رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أنا مصر

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

تناول كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة عددا من الموضوعات كان أبرزها الإجراءات التي يتبعها الرئيس التركي للقضاء نهائيا على معارضيه وتخريج الدفعات من ضباط القوات المسلحة.

ففي مقاله بصحيفة الأهرام بعنوان دولة أردوغان. نهايات نموذج الإسلام المعتدل، قال الكاتب محمد عبد الهادي علام إن الموقف في تركيا يحتاج إلى كثير من التروي وكثير من الانتظار لما سوف تسفر عنه المواجهات الدائرة بين السلطة التنفيذية التي يسيطر عليها الرئيس رجب طيب أردوغان وبين فصائل معارضة عديدة يسميها الرجل الكيان الموازي للدولة سواء من أنصار أستاذه السابق فتح الله جولن أو من التيارات الليبرالية والعلمانية الرافضة لمنهج الاستحواذ على السلطة وإخضاع كل مؤسسات الدولة لسيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم. وهو منهج تتفق فيه كل الحكومات التي خرجت من فكر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر والتي رأينا تجاربها المريرة في العقد الأخير سواء في تركيا أو في عصر ما يسمى الربيع العربي في عدد من الدول العربية والتي أوصلت بعضهم إلى الحكم ولم يفلحوا في البقاء وتركوا خلفهم فوضى عارمة وفي دول لم يفلحوا في حكمها تآمروا على بقائها ونشروا الخراب والدمار مثلما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن.

وأشار الكاتب إلى أنه في الذاكرة الحديثة للشعوب لا يوجد بلد رأينا فيه مشهدا مماثلا وهو عار على أي جيش وطني في أي مكان أو زمان، والأكثر بشاعة أنه يأتي من جانب سلطة تنفيذية منتخبة تخضع الكل لرغبتها من أجل أهداف أيديولوجية وفئوية لمن ينتمون لتيار الإسلام السياسي في بلد حكم العالم الإسلامي يوما تحت راية الخلافة إلا أن حكامه اليوم لا يريدون أن يعترفوا بأن الدول القومية لا تقبل اليوم بما قبلت الشعوب به في القرون السابقة.

وقال الكاتب إن أردوغان يريد أن يقنع العالم بأن الديمقراطية التي يقدمها اليوم هى النسخة الشرقية التي يتعين أن يتقبلها العالم على أنها النموذج الأمثل في الشرق الأوسط والعالم العربي ويريد أن ينصب من نفسه سلطانا أو خليفة، وفي سعيه لتحقيق تلك الأمنية يدهس في طريقه مؤسسات الدولة التركية ويخضع القضاء والشرطة والقوات المسلحة ويلقي بالتهم من خلال قوائم معدة سلفا لاعتقال أو رفت خصومه السياسيين والمتعاطفين معهم ووصل بعدد المضارين من إجراءاته القمعية في أيام قليلة إلى قرابة 50 ألف شخص!.

ونوه الكاتب إلى مشاهد السحل والتعرية والقتل بلا رحمة تتفرد بها الحركات التي تدعي أنها تحمل وازعا دينيا وأخلاقيا. ومقارنة بما جرى في سنة حكم الجماعة الإرهابية في مصر، ستجد نسخة طبق الأصل من جريمة الاعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية في أواخر عام 2012 قد ظهرت في شوارع المدن التركية بدعم من ميليشيات أمنية تحت رعاية حزب العدالة والتنمية أسوة بما فعلته جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة أيام محمد مرسي الذي وعد ببقاء الجماعة في حكم مصر خمسمائة عام ولا ننسى أيضا تهديدات رجل الجماعة القوي خيرت الشاطر لوزير الدفاع، في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي بإغراق مصر بجماعات إرهابية.

