رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

مؤسس العالمي للمواطن المصري في الخارج: لا إصابات بـ”كورونا” بين المصريين فى النمسا (حوار)

مؤسس العالمي للمواطن المصري في الخارج
مؤسس العالمي للمواطن المصري في الخارج

الشعب ملتزم بنسبة 95%

الشوارع خالية من الناس والمركبات.. والخروج لـ3 أسباب فقط

نتواصل مع السفارة باستمرار عبر الاتصال الهاتفى والإلكترونى.. ويتعاونون معنا

وزارة الهجرة لا تدخر جهدًا فى مساعدتنا

"ميسرة مقلد".. أول طفل يشغل رئاسة لجنة نوعية فى الاتحاد

 

أكد بهجت العبيدى، مؤسس الاتحاد العالمى للمواطن المصرى فى الخارج، نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالنمسا، على أنه برغم الزيادة اليومية التى تعلن عنها وزارة الصحة النمساوية فى أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، إلا أنه حتى الآن لا يوجد أى مصابين بالفيروس من أبناء الجالية المصرية فى الخارج، مشيرًا إلى أن النمسا اتخذت أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لمواجهة انتشار الفيروس، تنفيذًا لتعليمات منظمة الصحة العالمية.

وكشف العبيدى لـ"الزمان"، عن تعامل السلطات النمساوية مع أزمة انتشار فيروس "كورونا"، وكيف تغيرت أحوال البلاد وعادات الأشخاص اليومية، وآلية تواصل المصريين فى النمسا مع بعضهم ومع السفارة المصرية ووزارة الخارجية ووزارة الهجرة، مشيرًا إلى مبادرات أبناء الجالية المصرية لمساعدة غيرهم، وخصوصا كبار السن لمواجهة فيروس كورونا.

وإلى نص الحوار..

كم عدد أبناء الجالية المصرية فى النمسا؟

ليس هناك إحصاء رسمى صادر من مؤسسة نمساوية معتمدة فى هذا الخصوص، ولكن حسب إحصاءات غير رسمية، فإن عدد أبناء الجالية المصرية فى النمسا يتراوح ما بين ٣٠ و ٣٥ ألف مواطن مصرى.

هل هناك أى مصريين مصابين بفيروس "كورونا"؟

ليس هناك حالات مصرية مصابة، فلم يتم الإعلان عن أى حالة مصرية مصابة بالنمسا. ونتمنى ألا يكون هناك حالات فى المستقبل.

كيف تتعامل السلطات مع المصابين الأجانب؟

السلطات النمساوية استعدت استعدادات مكثفة لأزمة فيروس كورونا على كل الأصعدة، وهناك جاهزية فى المستشفيات للتعامل مع الحالات التى يثبت إصابتها بالفيروس، وليس هناك تعامل مختلف بين حالات الإصابة لنمساوى أو غير نمساوى؛ فالجميع يلقون نفس الرعاية الصحية التى توفرها الدولة على أعلى مستوى.

صف لى الأحداث.. كيف زادت أعداد المصابين بهذا الشكل؟

لقد تعاملت النمسا مع أزمة كورونا مبكرا لدرجة ملفتة، فكانت من أوائل الدول فى القارة الأوروبية التى نفذت بدقة توصيات وتعليمات منظمة الصحة العالمية، كما التزم الشعب النمساوى التزاما كبيرا بها، حيث بلغت نسبة الالتزام ٩٥%، وهى نسبة تعكس مدى التزام الشعب وقناعته بأهمية هذه الإجراءات، للحد من انتشار الفيروس.

أما بالنسبة لإعلان وزارة الصحة النمساوية يوميا، عن زيادة مضطردة وملفتة لحالات الإصابة والوفاة، فإن السبب فى ذلك- فى وجهة نظرى- يعود إلى أن عدد الحالات التى يتم فحصها كبيرة، ومن ثم يظهر فى هذا الفحص أن هناك حالات مصابة، فكما هو معروف أن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، ونسبة كبيرة يمكن أن تكون مصابة، ليس فى النمسا فحسب بل فى العديد من دول العالم، وحوالى ٨٠%- كما يقول المتخصصون- يمكن أن يتم شفاؤهم تماما دون الحاجة لعلاج، ومن هنا فإن هذه الحالات- فى حال عدم إجراء الفحص- يمكن أن تشفى دون معرفة أنها قد أصيبت من الأصل.. أعنى فى كل بلدان العالم.

