رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

الرأي‭ ‬رأيك‭ ‬يا‭ ‬عمر‭ ‬.. وهل‭ ‬قول‭ ‬بعد‭ ‬قولك‭ ‬يا‭ ‬عمر‭ !؟ ‬

 


الحلقة الثامنة 

‭         ‬وما‭ ‬كان‭ ‬الزمان‭ ‬إلا‭ ‬مخلدا‭ ‬لرجال‭.... ‬وما‭ ‬كان‭ ‬الزمان‭ ‬إلا‭ ‬باكيا‭ ‬عليهم‭.. ‬وماجاد‭ ‬الزمان‭ ‬برجال‭ ‬إلا‭ ‬وكانوا‭ ‬فخرا‭ ‬على‭ ‬جبينه‭... ‬وما‭ ‬ضن‭ ‬الزمان‭ ‬إلا‭ ‬برجال‭... ‬ليكونوا‭ ‬سبة‭ ‬في‭ ‬ضميره‭ .... ‬

 

‭          ‬ليكون‭ ‬الزمان‭ ‬وجوده‭ ‬بهؤلاء‭ ‬الرجال‭... ‬الذين‭ ‬يستمروا‭ ‬في‭ ‬وجدانه‭ .. ‬فيحيوا‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭... ‬مهما‭ ‬مر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬زمان‭ ...‬

‭         ‬

‭         ‬ليكون‭ ‬هكذا‭ ‬دوما‭ ‬الزمان‭.. ‬ذاكرة‭ ‬الرجال‭... ‬يحتفظ‭ ‬بالرجال‭ .. ‬يشدوا‭ ‬بالرجال‭ ‬وللرجال‭.....  ‬

‭  ‬

‭         ‬وفي‭ ‬غيابات‭ ‬منه‭ .. ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬السقطات‭... ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬منه‭... ‬إنما‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬آخرين‭... ‬وما‭ ‬كانوا‭ ‬إلا‭ ‬أشباه‭ ‬رجال‭... ‬

 

‭            ‬يركنون‭ ‬في‭ ‬جنباته‭ ‬المظلمة‭... ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يحتفظ‭ ‬بهم‭ .. ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬يلفظهم‭ .. ‬وحين‭ ‬تأتي‭ ‬ذكراهم‭.. ‬إنما‭ ‬كي‭ ‬نجدد‭ ‬معه‭ ‬لفظهم‭.... ‬

 

‭            ‬إنما‭ ‬ليكونوا‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬الاقرار‭ ‬بقيمة‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬عطر‭ ‬التاريخ‭ ‬بفواح‭ ‬رائحة‭ ‬الرجولة‭ .. ‬والشرف‭ ‬والمروءة‭ ‬والكرامة‭ .... ‬بريق‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬حين‭ ‬تظل‭ ‬أعمالهم‭ ‬منارا‭ ‬ونبراسا‭ ‬وصروحا‭ ‬شامخة‭ ... ‬مشاعل‭ ‬أبدا‭ ‬لا‭ ‬تنطفئ‭...  ‬

فحين‭ ‬يحتفظ‭ ‬بذكرهم‭ ‬وذكراهم‭ ‬إنما‭ ‬ليتزين‭ ‬بهم‭ .. ‬ليكونوا‭ ‬عنوانا‭ ‬له‭ ... ‬

 

‭           ‬وهكذا‭ ‬دوما‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬الزمن‭ ‬نتأسى‭ ‬أمام‭ ‬التاريخ‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننبش‭ ‬فيه‭.. ‬عسانا‭ ‬أن‭ ‬ُنحي‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬راح‭ ‬ليكون‭ ‬فيه‭ ‬السلوى‭..‬‭.. ‬

 

‭          ‬حين‭ ‬يغيب‭ ‬عنا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬الجميلة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬كم‭ ‬تتوق‭ ‬وتتطلع‭ ‬الروح‭ ‬بحثا‭ ‬عنها‭.. ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬السمو‭ ‬والرقي‭.. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمزقت‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬جرحتها‭ ‬فشوهتها‭ ‬قسوة‭ ‬البشرية‭ .. ‬لظلمتها‭ ‬بعد‭ ‬عبث‭ ‬الغواية‭ ‬الشيطانية‭ ‬التي‭ ‬أضفت‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬الهالة‭ ‬السوداوية‭ ... ‬

 

‭           ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬نفرح‭ ‬حين‭ ‬نعيش‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الذكريات‭..... ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬مطويات‭... ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬سريعا‭ ‬ما‭ ‬نشعر‭ ‬بالألم‭.... ‬الألم‭ ‬مرتين‭.. ‬مرة‭ ‬حين‭ ‬نعلم‭ ‬أنها‭ ‬ذكريات‭ ‬اطلال‭ .. ‬ونتساءل‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتجدد‭ ‬أو‭ ‬تعود‭ ‬؟؟؟؟‭!!!! .. ‬وتارة‭ ‬أخري‭... ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬اننا‭ ‬نخدع‭ ‬انفسنا‭ ‬بذلك‭ ‬الأمل‭!!!!!!!!! ... ‬

‭          ‬

‭            ‬ولكن‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬إن‭ ‬خدعناها‭ ‬في‭ ‬إجترار‭ ‬الماضي‭ ‬لأنه‭ ‬راحل‭... ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الخديعة‭ ‬يكون‭ ‬الدواء‭... ‬ولو‭ ‬بصفة‭ ‬مؤقتة‭ ... ‬ونحن‭ ‬نعيد‭ ‬أمجاد‭ ‬ذلك‭ ‬الماضي‭.. ‬بما‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والعبر‭.. ‬لعله‭ ‬يكون‭ ‬طريقا‭ ‬للخلاص‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الدنيا‭ ‬أو‭ ‬النجاة‭ ‬يوم‭ ‬الحساب‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬الدنيا‭ ... ‬

 

‭              ‬اكتب‭ ‬وانا‭ ‬لا‭ ‬أزال‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الوزن‭..... ‬وعظيم‭ ‬الألم‭ ‬لفراق‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬المعظم‭ ..               ‬

‭   ‬

‭              ‬و‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬الجنة‭... ‬لنفحاته‭.. ‬وللتجلي‭ ‬الأعظم‭ ‬لله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭.. ‬ورحماته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬اكتست‭ ‬بها‭ ‬الأرض‭ ‬طيلة‭ ‬ثلاثين‭ ‬يوما‭ ‬بلياليهم‭... ‬

 

‭             ‬فعلى‭ ‬الأقل‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ .. ‬كنت‭ ‬أحلق‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬النقاء‭ ‬والصفاء‭ ‬وأنا‭ ‬أجد‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬حولي‭... ‬أقل‭ ‬شرا‭... ‬وأكثر‭ ‬حبا‭ ‬وسلاما‭ ... ‬

‭    ‬

‭                ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يقتحمهم‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭... ‬ليقبلوا‭ ‬عليه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ..‬والطاعات‭ ..‬والهدايات‭ ‬

‭      ‬وكأنهم‭ ‬يتلمسون‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬أو‭ ‬نفس‭ ..... ‬مهما‭ ‬كانوا‭ ‬منخرطين‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭....‬

 

‭         ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬تسيل‭ ‬الدموع‭ ‬على‭ ‬وجناتهم‭... ‬إما‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الله‭ ‬أكبر»في‭ ‬المغرب‭ ... ‬أو‭ ‬مع‭ ‬‮«‬حي‭ ‬على‭ ‬الصلاة‭ .. ‬حي‭ ‬على‭ ‬الفلاح‮»‬‭ ‬في‭ ‬الفجر‭ ..‬‭. ‬

