ترامب يهاجم المحلفين المحتملين: نشطاء ليبراليون سريون يكذبون على الفاضي رئيس الوزراء: الإفراج عن بضائع من الموانئ بقيمة 8 مليارات دولار حتى الآن مصرع شخصين وإصابة 9 آخرين في حادث تصادم سيارتين بمركز البداري بأسيوط القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة الشعب الفلسطيني جوتيريش: العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ستفاقم الأوضاع الإنسانية الزمالك يستعد لصرف مكافأة للاعبين بعد الفوز على الأهلي في القمة بايدن: أمريكا فرضت عقوبات جديدة على إيران بسبب سياستها المزعزعة للاستقرار للمرة الأولى.. مصر تستعد لتنظيم البطولة العربية العسكرية للفروسية وزير العمل يُحذّر شركات إلحاق العمالة بالخارج من مخالفة الشروط والإجراءات الرسمية وزيرة التضامن: 6.8 مليون طفل يستفيدون من برنامج «تكافل وكرامة» مدبولي: تشكيل مجموعة عمل مصغرة بكل محافظة لمتابعة توافر السلع بالأسواق الحكومة توافق على مشروع قرار بإنشاء منطقة حرة خاصة باسم شركة «قناة السويس للقوارب الحديثة»
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

السلطان المُداهن .. أردوغان يقبل الأيادي لشراء «الباتريوت» الأمريكية

"نفاق أردوغان سبيله الناجح لتحقيق أهدافه"، حيث يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دائمًا إلى الوصول لأهدافه من خلال اتخاذ الطرق الملتوية والغير شرعية.

 

ويكشف إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخير بشأن احتمال شراء منظومة صواريخ "باتريوت" الأمريكية للدفاع الجوي، أنه سيتناقش بشأنها مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ 25 من الشهر الجاري، مما يجسد نوعًا من عدم الاتزان في السياسة التركية، فمن ناحية تمتلك تركيا منظومة الدفاع الروسية "إس 400" ومن ناحية أخرى تواجه ضغوطًا من مجلس الشيوخ الأمريكي وحلف الناتو -تركيا عضو فيه- ملوحين أمامها بتوقيع العقوبات بسبب شراء المنظومة الروسية، ويتزامن ذلك مع توترات تركية أمريكية حول "المنطقة الآمنة في سوريا".

 

وأكد أردوغان أن امتلاك تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي، لا يمنع شراء المنظومة الأمريكية، ووفقًا لما قاله فهو يتمني تجنب فرض مزيد من العقوبات، وكانت تسببت الصفقة بتوتر في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وطالبت واشنطن بالتخلي عن الصفقة مقابل شراء منظومات باتريوت، وبعد رفض تنازل أنقرة تسارعت الأحداث، وأبعدت واشنطن تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات إف-35، مشيرة إلى أنها تدرس فرض المزيد من العقوبات على تركيا.

 

وفي نهاية أغسطس، التقى أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أعقاب تسلم تركيا الدفعة الثانية من معدات منظومة الدفاع الجوي الروسية إس400، وخلال الزيارة تناولت تقارير تركية حديثا حول شراء أنقرة مقاتلات "سوخوي 57" الروسية، الأمر الذي جاء بعده بأيام قلائل كشفا عن مكالمة هاتفية طلب فيها الرئيس الأمريكي من نظيره التركي عدم إخراج منظومة اس 400 الروسية من صناديقها وشراء باتريوت، كشرط لعودة صفقة إف 35 الأمريكية إلى تركيا مرة أخرى، وتفاوض أردوغان مع ترامب وقال "سنهتم جديا بعرضكم، إذا كان يلبي طلبنا".

 

وعلى صعيد أخر، انطلقت أولى الدوريات التركية الأمريكية المشتركة، شمال سوريا بموجب اتفاق يستهدف إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، والحدود التركية، وستكون المنطقة الآمنة ذات طبيعة أمنية وعسكرية.

 

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب كتنظيم إرهابي يهدد أمنها القومي، في حين تدعم الولايات المتحدة الأكراد أول حائط تمكن من صد إرهاب داعش في سوريا.

 

لا يتوقع محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي شراء أردوغان لمنظومة باتريوت الأمريكية، لأن لديه إس 400 فهذه، كما أن تصريحاته للاستهلاك المحلي وفرقعة إعلامية، متابعًا أنه يلعب حاليًا على عدة أوتار تارة مع الولايات المتحدة وتارة مع روسيا وتارة أخرى مع الاتحاد الأوروبي، فهذه التصريحات لن يستمع لها أحد ولن يعيرها أحد انتباه فالولايات المتحدة تعلم استحالة اجتماع السلاح الأمريكي والروسي معا.

 

وأورد "حامد" أن الولايات المتحدة، لم تطبق حتي الأن على تركيا قانون ماجنسكي الذي يعاقب الدول التي تشتري السلاح من خصوم الولايات المتحدة، بسبب الإدارة الأمريكية، والتي قد تتغير بأخرى جديدة وتغير الأغلبية في الكونجرس لعقاب تركيا في هذا الملف، ومع تغير الظروف ستعاقب تركيا على اقتناء إس 400 أو لعبها على كل الأوتار في الملف العسكري.

