محافظ شمال سيناء: الرئيس السيسي وجه بتخفيض تكلفة الوحدة السكنية للأهالي بنسبة 55% ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب محافظ شمال سيناء: لا توطين لأي فلسطيني.. وإعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا الخارجية: اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية مستقرة والطرفان ملتزمان بها الهلال الأحمر المصري: نراجع شاحنات مساعدات غزة للتأكد من خلوها من أسلحة أو مخدرات أو غيرهما الخارجية: اتصالات مكثفة للتأكيد على رفض مصر لأي محاولة لاقتحام لرفح الفلسطينية بريا الرئيس السيسي يعلن انطلاق البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسى.. انطلاق بطولة الفروسية بعرض الموسيقى العسكرية بدء فعاليات افتتاح البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسي رئيس الوزراء: مصر تدعم جهود استضافة البحرين القمة العربية 33 فى مايو الزمالك يصدر بيانا بشأن إيقاف القيد بسبب مستحقات خالد بو طيب الرئيس السيسي يشدد على ضرورة وقف الحرب ويحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

القدس‭ ‬تناديكم‭ ‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الضعف‭ ‬العربي‭ ‬المشين‭ ‬والتخاذل‭ ‬المهين‭ ‬نسمع‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التهديدات،‭ ‬نتعرض‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬والإملاءات‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الانقسامات‭ ‬والصراعات‭ ‬والخصومات‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬نجتاح‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬ونتعرض‭ ‬لزلازل‭ ‬سياسية‭ ‬تعقبها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التوابع‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ .‬

في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الركود‭ ‬والسكون‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬نتلقى‭ ‬الطعنات‭ ‬تلو‭ ‬الطعنات‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬تام‭ ‬دون‭ ‬صراخ‭ ‬أو‭ ‬عويل‭ .‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المستعصية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬رصاص‭ ‬الرحمة‭ ‬الغادر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فتصبح‭ ‬شهيدة‭ ‬النسيان‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الأعاصير‭ ‬تجتاح‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وتستباح‭ ‬دولة‭ ‬بعد‭ ‬دولة‭ ‬حتى‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تتلاشى‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭.‬

ليس‭ ‬بالغريب‭ ‬أن‭ ‬يصرح‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬أمريكا‭ ‬بهذا‭ ‬التصريح‭ ‬العجيب‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭ ‬لتدنس‭ ‬المدينة‭ ‬المقدسة‭ ‬بقدم‭ ‬أبناء‭ ‬القردة‭ ‬الخنازير‭ .‬

نعم‭ ‬قرار‭ ‬يعكس‭ ‬أجواء‭ ‬الإهانة‭ ‬والمهانة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭ ‬سيأخذ‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬التنفيذ‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬احتفلت‭ ‬بالأمس‭ ‬بوعد‭ ‬بلفور‭ ‬المشئوم‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬أبى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬طريق‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬أمتنا‭ ‬بزرع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬الطاهرة‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭.‬

وليكتب‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الخزي‭ ‬والعار‭ ‬لأمتنا‭ ‬وليحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالموت‭ ‬البطيء‭ ‬ولينفذ‭ ‬خططه‭ ‬ومؤامراته‭ ‬التي‭ ‬يحصد‭ ‬مكاسبها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬

وها‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬الضربة‭ ‬القاضية‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬تزول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وتقع‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الملاعين‭ .‬

نعم‭ ....‬إن‭ ‬محاولات‭ ‬تهويد‭ ‬القدس‭ ‬والدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تسير‭ ‬بخطوات‭ ‬منتظمة‭ ‬محبوكة‭ ‬معدة‭ ‬منظمة‭ ‬مدروسة‭ ‬وفق‭ ‬منهج‭ ‬ثابت‭ ‬وهدف‭ ‬لا‭ ‬يحاد‭ ‬عنه‭ .‬

ففي‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬استيطان‭ ‬لأرض‭ ‬جديدة‭ ‬وطمس‭ ‬هوية‭ ‬لمعالم‭ ‬فريدة‭ ‬ومنع‭ ‬آذان‭ ‬ينادي‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ .‬

فضلًا‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬حثيثة‭ ‬لهدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وبناء‭ ‬هيكل‭ ‬سليمان‭ ‬بدلًا‭ ‬منه‭ .‬

فلكم‭ ‬سمعنا‭ ‬وسمع‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬الدنيئة‭ ‬للمساس‭ ‬بالمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ومنع‭ ‬المصلين‭ ‬منه‭ ‬ومحاولة‭ ‬تغيير‭ ‬ملامحه‭ ‬وتدنيس‭ ‬أرضه،‭ ‬فلقد‭ ‬شهد‭ ‬العالم‭ ‬صورة‭ ‬مقززة‭ ‬لامرأة‭ ‬يهودية‭ ‬وقد‭ ‬جابت‭ ‬ساحة‭ ‬المسجد‭ ‬وهي‭ ‬مجردة‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬ثيابها‭ .‬