 

‭         ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تسيل‭ ‬الدموع‭ ‬لتغسلهم‭.. ‬فعلى‭ ‬الاقل‭ ‬عاتبتهم‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬الباطل‭.... ‬الذي‭ ‬تملك‭ ‬منهم‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التوسل‭ ‬والتضرع‭ ‬الي‭ ‬الله‭... ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬لهم‭ ... ‬

 

‭          ‬ها‭ ‬انا‭ ‬ذا‭ ‬مر‭ ‬بي‭ ‬من‭ ‬العمر‭.... ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬حلمي‭ ‬الاعظم‭ ‬جنة‭ ‬الله‭..... ‬التي‭ ‬احاول‭ ‬ان‭ ‬اعمل‭ ‬لها‭ ‬وان‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬اهل‭ ‬الارض‭ .... ‬

‭        ‬ولكن‭ ‬اعتقد‭ ‬حتى‭ ‬أفوز‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاخري‭... ‬عليّ‭ ‬ان‭ ‬ادعو‭ ‬اليها‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬لتكون‭ ‬تلك‭ ‬الفردوس‭ ‬سبب‭ ‬النداء‭ ..‬والدعاء‭ ..‬والرجاء‭ ..‬والدعوة‭ ‬الي‭ ‬الجهاد‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ... ‬لإصلاحها‭ ‬بعد‭ ‬افسادها‭ ... ‬

 

‭        ‬اعتقد‭ ‬انه‭ ‬ثمن‭ ‬الفردوس‭ ‬ورفقة‭ ‬النبي‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ .. ‬ثمنها‭ ‬غال‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ... ‬

‭       ‬

‭         ‬لا‭ ‬أدعي‭ ‬انني‭ ‬شيئا‭ .. ‬ولا‭ ‬يهمني‭ ‬ماذا‭ ‬اكون‭ ‬بين‭ ‬البشر؟؟؟‭!!!!....  ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬يهمني‭ ‬هو‭ ‬عالم‭ ‬السرائر‭ .. ‬المطلع‭ ‬يسمع‭ ‬ويري‭!!!!!‬‭! ....... ‬وانا‭ ‬بين‭ ‬السماء‭ ‬والارض‭ ..... ‬كم‭ ‬أسعى‭ ‬إلي‭ ‬بلوغ‭ ‬الجنة؟؟‭!!!.. ‬وللطريق‭ ‬اليها‭ ‬كم‭ ‬تكون‭ ‬المعاناة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الارض‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬الزوال‭ ‬والعدم‭ ... ‬

 

قرائي‭ ‬الاعزاء‭  ‬

‭         ‬عفوا‭ ‬سامحوني‭ .. ‬أظل‭ ‬هكذا‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬بل‭ ‬تزيد‭....  ‬حتي‭ ‬اقر‭ ‬بالواقع‭ ‬وانني‭ ‬لا‭ ‬أزال‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الارض‭ .. ‬اهلها‭ ‬الذين‭ ‬طغي‭ ‬عليهم‭ ‬الشر‭ ‬وضاع‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬معاني‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء‭ ‬والتسامح‭ ‬والعفو‭ ‬والعدل‭ ‬والرحمة‭ ....‬

‭            ‬

‭             ‬اعيش‭ ‬وانا‭ ‬ابحث‭ ‬بينهم‭ ‬عن‭ ‬ضالتي‭ ‬المنشودة‭ ‬يجري‭ ‬بي‭ ‬العمر‭ ‬وانا‭ ‬اسعي‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الحلم‭ ‬تارة‭ ‬يخالجني‭ ‬الامل‭ ‬و‭ ‬تارة‭ ‬اخري‭ ‬يقتحمني‭ ‬ويقهرني‭ ‬اليأس‭ ... ‬

 

‭              ‬يزيد‭ ‬ألمي‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المعظم‭ ‬حين‭ ‬اشعر‭ ‬ان‭ ‬قدماي‭ ‬بدأت‭ ‬تلامس‭ ‬الارض‭ ‬برحيل‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ....‬وعودة‭ ‬الناس‭ ‬بصحبة‭ ‬الشر‭ ‬لتعود‭ ‬الدنيا‭ ‬الي‭ ‬ماكانت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬اللهو‭ ‬والعبث‭ ‬بخلق‭ ‬الله‭ .. ‬أو‭ ‬عبث‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخلق‭ ‬بسبل‭ ‬الجنة‭ ‬والرحمة‭ ‬والطرق‭ ‬المؤدية‭ ‬اليها‭ ‬

 

‭            ‬وانا‭ ‬اعود‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬كي‭ ‬اعيش‭ ‬مُكرهه‭ ‬يشد‭ ‬من‭ ‬أزري‭ ‬العودة‭ ‬الكبرى‭ ‬الأقوي‭ ‬للفاروق‭ ‬العادل‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬وارضاه‮»‬‭ ‬اراجع‭ ‬معه‭ ‬عودته‭ ‬أتأزر‭ ‬بها‭ ‬الي‭ ‬الدنيا‭  ‬تماما‭ ‬مثله‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬الحبيب‭ ‬المصطفى‭ ‬الغالي‭ .. ‬

 

‭            ‬ويعلم‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬حزني‭ ‬يعادل‭ ‬حزن‭ ‬العادل‭ ‬الفاروق‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬دون‭ ‬مبالغة‮»‬‭  ... ‬

‭             ‬لأننا‭ ‬أحباءه‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬أحسنا‭ ‬واستشعرنا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬تكنه‭ ‬صدورنا‭ ‬نحوه‭ ... ‬فكيف‭ ‬أننا‭ ‬آمنا‭ ‬به‭ ‬وبرسالاته‭ ‬ولم‭ ‬نراه‭ ‬ولا‭ ‬نحزن‭ ‬لفراقه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬بل‭ ‬ويتجدد‭ ‬ألمنا‭ .. ‬حين‭ ‬تذكر‭ ‬ذلك‭ ‬الفراق‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حتي‭ ‬من‭ ‬تألم‭ ‬لفراقه‭ ... ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تذوق‭ ‬الدنيا‭ ‬معه‭ ... ‬

‭            ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬عاشر‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ... ‬وعانقه‭ ‬وصاحبه‭ ‬وكأنني‭ ‬أراه‭ ..... ‬لامست‭ ‬روحي‭ ‬روحه‭...  ‬بل‭ ‬ارواحهم‭ ‬جميعا‭ ‬مع‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ .. ‬

ثم‭ ‬استمرت‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬بعده‭ .. ‬وهكذا‭ ‬تستمر‭ ‬رغم‭ ‬رحيله‭ !!!!‬

 

‭       ‬وأعيش‭ ‬فراق‭ ‬رسول‭ ‬الله«صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬استمرار‭ ‬الصحابة‭ ‬من‭ ‬بعده‭.... ‬لعل‭ ‬تلك‭ ‬الذكرى‭ ‬تعينني‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬والاستمرار‭ ‬فيها‭ ‬‭.....‬

 

