكر لكم.. كل كلمة  أرسلتموها إلي... وكل اتصال على هاتف الجريدة... كي تهنئوني بالعودة إلى الكتابة..
ولكن اسمحوا لي أنا التي أهنأ نفسي بكم وبحبكم.. لتزيدوا حبي لله سبحانه وتعالى.. حين منلإ على تلك النعمة بهذا الحب العظيم.. حبكم..
     أعود اليكم بكل الشوق والحنين..
أكتب لكم أحاول أن أعوض ما فاتنا من الأيام والسنين..
وإن كان علاقتنا لم تنقطع والحمد لله رب العالمين.. حيث كنت معكم على "الفيس بوك"..
ولكني مثلكم لم يشبعني في التواصل والاتصال الصادق الأمين..
 وكم أنا متألمة.. أننا كنا نتبادل الذكر في حب الله العظيم على هذه الوسيلة التكنولوجية العالية.. ولكن وسط أهوال من الجاهلية بكل صورها... لا ينبغي أن تكون بين ذلك الذكر الجميل..
    وأرجوا منكم أن تكونوا معي.. في محاصرة ذلك العدوان الوجداني.. والقيمي..!! والاخلاقي..!! والديني..!! والوطن..!! الذي سوف يدمر.. إن لم يكن قد دمر بالفعل كل شيء من حولنا جميل...
علينا أن نقف ونتصدى لهذا العبث.. وهذا الجنوح.. وهذه الخيانات.. علينا أن نجرم كل ما لا يليق بديننا وباستقرار وأمان أوطاننا..
هذا باب سوف نفتح الحديث فيه بصورة مستفيضة.. ليس مقامه الآن..
    ولكن الآن.. دعونا نعود إلى حديثنا عن قوة الإسلام.. وعدل الإسلام.. وسماحة الإسلام.. وحكمة الإسلام... 
 مع عمر.. الذي كان.. ولايزال... في قلوبنا وعقولنا..
    وسيظل مع عمر آخر.. سوف يملك وجداننا.. حين يقوي ويتسلح بابن الخطاب ليكون لنا شرفا.. وخير سفير.. عن نبينا وإسلامنا... في هذا الزمان في آخر الزمان..
    كم أنا متأثرة بالفاروق العادل.. كلما جارت الأيام.. واستشرى الظلم وتفشى الظلام..
    كلما أُوصدت القلوب... وعميت البصائر التي في الصدور..  
    كلما أُغشيت الأذان.. وتغيبت الضمائر.. وعم الطغيان..
    كلما غابت الانسانية.. واغتيل الأمان في حالة من الضلال والبهتان..
    كلما شعرت أن الجاهلية ترجع إلينا.. أو أن هناك عود قهقري إليها..
كلما شعرت أنه لا محالة.. من البحث عن عمر الزمان.. تلك الانشودة الخالدة.. التي تحتاج أن تعيشها.. وهي تتردد بيننا بالقوة والعدل في أعذب الألحان..
    لتدرك عالم الإنسان من الهاوية في عالم الظلم والبطش.. عالم سامحوني عفواً أن أقول.. "عالم الحيوان"..
    نعم.. القوى فيها يلتهم الضعيف...!! القادر فيها يدوس على المحتاج...!! الباطل فيها يزهق الحق...!! القاتل فيها يكون الكسبان..!! الكاذب فيها يشيد عالم النفاق والبهتان...!!
والسباب واللعان يكون لسان حال زمان خسران...!!
    ليكون الدواء من ذلك الداء... هو العودة بالخيال.. لاستدعائه في الواقع...
    العودة إلى سير بطولات الزمان... نشحن بها أنفسنا كي تتصدى لقسوة الحاضر.. وتثبت عمر آخر لهذا الزمان..
    معاً.. نذهب بعيداً إلى الفاروق العادل.. نعم لكي نقوي عمر الزمان.. لابد وأننا نكون أحد أسلحته... ونحن نلتف حول الخطاب الفاروق العادل نعود لإيمانه.. الذي كان ركيزة قوته في الإسلام... 