أي‭ ‬إشارة‭ ‬في‭ ‬هذا؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!!‬

أي‭ ‬معنى‭ ‬وراء‭ ‬هذا؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!‬

هل‭ ‬يصدق‭ ‬أحد‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يتحملها‭ ‬أشقاؤنا‭ ‬الفلسطينيون؟؟؟‭!!!!!!!‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ :‬لماذا‭ ‬فكر‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬سفارة‭ ‬دولته‭ ‬في‭ ‬فلسطبن‭ ‬المحتلة‭ ‬إلى‭ ‬القدس؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!‬

في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬بالتحديد؟؟؟‭!!!!!!!‬

أيريد‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬تكتب‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬ضعيفًا‭ ‬هزيلًا‭ ‬منقسمًا‭ ‬على‭ ‬نفسه‭.‬

أم‭ ‬إنه‭ ‬يسعى‭ ‬لإرضاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬كعادة‭ ‬رؤساء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السابقين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬جمعاء‭ .‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬والانعكاسات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬مصلحة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ .‬

جاء‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬ليعكس‭ ‬بحق‭ ‬أمورًا‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتغافلها،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬الإرادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭ ‬بها‭ ‬يسيرون‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يحيدون‭ ‬عنه‭ .‬

وهو‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والمؤامرة‭ ‬الصهيوأمريكية‭ ‬وفرض‭ ‬نظام‭ ‬العولمة‭ ‬على‭ ‬الدنيا‭ ‬بأسرها‭ .‬

‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأُوروبي‭ ‬وسائر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬مصممة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رئيسها‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬النقد‭.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬درس‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬للوقوف‭ ‬وقفًة‭ ‬جادة‭ ‬مع‭ ‬أزماتها‭ ‬واعتمادها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬على‭ ‬صوتها‭ ‬وإرادتها‭ ‬دون‭ ‬سواها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬غطاء‭ ‬أو‭ ‬مظلة‭ ‬دولية‭.‬

‭ ‬فلم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ولا‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ولا‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭.‬

‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬نتغافل‭ ‬عنها‭ ‬كثيرًا‭ ‬ونخفف‭ ‬من‭ ‬حدتها‭ ‬وهي‭ ‬الانحياز‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬واستكمالًا‭ ‬لهذه‭ ‬المسرحية‭ ‬الهزلية‭ ‬التي‭ ‬تسخر‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عليها‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬يحفظ‭ ‬ماء‭ ‬وجه‭ ‬أمتنا‭.‬

لقد‭ ‬أعرب‭ ‬نتنياهو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬بهذا‭ ‬القرار،‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬إنه‭ ‬جاء‭ ‬متأخرًا‭ ‬وأشاد‭ ‬بشجاعة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬اتخاذه‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬تدعيم‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬لف‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وطرق‭ ‬جميع‭ ‬أبوابه‭ ‬وفتح‭ ‬بابًا‭ ‬من‭ ‬جهنم‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬سيؤجج‭ ‬مشاعر‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬بل‭ ‬وغيرهم‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬يهدد‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬ويفجر‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والانقسامات‭ ‬والشعور‭ ‬بالكراهية‭ ‬ويمس‭ ‬الاستقرار‭ ‬الهش‭ ‬الذي‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬أمتنا‭.‬

ومنها‭ ‬أنه‭ ‬سيقوض‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬ويقطع‭ ‬أيّ‭ ‬فرصة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬نهائي‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬سيهدم‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬بينهم‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬ينسف‭ ‬المواثيق‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬لتنظيم‭ ‬الأمور‭ ‬بينهم‭ .‬

إن‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬يعد‭ ‬تهديدًا‭ ‬صريحًا‭ ‬وصارخًا‭ ‬على‭ ‬عربية‭ ‬القدس‭ .‬

ولقد‭ ‬أبدت‭ ‬مصر‭ ‬موقفها‭ ‬الواضح‭ ‬والرافض‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬حذر‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬من‭ ‬مغبّة‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ (‬دونالد‭ ‬ترامب‭) ‬بنقل‭ ‬السفارة‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭.‬

كما‭ ‬استاءت‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وعبرت‭ ‬عن‭ ‬توجثها‭ ‬من‭ ‬تبعاته‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مفاجأة‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬متناسقة‭ ‬ومتفقة‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بإسرائيل‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وعلاقة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بأمريكا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬

