رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الجنود المجهولة تحصن أرواح المصريين بتضحيات نبيلة

فى اليوم العالمى للحماية المدنية

الجنود المجهولة تحصن أرواح المصريين بتضحيات نبيلة

احتفلت وزارة الداخلية الأربعاء الماضى باليوم العالمى للحماية المدنية التى تحتفل بها أغلب دول العالم فى 6 مارس من كل عام، لكن هذا العام احتفلت به وسط أجواء تربصية بأمن واستقرار الوطن ومواجهات الإرهاب والتطرف.

ولعبت الحماية المدنية دورا محوريا فى مواجهة العمليات الإرهابية والكوارث الإنسانية، وجهودهم الحثيثة فى إحباط العمليات المتطرفة وتفكيك العبوات الناسفة التى زرعها المتطرفون فى مناطق متنوعة فى مختلف أرجاء الجمهورية.

وكانت وزارة الداخلية، قد أقامت احتفالا بمناسبة باليوم العالمى للحماية المدنية تحت عنوان «سلامة الأطفال مسئوليتنا»، وذلك بمقر الإدارة العامة للحماية المدنية، الأربعاء الماضى.

ويأتى الاحتفال لتعزيز الثقة لدى المواطنين فى الخدمات التى تقدمها وزارة الداخلية لحماية المواطنين، وعرض قدرات ومهام أجهزة الحماية المدنية التى تقدمها للمواطنين بشكل سريع وفعال، وتقديرا لحجم التضحيات والجهود التى يبذلها رجال الحماية المدنية لحماية الأرواح والممتلكات.

بدأ الاحتفال بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الحماية المدنية، ثم استهل الحضور مراسم الاحتفال بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الشرطة الأبرار.

من جانبه نقل اللواء علاء الدجوى مساعد الوزير لقطاع الشرطة المتخصصة، خلال كلمته تحيات وزير الداخلية لجميع الحضور والعاملين فى الحماية المدنية بمناسبة الاحتفال مثمنا جهودهم فى سبيل حماية الأرواح والتصدى للكوارث.

كما شهد الاحتفال عرض فيلم وثائقى عن دور الحماية المدنية فى المجتمع، بالإضافة إلى تفقد معرض المعدات والتجهيزات الحديثة المستخدمة فى مجالات الحماية المدنية (إطفاء، ومفرقعات، وإنقاذ برى، وإنقاذ نهرى)، كما تضمن الاحتفال أيضا عرضا عمليا حول أبرز مهام الحماية المدنية شمل عمليات الإطفاء والتعامل مع المفرقعات والإنقاذ البرى.

وشاركت أسر الشهداء ومصابو الشرطة الحفل وتقديم عروض فى تفكيك العبوات الناسفة واقتحام الموانع وإخماد الحرائق وإنقاذ المحتجزين.

كما كرم اللواء اللواء علاء الدجوى مساعد الوزير للشرطة مساعد الوزير لقطاع الشرطة المتخصصة بتكريم أسر الشهداء والمصابين من رجال الحماية المدنية والمتميزين من الضباط والأفراد تقديرا وعرفانا بما قدموه من تضحيات من أجل رفعة الوطن.

اللواء ممدوح عبدالقادر مدير الحماية المدنية سابقا، قال لـ«الزمان» إن أعمال الحماية المدنية ثلاثة رئيسية «الإطفاء -الإنقاذ -التعامل مع المفرقعات»، فالإطفاء يكون بريا أو نهريا.

وأضاف عبدالقادر لـ«الزمان» أن من طبيعة تعامل الحماية المدنية التعاقد على أحدث المعدات الموجودة فى العالم المطلوبة فى إدارة الحماية المدنية وتدريب القائمين على الأعمال بالحماية المدنية على تلك المعدات، وفى سبيل ذلك نوفد بعض الفرق للتدريب فى جميع أنحاء العالم للاستفادة من تقدم الدول فى هذا المجال وبعد عودتهم يتم الاستفادة منهم عن طريق تدريب، لزملائهم الآخرين.

وأشار إلى أن المخاطر التى تواجه أفراد الحماية المدنية، أولا بالنسبة للمطافئ الحرائق ذات الطبيعة الخاصة مثل المواد الكماوية والمواد البترولية، ومحطات الوقود، كل هذه الحرائق تكون درجة الخطورة فيها كبيرة جدا بسب صعوبة الحريق وتأخذ مجهودا كبيرا جدا من رجال الإطفاء، وتابع: من المخاطر أيضا طبيعة البيوت التى تحدث فيها الحرائق كالمبانى المتهاكة التى لا تستحمل كمية من المياه، واستكمل: «بنواجه مشكلة كبيرة جدا فى الموضوع ده لان اى كمية ميه بيعملو مشاكل فى المبنى واحنا محتاجين نطفى النيران».

وأوضح أن عملية الإنقاذ تختلف عن الحرائق، فالإنقاذ فى انهيار المنازل تكون فيه خطورة على رجال الحماية لأن غالبية الانهيارات جزئية، وواصل: «ممكن لما تتدخل رجال الحماية المدنية ينهار بشكل كامل مما يعرض رجال الحماية  للخطورة، وأيضا فى حوادث السيارات عند وقوع الحادث يبقى كل همك إخراج الشخص اللى داخل السيارة سليم بدون فقدان لأى جزء من جسمه».

وأكد أن التعامل مع المفرقعات يختلف تماما عن أى بلاغ آخر لأن فى مجال المفرقعات نتعامل مع شيء مجهول، فالحريق واضح التعامل معه، وكذلك انهيار المنزل أو الحادث أما فى حالة المفرقعات فبلاغه مجهول تماما من ناحية تكوينه ونوعية التفخيخ المصنوعة بها العبوة والتطور التكنولوجى المستخدم فى أنواع المتفجرات، وبعض البلاغات المتفجرات يوجد ما يسمى الإشارات الخداعية، وهذا أصعب ما يواجه رجال المفرقعات وغير مسموح بأى خطأ تماما من الناحية النظرية.

وأشار إلى أنه من الممكن الخطأ فى المطافى والإنقاذ من الحوادث لكن الخطأ فى المتفجرات معناه استشهاد ضابط المفرقعات، وليس معنى ذلك أن استشهاد بعض الضباط أثناء تفكيك العبوات الناسفة ناتج عن أخطاء، لكن حدوث نسب إصابات أو شهداء أثناء التعامل مع العبوات المتفجرة أمر وارد ويحدث فى كل دول العالم ومثال ذلك ما حدث مع رئيس إدارة المفرقعات بموسكو أثناء محاولة تعطيل عمل إحدى العبوات التى انفجرت فيه وتسببت فى مقتله، وهو يرتدى بدلة المفرقعات وسط أحد ميادين العاصمة الروسية، رغم أنه تعامل بالروبوت والذراع فى البداية مما أشعره بالأمان وقرر التعامل المباشر بيده معها فقتلته، وتكرر ذلك مع رئيس قسم مفرقعات بتركيا وقتل معه عدد كبير من ضباط المفرقعات والمباحث أيضا.

وتابع: «وظيفة البدلة التى يرتديها مفتش المفرقعات هى لحماية جسمانه حالة انفجار العبوة لكنها لا تحول بين وفاته أو حياته لا توجد وسيلة فى العالم تقى مفتش المفرقعات من خطر الانفجار، لكن توجد أجهزة تساعد فقط مثل الروبرت أو مدفع المياه فى بعض المتفجرات، لكن هناك عبوات تستلزم التعامل المباشر، وتلك الظروف هى سبب وقوع الحوادث التى لحقت ببعض رجال المفرقعات خلال الفترة الماضية».