كراهية الجيوش النظامية للدول هى عقيدة واضحة في تيار الإسلام السياسي، خادم الإمبريالية العالمية في الشرق الأوسط، وقد تجلت الكراهية في التعامل مع الجيوش الوطنية في مصر وسوريا وليبيا وتركيا. فقد نسى تيار أردوغان أن دولة الخلافة الإسلامية قد قامت يوما على أكتاف الجيش التركي الذي غزا مناطق واسعة في الشرق والغرب. وتلك الكراهية تفسر السخط الشديد على الرئيس السيسي واحتضان اسطنبول الفارين من جماعة الإخوان الإرهابية ومنحهم أموالا طائلة من أجل التحريض على هدم الدولة والنظام في مصر. فالجيوش الوطنية هى العقبة الكبرى في طريق حلم الإسلاميين لبسط نفوذهم وتشكيل جيوش على طريقتهم مثل عصابات داعش التي تحالفت مع أردوغان وحاشيته في السر في عمليات تهريب النفط والسلع وتكوين ثروات طائلة بينما تتعاون في العلن مع الولايات المتحدة في إطار ما يسمى التحالف الدولي ضد داعش.

وأكد الكاتب في ختام مقاله أن الشرق الأوسط في مرحلة تستلزم اليقظة والاستعداد الحقيقي لمواجهات فكرية وسياسية والأسابيع والشهور المقبلة كفيلة بإظهار خديعة التيارات الدينية المسيسة حتى لو طال الوقت قليلا.

وفي مقاله بصحيفة الجمهورية بعنوان تسليم الأجيال وتحقيق الأحلام، قال الكاتب فهمي عنبة يحسب طلبة الجامعات المدنية أن زملاءهم في الكليات العسكرية لا يعانون مثلهم وأن كل شيء مهيأ لهم.. ويحسدونهم على الراحة التي يجدونها في السكن الداخلي.. وعلى مظهرهم بالزي الميري.. ولكنهم لا يعلمون مدى الجدية والالتزام والتدريب الشاق.. والاستيقاظ مبكرا والوقوف في الطوابير في برد الشتاء وشمس الصيف وممارسة الرياضة والتمرينات الشاقة.. ويلقون أنفسهم وسط النيران ويذهبون إلى تبة ضرب الذخيرة ومن يخرج عن الالتزام فلا إجازة يومي الخميس والجمعة ويتم حبسه وتكديره.. أما إذا تفوق وأجاد فيصبح قائد سريته أو الالفة على زملائه.. تلك هى حياة العسكرية التي يدخل إليها الطالب وهو لم يتجاوز 18 عاما ولكنه في النهاية يتخرج رجلا يحمل هموم وطنه وشعبه وأمته.

وقال الكاتب دائما ما يأتي حفل الكلية الحربية مسك الختام لموسم تخريج طلبة الكليات العسكرية.. وبالأمس كان طلاب الدفعة 110 حربية و53 فنية عسكرية و45 معهد فني قوات مسلحة والدفعة 19 معهد فني تمريض على موعد مع السعادة وجني ثمار تعبهم طوال أعوام الدراسة.. ولذلك قدموا عرضا مبهرا في فنون القتال والدفاع عن النفس وأظهروا مهاراتهم التي اكتسبوها من التدريبات الشاقة وقدم فريق المظلات تشكيلا في السماء بعنوان الهرم مسجلا باسم مصر كأكبر تشكيل من المعدة الدلتا.

وأشار الكاتب في المقال إلى أنه كان يجلس في المنصة قادة القوات المسلحة الحاليون والسابقون وكل منهم ينظر بفخر إلى ما يقدمه الطلاب ويتذكر أيامه في الكلية الحربية أو الفنية العسكرية.. وربما تمنى أن يعود لأيام الدراسة أجمل أيام العمر.

على جانبي المنصة الرئيسية يجلس أهالي وعائلات الخريجين والخريجات من الممرضات.. وعند مرور الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه لهم التحية كما ذكرهم في خطابه وهنأهم بنجاح أولادهم وشكرهم لأنهم قدموا لمصر جيلا جديدا يتسلح بالإيمان والعلم وينضم إلى الجيش رغم كل علمهم بصعوبة ومخاطر الحياة العسكرية.

يتزامن تخريج دفعات الكليات العسكرية مع الاحتفال بذكرى ثورتي 23 يوليو و30 يونيو.. ولولا دور القوات المسلحة لما قامت أو استمرت لا ثورة يوليو ولا يونيو.. في الأول هب الجيش وخرج الشعب مؤيدا وفي الثانية ملأت الملايين كل ميادين البلد فلبى الجيش النداء.. لذلك سيظل الارتباط وثيقا وسيظل شعار الجيش للشعب.. والشعب مع الجيش هو المعبر عن التركيبة السحرية وخصوصية هذه العلاقة في مصر.

