تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير (187) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة ضبط المحكوم عليهم الهاربين من تنفيذ الأحكام بمديريات أمن ”أسيوط- أسوان- دمياط” ضبط كمية من أقراص الكبتاجون المخدرة بحوزة تشكيل عصابى بالقليوبية بقصد الإتجار مواصلة جهود الأجهزة الأمنية فى مجال مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها مدير كلية الدفاع الوطني التنزاني و (٢٣) دارس من إفريقيا فى ضيافة وزارة الري الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر حزب الله يستهدف 6 مواقع لجيش الاحتلال في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان استشهاد 7 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على حي تل السلطان برفح جنوبي غزة 3 وجهات محتملة لـ«ناتشو» بعد الرحيل عن ريال مدريد مرموش ضمن المرشحين للتشكيل الأفضل في الدوري الألماني مجلس الوزراء: طرح السكر بسعر 27 جنيها للكيلو كان أمرا مؤقتا صندوق النقد يتوقع خروج الاقتصاد الأوروبي من الأزمة رغم التحديات
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

زمن الرثـــاء -بقلم الهام شرشر

الرحمن الرحيم

زمن الرثاء

«إن ناشئة الليل هى أشد وطئاًوأقوم قيلاً»       صدق الله العظيم                    "سورة المزمل"

النوم إحدى ملذات الحياة و متع الدنيا … و يا لروعة الإيمان حين نحرمه على جفوننا  ليلا "يقظة بعد غفلة " ….. رغبة و متعة لا واجبا لنحظى بحب إله ما بعده لذة و سعادة … النوم راحة من أى هم أو مرض …. يا لعظمة الإيمان حين نتنازل عن جزء من هذه الراحة …. و لو بتسبيح على الأصابع …استغفار و صلاة على النبى ….. متعة روحية … و استغفار العليل … ان شاء الله

عزيزى القارئ : قرأنا الفاتحة على صفحات الأهرام فى عهد طاهر لوجهه تعالى ….. شهد فيه علينا رب العزة …. و لم و لن نخلف الوعد معه ما حيينا إن شاء الله

قد نلتقى نحن …. أنا و أنتم .. و نفترق و افترقنا .. لكننا أبدا ً … لا يمكن أن نفترق عن لقائه سبحانه و تعالى …. فى الدنيا … و حتى اللقاء الأعظم …. إن شاء الله

أمة الإسلام.. إلى القيام … للتوبة عن المعاصى .. و طلب الغفران .. بالصلاة .. و المحافظة على الوضوء…. فلنبقى على طهارة الجسد و الروح والنفس…. لنبقى على طاعة خالقنا و بارئنا … قبل المرض أو الموت… قبل حسرة الفوت  بسكرة الموت…. قبل فوات الآوان .

قرائي الأعزاء:

كل عام و أنتم بخير… و كل عام و مصر بخير و سلام…. و أمن…. و أمان… و سائر البلدان الإسلامية و العربية

و نحن فى لحظات صيام…  فى أيام غفران و رحمة و عتق من النيران….. لا يكون هناك نفس هادئة راضية مطمئنة… كل حسب وقدر علاقتها بالله عزوجل

لنرى أنفسنا هكذا… فى حديث رب العزة… لكليمه موسى عليه السلام …. حيث قال :  يا رب هل أكرمت أحدا بمثل ما أكرمتنى به… فقد أسمعتنى كلامك… حيث يقول الله تعالى : " و كلم الله موسى تكليما "….. " و يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى و بكلامى " …. و  ” يا موسى إن لى عبادا أخرجهم فى آخر الزمان.. أكرمهم بشهر رمضان…. هم أقرب إلى منك… فلقد كلمتك و بينى و بينك سبعون ألف حجاب… فإذا صامت أمة محمد ( صلى الله عليه و سلم ) شهر رمضان أرفع تلك الحجب عن إفطارهم… يا موسى…. طوبى لمن عطش كبده…. و جاع بطنه

دون لقائى…. يا موسى من صام يوما ًمن رمضان استوجب عندى ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر… قال موسى : " اللهم أكرمنى بمثل ما أكرمت أمة محمد… قال الله : يا موسى ": " إنها لأمة محمد خاصة  …..

