وزير المالية: 12 مليار دولار من إيرادات مشروع رأس الحكمة لصالح الخزانة العامة مجلس الوزراء: وتيرة الإفراج الجمركي عن البضائع عادت لطبيعتها قبل الأزمة الأخيرة النواب يحيل البيان المالي وخطة التنمية للجان النوعية ومجلس الشيوخ نتائج جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم الإتجار في المواد المخدرة نتائج جهود الأجهزة الأمنية بالقاهرة لمكافحة جرائم السرقات د. عصام فرحات يترأس اجتماع مجلسي كليتي الطب البشري والتربية الرياضية انفوجراف وفيديو.. تعرف على أنشطة وجهود مديريات الزراعة والطب البيطري خلال آخر أسبوع وزير المالية: تخصيص 636 مليار جنيه للدعم والمنح و575 مليار جنيه للأجور في الموازنة الجديد هالة السعيد أمام النواب: 179 مليار جنيه استثمارات موجهة لأنشطة الزراعة والري بخطة العام المالي القادم وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات الخطة في مجال التنمية الريفيّة ضبط أحد الأشخاص لقيامه بإدارة كيان تعليمي وهمي بالمنوفية بقصد النصب ضبط أحد الأشخاص لقيامه بإدارة كيان تعليمي وهمي بسوهاج
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

«عجل بالانتخابات الرئاسية ليستمر في مسيرته الإسرائيلية».. نتنياهو يستغل «الفزاعة الأمنية» للفوز في انتخابات الكنيست.. و «هدايا ترامب» داعمه الأساسي في اجتيازها

"عجل بالانتخابات الرئاسية ليستمر في مسيرته الإسرائيلية"، حيلة صنعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكي يصل إلى مراده في اجتياز الانتخابات الإسرائيلية ويستمر في إدارة هذه الدولة؛ ليحقق طموحه في حكم إسرائيل.

 

أدى فشل رئيس الوزارء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة جديدة في التعجيل بانتخابات الكينيست الإسرائيلي التي من المنتظر عقدها في 17 سبتمر الجاري، رغم أنه لم يمضِ سوى 6 أشهر على الاستحقاق الذي بدأ في أبريل من العام الجاري، ليصبح لدى نتنياهو فرصة جديدة لإنقاذ نفسه مما يحيط به من أعداء داخليين في إسرائيل وخارجيين الممثلين في إيران ووكلائها، ومن جانب أخر الحليف الأقوى لدولة الاحتلال ممثلًا في شخص رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي منح نتنياهو سابقًا القدس وهضبة الجولان على طبق من ذهب، لدعم سياساته في إسرائيل، وأرجأ الإعلان عن الشق السياسي من صفقة القرن لحين انتهاء الانتخابات في إسرائيل.

 

وعقب فوز نتنياهو في اقتراع إبريل الماضي بفضل حلفائه اليمنيين وعلى رأسهم زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، لم يتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية بسبب الخلافات بين الأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة والسياسيين العلمانيين، وانتهي الأسبوع الماضي الدبلوماسيون الإسرائيليون من التصويت، وأدلى حوالي 3500 موظف وأسرهم في أكثر من 95 سفارة وقنصلية بأصواتهم، وسترسل الأصوات في مظاريف مختومة إلى البلاد قبل يوم الانتخابات وذلك وفقا لـ"Jewish news syndicate".

 

 ولفتت لجنة الانتخابات إلى انخفاض نسبة التصويت مقارنة بانتخابات إبريل، ومن جانبها قالت وزارة المالية إن الانتخابات ستتكلف أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني.

 

وبعد 10 سنوات من الحكم المتواصل، تلوح إشارات فشل نتنياهو كزعيم لـ"حزب الليكود" اليميني من جديد في الانتخابات المعادة في دولة الاحتلال، ربما أمام تحالف أزرق أبيض وزعيمه بيني جانتس، رئيس حزب "الحصانة لإسرائيل"، الذي يعد ثاني أكبر حزب بعد الليكود، لذا وتزداد احتمالية إجراءها لمرة ثالثة.

 

 

وقال علاء الفار، المحلل والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن ترامب مدين للكيان الصهيوني منذ اليوم الأول له كرئيس للولايات المتحدة، ولاسيما نتنياهو الذي له فضل كبير في الوصول للبيت الأبيض واعتبر مساعدة ترامب لنتنياهو والكيان الصهيوني بمثابة "فاتورة" لما قدموه له من دعم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق التدخل الروسي في التكنولوجية الخاصة بالأصوات الانتخابية، مما عزز حتمية استمراره في دفع قيمة هذه الفاتورة من خلال حزمة من الإجراءات سواء على الصعيد الفلسطيني أو الملف الإيراني.