 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها علم برغبة تركيا في تنويع مصادر السلاح، واستغلت الفرصة لفعل ذلك، وترامب يضغط بعتباره "السلطة التنفيذية"، لتخفيف من قوانين عقوبات السلطة التشريعية ووزارة الدفاع الأمريكية، وكان لجون بولتون مستشار الأمن القومي، مواقف للضغط على تركيا وفي أخر زيارة له لأنقرة لم يقابله أردوغان بل المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم قالن، مشيرا أن  بوادر توتر العلاقات التركية الأمريكية بدأت مع مواقفها الايجابية من إيران، فرفضت تركيا العقوبات الاقتصادية على إيران، واستنكرت العقوبات المفروضة على واردات النفط وكان لها دور في دعم اقتصاد الإيراني.

 

وأرجع الدكتور بشير عبد الفتاح، المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، تصريح أردوغان إلى تحذير واشنطن بأنها ستفرض عقوبات بسبب  شراء منظومة اس 400، ويحاول به امتصاص غضب أمريكا، وتبريرشراؤه المنظومة الروسية وعدم استغناؤه عن أمريكا والناتو في نفس الوقت بشراء لباتريوت، متابعا في حال شراؤه للمنظومة الأمريكية لن يشغل سواها، أما المنظومة الروسية قد تظل في المخازن أو تباع لدولة ثالثة بموافقة روسيا، لأن الدفاع الجوي التركي مرتبط بدفاع الناتو، المعتمد على الباتريوت.

 

وعلق "عبد الفتاح" على تصريح ترامب الذي اشترط فيه، عدم إخراج منظومة الروسية من صناديقها وشراء باتريوت، أن أردوغان نفذ نصف مطالب ترامب وهو شراء الباتريوت، مضيفًا أن أردوغان لم يستلم بعد باقي صفقة اس 400 التي  منتظر تشغيلها في إبريل القادم 2020، متوقعا عدم تشغيلها كي يفلت أردوغان من العقوبات الامريكية، وفي نفس الوقت حتي لا يظهر" كالخائف" من الولايات المتحدة أمام العالم.

 

وعن المنطقه الآمنة في شمال سوريا، "أكد بشير" أنه من الممكن أن تتوصل تركيا وأمريكا إلى صيغة تضمن عدم تكوين دولة كردية على الحدود التركية، من جانبه، أرجع سبب عدم فرض الولايات المتحدة العقوبات فعلية على تركيا في أنها حليف هام جدًا للولايات المتحدة،عضو في الناتو وموقعها مهم فهي إلى جانب روسيا، كما أن زيادة العقوبات عليها قد يدفعها لترك التحالف الغربي والإنضمام كحليف رسمي لروسيا هي الان تتعاون معها فقط.
 

 وقال إن الحديث عن صفقة مقاتلات "سوخوي 57 "الروسية من شأنها استفزاز الولايات المتحدة  وزيادة العقوبات وفهي نوع من الضغط على أمريكا.

 

وأوضح محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، أن أدوغان يشعر بالفشل في الداخل التركي وأن شعبيته تتراجع، بسبب سياساته العدائية كما أنه كبد تركيا خسائر اقتصادية فادحة، ويحاول أردوغان من خلال تصريحاته تشتيت الرأي العام التركي عن الواقع، باحثا عن مبرارات تفسر فشله، وتابع الديهي أنه تحدث منذ أيام عن ضرورة امتلاك تركيا صواريخ نووية، لذا فهذه التصريحات لتضليل الشعب بأن الأموال التي انفقها اردوغان على دعم بعض التنظيمات الارهابية، ذهبت إلى شراء منظومات دفاعية.

 

وأشار "الديهي" أن واشنطن تخشي ابتعاد تركيا عن "فلك السياسة الخارجية الأمريكية" والسير نحو تعاون فعلي مع روسيا، الأمر المهدد للمصلحة الامريكية في الشرق الاوسط، دونا عن ذكر كونه تهديد مباشر لحلف الناتو والاتحاد الاوروبي.

 

واستطرد أن ترامب يُحمل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مسئولية لجوء تركيا لروسيا وشرائها منظومة s400، برفضها اعطاء تركيا المنظومة الصاروخية لحماية أمنها القومي.

 

وعلق "الديهي" على الحديث عن شراء سوخوى ٣٥ الروسية، بأن أردوغان يناور لخطب ود الولايات المتحدة، خاصة في ظل الخلاف بين تركيا والولايات المتحده حول ملف الأكراد، كما الولايات المتحدة حتي الان لم تمارس ضغط حقيقي على تركيا لانها لا ترغب لها في الإنزلاق في فلك السياسة الروسيا وتصبح من دوله حليفة الى عدو يهدد أمن المنطقة وأمن اوروبا.

 

ويعتقد، خبير العلاقات الدولية، أن واشنطن لم تفرض عقوبات قوية على تركيا حتي الان لانها تري أن اردوغان باتت أيامه معدودة كحاكم بالإضافة إلى الإنقسام الداخلي الشديد الذي تشهده تركيا، والرفض لسياسات اردوغان، كما أن العقوبات المفروضة على الدول في الغالب تهدف إلى إسقاط النظام، لكن اردوغان فقد ظهيره الشعبي وكذلك فقد أى دعم دولي له بسبب سياساته العدوانية.
 

وقال الديهي: إذا افترضنا إتمام صفقة باتريوت، لن ترغب روسيا في خسارة تركيا بل التعاون معها، فروسيا مدركة للأهمية التركية لتنفيذ استراتجيتها، كما أن تركيا أصبحت اليوم "دمية" في يد بوتين ويحرك أردوغان كيف ما شاء ولا يمكنه معارضته.