    بعد أن انتهي ابن الخطاب من تلاوة سورة "طه".. وتحول الى إنسان آخر.. وكأنه وجد ضالته المنشودة..
    حيث قال لأخته.. "ينبغي لمن يقول هذا ألا يعبد معه غيره.. دلوني على محمد"...
    خرج من عندها منطلقاً.. وكأنه فاتح عظيم.. وإن كان فاتحاً لظلمة نفسه.. وجهلها..
    لما سمع خباب رضي الله عنه ذلك.. خرج من البيت.. حيث كان محتفيا وقال: أبشر يا عمر، فإني ارجو أن تكون قد سبقت فيك دعوة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم الاثنين "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك" بأبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب..
    ما أن سمعها عمر.. فقال: وكأنه أكثر شوقا ولهفة.. من رسول الله صلى عليه وسلم... وكأن الرسول ناداه... وعمر يجيب النداء.. سمعه.. يجري عليه ملبياً الندا..
    فلما عرفوا منه الصدق.. قالوا: هو في أسفل الصفا.. فأخذ عمر سيفه فتوشحه.. ثم توجه إلى رسول الله وصحابته فضرب عليهم الباب..
    فلما سمعوا صوته وجلوا.. ولم يجترئ أحد منهم أن يفتح له.. لما يعلمون من شدته على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
    فلما رأى حمزة رضي الله عنه وجل وخوف وارتباك القوم.. قال: مالكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب... قال: عمر بن الخطاب؟.. افتحوا له.. فإن يرد الله به خيرا يسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا..
   هذا هو لقاء أسد لأسد.. أسد الإسلام حمزة.. مع أسد الجاهلية الفاروق عمر... وهكذا نرى لحظة الإيمان تتحقق في هذا الوقت..
    يا إلهي.. "إنه الإسلام.. وقوته" إنه اليقين بالله وعظمته.. الأقوى من أي قوى على الأرض..!! فالقوة الحقيقية هي العقيدة السليمة.. القوة الحقيقية في اليقين بالله.. التي تنهزم أمامها أياً من القوى مهما اتحدت.. لأنها تتحد على الباطل.. تجتمع على الشر.. فبالتأكيد مآلها.. الهزيمة والعدم.. لأنه لا يصح إلا الصحيح..
فلتجتمع قوى الشر والهلاك كلها.. ضد مصر.. ولكنهم لن يهزموها... لأن مصر حافظة لله.. حافظة لدين الله.. تالية للقرآن.. صائمة رمضان... يقوم شعبها الليل..
    هناك قلة ممن حاولوا ولا يزالون يحاولون أن يبددوا جمال الإسلام فيها..
    ولكنه غبار..!! تراب..!! سراب..!!
    والله.. لا ولن يعلو صوتهم.. على صوت.. أذان المغرب في رمضان..
   والله.. لا ولن يرتفع صوتهم.. على صلاة التراويح في الميادين في كل مكان..
    والله.. لا ولن يعلو صوت الباطل والخيانة والغدر الذي فاحت رائحة تعفنه بين السماء والأرض..
    إن كانت هي دول عظمى... تملك من السلاح والصواريخ والقنابل.. ومؤامرات الخيانة والخسة...
    فإن سلاح المصريين أقوى.. وهو حمل كتاب الله.. سلاح المصريين هو السجود والدعاء.. واليقين بالله..
 سلاح أقوى من الزمن على مر الزمان.. توارثته الأجيال بعد الأجيال.. سلاح التوحيد على الأرض... سلاح حمل أمانة الإسلام.. الذي يفوق سلاح العدو المباشر.. أو غير المباشر.. في الجواسيس والعملاء...
    نعم قوة المصريين الذين يرهبون عدو الله وعدوهم..