 

وتابع "الفار" أنه بعد تولي ترامب مباشرة سارع بتنفيذ وعوده التي تتلخص في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وما تبعها من إجراءات مثل نقل السفارة الأمريكية، وإعطاء الضوء الأخضر للتوسع الاستيطاني، وهدم المنازل، ثم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

 

ومضي يقول إن نتنياهو استطاع استخدام حيلة "الفزاعة الأمنية" داخل المجتمع الإسرائيلي، وذلك فيما يتعلق بتهديد حزب الله  كأحد أدوت  النظام الإيراني، سواء أكانت العملية التي تمت في درع الشمال استطاع من خلالها اللعب على وتر التخويف في المجتمع الإسرائيلي؛ وبالتالي فهي "مغازلة سياسية" من خلالها سيكسب المزيد من الأصوات.

 

وأضاف أن التحدي ليس على حصد  الأصوات بقدرما هو تكوين ائتلاف ناجح، فالانتخابات السابقة أثرت على نجاح حزب الليكود، وفشل في تشكيل ائتلاف قوى، وأصبح ليبرمان يمثل حجر عثرة أمام نتنياهو، لذا فالنقطة المفصلية هنا بين حزبي "الليكود" و "أزرق أبيض" هي إقناع ليبرمان لينضم إلى جواره، وتشكيل ائتلاف ناجح قادر على الاستمرار .

 

وتابع أن ليبرمان لديه تحفظ على أداء نتنياهو، فهو يرغب بالمزيد من الإجراءات العنصرية والاستيطانية تجاة الفلسطينين، لكن نتنياهو يرغب في الحافظ على الموائمة بما لايضر المصالح الاسرائيلية؛ وبالتالي فهي نقطة الخلاف بينهما بالإضافة إلى الطمع السياسي فليبرمان يطمع في تولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

 

ووصف احتمال عقد انتخابات للمرة الثالثة بأنها "رهان" على قوة أو ضعف الائتلاف "ليس هشًا" خلافًا لانتخابات إبريل، وأورد أن نجاح نتنياهو واستمراره  وتجنبه لانتخابات ثالثة رهان على قدرته في اقناع الأحزاب اليمينية المتطرفة في تمثيل ائتلاف قوي يحول دون فكه مرة أخري.

 

وبخصوص صفقة القرن قال "الفار" إنها ورقة مكنت الأحزاب من مغازلة الكتلة التصويتية داخل المجتمع الإسرائيلي، كما أن الجانب الأمريكي أمامه الكثيرمن الوقت لإقناع الأطراف العربية بمضمونها خاصة مع وجود مساعي إسرائيلية لفرض السيادة على كامل التراب الفلسطيني وتعويض الفلسطنينين سواء بأراض مصرية أو أردنية بغض النظر عن الموقف المصري أو الأردني، لكن هناك مساعي إسرائيلة أمريكية لإقناع الأطراف العربية بمضمون الصفقة.

 

وأكد أنه في حال فوز نتنياهو تحقيق صفقة القرن ستعطيه دفعة قوية، لأنه طرف أصيل فيها، وإذا فاز أي حزب أخر ستمضي إسرائيل في تنفيذ الصفقة لأنه هدفها.

 

ومن جانبها أشارت الدكتورة هبة شكري، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، أن أهم هدية قدمها ترامب إلى نتنياهو كانت تأجيل الإعلان عن الشق السياسي "صفقة القرن" لما بعد الانتخابات الاسرائيلية، مضيفة أن حكومة ترامب اليمينية تتوافق مع حكومة الليكود اليمينية المتشددة؛ لذا نجد بينهما تقارب في وجهات النظر ووجود مصالح مشتركة بينهما ومنذ تولى ترامب الحكم يتفق الإثنين حول معظم القضايا.
 

وأضافت "شكري" أن ترامب قدم دعمه لنتنياهو في قرار منع زيارة عضوتي الكونجرس المسلمتين إلى اسرائيل لأنهن مؤيدتين لحركة مقاطعة إسرائيل "BDS" المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

 

وقالت إن كل المؤشرات أوضحت تضاؤل شعبية نتنياهو، فقد أعلنت هيئة الاذاعة والبث الاسرائيلية أن هناك أكثر من 100 ألف إسرائيلي يخططون لقضاء إجازات خلال يوم الانتخابات؛ مما يوضح عدم اكتراث الشعب بالانتخابات وفقدانه الأمل في حكومته، ووجود حالة يأس لدى كامل الجمهور الإسرائيلي.

