تعرف على أفضل الأعمال في شهر شعبان.. ومدى صحة حديث «الصائم له أجر 70 نبيا»

أطل علينا شهر شعبان الكريم، الذي يتنافس فيه المتنافسون في العمل الصالح وإخراج الصدقات وزيادة النوافل، لكن البعض قد أصابهم الغفلة عن هذا الشهر المعظم، بل ومنهم من يزيد فيه من الشحناء والحقد والبغضاء والكراهية، وفي التقرير التالي، تستعرض "الزمان"، العديد من الأحكام وتنشر إجابات هي محط تساؤلات العديد.

فضل الصيام في شعبان

قال الدكتور أسامة فخري الجندي، مدير إدارة المساجد بالأوقاف، إن شهر شعبان الكريم الذى أطل علينا، هو شهر توسط رجب ورمضان، ولما رأى النَّبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم انتباه الناس إلى شهر رجب في الجاهليَّة، وتعظيمه وتفضيله على بقيَّة أشهر السَّنَة، ورَأَى تعظيم المسلمين لشهر رمضان شهر القرآن، أرادَ أن يُبَيّنَ لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام.

وأضاف "الجندي"، في تصريح خاص لـ"الزمان": "أنه عن أسامة بن زيد رضيَ الله عنهما أنَّه سأل النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فقال: يا رسول الله، لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله عليه وسَلَّم:((ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم))".

وأوضح الدكتور أسامة فخري: "هنا إشارة دقيقة نفهمها من هذا التخصيص بالصيام في شعبان، وهذه الإشارة نستفيدها من قوله صلى الله عليه وسلم : " إنَّه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى"، أن أعمالنا ترفع إلى السموات، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلّم الأمة الحال الشريف الذي ينبغي أن ترفع أعمالهم عليه، وهو حال شريف يكون متلبسًا فيه الإنسان بألوان الطاعة المختلفة والمتنوعة، فأحب الرسول الكريم صل الله عليه وسلم هنا أن يرفع عمله وهو صائم".

وأشار مدير إدارة المساجد بالأوقاف: "إلى أنه لا شك هنا أن رَفْعَ الأعمال إلى الله تعالى مع حال الصوم، لهو أَدْعَى إلى القبول عند الله تعالى وأحبُّ،  وأن يُثِيبَه عليه أعظم الإثابة وأعظم مُكَافَأة، وهذا ما يجب أن نسعى إليه، تَأَسِّيًا واقتداءً بالنبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم، وفي هذا الشهر الكريم ليلة مباركة قد عظّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها، مبينًا أنه سبحانه وتعالى (يَطَّلِع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن)".

حكم المشاحنة والخصام في شعبان

أكد الدكتور أسامة، أنه لابد من تصفية النفوس من بواعث الحقد والكراهية والبغضاء وألوان الخصام، وأن نحقق ثقافة الألفة لا الفرقة، وأن نحقق الحركة المتعاونة لا المتعاندة، وأن نكون كالجسد الواحد الذي جاءنا صلى الله عليه وسلم ليؤسسنا عليه".

وأردف: "علينا أن ندرك خطورة الشحناء والبغضاء التي تفسد العلاقات وتؤدي إلى ثقافة الصراع واختلاف التضاد  مما يترتب عليها حياة منغصة ليس فيها أمن، بل تحمل في طياتها التوتر والقلق والحيرة، فلا بد من الاهتداء بقيم خير الأنبياء من الوَحدة والإحسان وثقافة التسامح".

واستطرد: "ومن حكمة إكثاره (صلى الله عليه وسلم) الصيام في شهر شعبان، ما ذَكَره الإمام الشَّوكاني رحمَه الله تعالى حِكْمَة الإكثار منَ الصيام في شعبان، فقال: "ولعَلَّ الحكمة في صوم شهر شعبان: أنه يعقُبه رمضان، وصومه مفروض، وكان النَّبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم يُكثر منَ الصوم في شعبان قدر ما يصوم في شهرين غيره، لما يفوته منَ التَّطَوُّع، الذي يعتادُه بسبب صوم رمضان".

وأكد الدكتور أسامة: "أنه في قوله: "يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان"، دليل على استحباب عمارة الأوقات التي يغفل عنها الناس ولا يفطنون لها، ولما كان شعبان بمثابة المقدمة التمهيدية لشهر رمضان، كان في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتَّمرين على صيام رمضان؛ لئلاَّ يدخل في رمضان على مشقة وكلفة؛ بل يكون قد تَمَرَّن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولَذَّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، إذن فيعلمنا هذا النص النبوي المشرف استثمار الأوقات والتحذير من الغفلة ، والتهيئة لشهر القرآن ، وقوة الوحدة ونبذ الخصام وتبعاته".
 

مدى صحة حديث صيام بعض الأيام في شعبان له أجر سبعين نبيا

قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز العمل بالحديث القائل: « من صام ثلاثة أيام في أول شعبان، وثلاثة في وسطه، وثلاثة في آخره، كُتب له أجر سبعين نبيا».

وأوضح «وسام» في فتوى له، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يُكثر من الصيام في شعبان، مشيرًا إلى أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن من جاءته فضيلة، فصدق بها، وعمل بها رجاء ثوابها، فإن الله تعالى يعطيه هذا الثواب، وإن لم يكن الأمر كذلك.

وأضاف أنه لا سعة لعطاء الله، فلعله يُثيب من عمل عملاً بنية التقرب إليه والرجاء فيه، خير الجزاء.