ولم لا وقد دعت لهم السيدة الطاهرة زينب رضي الله عنها حين قدمت إلى مصر فقالت: "يا أهل مصر آويتمونا أواكم الله.. نصرتمونا نصركم الله.. أكرمتمونا أكرمكم الله.. أحببتمونا أحبكم الله.. جعل الله لكم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً"..
أكرمكي الله سيدتنا الطاهرة عقيلة بني هاشم وحشرنا معكي ومع جدكي واخويكي سبطا الجنة سيدة شهدائها ومع كل الكم الشريف..
نسأل الله ان يمن علينا بالاقتراب منكم رغم علوكم في الدرجات ودنونا.. الا انه خير شفيع لنا في الاقتراب حبنا لجدكم النبي محمد صلي الله عليه وسلم.. وكذا حبنا لكم الذي لا يفارق ارواحنا.. 
   إذن هي مصر المصونة بحفظ الله لها.. وبدعاء رسول الله لأهلها ووجود أهل البيت فيها.
    ورغم خلافنا مع الحجاج بن يوسف الثقفي.. وما نُبرأه مما فعل.. إلا أنه صدق في وصيته لأهل مصر حيث قال عن المصريين لطارق بن عمرو
     (ياطارق لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر.. فعليك بالعدل فيهم.. فهم قتلة الظلمة.... هادني الأمم.... وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها.... وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجياف الحطب....
    وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل.. ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم..
فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه..
وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه..
     فاتقي غضبهم.. ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم..!! فانتصر بهم.. فهم خير أجناد الأرض..
واتق فيهم ثلاثا:
1- نسائهم فلا تقربهم بسوء.. وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها..
2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم..
3- دينهم.. وإلا أحرقوا عليك دنياك..
    وهم صخرة في جبل كبرياء الله.. تتحطم عليها.. أحلام أعدائهم وأعداء الله....
    هذه هي برقيتي إلى كل من يهدد أو ينظر أو يدبر أو يخطط أو يتحد أن ينظر إلى مصر جواً وبراً وبحراً..
    إياكم وأن تتصوروا أن خبائثكم سوف تمر عليكم.. دون تأديبكم..!!
    والأيام بيننا!!!!!!!!!
    تلك القوة التي تزداد وهذه الصلابة التي تتثبت وتتمكن.. رغم ضرب الناس الغلابة في قوتهم وفي رزقهم..!!! الله عندهم أقوى من ملئ بطونهم..!!! أقوى حتى من سد رمق جوعهم..
    رغم استباحة دمائهم على أرضهم.. فإنهم يعرفون معني الشهادة في سبيل الله.. حيث الدفاع عن الوطن.. رغم استهدافهم بين السماء والأرض.. لا حول ولا قوة لهم إلا بالله العلي العظيم..
    حتى وهم يتناثرون أشلاء.. هم الأقوى....!!!! المصريون الأقوى....!!!! يكفي أنهم يطعنون في ظهورهم.. عزلا من السلاح.. أُخذوا عذراً..
هل هذه قوة...؟؟؟!!!!
هل ذلك يعد انتصاراً؟؟؟!!!!
لا والله إنه خير دليل.. على القزمية.. والافلاس.. والجبن.. والخسة...
    خير دليل على قوة الإسلام والمسلمين.. وإلا لواجهوهم...!!!
    ولن يواجهوهم..!!!! سوف يظلوا يضربون المصريين في ظهورهم.. وفي عتمة الليل..
    لن ترعبهم نيران الغدر.. وحرائق الخيانة.. بل ستخرجهم كالذهب أشد متانة وصلابة..
أكرر مهما تناثرت أشلائهم.. وفاحت رائحة دمائهم سوف تزيد اعدائهم المتآمرين رعباً.. وخوفاً.. وفزعاً..
    لأنه وعد من الله.. أن يبتليهم بذلك الخوف فهم أهل الحق.. لأن الله موجود عند أهل الحق وليس عندهم.. فإذا كانوا غافلوهم على الأرض وبين الأرض السماء.. فقد غفلوا عن من لم ولن يغفل عنهم اينما كانوا....