فمنذ‭ ‬متى‭ ‬ينصف‭ ‬العرب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!!!!!‬

‭ ‬في‭ ‬قضيتهم‭ ‬العادلة‭ ‬التي‭ ‬كلفتهم‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬مواردها‭ ‬وخيرة‭ ‬أبنائها‭.‬

فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!! ‬لكي‭ ‬تستعيد‭ ‬أمتنا‭ ‬وحدتها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!! ‬بأن‭ ‬نعيد‭ ‬علاقاتنا‭ ‬والأسس‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬بمن‭ ‬يكيلون‭ ‬الأمور‭ ‬بمكيالين‭.‬

فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!! ‬أن‭ ‬ننفض‭ ‬تراب‭ ‬العار‭ ‬الذي‭ ‬غطى‭ ‬علينا‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ .‬

ومنذ‭ ‬فترة‭ ‬بعيدة‭ ‬كتبت‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تمزيق‭ ‬عرى‭ ‬المسلمين‭ ‬وتقطيع‭ ‬شملهم‭.. ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬والنعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬فيهم‭.. ‬بل‭ ‬لقد‭ ‬قفزت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭ ‬وأغلى‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لقد‭ ‬أماتت‭ ‬فيهم‭ ‬النخوة‭ ‬وقتلت‭ ‬فيهم‭ ‬روح‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬حرمات‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬بعصاباتهم‭ ‬التى‭ ‬صنعوها‭ ‬وزرعوها‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬لاستحلال‭ ‬المسلم‭ ‬لدم‭ ‬أخيه‭ ‬المسلم‭.‬

ها‭ ‬هي‭ ‬ذا‭ ‬تستخدم‭ ‬شتى‭ ‬أشكال‭ ‬الحيل‭ ‬وتناور‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬مكر‭ ‬وخديعة‭ ‬لتضرب‭ ‬ضربتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتنقض‭ ‬على‭ ‬الأقصى‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬ليحل‭ ‬محله‭ ‬‮«‬هيكل‭ ‬سليمان‭ ‬المزعوم‮»‬‭.‬
وهكذا‭ ‬تعلق‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭... ‬قضية‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭... ‬قضية‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬رؤوسنا‭ ‬الطير‭ ‬ولم‭ ‬ينبت‭ ‬أحد‭ ‬منا‭ ‬ببنت‭ ‬شفاه‭...‬

واااااااااا‭ ‬إسلاماااااااااااااااه‭... ‬واااااااااااا‭ ‬حزناااااااااااااه‭...‬

واااااااااااااعمراااااااااااااه‭....!!!!!‬
عمررررررررررر‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭ ‬عمرررررررررررررررر‭ ‬القوى‭ ‬الفاضل‭ ‬الذي‭ ‬ذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬ليتسلم‭ ‬مفاتيحها‭ ‬بنفسه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬15‭ ‬هجرية‭ ‬وأعطى‭ ‬أهلها‭ ‬الأمن‭ ‬وكتب‭ ‬لهم‭ ‬العهدة‭ ‬العمرية‭ ‬على‭ ‬أمة‭.‬

واااااااااه‭ ‬أقصاااااااااااااااه‭.. ‬واااااااااا‭ ‬حزناااااااااااه‭... ‬على‭ ‬تعدادها‭ ‬وامتدادها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬ومواردها‭..... ‬مسلوبة‭ ‬الإرادة‭... ‬منهكة‭ ‬القوى‭... ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬ولو‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬ساكنًا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬كيانها‭ ‬ووجودها‭ ‬ومقدساتها‭.‬

ولقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأيام‭ ‬والشواهد‭ ‬والأحداث‭ ‬والصراعات‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬القدس‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬نهايته‭ ‬قضية‭ ‬دينية،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬عربيتها‭ ‬فسكانها‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬قرنًا‭ ‬ويزيد‭ ‬كانوا‭ ‬عربًا‭ ‬يسمون‭ ‬بالكنعانيين‭ ‬ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬كنعان‭ ‬وعدنان‭ ‬وقحطان‭ ‬أسماء‭ ‬لقبائل‭ ‬عربية‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬ثم‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القبائل‭ ‬عصت‭ ‬أمر‭ ‬ربها‭ ‬وأساءت‭ ‬إلى‭ ‬نفسها‭ ‬وإلى‭ ‬أنبيائها،‭ ‬ولقد‭ ‬حكى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬هذا،‭ ‬فلقد‭ ‬كُذب‭ ‬هود‭ ‬في‭ ‬عاد،‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬ثمود،‭ ‬شعيب‭ ‬في‭ ‬مدين،‭ ‬لوط‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬المؤتفكة،‭ ‬وكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬الحتمية‭ ‬لجحودهم‭ ‬وتكذيبهم‭ ‬لأنبيائهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القبائل‭ ‬دمرت‭ ‬وأصبحت‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان،‭ ‬تروى‭ ‬للعظة‭ ‬والاعتبار،‭ ‬قال‭ ‬تعالى ‭)‬وَ إِلَىٰ‭ ‬عَادٍ‭ ‬أَخَاهُمْ‭ ‬هُودًا‭ ‬قَالَ‭ ‬يَا‭ ‬قَوْمِ‭ ‬اعْبُدُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬مَا‭ ‬لَكُم‭ ‬مِّنْ‭ ‬إِلَٰهٍ‭ ‬غَيْرُهُ‭ ‬إِنْ‭ ‬أَنتُمْ‭ ‬إِلَّا‭ ‬مُفْتَرُونَ‭ .... ‬وَيَا‭ ‬قَوْمِ‭ ‬لَا‭ ‬يَجْرِمَنَّكُمْ‭ ‬شِقَاقِي‭ ‬أَن‭ ‬يُصِيبَكُم‭ ‬مِّثْلُ‭ ‬مَا‭ ‬أَصَابَ‭ ‬قَوْمَ‭ ‬نُوحٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬قَوْمَ‭ ‬هُودٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬قَوْمَ‭ ‬صَالِحٍ‭ ‬وَمَا‭ ‬قَوْمُ‭ ‬لُوطٍ‭ ‬مِّنكُم‭ ‬بِبَعِيدٍ‭) (‬هود‭ ‬50‭ ‬–‭ ‬89‭‬،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬الكنعانيين‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬رزقهم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬رزقًا‭ ‬حسنًا،‭ ‬وعندما‭ ‬تجبروا‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬ونسوا‭ ‬ما‭ ‬ذكروا‭ ‬به‭ ‬سلط‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أحق‭ ‬منهم‭ ‬يومئذ‭ ‬بعمارة‭ ‬الأرض،‭ ‬ولقد‭ ‬حكى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بأسلوب‭ ‬بلاغي‭ ‬عظيم‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬قال‭ ‬تعالى ‭)‬يَا‭ ‬قَوْمِ‭ ‬ادْخُلُوا‭ ‬الْأَرْضَ‭ ‬الْمُقَدَّسَةَ‭ ‬الَّتِي‭ ‬كَتَبَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَرْتَدُّوا‭ ‬عَلَىٰ‭ ‬أَدْبَارِكُمْ‭ ‬فَتَنقَلِبُوا‭ ‬خَاسِرِينَ‭ ... ‬قَالُوا‭ ‬يَا‭ ‬مُوسَىٰ‭ ‬إِنَّ‭ ‬فِيهَا‭ ‬قَوْمًا‭ ‬جَبَّارِينَ‭ ‬وَإِنَّا‭ ‬لَن‭ ‬نَّدْخُلَهَا‭ ‬حَتَّىٰ‭ ‬يَخْرُجُوا‭ ‬مِنْهَا‭ ‬فَإِن‭ ‬يَخْرُجُوا‭ ‬مِنْهَا‭ ‬فَإِنَّا‭ ‬دَاخِلُونَ‭ (‬المائدة‭ ‬21‭ ‬–‭ ‬22‭‬،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬اليهود‭ ‬جبناء‭ ‬وأضعف‭ ‬وأذل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يدخلوا‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬أرضهم‭ ‬المقدسة،‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬وقتئذ‭ ‬جبابرة‭ ‬كما‭ ‬حكى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬عن‭ ‬قوم‭ ‬عاد‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭) ‬مَنْ‭ ‬أَشَدُّ‭ ‬مِنَّا‭ ‬قُوَّةً‭ (‬فصلت‭ ‬15‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬ثمود‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭
 (‬وَتَنْحِتُونَ‭ ‬الْجِبَالَ‭ ‬بُيُوتًا‭ ‬فَاذْكُرُوا‭ ‬آلَاءَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَعْثَوْا‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬مُفْسِدِينَ‭) (‬الأعراف.74)‬

فعربية‭ ‬القدس‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬يؤكدها‭ ‬ولقد‭ ‬دافع‭ ‬المسلمون‭ ‬عنها‭ ‬ببسالة‭ ‬نادرة‭ ‬وبشجاعة‭ ‬أخاذة‭.‬

وواجب‭ ‬الأمة‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أولى‭ ‬القبلتين‭ ‬وثالث‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬من‭ ‬دنس‭ ‬اليهود‭.‬

إن‭ ‬القدس‭ ‬تناديكم‭ !!!!!!!!!!!!!!‬فهل‭ ‬من‭ ‬مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟‭!!!!!!!!!!!!!!!!!‬