‭          ‬لتكون‭ ‬سببا‭ ‬ان‭ ‬ابلغ‭ ‬عن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬وصحابته‭ ‬‮«‬رضوان‭ ‬الله‭ ‬عليهم‮»‬‭ ...  ‬وحتى‭ ‬ألقاهم‭ .. ‬وكأن‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬يكافاءني‭...  ‬على‭ ‬وفائي‭ ‬لهم‭.. ‬فيسكن‭ ‬الالم‭ ‬في‭ ‬قلبي‭.. ‬ويزيح‭ ‬الغصة‭ ‬من‭ ‬حلقي‭...  ‬و‭ ‬يجفف‭ ‬الدمع‭ ‬من‭ ‬عيني‭ .... ‬ويبعث‭ ‬الامل‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬لتهدأ‭ ‬روحي‭ ‬اللاهثة‭ ... ‬ورائهم‭ ‬ويكبر‭ ‬الحلم‭ .... ‬بأني‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬أكون‭ ‬معهم‭ ‬يوم‭ ‬الحشر‭ ... ‬ويوم‭ ‬العرض‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ...  ‬

 

 

 

قرائي‭ ‬الاعزائي‭ ‬

 

‭        ‬سامحوني‭ ‬على‭ ‬انفعالي‭ ‬وألمي‭ ‬وحزني‭ ‬واشكر‭ ‬لكم‭ ‬احتوائكم‭ ‬لي‭ ‬باتساع‭ ‬صدركم‭ ‬والاستماع‭ ‬إليّ‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬سطوري‭ .....‬

 

‭         ‬وللامانة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬وضعت‭ ‬الامي‭ ‬وشعرت‭ ‬مشاركتكم‭ ‬لي‭ ‬وانا‭ ‬اتأملكم‭ ‬تتابعوني‭ ‬قبدأت‭ ‬اشعر‭ ‬انني‭ ‬احسن‭ ‬حالا‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬

 

‭        ‬جزاكم‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬وجعلكم‭ ‬لي‭ ‬دوما‭ ‬خير‭ ‬بركة‭ ‬لأنكم‭ ‬خير‭ ‬منة‭ ... ‬عليّ‭ ‬منه‭ ‬سبحانه‭ ‬بحبكم‭ ‬ومشاركتكم‭ ‬هذه‭ ‬ايها‭ ‬الغاليين‭ ... ‬

 

‭        ‬نعود‭ ‬إلي‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬عنوانا‭ ‬للزمان‭... ‬يختارهم‭ ‬هو‭.. ‬ليكونوا‭ ‬دوما‭ ‬النور‭ ‬الذي‭ ‬يملأ‭ ‬صفحاته‭ ‬لعله‭ ‬يضيئ‭ ‬بهم‭ ‬الصفحات‭ ‬المظلمة‭ ‬لغيرهم‭ ... ‬

 

‭       ‬منهم‭ .. ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬رسول‭ ‬الله«صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭... ‬ثم‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭.. ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬ما‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬النبي‭ ‬الحبيب‭ ‬المصطفى‭ ‬الشفيع‭ ‬الرؤوف‭ ‬الرحيم«صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ .... ‬

 

‭             ‬عقب‭ ‬وفاة‭ ‬النبي‭ ‬اجتمعت‭ ‬الأنصار‭ ‬إلى‭ ‬سعد‭ ‬بن‭ ‬عبادة‭ ‬في‭ ‬سقيفة‭ ‬بني‭ ‬ساعدة‭.... ‬فقالوا‭: ‬منا‭ ‬أمير‭ ‬ومنكم‭ ‬أمير‭...... ‬فذهب‭ ‬إليهم‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬بكر‮»‬‭ ‬و«عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‮»‬‭ ‬و«أبو‭ ‬عبيدة‭ ‬بن‭ ‬الجراح‮»‬‭.... ‬فذهب‭ ‬عمر‭ ‬يتكلم‭.... ‬فأسكته‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭.... ‬

 

‭             ‬وكان‭ ‬عمر‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬والله‭ ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬بذلك‭ ‬إلا‭ ‬أني‭ ‬قد‭ ‬هيأت‭ ‬كلاماً‭ ‬قد‭ ‬أعجبني‭ ‬خشيت‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يبلغه‭ ‬أبو‭ ‬بكر‮»‬‭ .... ‬ثم‭ ‬تكلم‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭.‬‭.. ‬فتكلم‭ ‬أبلغ‭ ‬الناس‭.... ‬فقال‭ ‬في‭ ‬كلامه‭ : ‬‮«‬نحن‭ ‬الأمراء‭ ...‬وأنتم‭ ‬الوزراء‮»‬‭ ..... ‬فقال‭ ‬حباب‭ ‬بن‭ ‬المنذر‭: ‬لا‭ ‬والله‭.... ‬لا‭ ‬نفعل‭... ‬منا‭ ‬أمير‭ ‬ومنكم‭ ‬أمير‭.... ‬

 

‭            ‬فقال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭: ‬لا‭.... ‬‮«‬ولكنا‭ ‬الأمراء‭.... ‬وأنتم‭ ‬الوزراء‮»‬‭.... ‬هم‭ ‬أوسط‭ ‬العرب‭ ‬داراً‭... ‬وأعربهم‭ ‬أحساباً‭.... ‬فبايعوا‭ ‬عمر‭...‬‭. ‬أو‭ ‬أبا‭ ‬عبيدة‭...‬

 

‭            ‬فقال‭ ‬عمر‭: ‬بل‭ ‬نبايعك‭ ‬أنت‭.... ‬وأنت‭ ‬سيدنا‭ ‬وخيرنا‭.... ‬وأحبنا‭ ‬إلى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭.... ‬فأخذ‭ ‬عمر‭ ‬بيده‭ ‬فبايعه‭ ‬وبايعه‭ ‬الناس‭... ‬‮«‬فرضي‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬وأرضاه‮»‬‭.... ‬

 

‭            ‬فإنه‭ ‬عندما‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬السقيفة‭ ‬وكثر‭ ‬اللغط‭.... ‬وخشي‭ ‬عمر‭ ‬الاختلاف‭.... ‬ومن‭ ‬أخطر‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬خشيها‭ ‬عمر‭ ‬أن‭ ‬يُبْدأ‭ ‬بالبيعة‭ ‬لأحد‭ ‬الأنصار‭....  ‬فتحدث‭ ‬الفتنة‭ ‬العظيمة‭.... ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬اليسير‭ ‬أن‭ ‬يبايع‭ ‬أحد‭ ‬بعد‭ ‬البدء‭ ‬بالبيعة‭ ‬لأحد‭ ‬الأنصار‭..... ‬فأسرع‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬إخماداً‭ ‬للفتنة‭.... ‬وقال‭ ‬للأنصار‭:‬

‮«‬يا‭ ‬معشر‭ ‬الأنصار‭ ‬ألستم‭ ‬تعلمون‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أمر‭ ‬أبا‭ ‬بكر‭ ‬أن‭ ‬يؤم‭ ‬الناس؟؟؟‭!!!!.... ‬فأيكم‭ ‬تطيب‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يتقدم‭ ‬أبا‭ ‬بكر؟؟؟؟‭!!!!... ‬فقالت‭ ‬الأنصار‭: ‬نعوذ‭ ‬بالله‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬أبا‭ ‬بكر‭.... ‬ثم‭ ‬بادر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬لأبي‭ ‬بكر‭: ‬ابسط‭ ‬يدك‭... ‬فبسط‭ ‬يده‭ ‬فبايعه‭... ‬وبايعه‭ ‬المهاجرون‭.‬‭. ‬ثم‭ ‬الأنصار‭...‬

 

 