"نستدرجهم من حيث لا يعلمون"..  "واملي لهم ان كيدي متين"
"... ويؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"..
   وأيضا.. إنها أرض عمر.. رائحتها انامل عمر بن الخطاب امير المؤمنين التي لا تزال تجري في نيلها بالخطاب الذي كان قد ارسله اليه..
   حين اشتكي عمرو بن العاص إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب جفاف النيل..
ارسل عمر خطابا إلى النيل قال فيه: " إذا كنت تجري من عندك فلا حاجة لك.. واذا كنت تجري من عند الله.. فنسأل الله أن يجريك"..
    "يا مصريين اذكركم بخطاب عمر الى النيل.. "عمر لايزال بينكم"....!!!! 
    ولن تجري كلمات عمر في النيل.. ومن قبل لن يكون هناك الجبل الذي لم يعتلي رب العزة سواه إلا على تلك الأرض المحروسة.... ولن تحتضن تلك الأرض المباركة من آل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
ويمسها مكروه..
    لن ينال منها.. ولا من ساكنيها المصريين الغاليين الطيبيين.. المحبين لله ولرسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..

    فقط هي دعوة.. بعد ألم المصريين الذين أُخذوا غدرا وعدوانا وظلماً وزوراً.. دعوة إلى الاتحاد... إلى الفطنة... إلى عدونا الأساسي الحقيقي.. الذي إن لم تتحد للتصدي له.. لن يهزمنا هو.. إياكم أن تتصوروا أن أحداً يستطيع هزيمتكم..
    ولكنها إن حدثت سوف تكون تأديبا من الله لنا.. لأننا تفرقنا وتشيعنا وتحزبنا.. ولم نعتصم بدين الله اخوانا..

    نعود مع ابن الخطاب الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أخذه حمزة ورجل آخر بعضديه حتى أدخلاه.. على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرسلوه.. "أي أتركوه"..
ونهض إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. وأخذه بحجزته "معقد السراويل والأزرار".. وجمع ردائه ثم جذبه جذبة شديدة وهو مجمعه في قبضة يده..
    وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ والله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة..
    فقال له عمر: يا رسول الله جئتك أؤمن بالله وبرسوله وبما جئت به من عند الله..
    قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. فعرف أهل البيت من أصحاب رسول الله أن عمر قد أسلم..
     كانت سعادتهم وفرحتهم غامرة.. شعروا بعزة وقوة في انفسهم عالية.. فبإسلام عمر مع إسلام حمزة بن عبدالمطلب.. تيقنوا أنهما سيمنعان رسول الله.. سوف يكونا له حصنا حصينا بعد الله.. ينتصفون بها من عدوهم..

إعلان عمر دعوته
    ليكون عمر في الجاهلية.. هو عمر في الاسلام.. القوة.. المواجهة.. التصدي.. 
    ودخل عمر في الاسلام.. باخلاص مطلق... وكما كان في الماضي يحاربه لاعتناقه واعتقاده عقيدة الجاهلية.. ليكون أشرس من كان ضد المسلمين الذين يهددون عقيدته..
    فكان في الاسلام القوة نفسها.. حيث فاقت قوته في الدفاع عن الباطل في الجاهلية..
   حين قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: يا رسول الله.. ألسنا علي الحق ان متنا.. وان حيينا؟.. قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: بلى والذي نفسي بيده انكم على الحق، ان متم وان حييتم.. قال: ففيما الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن.. 
    حينئذ وعلى نحو ما سجلته الأحداث.. يبدو أن رسول الله صلى الله عليه وعلى صحبه وسلم.. قد رأى أنه قد آن الاوان للإعلان.. وأن الدعوة قد اصبحت قوية.. تستطيع ان تدفع عن نفسها.. فأذن بالاعلان عنها..