قرائى الأعزاء :

أبدأ معكم و نبدأ سويا لحظة الصفاء و الدعاء على من ظلم … و شهر … و سب… و لعن… و كذب… و إدعى زورا و بهتانا… و بالباطل قال :  ويا خيبة ما قال…. و يا حسرة ما قال…. فهل ينفعه ما قال… حين يسأل عما قال ؟؟….. فماذا تكون إجابته لما قال ؟؟؟؟!!!!……. ( لأثبت وأاتثبت وأقوى و أبتسم و استهلم من القرآن رشدى… و ينطلق لسانى…. و إن كان لم يضق صدرى… و اطمئنان قلبى بدينى و نصرة خالقى…. و دفاعه عن الحق… الذى زلزل أرض الباطل…. تحت أقدام أهل الباطل…. (( أما الزبد فيذهب جفاءً و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض))

لتبتلع هذه الأرض التى تزلزت…. و معها ففجرت بركانا فى العقول و الوجدان و الضمائر… لتنكسر الأقلام التى ما كانت إلا ريشة ذهبت فى مهب الريح…. لا قيمة… و لا وزن…. و لا لون…. و لا صفة …

و لا أقول إلا ما قاله يوسف عليه السلام : (( و ما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربى ))….. و يدفعنى ما جاء فى القرآن الكريم : (( إقرأكتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) صدق الله العظيم

يا ترى أصائم هو ؟! …. أم مصل هو ؟! ….. أم ذاكر هو  ؟!…. و عابد هو  … و قائم بين يدى ربه فى الصلوات و التراويح  هو ؟! أأغنى له ذلك من الله سبحانه و تعالى [ أتساءل عن سر خروج هذه النفس عن سماحتها … لكى تكون مرتعا للشيطان …. بمنهجه فى الحقد و الحسد و الغل ….. التى مع ذلك خرجت عن سماحة الدين … و تقوى الله سبحانه و تعالى … أى شئ فى الدين يستحق ذلك العداء ذلك الجفاء؟؟!! .. تلك الحرب الرخيصة التى لا ترضى إلاالشيطان و  أعوانه من الإنس و الجن !!!

 أم أنه لم ينو الصيام من أصله ….. لأنه لا تجتمع نية  الصيام فى قلب حاقد أسود مريض …. أو عقل مظلم ضيق أبق كعبد رقيق  …. أو مع ضمير ميت أو مغيب زنديق …… ليكون لسانه هكذا … و كذبه و بهتانه وقودا للنار و سعيرها …. ألسنة حداد أشحة على الخير … لا تعرف معروفا … و لا تنكر منكرا … بل هى قلوب حاقدة … ران عليها التراب … أو قلوب غلفا أغلفت عليها بالأقفال … حيث قال تعالى : (( أم على قلوب أقفالها )) …. أم طبع وختم على القلب … و البصر … و البصيرة …

ينطبق عليها قول الله تعالى : (( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا )) ….. (( فإن الله يضل من يشاء و يهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون )) ..

أعلم يقينا أن النفاق موجود …. و باق ببقاء الإنسان … ليظل الفارق بين الحق و الباطل .. بين النور و الظلام … بين الخير و الشر …. بين الطيب والخبيث … بين الرفيع  و الوضيع … بين أصحاب الأقلام الشامخة و الأكف العالية …. و النفوس المتواضعة و الشخصية المؤمنة الواثقة فى الله و بالله و لله…. فهى لأجله تعمل … ننتظر رضاه و تأمل مناه و وصولا لمنتهاه

فرق شاسع بين هذه الأقلام و أصحابها … المدافعة عن الحق … التى تخرج جهادا فى سبيل الله … من أجل تطهير الكلمة التى هى أخطر أسلحة الإنسانية… التى تقيم أمما و تشيدها …. أو أنها تبيد غيرها و تدمرها 

قرائى  الأعزاء :

كم أشعر بالسعادة و أنا أعود إليكم …. لإحياء دعوتى إلى الله …. بجهادى الأعظم لأنه جزء من الحفاظ على الأرض …. بالحفاظ على الوطن … و ماهيته.. و شرفه … و عرضه … بإعادة شرف الكلمة و صونها ….

أعلم أن الفرق عظيم شاسع بين أصحاب الأقلام الشامخة … و المدارس الفكرية الرائدة القائدة …. و العقول الواعدة … و بين أقلام الفتنة …. التى تبيتليلها خوضا فى أعراض الناس … و انتهاك الحرمات و النيل من الشرفاء

و أزلزل قلوبهم بقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( من تتبع عورة مسلم فضحه الله فى عقر داره )) … وقوله كذلك : (( يا أيها الناس لا تتبعواعورات الناس فإن من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته )) ….