‭            ‬وعندما‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬جلس‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬على‭ ‬المنبر‭.... ‬فقام‭ ‬عمر‭ ‬فتكلم‭ ‬قبل‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭.... ‬فحمد‭ ‬الله‭ ‬وأثنى‭ ‬عليه‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬أهله‭..‬‭.... ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أيها‭ ‬الناس‭... ‬‮«‬إني‭ ‬كنت‭ ‬قلت‭ ‬لكم‭ ‬بالأمس‭ ‬مقالة‭ ‬ما‭ ‬كانت‭.... ‬وما‭ ‬وجدتها‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭.... ‬ولا‭ ‬كانت‭ ‬عهداً‭ ‬عهده‭ ‬إليّ‭ ‬رسول‭ ‬الله‭...... ‬ولكني‭ ‬قد‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬سيُدبّر‭ ‬أمرنا‭....‬

‭            ‬يقول‭: ‬يكون‭ ‬آخرنا‭...... ‬وإن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬أبقى‭ ‬فيكم‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬به‭ ‬هدى‭ ‬الله‭ ‬رسوله‭.... ‬فإن‭ ‬اعتصمتم‭ ‬به‭ ‬هداكم‭ ‬الله‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬هداه‭ ‬له‭..... ‬وإن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬جمع‭ ‬أمركم‭ ‬على‭ ‬خيركم‭ ‬صاحب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬ثاني‭ ‬اثنين‭ ‬إذ‭ ‬هما‭ ‬في‭ ‬الغار‮»‬‭...... ‬فقوموا‭ ‬فبايعوا‭ ‬فبايع‭ ‬الناس‭ ‬أبا‭ ‬بكر‭ ‬بيعته‭ ‬العامة‭ ‬بعد‭ ‬بيعة‭ ‬السقيفة‭.... ‬

 

‭            ‬فكان‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬يذود‭ ‬ويقوي‭..... ‬ويشجع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬بيعة‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬حتى‭ ‬جمعهم‭ ‬الله‭ ‬عليه‭..... ‬وأنقذهم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬والفرقة‭ ‬والفتنة‭..... ‬فهذا‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬وقفه‭ ‬عمر‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمعهم‭ ‬على‭ ‬إمامة‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭.... ‬موقف‭ ‬عظيم‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬مواقف‭ ‬الحكمة‭... ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تسجل‭ ‬بماء‭ ‬الذهب‭.....‬

 

‭           ‬لقد‭ ‬خشي‭ ‬أن‭ ‬يتفرق‭ ‬أمر‭ ‬المسلمين‭... ‬وتشب‭ ‬نار‭ ‬الفتن‭ ‬فأخمدها‭ ‬بالمبادرة‭ ‬إلى‭ ‬مبايعة‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭.... ‬وتشجيع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬المبايعة‭ ‬العامة‭ ..... ‬فكان‭ ‬عمله‭ ‬هذا‭ ‬سبباً‭ ‬لنجاة‭ ‬المسلمين‭.... ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬كارثة‭ ‬كانت‭ ‬تحل‭ ‬بهم‭ ‬لولا‭ ‬يمن‭ ‬نقيبته‭ ..... ‬وصحة‭ ‬نظره‭ ‬بعد‭ ‬معونة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭..... ‬

 

‭          ‬وأؤكد‭ .... ‬ها‭ ‬هو‭ ‬ذا‭ ‬الجميل‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭.. ‬الذي‭ ‬والله‭..  ‬وأنا‭ ‬أكتب‭ ‬عنه‭ ‬استشعره‭ ‬وكأني‭ ‬أراه‭ .. ‬كم‭ ‬أفخر‭ ‬به‭ ‬وبرجولته‭.. ‬وأظل‭ ‬أشكره‭ ‬عن‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬وحتى‭ ‬ألقاه‭.. ‬

 

‭           ‬تارة‭ ‬لحبه‭ ‬وحمايته‭ ‬وسنده‭ ‬وعزوته‭ ‬وعزته‭ ‬وعزه‭ ‬لرسول‭ ‬الله‭ ‬وللإسلام‭ .... ‬

 

‭           ‬وتارة‭ ‬اخرى‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يسجل‭ ‬الحب‭ ‬العظيم‭ ‬والوفاء‭ ‬الأعظم‭ .. ‬لحبه‭ ‬الصادق‭ ‬لنبي‭ ‬الإسلام‭ .. ‬فبعد‭ ‬رحيله‭ .. ‬تأكد‭ ‬الحب‭ ‬والصدق‭ ‬والاخلاص‭ .. ‬فما‭ ‬كان‭ ‬عنه‭ ‬لرسول‭ ‬الله‭ ‬إلا‭ ‬رحلة‭ ‬أخري‭ ‬من‭ ‬الحب‭ .. ‬

 

‭           ‬ليكون‭ ‬الحب‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭... ‬وإنما‭ ‬يزداد‭ ..‬ينمو‭ .. ‬ويعلو‭ .. ‬ويقوى‭ ‬رغم‭ ‬الأيام‭ ‬ورغم‭ ‬الرحيل‭ ... ‬

 

‭         ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬مات‭ .. ‬فإن‭ ‬روحه‭ ‬بيننا‭ ‬تشعر‭ ‬وتسعد‭ ... ‬ورب‭ ‬محمد«صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭  ‬الدايم‭ ‬الباقي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يموت‭ ...‬‭. ‬يسمع‭ ‬ويرى‭ ‬ويبلغ‭ ‬عنا‭ ‬لرسول‭ ‬الله«صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭.... ‬

‭ ‬

‭         ‬وهكذا‭ ‬عاش‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬حب‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ ‬لرسول‭ ‬الإسلام‭ ‬والسلام‭ ... ‬وكذلك‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحبه‭ ‬فيه‭ ‬ويتعلمه‭ ‬منه‭ ... ‬ليظل‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬الأرض‭....  ‬ثم‭ ‬الصحابة‭ ‬من‭ ‬بعده‭.. ‬خاصة‭ ‬الصديق‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬حفاظ‭ ‬الفاروق‭ ‬على‭ ‬خلافته‭ ‬بعد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬وفاء‭ ‬لحب‭ ‬الرسول‭ ‬للصديق‭ .. ‬ثم‭ ‬لمكانة‭ ‬الصديق‭ ‬عند‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭... ‬

 

‭            ‬هكذا‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭.. ‬ذلك‭ ‬الوفاء‭... ‬وكأن‭ ‬الموت‭ ‬مجرد‭ ‬طريق‭.. ‬مشوار‭.. ‬بداية‭ ‬و‭ ‬نهاية‭ .. ‬يؤكد‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬نلتقى‭ ‬بعده‭.. ‬نتلاقى‭ ‬جميعا‭.. ‬لذا‭ ‬من‭ ‬منا‭ ‬كان‭ ‬الوفي‭ ‬المخلص‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬العهد‭ ... ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬الذي‭ ‬أكل‭ ‬النسيان‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬عهد‭... ‬فنقضه‭.. ‬وداس‭ ‬عليه‭.. ‬حين‭ ‬نسى‭ ‬اللقاء‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الأخرى‭...‬الحياة‭ ‬الحقيقية‭ .. ‬الحياة‭ ‬الابدية‭ ... ‬

 

‭           ‬ليتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الوفاء‭ ‬من‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭.. ‬الإيمان‭ ‬واليوم‭ ‬بالبعث‭ ‬ويوم‭ ‬الحساب‭..‬يوم‭ ‬اللقاء‭.. ‬وأن‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ .... ‬

 

‭           ‬نعم‭!!!!... ‬لم‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬ذكراه‭ ‬لمجرد‭ ‬أنها‭ ‬ذكرى‭ ‬ووفاء‭ ‬فقط‭.. ‬ولكن‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ليقين‭ ‬بذلك‭ ‬اللقاء‭.. ‬وإلا‭ ‬لكان‭ ‬الحب‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬النبض‭ ... ‬تعثر‭ ‬القلب‭ ‬عن‭ ‬الدق‭... ‬