    خرجوا جميعا تحرسهم عناية الله.. خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في صفين.. عمر في أحدهما، وحمزة من الاخر "ولهم كديد ككديد الطحين".. "أي التراب الناعم فإذا وطئ ثار غبار".
    حتى دخل صلى الله عليه وسلم المسجد.. فنظرت قريش إلى عمر وحمزة.. فأصابتهم كآبة لم تصبهم قط.. (اتنكدوا)..
وكانت تسمية الحبيب حبيبي وحبيبكم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. للفاروق العادل الصحابي الجليل الجميل.. كانت تسميته ذلك  اليوم في هذه اللحظة بالفاروق.. ليكون بعد ذلك "الخليفة الفاروق"..
    وذلك لإعلان الفاروق اسلامه ومواجهته لقريش... تلك التي نقطة تحول قاطعة بين الكفر والايمان... باترة بين الحق والباطل... لحظة حاسمة فارقة بين الجهل والحق.. بين الظلام والنور... وبين الضلال والعدل... بذلك الاعلان والمواجهة.. وخشية قريش من عمر وعمل ألف حساب له..
    حيث اسكتهم.. وشل ايديهم عن رسول الله صحابته واتباعه.. وهكذا اعز الله الاسلام والمسلمين باسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
فكان رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معان..
كان ذا شكيمة... لا يرام... ولا يضام... ولا يكسر ظهر من كان وراء ظهر عمر.. حيث امتنع واحتمى به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبحمزة..
    وكانت أروع مشاهد القوة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه.. حين تحدى المشركين.. ظل يقاتلهم بكل قوة وتحد وفخر وصلابة حتى صلى عند الكعبة.. ومعه صلى المسلمون...
ياااااااااااه يا عمر...!!!!!
يااااااااااه يا بن الخطاب...!!!!!
    أي فخر أشعر به وانا احكي عنك؟؟!!!! فما بال من كانوا يحتمون خلفك وأنت تقاتل؟؟!!!! وتفتح الطريق إلى الكعبة؟؟!!!!
    اذا كنت اغار على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لاني لم أكن معه.. أغار منكم لأنكم كنتم في صحبته.. وأنا لا.. سامحوني عفواً.. رغم كل الحب لكم..
    سامحني يا عمر... وان كنت في هذه اللحظة.. أغار أيضا.. وأنت تفتح طريق الاسلام وأنت يد قوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
وانا لست معك في جيشك... حصنا حصينا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
    كان هذا هو عمر رضي الله عنه.. كان وكأنه يثأر من نفسه.. حين كان يعذب المسلمين ابان جاهليته وشركه بالله..
    حيث انه كان حريصا كل الحرص.. على اذية اعداء الدعوة.. بكل ما يملك.. ويخترق مسامعنا عبر الزمان..
   صوته الجهوري.. القوي.. وهو يسجل للتاريخ.. ولمن يخلفه ليبلغ عن رسول الله في الأرض..
ليكون لحنا خالدا في الجنة.. وهو يقول: "كنت لا أشاء أن أرى رجلاً من المسلمين"..
    فذهبت الى خالي أبي جهل – وكان شريفا فيهم – فقرعت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قلت ابن الخطاب، فخرج إلي فقلت: أعلمت اني صبوت؟.. قال: فعلت؟ قلت: نعم، قال: لا تفعل. قلت: بلى! قال: لا تفعل ثم دخل واجاف الباب (اي رده) دوني وتركني.. قلت: ما هذا بشئ..
     فذهبت إلى رجل من اشراف قريش فقرعت عليه بابه، فقيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب فخرج الي، فقلت: اشعرت اني صبوت؟ قال: افعلت؟ قلت: نعم.. قال: لا تفعل.. ودخل فأجاف الباب، فقلت: ما هذا بشيء، أي ليس هذا كافيا..
