بريطانيا تعلن زيادة الانفاق الدفاعي للبلاد إلى 2.5% بحلول عام 2030 وزير المالية: تعيين 120 ألف شاب خلال العام المالي القادم مصر ترحب بالاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان وزير المالية: 12 مليار دولار من إيرادات مشروع رأس الحكمة لصالح الخزانة العامة مجلس الوزراء: وتيرة الإفراج الجمركي عن البضائع عادت لطبيعتها قبل الأزمة الأخيرة النواب يحيل البيان المالي وخطة التنمية للجان النوعية ومجلس الشيوخ نتائج جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم الإتجار في المواد المخدرة نتائج جهود الأجهزة الأمنية بالقاهرة لمكافحة جرائم السرقات د. عصام فرحات يترأس اجتماع مجلسي كليتي الطب البشري والتربية الرياضية انفوجراف وفيديو.. تعرف على أنشطة وجهود مديريات الزراعة والطب البيطري خلال آخر أسبوع وزير المالية: تخصيص 636 مليار جنيه للدعم والمنح و575 مليار جنيه للأجور في الموازنة الجديد هالة السعيد أمام النواب: 179 مليار جنيه استثمارات موجهة لأنشطة الزراعة والري بخطة العام المالي القادم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

سوريا تنهي شهر العسل بين أنقرة وموسكو

أردوغان يلوح بالعبث مجددًا والدب الروسي يتصدى لانتهاكاته

تشهد منطقة إدلب السورية صراعا محتدما بين قوات الحكومة السورية المدعومة من الروس، والقوات التركية، إلا أن الصراع خلف 7 ضحايا عسكريين من جانب تركيا، أثناء محاولتهم وقف تقدم الجيش السوري، الأمر الذي يبدو أنه جعل التفاهمات بين موسكو وأنقرة أكثر تعقيدا، خاصة بعدما فشل الاجتماع الأول بين مفاوضي البلدين للوصول إلى حل بشأن سوريا، واتخاذ تركيا ردود فعل عسكرية وقصفها عددا من مواقع الجيش السوري وسط تصريحات من قبل الإدارة التركية تتحدث عن شن عملية عسكرية على الشمال السوري، ليأخذ التحالف بين البلدين الغير عربيين شكل دراماتيكي.

وكانت أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن المباحثات مع الوفد الروسي حول الوضع في محافظة إدلب السورية، التي جرت في أنقرة، ناقشت خطوات تعزيز العملية السياسية في سوريا، وقال متحدث باسم الخارجية التركية: "جرت في أنقرة مباحثات استغرقت 3 ساعات" مضيفا أن الوفدين ضما ممثلين عن وزارتي الخارجية للبلدين وعسكريين واستخباراتيين، وذلك وفقا لروسيا اليوم الإخبارية، ومن جهته أمهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجيش السوري حتى نهاية فبراير، للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية في إدلب، داعيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الضغط على الأسد لوقف هجوم إدلب والانسحاب من مراكز المراقبة التركية خلال فبراير الجاري، مهددا بشن عملية عسكرية هناك.

وتمتلك أنقرة في إدلب 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة خفض التصعيد، وتحاول المباحثات الروسية التركية حول إدلب قمع تصاعد التوتر العسكري في المنطقة على خلفية مواصلة الجيش السوري تقدمه في ريف المحافظة المشمولة بمنطقة خفض التصعيد التي إقيمت بموجب اتفاقات "أستانا" بين موسكو وأنقرة وطهران، وزيادة المجموعات المسلحة الناشطة هناك من هجماتها.

 

 

وأكد أسامة الشريف المعلق السياسي في عمان، على أن " فإن اتفاق سوتشي لعام 2018 بين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في معظم إدلب قد انتهى الآن لأن أنقرة قد أرسلت مئات العربات المدرعة وأكثر من 6 ألاف جندي إلى المحافظة المحاصرة لوقف تقدم قوات الحكومة السورية." وأشار المعلق السياسي إلى أن " بالنسبة لروسيا، تركيا هي التي فشلت في الوفاء بالتزامها بالإنفصل جبهة تحرير الشام، المسماه سابقا النصرة، حيث يقدر عدد ما تمتلكه من مسلحين نحو 30 ألف مقاتل في المقاطعة" وأورد أن" أنقرة، من ناحية أخرى، ترى الهجوم الأخير بمثابة خرق لاتفاقية سوتشي التي أنشأت منطقة عازلة في إدلب. وبالنسبة لسوريا، فإن تحرير إدلب سيعني نهاية الانتفاضة التي استمرت 9 سنوات ونصرًا مدهشًا للرئيس الأسد."