 

‭           ‬أحب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬فترفع‭ ‬عن‭ ‬الدنيا‭ ... ‬بل‭ ‬وقدم‭ ‬الصديق‭ ... ‬بل‭ ‬وحارب‭ ‬بفطنته‭.. ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أراه‭ ‬صدقا‭ ‬ووفاء‭ ... ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يؤم‭ ‬المسلمين‭ ‬صديق‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إلا‭ ‬الصديق‭ ... ‬الذي‭ ‬حين‭ ‬شغل‭ ‬المنزلة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ ‬ليكون‭ ‬هو‭ ‬الأحق‭ ‬أن‭ ‬يؤم‭ ‬المسلمين‭ ‬ويقودهم‭.. ‬ليشغل‭ ‬مكانة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭.. ‬

 

هكذا‭ ‬حين‭ ‬يجب‭ ‬المؤمن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صادق‭ ‬الوعد‭ .. ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬الإ‭ ‬الوفاء‭ ‬ويليه‭ ‬ذلك‭ ‬الإيثار‭... ‬

 

 

احترام‭ ‬عمر‭ ‬لمكانة‭ ‬الصديق‭ ‬تثبيتا‭ ‬لمبدأ‭ ‬احترام‭ ‬القيادة‭ ‬

 

‭             ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬هريرة‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭: ‬لما‭ ‬توفي‭ ‬رسول‭ ‬الله‭..... ‬وكان‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬بعده‭.... ‬وكفر‭ ‬من‭ ‬كفر‭ ‬من‭ ‬العرب‭....  ‬قال‭ ‬عمر‭: ‬‮«‬يا‭ ‬أبا‭ ‬بكر‭ ‬كيف‭ ‬تقاتل‭ ‬الناس‭.... ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭: ‬‮«‬أمرت‭ ‬أن‭ ‬أقاتل‭ ‬الناس‭ ‬حتى‭ ‬يقولوا‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬فمن‭ ‬قال‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬عصم‭ ‬مني‭ ‬ماله‭ ‬ونفسه‭ ‬إلا‭ ‬بحقه‭ ‬وحسابه‭ ‬على‭ ‬الله‮»‬‭...‬

‭             ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭: ‬‮«‬والله‭ ‬لأقاتلن‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الصلاة‭ ‬والزكاة،‭ ‬فإن‭ ‬الزكاة‭ ‬حق‭ ‬المال،‭ ‬والله‭ ‬لو‭ ‬منعوني‭ ‬عناقا‮»‬‭ ..... ‬كانوا‭ ‬يؤدونها‭ ‬إلى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭.... ‬لقاتلتهم‭ ‬على‭ ‬منعها‭.‬

‭             ‬قال‭ ‬عمر‭: ‬‮«‬فو‭ ‬الله‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رأيت‭ ‬أن‭ ‬الله‭ - ‬عز‭ ‬وجل‭ - ‬قد‭ ‬شرح‭ ‬صدر‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬للقتال‭ ‬فعرفت‭ ‬أنه‭ ‬الحق‮»‬‭.... ‬وعندما‭ ‬اقترح‭ ‬بعض‭ ‬الصحابة‭ ‬على‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬بأن‭ ‬يبقى‭ ‬جيش‭ ‬أسامة‭.... ‬حتى‭ ‬تهدأ‭ ‬الأمور‭... ‬أرسل‭ ‬أسامة‭ ‬من‭ ‬معسكره‭ ‬من‭ ‬الجرف‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‮»‬‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬يستأذنه‭ ‬أن‭ ‬يرجع‭ ‬بالناس‭... ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬معي‭ ‬وجوه‭ ‬المسلمين‭ ‬وجلتهم‭..... ‬ولا‭ ‬آمن‭ ‬على‭ ‬خليفة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭... ‬وحرم‭ ‬رسول‭ ‬الله‭.... ‬والمسلمين‭ ‬أن‭ ‬يتخطفهم‭ ‬المشركون‭..... ‬

‭             ‬ولكن‭ ‬أبا‭ ‬بكر‭ ‬خالف‭ ‬ذلك‭ ‬وأصرّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬الحملة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬تحركها‭ ‬إلى‭ ‬الشام‭.... ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬والأحوال‭ ‬والنتائج‭... ‬وطلبت‭ ‬الأنصار‭ ‬رجلاً‭ ‬أقدم‭ ‬سناً‭ ‬من‭ ‬أسامة‭ ‬يتولى‭ ‬أمر‭ ‬الجيش‭... ‬وأرسلوا‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‮»‬‭ ‬ليحدث‭ ‬الصديق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فقال‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭: ‬‮«‬فإن‭ ‬الأنصار‭ ‬تطلب‭ ‬رجلاً‭ ‬أقدم‭ ‬سناً‭ ‬من‭ ‬أسامة‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭..... ‬فوثب‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬جالساً‭ ‬وأخذ‭ ‬بلحية‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬وقال‭: ‬‮«‬ثكلتك‭ ‬أمك‭ ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬الخطاب‮»‬‭!!!!.....  ‬‮«‬استعمله‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وتأمرني‭ ‬أن‭ ‬أعزله‮»‬‭ ....  ‬فخرج‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬فقالوا‭: ‬ما‭ ‬صنعت؟؟؟‭!!! ‬فقال‭: ‬‮«‬امضوا‭ ‬ثكلتكم‭ ‬أمهاتكم‮»‬‭!!!! .... ‬ما‭ ‬لقيت‭ ‬في‭ ‬سببكم‭ ‬من‭ ‬خليفة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭..... ‬

وهنا‭ ‬أقـــول‭ ... ‬

 

‭          ‬يا‭ ‬تري‭ ‬هل‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭  ‬كيف‭ ‬اننا‭ ‬حين‭ ‬نولي‭ ‬ونختار‭... ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬الحق‭ ‬والمكانة‭ ‬لمن‭ ‬وليّنا‭ ‬واخترنا‭ .. ‬وإلا‭ ‬لم‭ ‬اخترنا‭..  ‬ولماذا‭ ‬وليّنا‭ ‬؟؟‭!!!!!.... ‬

 

‭         ‬كيف‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نشكك‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬من‭ ‬اخترناه‭ ‬يمثلنا؟؟؟‭!!!!! .. ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬رأيه‭ ‬ثم‭ ‬التزم‭ ‬الصمت‭ ‬وقد‭ ‬أفسح‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬الواجبة‭ ‬للتصرف‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الخليفة‭ ... ‬‮«‬حرية‭ ‬واجبة‮»‬‭ ‬لأنه‭ ‬الخليفة‭ .. ‬بيده‭ ‬مقاليد‭ ‬الأمور‭ ... ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬مقاما‭ ‬ومكانةً‭ ‬وقدرا‭ ‬وقرارا‭ .... ‬

 

‭            ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬انتقص‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الفاروق‭ ‬العادل‭ ‬؟؟‭!!!!... ‬

‭           ‬طبعا‭ ‬هو‭ ‬سؤال‭ ‬استنكاري‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ينتقص‭ ‬منه‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬وهو‭ ‬يضع‭ ‬قاعدة‭ ‬احترام‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬المختارة‭ ...‬‭ ‬

 

‭            ‬وحين‭ ‬قال‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭: ‬‮«‬‭ ‬عليكم‭ ‬بسنتي‭ ‬وسنة‭ ‬الخلفاء‭ ‬الراشدين‭ ‬المهديين‭ ‬من‭ ‬بعدي‮»‬‭ ‬