لم يرضى ولم يكتفي.... يريد الحراك... يريد العراك... لشدة إيمانه.. يخيل اليه أنه بالعراك يثبت الإسلام... ينتقم له من اعدائه أو انه يحاول ان يلويهم للدخول فيه.... يرهبهم....
    فقال لي رجل: اتحب أن يُعلم اسلامك؟ قلت: نعم.. قال: اذا جلس الناس في الحجر، جئت الى ذلك الرجل (جميل بن معمر الجمحي) فجلست الي جانبه وقلت: اعلمت أني صبوت؟ فلما جلس الناس في الحجر فعلت ذلك، فقام فنادى بأعلى صوته.. ان ابن الخطاب قد صبأ.. وثار الي الناس يضربونني واضربهم..
    وفي رواية لعبد الله بن عمر.. قال عمر: أي اهل مكة أثقل للحديث؟ قيل له: جميل بن معمر الجمحي.. فأتاه فقال: يا جميل اني قد اسلمت فوالله وصار خلفه حتى وصل الى باب المسجد الحرام.. وصرخ بأعلى صوته.. يا معشر قريش.. وهم في انديتهم حول الكعبة الا ان عمر بن الخطاب قد صبأ..
    وعمر يقول من خلفه: كذب ولكنني اسلمت وشهدت أنه لا اله إلا الله محمد عبده ورسوله..
    فثاروا عليه.. فوثب عمر على عتبة بن ربيعة.. فبرك عليه.. وجعل يضربه .. وادخل اصبعيه في عينيه.. فجعل عتبه يصيح.. فتنحى الناس عنه..
    فقام عمر يهدد ألا يدنو منه أحد.. الا أخذ شريف من دنا منه (أي اقتلع عين من دنا منه)..
    حتى احجم الناس عنه.. ليس هذا فقط.. بل انه اتبع المجالس التي كان يجلسها بالكفر.. فاظهر فيها الايمان..
    وكأنه يطاردهم.. ومازال يقاتلهم..
    يا عمر.. اكتب عنك بكل فخر.. وعزة.. وشمم.. وكبرياء.. أكتب عن جرأتك.. وقوتك ورجولتك..
وعنك احكي لأعداء دينك.. اعداء الله.. أعداء نبيك صلى الله عليه وسلم..
أنادي وأقول يا قوم..
    يا أمة الاسلام.. في كل مكان
    فليعلوا صوتكم معي..
    الى أعداء الله... المغضوب عليهم..
اكتب معي تلك الرسالة اليهم.... ليعرفوا من هم المسلمين.... حين يعلموا تاريخ اهم قدواتهم بعد رسول الله صلي الله عليه واله وصحبه وسلم....
       بلغوا معي: 
    أفخر باسلامي.. بإسلام محمد.. بإسلام عمر.. يا أعداء الله على الارض.... أيها المغضوب عليكم...
اليكم احد رجالات نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. الذي تعلم من رسول الله.. شرف الخصومة.. وعلانيتها.. والذي اختاره الله.. ليكشف خستكم وقزميتكم.. واهتراءكم... وجبنكم في الماضي..
    حين تعدون العدة في الخفاء للمسلمين.. لاتباع رسول الله وصحابته..
والذي الان نسير على دربه....
ايها المغضوب عليكم: والان الي انصتوا.. سوف اشنف آذانكم.. 
اسمعووووووووني...
    فلتتحلوا منه بالرجولة.. فلتتعلموا شرف الخصومة فلتتشرفوا بعلانيتها..
عيب وعار عليكم..... ان تستفردوا بمواطنين ابرياء.... عزل من السلاح.... ان تأخذونهم غدرا دون الاستعداد في مواجهة معكم....
ولكنكم لن تستطيعوا.. لن تتمكنوا.. لانكم علي باطل!.. جبناء..!!!
    لا يمكن أن تظهروا في النور.. فأنتم مثل خفافيش الظلام!!