 

 

وأكدت أن صفقة القرن ليست مرهونة بفوز نتنياهو، فالسياسات الإسرائيلية واحدة، ولن تتغير بتغيير الأشخاص؛ لذا تعتقد أن أستقالة جيسون جرينبلات، مهندس صفقة القرن، مجرد تغيير للأشخاص ولا يعني اختلاف أي شئ بالنسبة لتفاصيل صفقة القرن، فهو على حد قولها "أدى مهمته" وتحاول إسرائيل إعادة صياغة لصفقة القرن حتي تلقى قبولًا عربيًا.

 

وأستطردت أن أغلب المؤشرات ترجح احتمالية فشل الانتخابات وإعادتها للمرة الثالثة، وإذا حدث ستصبح أول مرة في تاريخ إسرائيل عقد ثلاث انتخابات في سنة واحدة، وتستبعد المؤشرات استحواذ أحد الطرفين على الأغلبية التي ستمكنه من تشكيل الحكومة، مضيفة أنه لا يوجد حزب قادر على تخطي نسبة 61 %، مما يعزز تشكيل ائتلاف، لكن الأطراف ليس بينها اتفاق لتكوينه مما يعيدنا لنفس سيناريو انتخابات إبريل الماضي.

 

وقالت إن حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان، سيكفل الفوز إما بتحالفه مع حزب الليكود، أو مع تحالف أزرق أبيض، ففوز الليكود بمفرده مستحيلًا، فهو يحتاج ليبرمان لتكوين الحكومة، متابعة أنه في انتخابات إبريل تحالف "إسرائيل بيتنا" مع "الليكود" لتشكيل الحكومة لكن فشل بسبب الخلاف بشأن "قانون التجنيد الإلزامي للحريديين"، اليهود المتدينين، وأعلن ليبرمان أنه قادر على أن يحل مكان نتنياهو كرئيس لوزراء إسرائيل ولكنه يتمهل في تحقيقها، فهو يحاول الظهور بقوة في المشهد السياسي الإسرائيلي، وحزبه يعد ثالث أكبر حزب بعد الليكود وأزرق أبيض، ويحاول تدريجيا خطف الأضواء السياسية من نتنياهو، وتتوقع شكري أن ليبرمان إذا لقي تأييدا من الجمهور الإسرائيلي، قد يحل رغم صعوبة الأمر رئيسا للوزراء.

 

وفي سياق منفصل، كشفت "شكري" أن نتنياهو يلعب على العامل الأمني بشكل كبير؛ لكسب أصوات الجمهور الاسرائيلي، وهي طريقته المفضلة واستخدمها باستمرارخلال الانتخابات السابقة، فهو يصور نفسه كالمنقذ والمخلص وبدونه قد تتعرض إسرائيل لأي تهديدات.

 

وتابعت أن نتنياهو في هذه الانتخابات يلعب بورقة غزة وحزب الله لتخويف الاسرائيليين وتعزيز الهاجس الامني لديهم، كما أنه أعلن سابقًا أن الانتخابات لن تمنعه عن شن حرب على غزة، موضحة أنه يستخدم استراتيجية جديدة لمحاولة كسب أكبرعدد من الأصوات فهو حاول جذب أصوات اليهود الروس، وزار أوكرانيا، وعلق لافتة انتخابية كبيرة تضمنت صورته مع بوتين رئيس روسيا، ولعب على نقل المزيد من السفارات الأجنبية إلى القدس، وطلب ذلك من رئيس أوكرانيا الذي رفض بشكل غير رسمي، ويحاول إغراء الأحزاب الصغيرة سياسيا لكسب أصوات مؤيديهم.

 

وأستطردت أن خوف نتنياهو دفعه إلى استخدام ما يسمي بـ "صك الولاء" وجعل أعضاء حزب الليكود يوقعون عليه، وهوعبارة عن تعهد بالانتماء والولاء له وحتى إن خسر، كما يحاول السيطرة على الناخبين العرب، ولفتت أنه سيحاول نشر كاميرات المراقبة في مراكز الاقتراع في المناطق العربية كما في انتخابات إبريل، فهو يخشى تأثير العرب فهو يزعم أنهم يزورون الانتخابات.

 

 

ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، خلال مقابلة أجرتها معه "مونيتور" الإخبارية، إنه لا يتوقع نجاح نتنياهو أو جانتس في تشكيل حكومة بعد انتخابات 17 سبتمبر، وسيكون الإسرائيليون في مواجهة جولة ثالثة من الانتخابات، والتي ستكون هناك قرب نهاية العام أو مطلع العام المقبل.

وعن مطالب الليكود بتركيب الكاميرات في مراكز الاقتراع في القطاع العربي، أكد أولمرت أنه شئ فظيع، ويهدف إلى تثبيط العرب عن التصويت، وسعيد أن رئيس لجنة الانتخابات حظره.