 

‭            ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقولها‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولا‭ ‬مجرد‭ ‬للذكري‭ ‬وإنما‭ ‬للعمل‭ ‬بها‭ ‬وأن‭ ‬نتأسى‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أقوالهم‭ ‬وأفعالهم‭ ‬وسياساتهم‭ ‬وأخلاقهم‭ ... ‬

 

‭               ‬ولا‭ ‬أدري‭.. ‬هل‭ ‬نتذكر‭ ‬معا‭ ‬؟؟؟؟؟‭!!!!!!.... ‬هل‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬صدى‭ ‬لرسالة‭ ‬الخلفاء‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬رسالتهم‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬صدى‭ ‬بيننا‭ ‬؟؟‭!!... ‬

 

‭               ‬أحاول‭ ‬ان‭ ‬أذكر‭... ‬لعلي‭ ‬اختصر‭ ‬الطرق‭ ‬وأقرب‭ ‬المسافات‭ ‬بيننا‭ ‬جميعا‭.... ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ... ‬

 

‭              ‬لأن‭ ‬معنى‭ ‬إعطاء‭ ‬الفرصة‭ ‬للقيادة‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬دون‭ ‬حروب‭ ‬أو‭ ‬منازعات‭ ...‬إذن‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬النجاح‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمان‭ ... ‬فضلا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الفرصة‭ ‬للتفرغ‭ ‬لقضايا‭ ‬المجتمعات‭ ‬او‭ ‬الدول‭ ‬الخارجية‭ . ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفرغ‭ ‬أبدا‭ ... ‬

 

 

 

‭             ‬يعني‭ ‬التكاتف‭ ‬والتوحد‭ ‬والالتحام‭...... ‬أقول‭ ‬لكم‭ ‬وبصوت‭ ‬عال‭..  ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الوطن‭..  ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الدين‭ .. ‬

 

‭             ‬هكذا‭ ‬اطلعتنا‭ ‬الأيام‭ .. ‬حين‭ ‬ذلك‭ ‬التناحر‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اعتلاء‭ ‬الدنيا‭ ‬وإما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضرب‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬الاوطان‭ ... ‬

 

اذكــركم‭ ‬واذكر‭ ‬نفسي‭ ‬يرحمكم‭ ‬الله‭ ‬

اذكـــركم‭ ‬لعل‭ ‬الذكر‭ ‬تنفع‭ ‬المؤمنــين‭ ‬

 

‭           ‬ثبت‭ ‬عمر‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ...‬ونزل‭ ‬الوحي‭ ‬موافقا‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬ارائه‭ ... ‬واحترم‭ ‬خلافة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭  ...‬وسن‭ ‬سنة‭ ‬احترام‭ ‬القائد‭ ‬أو‭ ‬الخليفة‭ ‬أو‭ ‬الحاكم‭ ....‬

 

‭          ‬والان‭ ‬مع‭ ‬الصديق‭ ‬الخليفة‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ... ‬توافقت‭ ‬اراءه‭ ‬مع‭ ‬الخليفة‭... ‬ليعطينا‭ ‬درسا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ..... ‬ولكنها‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬لشدة‭ ‬صواب‭ ‬أفكاره‭ ...‬ورجاحة‭ ‬عقله‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬أقوى‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬وجوده‭.... ‬حتي‭ ‬انصاع‭ ‬له‭ ‬الصديق‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬متناهية‭ .. ‬

 

1-‭ ‬عمر‭ ‬ورجوع‭ ‬معاذ‭ ‬من‭ ‬اليمن‭:‬

 

‭            ‬مكث‭ ‬معاذ‭ ‬بن‭ ‬جبل‭ ‬باليمن‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭..... ‬وكان‭ ‬له‭ ‬جهاده‭ ‬الدعوي‭.... ‬وكذلك‭ ‬ضد‭ ‬المرتدين‭.... ‬وبعد‭ ‬وفاة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬قدم‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭.... ‬فقال‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬لأبي‭ ‬بكر‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬أرسل‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬فدع‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬وخذ‭ ‬سائره‭ ‬منه‭.... ‬فقال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭: ‬إنما‭ ‬بعثه‭ ‬النبي‭... ‬ليجبره‭ ‬ولست‭ ‬بآخذ‭ ‬منه‭ ‬شيئاً‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يعطيني‭... ‬ورأى‭ ‬عمر‭ ‬أن‭ ‬أبا‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬برأية‭.. ‬

‭           ‬ولكن‭ ‬عمر‭ ‬مقتنع‭ ‬بصواب‭ ‬رأيه‭..... ‬فذهب‭ ‬إلى‭ ‬معاذ‭ ‬لعله‭ ‬يرضى‭..... ‬فقال‭ ‬معاذ‭: ‬‮«‬إنما‭ ‬بعثني‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬ليجبرني‭ ‬ولست‭ ‬بفاعل‮»‬‭... ‬

 

‭          ‬إن‭ ‬عمر‭ ‬لم‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬مستعدياً‭.... ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬الخير‭ ‬لمعاذ‭ ‬وللمسلمين‭.... ‬وهاهو‭ ‬معاذ‭ ‬يرفض‭ ‬نصيحة‭ ‬عمر‭.... ‬ويعلم‭ ‬عمر‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بصاحب‭ ‬سلطان‭ ‬على‭ ‬معاذ‭ ‬فينصرف‭ ‬راضياً‭.... ‬لأنه‭ ‬قام‭ ‬بواجبه‭ ‬من‭ ‬النصيحة‭..... ‬ولكن‭ ‬معاذاً‭ ‬رأى‭ ‬بعد‭ ‬رفضه‭ ‬نصيحة‭ ‬عمر‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يذهب‭ ‬إليه‭ ‬قائلاً‭: ‬قد‭ ‬أطعتك‭... ‬وإني‭ ‬فاعل‭ ‬ما‭ ‬أمرتني‭ ‬به‭ ‬فإني‭ ‬رأيت‭ ‬في‭ ‬المنام‭ ‬أني‭ ‬في‭ ‬خوضة‭ ‬ماء‭ ‬قد‭ ‬خشيت‭ ‬الغرق‭ ‬فخلصتني‭ ‬منه‭ ‬يا‭ ‬عمر‭.‬

‭           ‬ثم‭ ‬ذهب‭ ‬معاذ‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‮»‬‭ ‬فذكر‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬له‭ ‬وحلفه‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يكتمه‭ ‬شيئاً‭... ‬فقال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬آخذ‭ ‬شيئاً‭ ‬قد‭ ‬وهبته‭ ‬لك‭. ‬

‭           ‬فقال‭ ‬عمر‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬هذا‭ ‬حين‭ ‬حل‭ ‬وطاب‭.... ‬

 

 

2-‭ ‬صدق‭ ‬حدسه‭ ‬في‭ ‬أبي‭ ‬مسلم‭ ‬الخولاني‭:‬

 