فما بال من افترى كذبا … و قال ظلما و بهتانا … من وحى شيطانه … أو من خبيث أوحى إليه … أو منافق أمده بمعلومة خاطئة …. فألغى عقله … وأمات فكره … و ختم على قلبه … و باع ضميره و قلمه ….. أين أنت من قوله تعالى : (( و من يكسب خطيئة أو أثما ثم يرمى به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا )) ….

و بكل إيمان … و يقين  … و ثقة …. و قوة ... و صلابة ….. تزيد يوما بعد يوم … و ثباتا يقوى لحظة بعد لحظة …. شموخا يكبر نفسنا بعد نفس … وعزا بالله ناصرا  … ووكيلا … و مدافعا …. فهذا وعده نصرا مؤزرا … حيث قال تعالى : (( إن الله يدافع عن الذين امنوا )) … و الله حسيبى لا ينسى …و لا يخذل من يدافع عن دينه و عن سنة نبيه ….. و عن إعادة الكرامة … و إحياء معانى الحياء … التى لوثت فطمست … بالجراءة و الجفاء … و عدم تقوى الله … و الإطاحة بالأخلاق و الفضيلة فى الدنيا و ثواب الآخرة … و يكفينى قول رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) عندما رأى رجلا ينصح أخاه قال له : " دعه فإن لم تستح فاصنع ما شئت "  … الذى لا يستجيب و لا يمتثل لداعى الهداية ……. و من كان هذا دأبه …. فلا ينظر إلى الأقزام و المتاجرين….. برقيق الكلمة

أعوان آبليس … فى إرساء قواعد الجاهلية من جديد … بالتعتيم على الحق .. و الخير … و الأخلاق … و الفضيلة …. بشيوع الفاحشة … و الأخلاق الفاسدة … والأفكار الهدامة …. بما فى ذلك من ضرب الدين قبل الوطن … أو أنه ضرب للوطن قبل الدين ….

حين يتم من خلال ذلك الباطل إعداد نفوس لا تعرف الله … و لا ترقب فى مؤمن إلا و لا ذمة ….

و هذا و الله زمن الفتنة … و هذا ما استوجب خروجى …. بجريدتكم الغراء " جريدة الزمان " ….. و هكذا أفصحت عن سر اختيارى لاسم الجريدة …. لأن ما لم يلحظه الناس .. أن كلمة " كفر " و العياذ بالله … تعنى الستر و التغطية للحقائق … و ما لا يعلمه الناس أن حين تغيب الحقائق و الدعوة للباطل .. فهذا يعنى كفر و استحلال الحرام و إنكار المعروف …

خرجت إلى أشرس المعارك الإنسانية … لأنها فى آخر الزمان …  تعلم علم اليقين …. و تدرك جيدا أنها لن تستقبل بحفاوة … و لن يصفق لها … و إنما ستدق لها الطبول عليها … و إن كان من دق الطبول علامة ناجحة صادقة … على قوة اقتحامنا لزمن الباطل .. بعمل زلزال ضميرى يضرب المجتمع بأسره…  فمع ما يتدركه من آثار مدمرة إلا أنه له منابع طيبة و مثمرة و إن شاء الله أعاننا الله فيها….لأننا نؤمن بكلام رسول الله  (( صلى الله عليه وسلم )) ….. "فمثل القابض فيه على دينه كماسك على جمرة من نار" 

أيضا يعود الإسلام غريبا كما بدأ … فطوبى للغرباء 

عاد النفاق بكل صوره …. عاد الرياء بكل أشكاله … عادت النقيصة بكل معانيها …..

تحزن قلوبنا …. فما وجدناهم … مدافعين عن عرض … أو وطن … أو حتى إلى دين … إن كانوا ينتمون إليه … أو يعرفونه من أساسه …. و لا دفاع عن إحقاق حق … و برغم كل شواهد الباطل …. ليصلوا من شأنه أنه هو الحق …..