    اماكنكم الحجرات المظلمة.. وليست جبهات القتال المعلنة.... منهجكم هو الدسائس والمؤامرات.. والخيانة والغش والخديعة.. انتم ومن عاونكم أو ساندكم.. 
والدليل على ضعفكم وجبنكم انكم لا تستطيعوا ان تواجهونا قوة واحدة مجتمعة... وعليكم بما تقومون به الان بالفعل...
من تفريق المسلمين الي شيع وجماعات وفرق واحزاب.. هذا هو سبيلكم.... اللؤم والدهاء والخسة...
    لأنكم لن تستطيعوا مواجهتهم اذا اتحدوا..
وااااااااااااه لو يعلم المسلمين...... ااااااااااااه لو يقرءوا القرآن ان في الاتحاد قو... تعلمون انتم سر القرآن وتحاولون ان تجهضوه ولا يعلمه المسلمون.... الا من رحم ربي.... الذين لا حول لهم ولا قوة....
لماذا لانهم لا يريدوا ان يقرأوا القرآن ويتدبروه..... يسيرون وراء اوهام واسماء غير اسم محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم يحاولون بقصد او غير قصد تشتيت امة المليار وستمائة مليون نسمة....

     بكل اسف العيب ليس فيكم؟؟؟!!!!
    ولكنه في المسلمين الذين يسلمون انفسهم طواعية لعبة رخيصة...!!! عجينة لينة بين ايديكم!!! لقما سائغة!! 
    لا يريدوا أن يعرفوا الله حق معرفته..
    لا يريدوا أن يتبروا القرآن الكريم ليعرفوا ما هيتكم يا بني اسرائيل..
    لا يريدوا أن يتمسكوا لا بالقرآن ولا بالسنة.. فقط يريدون عمل بطولات.. ليضلوا الدنيا..
    أو أنهم عن قصد يكونوا اعوانا لكم..
    وأقول لكم ولهم...
    "إن ربك لبالمرصاد"..
"ولو يآخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى" النحل
وكذلك في قوله: "ولو يآخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى اجل مسمى" فاطر
وإذا كان على المسلمين القليليين جدا.. ذلك الجهل.. بأمور الدين.. أو تلك الخيانة.. ببيع الاوطان.. فإني سوف اوجعكم.. وأؤلمكم.. مع اعداء الله فأنتم شركائهم في عداوة الله.. يا أعداء الله أعداء الدين..

أكرر..
هذا هو منهج الإسلام.. فعمر ابن الخطاب الفاروق العادل..
هو أحد مناهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وأحد أهم اتباعه.. الرجولة.. الشرف.. المواجهة..
    ليس مثلكم في الظلام..
   عمر.. يحارب في الوجه..
    وأنتم تطعنون في الظهر..
    يكفينا فخراً.. أنكم جبناء.. اقزام.. ضعفاء.. أهل شر وخيانة.. أهل مكر وخديعة.. وفيكم كل نقيصة..
أعدكم ويشهد الله إن شاء الله..
    سوف نجمع المسلمين!!!! سوف نوحدهم!!!! سوف نحاربكم!!!!  إلى يوم الدين!!! بالقرآن والسنة والحديث الشريف!!!
    سوف نحيى الاسلام.. ونجدد الدين!!!    
    مع نبي الامة وخاصة الأن مع الفاروق العادل.. الذي يؤلمكم جداً..
    لأني سأحيي تحرير الاقصى في النفوس.. سوف أوقظ الضمائر بماهيته حبا في الله.. وطاعة له.. ولرسوله ووفاء لصحابتهم وسيرتهم الغالية..
    سوف احيي تحرير الاقصى في النفوس..
    فقد فتحها عمر.. وحررها صلاح الدين.. ونحن لها الآن..

هل تسمعني يا عمر..
فلتسمع الأمة كلها يا عمر
عليك رضوان الله
وإلى أن نلتقي فعليك سلام الله إن شاء الله
الاسبوع المقبل
إن كان في العمر بقية
إن شاء الله..