بالفيديو.. مادلين طبر وسلوى عثمان تطلقان نداء للفنان أحمد العوضي إعلام إسرائيلي: عدد من الجرحى جراء سقوط صواريخ على مدينة بئر السبع رنا خطاب من الدراما للجوائز السينمائية الدولية محافظ بني سويف يتابع إجراءات ضبط التشغيل وتطبيق مقابل الانتظار بساحة/سوق السيارات ببياض العرب شرق النيل محافظ بني سويف يوجه بمتابعة استمرار التسهيلات المقدمة لسير منظومة العمل بالمراكز التكنولوجية وزير الخارجية الإيطالي يشيد بجهود مصر للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة محافظ كفرالشيخ يعلن افتتاح مسجد الكوم الكبير شرق العاصمة نقاش حول المواطنة ونبذ ثقافة الكراهية بالأعلى للثقافة كفرالشيخ: افتتاح مسجد نصار بسيدي سالم بتكلفة 3 ملايين جنيه إعلام إسرائيلي: مقتل 5 جنود إسرائيليين خلال المعارك البرية في غزة اليوم تعرف على موعد الاجتماع الفني لمباراة الزمالك ونهضة بركان بالكونفدرالية الأرصاد: اضطراب الملاحة على الشواطئ الغربية للبحر المتوسط وارتفاع الأمواج لـ3 أمتار
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

شوفى يا مصر

مرت فترة وجيزة منذ ربطنا أحزمة المقاعد فى طائرة مصر للطيران المتجهة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حتى ارتفع صوت إحدى المضيفات الكريمات ليعلن بلطف عن اقتراب الطائرة من مطار بيروت الدولى وحاجة الركاب إلى العودة إلى مقاعدهم وربط أحزمة المقاعد استعدادًا للهبوط.

 ألقيت نظرة إلى الشباك الصغير إلى يمينى لأرى بحرًا جميلًا بلونه الأزرق السماوى، فدهشت لوهلة من جمال المنظر، ورحت أتساءل فى نفسى عن موقع المهبط، فقد تظن أننا نهبط فى الماء.

وسرعان ما ظهر المهبط على اليابسة الممتدة، ولامست عجلات الطائرة الأرض برفق يعكس حرفية عالية لقائد طائرة مصر للطيران، وراح بعض الركاب يصفقون إعجابًا بهذا الأداء الرفيع لطيار مصرى.

كانت الزيارة الأولى لى إلى هذا البلد الشقيق، فطالما ألحت علينا الأسرة اللبنانية الصديقة لنلتقى عندها وتصافح أعيننا بيروت درة لبنان، وواحة الجمال والأناقة.

انتهت الإجراءات سريعًا داخل المطار فى لطف وبشاشة، والتقطت سريعًا ما كان لى من متاع على متن هذه الرحلة دون عناء يذكر، ثم انطلقت خارجًا لأجد مضيفى فى استقبالى مرحبًا بحرارة، ونحن نغادر مبنى المطار.

 مطار هادئ بأرضه المرتبة النظيفة التى ترويها الأمطار الحانية بشكل متدفق كأنها تخشى عليها من العطش، تاركة بعض قطرات منعشة تفلت طائرة فى الهواء فى كل اتجاه لتعانق أوجه القادمين إلى هذا البلد اللطيف.

انطلقت السيارة بنا فى طريق معبد سلس لا تقطعه وصلات حادة، ولا تظهر جوفه حفر، ونحن نتبادل التذكرة بحكايات قديمة عشناها معًا فى بلد آخر التقينا فيه، كل بمناسبة عمله.

كنت أتحدث إلى صديقى، ولكنى كنت مشغولًا حقًا بمتابعة الطرق التى تشقها السيارة والأحياء التى تظهر للعابرين على الجانبين، أو على مسافة ليست بالبعيدة، الواحد تلو الآخر.

 فالأناقة تكسو كل شىء بشكل جميل، والطابع المعمارى الفرنسى بخطوطه المنحنية الرومانسية الناعمة وألوانه الفاتحة يشرح صدرك للحياة كأنك تفيق لأول مرة من النوم.

لا توجد عمائر شاذة، ولا توجد ألوان فجة، ولا توجد أبنية طوبية بلا لون أو كالحة اللون مهدمة الواجهة، ولا توجد أبنية فوق أبنية، كأنها بقايا أثواب جمعت على عجل لتكون مسخًا وليست ثوبًا.

ارتفع صوت مضيفى بأغنية رقيقة يستعيد بها حبه للطرب والموسيقى، فقد أبى والده عليه أن يكون مطربًا فى يوم من الأيام، وبقى له أن يغنى ما شاء بصوته الجميل وقتما شاء بين أصدقائه وأهله، وقد اقتنع برأى والده لظروف خاصة، وانصرف إلى رعاية أعمال العائلة ومشاغلها فى لبنان، وهو غير متبرم، فهو شخص طيب جميل الطبع ومن بيت طيب.

تستطيع أن تفهم أغنية فيروز الجميلة "شايف البحر شو كبير" عندما تقف هنا فى الطابق العشرين المرتفع فى أحد فنادق شارع الحمراء وتفتح عينيك على هذا المنظر الرائع لشاطئ بيروت والبحر يعانق المدينة فى محبة وسلام.

عندما ترى هذا المنظر فقط تستطيع أن تدرك معنى "شايف البحر شو كبير، كبر البحر بحبك".

التقينا فى اليوم التالى ورحنا نضحك لبعض مفارقات الحياة وتصاريفها، بينما تصافح السيارة الطرق الممتدة فى هدوء ويسر إلى أعلى قمة الجبل فى مسار طويل يستغرق قرابة الساعة والنصف، ولكن بلا ملل، فكل شىء حولك نظيف فعلًا، كل شىء نظيف، ولا يجرح نظرك موقع يحتاج إلى عناية أو تشوهه مهملات، حتى مداخل المحال والسوبر ماركت قد خلت من كل إهمال وخلت من الدهانات المنفرة والإعلانات والملصقات غير المحببة التى تفسد الجدران وتشيع الفوضى.

صورة عملاقة للفنانة المحبوبة صباح على صدر أحد الأبنية، وصورة الفنانة المبدعة فيروز تلاطفها نسمات الهواء على صدر بناية أخرى فى موقع آخر، حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه وقادتنا إلى ما فيه الخير.