بائعين لأوطانهم …. يدعون إلى خرابها …. يهدونها لأعدائهم طواعية

بجلهم الدينى أو افلاسهم المهنى

و ما يتبعه من دعوة صريحة … إلى دحض شعب  الإيمان …. وما يستتبعه من إنكار وجود الذات العليا …

 لتكون المصيبة الكبرى فى آخر الزمان …. عدم الوقوف على أهون الأمور … التى تكون بدايات عظائمها …. و معظم النار من مستصغر الشرر

أى أننا وصلنا لكارثة … هدم الدين … بهدم الناس … و ما يستتبعه … من هدم كل ما له صلة من قيم …. و أخلاق …. و معانى  وطنية نبيلة …. هدم للإنسانية بأسرها …. خراب لوجود البشرية جمعاء … بل و إبادة لوجوده

و على فكرة فى هذه الحالة سوف تكون الإبادة تأديب و غضبة إلاهية … لعدم التمعر لوجه الله الكريم و تحريم انتهاك حرماته على الأرض لترفع البركة … وينزل إبليس يمارس أعماله الفاسدة بإفساد الخلق …..

و قد حذرنا خير الأمة (( صلى الله عليه وسلم )) ….. من ذلك … الذى نغمض أعيننا عنه .. و نهلل … و نعلى أصوات الصخب و الضجيج

و لا ندرى نعتم حتى على أنفسها …. نضللها أنه بتغيير عقائدنا .. إنما هو نوع من الخلط و التباس الأمور .. وليست كفرا بينا بواحا …..

و كأنهم ينكرون قوله (( صلى الله عليه وسلم )) : " يصبح الرجل مؤمنا و يمسى كافرا … و يمسى كافرا و يصبح مؤمنا …. يبيع دينه بعرض من الدنيا " …. لا أدرى ماذا أقول بعد قوله (( صلى الله عليه وسلم )) …. هو نبأ .. و حذر … و أوضح .. و نحن نغالط أنفسنا … و نبحث عن المبررات … و نجري وراء المسميات … و تختلف الأسباب المضللات … كل ما يهم أن نبرهن لأنفسنا …. و نزين الباطل بجهلنا بديننا … أو بعدم إيماننا … و لا يهمنا الله  ….و لا رسوله … و لا اليوم الآخر …. و ما يثبت ذلك من آثار و نتائج … و أضرار من البدع .. و المنكرات ….

لذلك خرجت جريدة الزمان …. تحكى و تتكلم عن إنسان آخر الزمان … خرجنا ندعى أننا ضمير الإنسان … فى هذا الزمان …. و الله المستعان و عليه التكلان

 انعدمت أحاديث الإصلاح … بترت سواعد البناء … استبدلت بمعاول الهدم … تعالت صيحات الخراب …

الجرى و التهليل و التصفيق وراء دعوات الشيطان …إنسا كان أو جان ….  فالطيوور على أشكالها تقع …. و لا تقف إلا على بغاث الطير … ( بقايا الجيف ) …

و هكذا يعلو المؤمن بل و الزاهد العارف بالله … مع الابتلاءات … لتقوى معه رسالته .. فى البداية تكون المحن … درسا عما إذا كان ذلك المؤمن يدعو إلى الله عن قناعته عن غاية … أو أنها سبيلا للجنة … و من يدرى لعلو فى الدنيا .

و بعد أن يجتاز المحن حين يغيرها منحة …. يقوى معها إيمانه … يزيد سبحانه و تعالى أن يسقيه مر  البشر الأسود الحاقد … ليكون متعادلا … مع ذلك المر… أى ليقوى من جهاده … و يزيد من عزيمته …. و يعلى من إصراره … فلن يكون فى تثبيت قول الله على الأرض … إلا بقوة الابتلاء و عظمته

 

و أشد الابتلاء عند الله سبحانه و تعالى ….. هو انحطاط البشر …. فى براءة الشيطان

 

قرائى الأعزاء :

الإسلام … لا يعرف الحزن هكذا قال : (( و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون )) …. و كذلك : (( و لا تحزن عليهم و لا تك فى ضيق مما يمكرون )) … ((  إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون )) …. و كذلك قوله تعالى : (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) ….

 

نهانا القرآن عن الحزن … و ارتفع المؤمن فتثبت بإذن الله …. فلا يحزن على ما هو فات … و لا يفرح بما هو آت … (( لكى لا تحزنوا على ما فاتكم و لاتفرحوا بما آتاكم )) ….