‭           ‬كان‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬يتمتع‭ ‬بفراسة‭ ‬يندر‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬فقد‭ ‬روى‭ ‬الذهبي‭: ‬‮«‬أن‭ ‬الأسود‭ ‬العنسي‭ ‬تنبأ‭ ‬باليمن‭ - ‬ادعى‭ ‬النبوة‭ - ‬فبعث‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬مسلم‭ ‬الخولاني‭..... ‬فأتاه‭ ‬بنار‭ ‬عظيمة‭.... ‬ثم‭ ‬إنه‭ ‬ألقى‭ ‬أبا‭ ‬مسلم‭ ‬فيها،‭ ‬فلم‭ ‬تضره‭ ... ‬فقيل‭ ‬للأسود‭: ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تنف‭ ‬هذا‭ ‬عنك‭ ‬أفسد‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬اتبعك‭.... ‬فأمره‭ ‬بالرحيل‭... ‬فقدم‭ ‬المدينة‭... ‬فأناخ‭ ‬في‭ ‬راحلته‭... ‬ودخل‭ ‬المسجد‭ ‬فبصر‭ ‬به‭ ‬فقام‭ ‬إليه‭.... ‬فقال‭: ‬ممن‭ ‬الرجل؟؟؟‭!!..  ‬قال‭: ‬من‭ ‬اليمن‭... ‬قال‭: ‬وما‭ ‬فعل‭ ‬الذي‭ ‬حرقه‭ ‬الكذاب‭ ‬بالنار؟؟؟‭!!... ‬

‭           ‬قال‭: ‬ذاك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬ثُوَب‭.‬

‭           ‬قال‭ ‬نشدتك‭ ‬بالله،‭ ‬أنت‭ ‬هو؟‭ ‬قال‭: ‬اللهم‭ ‬نعم‭... ‬فأعتنقه‭ ‬عمر‭... ‬وبكى‭.. ‬ثم‭ ‬ذهب‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬أجلسه‭ ‬فيما‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الصديق‭.... ‬

‭           ‬فقال‭: ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يُمتني‭ ‬حتى‭ ‬أراني‭ ‬في‭ ‬أمة‭ ‬محمد‭... ‬من‭ ‬صنُع‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬صُنع‭ ‬بإبراهيم‭ ‬الخليل

 

 

3-‭ ‬رشده‭ ‬وخبرته‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬أبان‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬البحرين‭:‬

 

‭            ‬انتهج‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬خط‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬تعيين‭ ‬الأمراء‭..... ‬فقد‭ ‬ورد‭ ‬أنه‭ ‬شاور‭ ‬أصحابه‭ ‬فيمن‭ ‬يبعث‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭.... ‬فقال‭ ‬له‭ ‬عثمان‭: ‬ابعث‭ ‬رجلاً‭ ‬قد‭ ‬بعثه‭ ‬رسول‭ ‬الله‭... ‬فقدم‭ ‬عليه‭ ‬بإسلامهم‭ ‬وطاعتهم‭.... ‬وقد‭ ‬عرفوه‭ ‬وعرفهم‭.... ‬وعرف‭ ‬بلادهم‭ ‬يعني‭ ‬العلاء‭ ‬بن‭ ‬الحضرمي‭.... ‬فأبى‭ ‬ذلك‭ ‬عمر‭ ‬عليه‭.... ‬وقال‭: ‬أكره‭ ‬إبان‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬العاص‭.... ‬فإنه‭ ‬رجل‭ ‬قد‭ ‬حالفهم‭.... ‬فأبى‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬أن‭ ‬يكرهه‭ ‬وقال‭: ‬لا‭ ‬أكره‭ ‬رجلاً‭ ‬يقول‭:‬

‮«‬لا‭ ‬أعمل‭ ‬لأحد‭ ‬بعد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ .. ‬وأجمع‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬بعثة‭ ‬العلاء‭ ‬بن‭ ‬الحضرمي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‮»‬‭ .‬

 

‮٤‬‭- ‬رفض‭ ‬عمر‭ ‬دية‭ ‬قتلى‭ ‬المسلمين‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬حربهم‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬هيبة‭ ‬الإسلام‭ : ‬

 

‭            ‬جاء‭ ‬وفد‭ ‬بُزاخة‭ ‬من‭ ‬أسد‭ ‬وغطفان‭ ‬إلى‭ ‬أبي‭ ‬بكر‭ ‬يسألونه‭ ‬الصلح‭.... ‬فخيرهم‭ ‬بين‭ ‬الحرب‭ ‬المجلية‭ ‬والسلم‭ ‬المخزية‭.... ‬فقالوا‭: ‬هذه‭ ‬المجلية‭ ‬قد‭ ‬عرفناها‭ ‬فما‭ ‬المخزية؟؟‭!!!... ‬قال‭: ‬تنزع‭ ‬منكم‭ ‬الحلقة‭ ‬والكراع‭.... ‬ونغنم‭ ‬ما‭ ‬أصبنا‭ ‬منكم‭... ‬وتردون‭ ‬علينا‭ ‬ما‭ ‬أصبتم‭ ‬منا‭.... ‬وتَدون‭ ‬قتلانا‭ ‬وتكون‭ ‬قتلاكم‭ ‬في‭ ‬النار‭.... ‬وتتركون‭ ‬أقواماً‭ ‬يتبعون‭ ‬أذناب‭ ‬الإبل‭ ‬حتى‭ ‬يري‭ ‬الله‭ ‬خليفة‭ ‬رسوله‭ .... ‬والمهاجرين‭ ‬أمراً‭ ‬يعذرونكم‭ ‬به‭.... ‬

 

‭              ‬فعرض‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬على‭ ‬القوم‭.... ‬فقام‭ ‬‮«‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‮»‬‭ ‬فقال‭: ‬قد‭ ‬رأيت‭ ‬رأياً‭ ‬سنشير‭ ‬عليك‭.... ‬أما‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬المجلية‭ ‬والسلم‭ ‬المخزية‭ ‬فنعم‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭..... ‬وأما‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬نغنم‭ ‬ما‭ ‬أصبنا‭ ‬منكم‭ ‬وتردّون‭ ‬ما‭ ‬أصبتم‭ ‬منا‭ ‬فنعم‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭.... ‬وأما‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬تدون‭ ‬قتلانا‭ ‬وتكون‭ ‬قتلاكم‭ ‬في‭ ‬النار‭.... ‬فإن‭ ‬قتلانا‭ ‬قاتلت‭ ‬فقتلت‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬الله‭.... ‬أجورها‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬ديات‭.... ‬فتبايع‭ ‬القوم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬عمر‭..... ‬

 

حفظ‭ ‬عمر‭ ‬القران‭ ‬الكريم‭ .. ‬فحفظه‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‭ ‬

 

‭          ‬كان‭ ‬عمر‭ ‬فطنا‭.. ‬لماحا‭.. ‬صادقا‭.. ‬محبا‭.. ‬مخلصا‭.. ‬واعيا‭.. ‬مدركا‭ ... ‬حين‭ ‬أحب‭ ‬الله‭ ‬وبلا‭ ‬حساب‭.. ‬أحبه‭ ‬الله‭ ‬وثبته‭ ‬بالحكمة‭ ‬والرشاد‭....  ‬

 

‭          ‬فكان‭ ‬ملهما‭ ‬دوما‭.. ‬استشعر‭ ‬القرآن‭.. ‬فأنار‭ ‬قلبه‭ ‬وروحه‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بنور‭ ‬القران‭  .. ‬أحب‭ ‬القران‭ ‬قأفاض‭ ‬عليه‭ ‬القران‭ ‬بنعمة‭ ‬البصيرة‭  ....‬

 

‭          ‬لينسب‭ ‬إليه‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬جمعه‭ ‬لحفظه‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬ليكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحفظ‭ ‬‮«‬إنا‭ ‬نحن‭ ‬نزلنا‭ ‬الذكر‭ ‬وإنا‭ ‬له‭ ‬لحافظون‮»‬‭ ‬

 