وفي مقاله بصحيفة الأخبار بعنوان مصر بتراثها وحضارتها تستحق قيادة اليونسكو، قال الكاتب محمد بركات إن منظمة اليونسكو أحد روافد الأمم المتحدة على أساس أنها الحامية والراعية والحافظة للثقافة والتراث باعتبارهما تجسيدا للحضارة الإنسانية. إنها وفي هذا الإطار جرى الحرص على أن تنأى بنفسها عن السياسة بمواصلة تعظيمها لدورها في هذا المجال على المستوى الدولي.

على هذا الأساس فإن الاضطلاع بهذه المهمة يحتم أن يِجسد المسئول عن إدارتها أهدافها ومبادئها. وهو ما يتطلب أن يكون إفرازا لهذه البيئة على قدر الإمكان.بناء على هذه الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها. فإن ما تملكه مصر من كل هذه المقومات يؤكد أن من أرضها ومن فكر وإنجازات أبنائها كانت بداية الحضارة الإنسانية. أنها وبما لديها من آثار خالدة تتحدى الزمن وباعتراف كل العالم تعد الأولى عالميا في الاستحواذ على مؤهلات شغل هذا المنصب.

لا يمكن أن يكون خافيا أن سعيها لتولي هذه المسئولية قد واجه في مرات سابقة مناورات وتدخلات لا علاقة لها بالمؤهلات التي يجب توافرها للقيام بهذه المسئولية.. وآخرها ترشيح الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي فقد الحصول على هذا المنصب بأغلبية ضئيلة. ما حدث أتمنى ألا يتكرر بعد إقدام مصر على الترشح للمنصب في الدورة الجديدة للمنظمة.قرار مصر تقديم مرشح لها هذه المرة يعكس إحساسها بجدارتها لقيادة هذه المنظمة الثقافية العالمية لخدمة الأهداف التي أنشئت من أجلها. كم أرجو أن تكون هناك استجابة للجهود التي بذلتها وسوف تبذلها الدولة بأجهزتها المختلفة لصالح المرشح الذي تقرر الدفع به في هذه المعركة. وهى السفيرة المخضرمة والوزيرة السابقة مشيرة خطاب.

ووفقا لما تم تداوله إعلاميا فقد اهتم الرئيس السيسي بطرح اسمها ومساندتها في لقاءاته مع القادة الأفارقة في قمتهم التي عقدت في العاصمة الرواندية كيجالي قبل أيام قليلة. وتأكيدا لوقوف الدولة المصرية رسميا وراءها بقوة. دعا رئيس الوزراء شريف إسماعيل كل القوى السياسية والإعلامية وأعضاء المجتمع المدني إلى تجمع أمس الأول في حديقة المتحف المصري عنوان قمة الحضارة الإنسانية لإعلان قرار الترشيح.

وأكد الكاتب أن نجاح هذه المرشحة المصرية التي تعد قيمة مشرفة لمشاركة المرأة في النشاط والدور الدبلوماسي التي تقوم به الخارجية المصرية مرهون بفاعلية الجهود التي سوف تبذل مع الدول أعضاء هذه المنظمة. إن سندنا في ذلك يعتمد بشكل أساسي على رصيدنا الثقافي والتراثي الذي لا ينكره أحد. وعلى علاقاتنا العربية والإفريقية والإسلامية بالإضافة إلى دعم ومساندة الأصدقاء في كل قارات العالم.

إلى جانب كل هذا فإن تحقيق هذا الأمل الأدبي دوليا يتطلب أن تقوم وفود على أعلى مستوى بجولات للتعريف بالمرشحة من أجل الدعم والتأييد لترشيحها. إن نجاح هذا المسعى مرهون بطبيعة الجهد الذي سيبذل خارجيا بمشاركة الرموز المصرية المرموقة المنتشرين في كل أنحاء العالم. لا جدال أن تحقيق هدف انتخابها يحتاج مساندة وتشجيع ودعم الداخل وهو ما كان هدف الدعوة إلى تجمع المتحف المصري.