أمة الإسلام فى كل مكان فى أرجاء المعمورة …. هنيئا لنا فى آخر الزمان … و نحن نعيش نفحات شهر رمضان .. نقوى بالقرآن .. و نكيد جنود الشيطان

قرائى الأعزاء:

لا تحزنوا … أشكر لكم ذلك … و لكن أرجوكم و لا حتى تتأثروا

لقد أراد الله عز وجل أن يساعدنى … يشحذنى … و يشحننى حتى أكون فى غاية القوة … لسمو الغاية التى أسست

من أجلها الجريدة و هى :

الدعوة إليه سبحانه و تعالى أولا

ثانيا الحفاظ على الوطن و المقدسات

ثالثا … مواجهة هذه الفئة الضالة الباغية

أو إدعوا لهم معنا بالهداية …. و أن يعودوا إلى الله سبحانه و تعالى … فهو أهل التقوى و أهل المغفرة …

يكفى أنتم أيها الغاليين الأعزاء … و كذلك شرفاء المهنة .. الأساتذة .. الأجلاء .. و الأخوة … و الأبناء … المحترمين الأوفياء لله و رسوله و للوطن

و الاختلاف سنة كونية مع بقاء الأدب والاحترام …. و عدم التشهير و الخوض فى الأعراض

فالناس لم يجتمعوا على أحد … فاختلفوا على رسول الله (( صلى الله عليه وسلم )) …. و على إخوانه من الأنبياء السابقين … بل اختلفوا على الذات الالهية…. " و قالوا اتخذ الله ولدا " ….. “ فمنهم من آمن و منهم من كفر ….

فقد قال الله تعالى : " من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر " …. فليس ذلك تخيير بين
الإيمان و الكفر … بل هو تهديد فمن شاء فليؤمن و له الجنة … و من شاء فليكفر و له النار … أعاذنا الله و إياكم ….

و قد بدأ رمضان بكل خيراته … و عطاءاته … و نفحاته .. و بركاته … طوبى لمن شغل أوقاته بالذكر … والتسبيح … و الدعاء …. طوبى لمن واس الفقراء … وساعد الأرامل و المساكين … طوبى لمن صبر ….. فهو شهر الصبر … و الصبر جزاؤه الجنة … و هو شهر يزداد فيه رزق المؤمن .

لذلك فلتهرع معى عزيزى القارئ …. هيا بنا نختبئ من شرور أنفسنا …. و نكفر عن سيئات أعمالنا .. بالصوم … و الصلاة .. و القيام … و أعمال الخير … و الاقتراب إلى كل ما أمرنا به … و الابتعاد و النهى عن كل ما نهينا عنه .. فما بالنا .. و لدينا الفرصة الذهبية .. و هى شهر رمضان … شهر الصيام .. و التلاوة .. و القيام .. الذى ندعو بعده بلقاء الله .. ورؤية نور وجهه الكريم … بالطهر و النقاء و الصفاء الذي يملؤنا …. قبل العودة إلى الدنيا … بملوثاتها .. و دناءاتها طريق الجحيم … نجانا منه سبحانه و تعالى ….

و لكن أى صوم هذا الذى نذهب و نهرع إليه .. ؟؟!! …. إنه التالى شرحه :

إن الصيام سر بين العبد و ربه … لا يطلع عليه غيره … لأنه مركب من نية باطنة …. لا يطلع عليها إلا الله عالم الأسرار و النوايا … و يترك منه تناول الشهوات … و لذلك قيل لا تكتبه الحفظة … و قيل إنه ليس فيه رياء … هكذا قال الإمام أحمد و غيره …..

فإن ترك ما تدعوه نفسه إليه عز وجل … حيث لا يطلع إليه إلا رب القلوب و النوايا وحده … دل على صحة إيمانه …. و الله سبحانه و تعالى يحب من عباده أن يعاملوه معاملتهم إياه أو سواه … حتى كان بعضهم يرد عبادة سرية لا تشعر بها حتى الملائكة الحفظة له .

على أنه حين قال سبحانه وتعالي: "ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي".... فيه إشارة إلى المعنى الذى ذكرناه .... وأن الصائم يتقرب إلى الله بترك ما تشتهيه نفسه من …. الطعام ….والشراب ….والنكاح …. وهذه أعظم شهوات النفس ..