‭         ‬المنة‭ ‬العظمى‭ ‬والفضل‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بتلك‭ ‬المفاجأة‭ ‬له‭... ‬ومن‭ ‬يدري‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬شاهدا‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬عليه‭..‬

 

‭            ‬فهل‭ ‬تكون‭ ‬شهادته‭ ‬لعمر‭ ‬مثل‭ ‬شهادته‭ ‬لنا‭ ‬مجرد‭ ‬أننا‭ ‬قرأناه‭ .. ‬مهما‭ ‬حفظناه‭ ‬وعملنا‭ ‬به‭ ‬؟؟؟‭!!!!! ..... ‬

‭            ‬أم‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أدركه‭ ‬وحافظ‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬يوصلنا‭ ‬إليه‭ ‬أو‭ ‬يوصله‭ ‬لنا‭ ‬له‭ ‬عند‭ ‬القرآن‭ ‬أكثر‭ ‬منا‭ ‬؟؟‭!!!!... ‬

 

‭      ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬سؤال‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬عليّ‭ .. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬رفع‭ ‬راية‭ ‬حفظ‭ ‬القران‭ .. ‬ليكون‭ ‬ذلك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬كثير‭ . ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬له‭ ‬‭.... ‬أما‭ ‬نحن‭ ‬أحباء‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬ماذا‭ ‬قدمنا‭ ‬له‭ ‬؟؟؟؟؟‭!!!!‬

 

الله‭ ‬ورسوله‭ ‬أعلم‭ ‬

 

‭            ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬شهداء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬اليمامة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬حفظة‭ ‬القرآن‭.... ‬وقد‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه»بمشورة‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬بجمع‭ ‬القرآن‭ ‬حيث‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬الرقاع‭ ‬والعظام‭ ‬والسعف‭ ‬ومن‭ ‬صدور‭ ‬الرجال‭... ‬وأسند‭ ‬الصديق‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬العظيم‭ ‬إلى‭ ‬الصحابي‭ ‬زيد‭ ‬بن‭ ‬ثابت‭ ‬الأنصاري‭..... ‬

‭             ‬قال‭ ‬زيد‭ ‬بن‭ ‬ثابت‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭: ‬بعث‭ ‬إليّ‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬‮»‬لمقتل‭ ‬أهل‭ ‬اليمامة‭......  ‬فإذا‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬عنده‭...‬‭.. ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬‮«‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‮»‬‭: ‬إن‭ ‬عمر‭ ‬أتاني‭... ‬فقال‭: ‬إن‭ ‬القتل‭ ‬قد‭ ‬استحر‭ ‬يوم‭ ‬اليمامة‭ ‬بقراء‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.... ‬وإني‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬يستحر‭ ‬القتل‭ ‬بالقراء‭ ‬في‭ ‬المواطن‭.... ‬كلها‭ ‬فيذهب‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القرآن‭.... ‬وإني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬تأمر‭ ‬بجمع‭ ‬القرآن‭... ‬قلت‭ ‬لعمر‭: ‬كيف‭ ‬أفعل‭ ‬شيئاً‭ ‬لم‭ ‬يفعله‭ ‬رسول‭ ‬الله‭... ‬

 

‭             ‬فقال‭ ‬عمر‭: ‬هذا‭ ‬والله‭ ‬خير‭.... ‬فلم‭ ‬يزل‭ ‬عمر‭ ‬يراجعني‭ ‬حتى‭ ‬شرح‭ ‬الله‭ ‬صدري‭ ‬للذي‭ ‬شرح‭ ‬له‭ ‬صدر‭ ‬عمر‭.... ‬ورأيت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬رأى‭ ‬عمر‭ ‬قال‭ ‬زيد‭: ‬قال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭: ‬وإنك‭ ‬رجل‭ ‬شاب‭ ‬عاقل‭.... ‬لا‭ ‬نتهمك‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬تكتب‭ ‬الوحي‭ ‬لرسول‭ ‬الله‭.... ‬فتتبع‭ ‬القرآن‭ ‬فاجمعه‭.... ‬

 

‭             ‬قال‭ ‬زيد‭: ‬فو‭ ‬الله‭ ‬لو‭ ‬كلفني‭ ‬نقل‭ ‬جبل‭ ‬من‭ ‬الجبال‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬بأثقل‭ ‬عليَّ‭ ‬مما‭ ‬كلفني‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬القرآن‭.... ‬

 

وإلى‭ ‬القران‭ ‬الكريم‭ ‬أقول‭ : ‬

 

‭          ‬أجمل‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬اقرأها‭.. ‬أجمل‭ ‬الرسالات‭ ‬التي‭ ‬أرسلها‭ ... ‬أروع‭ ‬المعاني‭ ‬التي‭ ‬أعيشها‭ .. ‬أصدق‭ ‬المشاعر‭ ‬التي‭ ‬أتبادلها‭... ‬أدق‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬أعنيها‭ .... ‬

ماذا‭ ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬؟؟؟‭!!!!... ‬

 

‭         ‬لم‭ ‬أتركك‭ .. ‬ولم‭ ‬أنساك‭ .. ‬ولم‭ ‬أهجرك‭ .. ‬لم‭ ‬أغفل‭ ‬عنك‭ .. ‬واستشهد‭ ‬عني‭ ‬بك‭ .. ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عليّ‭ ‬شهيدا‭ ‬بين‭ ‬الخلق‭ ... ‬لتكون‭ ‬ستر‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عوراتي‭ .. ‬

 

وأنا‭ ‬أدعو‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ... ‬

 

‭           ‬اللهم‭ ‬لا‭ ‬تخزني‭ ‬بين‭ ‬عبادك‭ ... ‬بأن‭ ‬تشهد‭ ‬عليّ‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دعائي‭.. ‬واسألك‭ ‬واسأل‭ ‬خالقك‭ ‬أنه‭ ‬بفضلك‭ ‬

‭( ‬يا‭ ‬الهي‭ ‬لا‭ ‬تخزني‭ ‬يوم‭ ‬يقوم‭ ‬الناس‭ ‬لرب‭ ‬العالمين‭ ) ... ‬وكذلك‭ ‬كل‭ ‬المسلمين‭ .. ‬

 

‭          ‬لا‭ ‬تتركني‭ ‬وحدي‭ ‬في‭ ‬ظلمة‭ ‬القبر‭ ‬والضيق‭.. ‬لا‭ ‬تتركني‭ ‬وحدي‭ ‬لحظة‭ ‬أن‭ ‬يسألني‭ ‬‮«‬ناكر‭ ‬ونكير‮»‬‭... ‬

‭          ‬لا‭ ‬تتركني‭ ‬وحدي‭ ‬حين‭ ‬أحاسب‭ ‬حساب‭ ‬الملكين‭ ‬عن‭ ‬غفلتي‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭ ‬أو‭ ‬الزكاة‭ ‬و‭ ‬الصدقة‭ .. ‬أو‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬أسمع‭ ‬أنين‭ ‬المرضى‭ ‬أو‭ ‬المساكين‭ !!!! ... ‬

‭          ‬لا‭ ‬تتركني‭ ‬وحدي‭ .. ‬وأنا‭ ‬اسير‭ ‬على‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭!!!!... ‬أنا‭ ‬وكل‭ ‬المسلمين‭ ... ‬

 

‭          ‬بحق‭ ‬الليالي‭ ‬التي‭ ‬جافاني‭ ‬فيها‭ ‬النوم‭ ‬وأنا‭ ‬احتضنك‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬بين‭ ‬الرجاء‭ ‬والحنين‭ ....!!!! ‬

‭          ‬بحق‭ ‬عدم