فى اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة.. حصانة تشريعية تحمى المصريات من التحرش والختان

"العنف ضد المرأة".. ظاهرة تعانى منها أغلب السيدات والفتيات بمختلف أعمارهم، وتتعدد أشكال العنف الى تتعرض له المرأة المصرية، مثل التحرش والختان والحرمان من الميراث والتعليم وزواج القاصرات، وعلى الرغم من أن وضع المرأة المصرية حالياً أفضل مما سبق نتيجة وجود تشريعات قانونية تحمى المرأة من بعض أشكال العنف، لكن ما زال هناك ضرورة ملحة لتشريع شامل لمواجهة كافة أشكال العنف.

واختارت الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام، للاحتفال بمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة سواء كان بدنيا أو نفسيا أو جنسيا أو لفظيا، على مدار 16 يومًا، حيث تعتبر الأمم المتحدة العنف الذى يمارس ضد المرأة هو اختراق واضح لحقوق الإنسان.

وأعلنت هيئة الأمم المتحدة أن 1 من 3 نساء بالعالم تعرضن لعنف جسدى أو جنسى لمرة بحياتهن على الأقل، كما تعرضت له 200 مليون فتاة حول العالم قبل بلوغهن سن الخامسة، كما أن 30% من النساء تعرضن لعنف من قبل الأزواج، فى حين تشكل الفتيات والنساء ممن تخطين سن الـ 18 نسبة 50 % من ضحايا الإتجار بالبشر، كما تفيد الإحصاءات بأن 6 من بين كل 10 نساء تعرضن للتعنيف، ولكن لا يبلغن عن تعرضهن لذلك.

قالت المحامية انتصار سعيد، الناشطة فى حقوق المرأة، ومديرة مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، فى تصريحات صحفية، إن الإحصائيات الحكومية فى مصر تشير إلى أن هناك ما يقرب من 500 ألف امرأة مصرية تتعرض لمختلف أشكال العنف سنويًا، منهن 7 آلاف امرأة فقط تلجأ للقانون للحصول على حقها.

ويشارك المجلس القومى للمرأة، فى الاحتفال باليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، والذى يوافق يوم 25 نوفمبر من كل عام، وحملة الـ 16 يومًا لمناهضة للعنف ضد المرأة، والتى تبدأ من يوم 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر الذى يوافق اليوم العالمى لحقوق الإنسان، للتأكيد على أن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان.

واختار المجلس القومى للمرأة شعار حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة هذا العام بعنوان «احميها من الختان»، وذلك استكمالًا للحملة التى بدأها المجلس فى الأشهر الأخيرة.

أكدت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، أن العنف ضد المرأة المصرية يعد قضية خطيرة تحتاج إلى إيجاد حلول فعالة وبحث سبل التصدى لجميع أشكالها وأنواعها، موضحةً أن الحكومة المصرية تولى اهتمامًا كبيرًا لمواجهة هذه المشكلة والقضاء عليها وذلك فى ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، والتى تتضمن محور الحماية والتشريعات، مشددةً على أهمية توعية وتعريف المرأة بالقوانين التى تحميها من العنف، والتى تعد عامل أساسى لمواجهة هذه المشكلة وهو ما يحرص المجلس على القيام به من خلال الأنشطة والحملات المختلفة فى جميع المحافظات.

وأوضحت «مرسى» أن المجلس يقوم هذا العام، وفى ضوء رئاسته المشتركة مع المجلس القومى للطفولة والأمومة للجنة الوطنية لختان الإناث، بتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والتوعوية بالمحافظات على مدار 16 يومًا من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة بعنوان «احميها من الختان»، من أجل التوعية بمشكلة ختان الإناث والتعريف بخطورتها وأضرارها على الفتيات وخلق رفض مجتمعى للثقافات السلبية الموروثة حول هذه القضية.

قالت الدكتورة نجلاء العادلى، مدير عام الاتصالات الخارجية و التعاون الدولى بالمجلس القومى للمرأة، لـ «الزمان»، إن مصر نجحت بشكل كبير فى مناهضة العنف ضد المرأة ليس من خلال نشر الوعى فقط بل سن القوانين التى تنصف المرأة، حيث أصبح هناك محاسبات قانونية لكل من يمارس أى نوع من أنواع العنف ضد المرأة مثل التحرش و ختان الإناث.

كما أوضحت أن الهدف من حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة التى ينظمها المجلس، هو زيادة الوعى وخلق رأى عام مساند لمناهضة كافة أشكال العنف الموجهة ضد المرأة المصرية ومحاربة تلك الأفكار والثقافات التى تبيح العنف ضدها.

وأشارت «العادلى» إلى أن ظاهرة العنف ضد المرأة لا توجد فى مصر فقط، بل هى ظاهرة عالمية، مضيفًة أنه من المستحيل القضاء على هذه الظاهرة تمامًا لأن حجم العنف الذى تتعرض له المرأة المصرية كبير ولا يمكن حصره بصورة دقيقة، ولكن يجب زيادة الوعى العام الذى سوف يساهم فى تقليلها، خاصة من خلال وسائل الإعلام التى تمتلك القدرة على تشكيل الرأى العام.

وأشارت إلى أن حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة هذا العام تركز على جريمة ختان الإناث، وذلك استكمالاً لنجاح المجلس فى الفترة الماضية فى تقليل نسب عمليات الختان من خلال حملة «احميها من الختان»، حيث أعلنت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث عن أن الحملة نجحت فى الوصول إلى أكثر من 3 ملايين مستفيد ومستفيدة بجميع المحافظات، خلال الفترة من 13 يونيو إلى 1 أغسطس، كما زادت عدد حالات الإبلاغ فى خط نجدة الطفل، حيث تلقى ما يقرب من 1473 بلاغًا واستشارةً.

وأكدت الدكتورة أحلام حنفى، مقررة لجنة الصحة والسكان بالمجلس القومى للمرأة، لـ «الزمان» أن ختان الإناث يعد أكثر وأهم أشكال العنف الذى تتعرض له المرأة المصرية، لذلك تم اختيار شعار حملة الـ 16 يومًا هذا العام بعنوان «احميها من الختان»، للتوعية بالخطورة الصحية والنفسية التى تتعرض لها الفتاة جراء عملية الختان، وخلق رفض مجتمعى للثقافات الموروثة الخاطئة التى تربط عملية الختان بالدين.

ولفتت «حنفى» إلى أن هذه الحملة تستعين بالواعظات والرهبات لتوضيح رأى الدين فى عملية ختان الإناث، والتأكيد على أنها ليست عبادة، ولكنها عادة اجتماعية وممارسة ضارة تؤذى الفتاة جسديًا ونفسيًا.

ومن جانبها قالت النائبة سوزى ناشد، عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، لـ «الزمان» إنه يجب سن قانون شامل يتضمن كافة أشكال العنف التى تتعرض له المرأة المصرية، مع وضع عقوبات غليظة لردع ممارسى العنف ضد المرأة.