لذلك كان التقرب إليه عز وجل …. بترك شهوات عظيمة .... منها كسر النفس ….. لأن فى الشبع ..وامتلاء البطن…  والارتواء … ومباشرة النساء …  تحمل النفس على الأشر (الاستكبار) …..  والبطر (الغلو فى الفرح والزهو) والغفلة..

وأيضا: تخلى القلب للفكر والذكر….  فإن تناول هذه الشهوات قد تقسى القلب …. وتعميه وتحول بين العبد وبين الذكر والفكر.. وتستدعى الغفلة ….  وخلو البطن من الطعام والشراب ….  ينور القلب …. ويحتم رقته ... ويزيل قسوته….  ويخليه للذكر والفكر..

ومن حكمة فلسفة الصوم فرصة النجاة ولو ثلاثين يوما .... حين يعرف الغنى قدر نعمة الله عليه ….  بإقداره له على ما منعه كثيرا من الفقراء ..... فبامتناع الغنى والحرمان والمشقة …. التى يلاقيها توجب إذن الشكر على نعمة الغنى …..  التى حباها إياه ..... وتدعو إلى الرحمة بأخيه المحتاج ومواساته …. بما يمكن من عطاء لاحتياجات …... وتكمن فلسفة الصوم فى تضييق مجارى الدم التى هى مجارى الشيطان من ابن آدم ..... فبالصوم تنكسر الشهوة والغضب ..... طرق وصول إبليس إليه لدفعه إلى الخطيئة..

وهذا معناه أننا لا نستطيع التقرب إلى الله تعالى …. فى عدم الصيام إلا بعد التقرب إليه  …. وذلك بترك ما حرم سبحانه وتعالى فى كل الأوقات ..... فى رمضان وبعده وقبله ….. من الكذب .. والظلم .. والعدوان على الناس.. فى دمائهم وأموالهم وأعراضهم..

وقال الحافظ أبو موس ى المديني: قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام …  وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك.. ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.. (أى صيام الجوارح)..

وقال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ….  ورب قائم حظه من قيامه السهر"…

عزيزى القارئ : إذن سر التقرب إلى الله تعالى … بترك المباحات … لا يكمل إلا بعد التقرب … بترك المحرمات … فمن ارتكب المحرمات … ثم تقرب إلى الله تعالى .. بترك المباحات … كان بمثابة من يترك الفرائض و يتقرب بالنوافل … لأن العمل يبطل بارتكاب ما نهى عنه

و هذا يعنى … أن الصيام فى رمضان … ليس امتناع عن طعام و شراب فقط … و إنما عن كل ما نهينا عنه من شهوات … ( صيام الجوارح ) … ليل و نهار … ليس وقت الصيام نهارا فقط .. و إنما ليل … وقت القيام يا أمة الإسلام ….

و هنا ترتعش يدى .. و يتوقف قلمى عزيزى القارئ … و يتشتت فكرى … أجد أنى أوثر الصمت … و لكن عزائى أنك تشاركنى ألمى هذا .. فلتحاول أن توقف نزيف قلبى .. قبل أن تجفف دمع عينى …

فبعد هذا الجهاد فى سبيل الله … و الدعوة إليه للقيام قبل رمضان … ثم فرحتنا فى شهر رمضان … إلا أننا علينا أن نحارب فيه … و كأنه قدر علينا أن نظل نحارب حتى فى لحظات الصفاء … فى أعظم لحظات الطهر و الفناء … كل ما يمكن أن يخرجنا … عن تلك الروحانية … المطلوبة لأداء الفرائض المطلوبة … بأوامر إلهية … و بطاعة مقننة فى سنة رسول أمتنا - صلى الله عليه و سلم - للتقرب للبارئ عز وجل .. على الأقل بالإعراض عنها ..

الرحمة .. فى أيام الرحمة .. فى شهر الرحمة … الرحمة بالصائمين .. فلا إثارة للمشاعر .. و لا هدم للدين .. و لا قتل لمعانى … و مشاعر الرحمة الإنسانية … فى شهر الرحمة و الإنسانية … كفى لهوا طوال العام … فليكن الدين و الإيمان .. يا عباد الله