 

وتابع الشريف أن" المصالح الروسية والتركية في إدلب صعب التوفيق بينها، إن لم يكن مستحيلا، كما سيحاول بوتين مرة أخرى إعادة بدء المحادثات السرية بين أنقرة ودمشق" مضيفت أنه "قد يفضي الانتشار التركي الأخير إلى طريق مسدود، فلا يريد بوتين ولا أردوغان رؤية تحالفهما ينهار، وهناك احتمالات بأن بوتين سيحقق تقدمًا يرضي كلا الجانبين، ويتجنب الصدام العسكري المباشر في إدلب"

 

 

 

ومن جانبه قال الباحث في الشأن التركي، محمد ربيع الديهي، إن "التصريحات التركية هدفها تشتيت الرأي العام الداخلى والدولي وخاصة في ظل المتابعة الدورية لحقوق الإنسان في جنيف في الأمم المتحدة التي تكيل الانتقاد لأنقرة، بالإضافة إلي أهمية إدلب الإستراتيجية بالنسبة للخطة التركية للإستيلاء على الشرق الشرق الأوسط لأنها تنظر في الأساس إلى سوريا بعتبارها المفتاح للمنطقة العربية، بالإضافة إلى أن تركيا تسحب العناصر الارهابية من سوريا وترسلها إلى ليبيا فالوقت كان مواتيا للجيش السوري للتقدم لاستعادة أرضيه وذلك بدعم روسي، مما إلى وجود صدام مع تركيا التي لها أطماع"، موضحا أن "الصدام سيكون مباشرا بين الجيش السوري والتركي ولن يكون قوات قوات إرهابية فاعلة في الصدام بينهما والتي كانت تلجأ لها تركيا" .

 

وتابع "يأتي الصدام العسكري في إدلب في ظل اختلاف روسي تركي في العديد من الملفات من ضمنها الأزمة السورية والليبية وجزيرة القرم، وكان أردوغان صرح بأنه لن يعترف بـ"ضم" روسيا لشبه جزيرة القرم، وأكد على ضرورة عودة القرم لأوكرانيا".

بالإضاف إلي أن "العملية العسكرية قد لا تستمر لأن اردوغان محتاج إلى روسيا أكثر مما سبق لأن موسكو تصدر احتياجات بلاده من الغاز، فأنقرة تعتمد على 95% من وردات الطاقة من الخارج"، وذكر أن "هناك ضغوط دولية فيما يتعلق باحتياج تركيا للطاقة والغاز لذلك لا يمكنها خلق صراع مع روسيا وإيران التي تصدر لها الطاقة ولاترغب في خسارة هذه القوى فأي صدام مع كلايهما سيؤدي إلى انهيار تركيا لأنهم مجاورين لها جغرافيا، فمن المتوقع أن تهاجم أى منهما حدود تركيا الجغرافية وليس في سوريا" .

 

واستبعد الخبير في الشأن التركي فكرة اندلاع مواجهات مباشرة بين تركيا وروسيا خاصة عقب تصريح اردوغان خلال عودته من زيارة إلى أوكرانيا ليس على استعداد لمواجهة عسكرية مع روسيا، مؤكدا على "احتمال عقد اجتماعات أخري بعدما فشل الاجتماع الأول الذي تشكل من لجنة لتهدأة الأوضاع في إدلب، فقد منحت اتفاقية أضنة المبرمة في التسعينيات تركيا التدخل بعمق 5 كيلو متر في الحدود السورية، إلا أنه يبدو أن تركيا لديها طموح بزيادة هذا التدخل، لكن الأمر ليس مواتيا في الوقت الحالي".

 

وأورد أن "حلف الناتو لن يقدم أي دعم لأنقرة، لأنه يراها أبعد عن سياسات الحلف وباتت تهدد مصالحه خاصة أن عملية الغزو الأخيرة للشمال السوري رفضها الحلف تماما، لأنها كانت ضد الأكراد وهاجمتها الكثير من دول حلف الناتو- مثل فرنسا – لذلك فمصالح تتركيا تتعارض مع الحلف، الذي لن يقدم أي مساندة لها، فتركيا تعيش حالة من العزلة الدولية في ظل سياسات تهدد المجتمع الدولي ودعم الإرهاب".