استحلفكم بالله .... اتقوا الله .. فى شهر التقوى والصلاح ... فنحن فى مصيبة.. والله لمصيبة .... حين نجد ما يحيط بنا بعد الإفطار .... ما يلهينا عن قيام الليل .... حين يذاع ما يثير الغرائز .. والشهوات .. أو مشاعر العنف  .. والغضب والنيران .. والدم .. التى نغرسها فى نفوس أبنائنا  .. وشبابنا .. بأخطر نظريات علم النفس وأعمقها وأشدها تأثيرا.. وهى التقمص الوجدانى للكبار قبل الصغار  …. وبما تتعارض تعارضا كليا ... مع نظريات التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل .... وكذا النظام التربوى .. وتعدم وتمحو النسق القيمى فى المجتمع كلية .... فبدلا من قتلها أو على الأقل تهذيبها على الأقل فى هذا الشهر الكريم .... وصرف النفوس إلى وجهه الكريم .... ندعو إلى اللهو عنه فى ٣٠ عملا دراميا وبرامج تسلية وترفيهية.. ليس من بينها  أى عمل دينى .. وحتى البرامج الدينية فى أوقات صعبة بعد أن يكون الصائم قد استنفد قوته وصحته وبدد صيامه وأضاع قيامه.. لهثا وراء هذه المهاترات والاهتراءات.. و"كأننا نؤذن فى مالطة".. "ولا حياة لمن تنادي".. ولا نملك إلا أن نقول "إنا لله وإنا إليه راجعون"..

يا عباد الله.. إذا دخل شهر رمضان، "فتحت أبواب الجنة.. وغلقت أبواب النار.. وسلسلت مردة الشياطين"..

فإذا كان الله قد فتح أبواب الجنة فى رمضان .. و أغلق أبواب النار .. و سلسل مردة الشياطين … فما هى تلك الأعمال التى تقومون بها .. تلك الأعمال التى تقتحم بيوتنا … لتقوض بنيان الصائم و النشء الصاعد … الله حبسها و سلسلها … و أنتم تزرعونها … من تكون أيها العبد الضعيف الذليل الفقير إلى الله .. لمصلحة من بث العنف … و تعميق الجريمة و الانتقام … خاصة فى أقاصى بلادنا أو أطرافها … تلك الجرائم التى لم نسمع عنها أطفالا …. لم يتداولها لا آباؤنا و لا أجدادنا … لنجد اليوم و بكل الفظاعة و الفظاظة … مسجلة دراميا ثقافيا … و كذا إثارة … قضايا الاغتصاب و المخدرات … و التوحش فى الانتقام … و مناظر الدماء .. النيران … و الضرب الشرس … و حتى فى شهر التسامح و المغفرة … ذلك الشهر المطلوب فيه استعادة الذاكرة .. بإعادة الإنسانية بكل إنسانيتها .. بكل أخلاقها .. بكل معانيها … بكل قيمها … و ملامحها المثالية الفاضلة … بكل رحمتها و سموها …

ألا يكفى ما هو محفور فى نفوس أبنائنا … مما يقترف على أرض  "فلسطين المحتلة" ألا يكفى ما جرى من عنف متوحش امتلأت به نفوسهم و قلوبهم على مر الزمان بما يجرى على الأرض العراقية ؟!! … و ما دونه التاريخ من حروب إبادة فى حروب عالية ….

أين كتاب و مخرجو الروائع … الذين تربينا على قيمهم … و أفكارهم .. التى لو تعمقنا فى الدين .. لوجدناها موجودة … و مرسومة … و محفورة … فى ثناياه … تلك التى امتعتنا طربا … و دراميا .. بما كونته من رقة مشاعر .. وقلوب و التى تعنى منهجية الإسلام و السنة من الإنسانية و الرحمة …

أين الفكر الراقى .. حامل الهوية … صاحب الرسالة ؟؟! … و الفكر البناء ؟؟! …. رسول القيم الإنسانية ؟؟! …. أين الموعظة الحسنة ؟ .. و العبرة من تلك الأعمال ؟ … و ماهيتها ؟ .. هزل سقوط .

و حين ننادى بالدين السمح الوسطى الجميل …. لنتصدى به أمام التطرف و الإرهاب … نقمعه فى مهده … نقتله جنينا مشوها …. ليفرز ذلك الجو المريض المحيط بنا ( المفرخة ) … هذا الانهيار الأخلاقى بجميع صوره … فى الكلمة و السلوك و غرابته … و حتى فى الملبس .. و كل المظاهر السلبية بكل أشكالها الهدامة ..

ونبدأ الصراخ .. و العويل .. و اللطم على الوجنات … الإرهاب . التطرف … التشدد .. على الرغم من أنه عمليا رد فعل طبيعى … لهذا التسيب الخلقى الذى يزين … " المرايا " من حولنا .. لنتمثل به .. نشربه و بكل سلاسة … لأنه لا رقيب هناك .. و لا مانع من جعله   قدوى تحتذى و يا حسرتاه ….

فيكون الإرهاب .. بعد تلك الفجوة الساحقة .. بين الدنيا بملذاتها الرخيصة … مع عدم وجود أبسط قيم الدين

التى تحمل أبسط القيم الأخلاقية و الدينية و المبادئ … أمة الإسلام فى دولة عمادها الإسلام … لتتحول إلى نواة إرهاب قاتل دموى … حين يواجه من أياد مخربة ….

و من المضحك المبكى .. أننا نتجاهل أننا السبب … فى هذا التسيب و الإهمال و اللامبالاة …. و عدم الاكتراث .. و عدم الإيجابية … فحين يختلط ذلك بانعدام المعرفة بالدين …. و الجهل به .. ماذا تنتظر ؟؟! ….

عجبا !! و الله …

إنه تحد سافر .. مرفوض .. غير مقبول .. و للأسف تحد مع من ؟؟ ..

صاحب تلك القيم .. و الدعاوى .. و بالأخص فى شهره ؟ … حاشاه .. أستغفر الله العظيم … و حسبنا الله و نعم الوكيل ….

سبحانه .. قال رمضان لى … و ببساطة وبدون  تشدد … إذن كيف التسيب ؟.. حيث قال عز وجل :  إنه شهر صوم .. جوع و عطش .. ليس صوم بطن فقط … و إنما للجوارح عن الشهوات و كل ما حرم .. و أنتم العمالقة بقى يعنى ؟؟ .. سوف تقومون بكل المحرمات فى شهر المحرمات … بكل ما حرم و حذر منه ؟؟ … على رأى يوسف بك وهبى : " يا للهول " .. من أنتم ؟؟ من تكونون ؟؟ أمام رب العزة … ما فائدة الشهادتين ؟ … و أى صيام ؟ … أو صلاة ؟ … يا جماعة إذا كنتم لم تعلموا فلتعلموا .. لن يقبل ما يقربنا منه .. إذا ما اقترفنا معها أيا من المعاصى .. بل المعاصى تطيح بأى من الحسنات ؟ ..

نحن نريد جهدكم حقا.. ولكن بما فيه الصالح للمجتمع  … كيف لنا ألا نستثمر كل الطاعات والطاقات ….  ونوظفها التوظيف الأمثل …  فى خطط علمية  ..مدروسة  ..ومنهجية هادفة .. وبناءة وموجهة لدور بناء داخل الوطن لنعمق الوطنية والانتماء …  وبالتالى معالجة مشاكل الوطن …  بصور أفضل من تلك لخلق المواطن الصالح الرشيد …  الذى كم يحتاجه الوطن … . نقيم أعمالا لها معان وقيم وعبر ....

سامحنى عزيزى القارئ على انفعالى ..

 وإن كان انهيارا ... فإنه شهر صوم وعبادة وصلاة ... لماذا لا يكون شهر معرفة .. ومعلومة دينية  .. وملحمة روحية ..   بيننا جميعا.. بسيرة المصطفى (( صلى الله عليه وسلم )) .. وصحابته وأهل بيته .. بتفاسير القرآن وصور الأنبياء؟…  بدون تجسيد لشخصياتهم .. يحرمه ويجرمه الشرع والدين .. وعصمتهم  .. ومكانتهم لدينا.. متى يكون .. فنحن ندخر كل ذلك اللهو فى غير مكانه ولا زمانه فى رمضان؟؟؟؟ …

 بدلا من أن نمهد الأجواء ونبسطها للقائمين العارفين العالمين ….  لنساعدهم على الطاعة وكذا.... ونذللها لمن لا يعرفون بالمعلومة الدينية  … والروحانيات .. التى لا يعلمون عنها شيئا .... إنها مصيبة كل هذا النشاط الدنيوى الزائل الفانى يدخر لشهر الصيام .. والقيام .. والقرآن؟؟؟

و يتجدد لقاؤنا إن شاء الله كل ليلة معا فى التراويح و القيام ..أستودعكم الله الذى لا تضيع عنده الودائع و الأمانات ....