وبالإضافة إلى ما أثير فى تقارير صحفية خرجت منذ عدة أيام، تؤكد أن هناك تهاونا قد حدث فى مقاطعة تيرول النمساوية القريبة من إيطاليا، وكان هناك موسم الرياضات الثلجية، وكان الأوْلى بالمدينة أن تغلق أبوابها، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، فربما يكون لهذا الأمر نصيب من الحقيقة، ومن ثم انتشر الفيروس عبر الذين خرجوا من مدينة تيرول، وانتشروا فى المدن النمساوية المختلفة.

وما الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها النمسا؟

كما ذكرت فإن النمسا التزمت بشكل كبير للغاية بالتعليمات التى تصدرها منظمة الصحة العالمية، فعطلت الدراسة فى المدارس والجامعات، وبعدها بساعات قليلة اتخذت تدابير هامة، منها إلزام المواطنين فى منازلهم- وما ينطبق على المواطنين ينطبق على كل المقيمين بالنمسا- هذا الإلزام استثنى منه ثلاث حالات: وهم (الخروج لشراء السلع الغذائية، الخروج للعمل الضرورى، والخروج لمساعدة غير القادرين "كبار السن مثلا"، بالإضافة لأنه يمكن للفرد الخروج للتنزه وحيدا، أو مع من يقيم معه فى نفس الشقة أو المنزل.

وما أحوال البلاد وكيف تغيرت العادات اليومية؟

نستطيع أن نقول إن البلاد قد تغيرت تغيرا كبيرًا بل تبدلت تماما، فالشوارع تكاد تكون خالية من المشاة، وكذلك من السيارات والمركبات المختلفة، ففى الأوقات التى أخرج فيها- لسبب من الأسباب المذكورة سابقا- فإن أكثر من يقابلنى هم رجال وسيارات الشرطة.

أما المحلات التجارية فقد أغلقت جميعها، عدا تلك التى تبيع المواد والسلع الغذائية، وتكاد أيضا تكون خالية من الزبائن، الذين كانوا قد قاموا بتخزين المواد الغذائية الرئيسية قبيل تنفيذ الحظر المنزلى، وهو ما يجعلهم لا يخرجون للشراء إلا قليلا.

حتى أن زيارة الطبيب الشخصى "طبيب الأسرة"، لم يعد متاحا طوال الوقت، بل لا بد من الاتصال هاتفيا لحجز موعد، أو الاتصال لكتابة "الروشتات" المعتادة، والتى يقوم الطبيب بإرسالها مباشرة إلى الصيدلية، ويمكن لصاحبها بعد ساعة من كتابتها، الحصول على العلاج المطلوب الذى كتبه الطبيب أو الطبيبة من الصيدلة مباشرة.

الصحافة النمساوية أبرزت دور أحد الأطفال المصريين الذين يساعدون المسنين.. هل هناك قصص أخرى لمصريين يساهمون فى مواجهة المرض؟

ميسرة مقلد، الصبى المصرى الذى أطلق مبادرة لمساعدة كبار السن وغير القادرين بالنمسا، لفت انتباه الصحافة النمساوية، التى أشادت به وبالمبادرة، وهو نموذج لأبناء الأجيال الجديدة من المصريين بالنمسا ومصريين الخارج عموما، نموذج نعتز به ونؤكد أن هناك العديد مثله، ومن هنا كان اختيارنا له ليصبح أصغر رئيسا للجنة من اللجان النوعية فى الاتحاد العالمى للمواطن المصرى بالخارج، وهى لجنة "الجيل الجديد"، والتى نأمل أن يضم بها ميسرة المتميزين من أبناء مصر الصاعدين فى النمسا وأوروبا.

وهناك أيضا مبادرات فردية قام بها مصريون لمساعدة غير القادرين، منهم الكابتن مجدى رمضان، الرئيس السابق للنادى المصرى بفيينا، والذى أعلن من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، عن استعداده للقيام بمساعدة كل من يحتاج إلى مساعدة من النمساويين وغير النمساويين، المقيمين فى محل إقامته بالعاصمة النمساوية فيينا، وهناك أيضا المصرى محمد فاروق، الذى أعلن نفس الإعلان، ليقدموا نماذج مصرية متميزة فى العاصمة النمساوية فيينا.

ما أوضاع الجالية المصرية.. كيف تطمئنون على بعضكم وآلية التواصل؟

هناك علاقات متميزة تجمع العديد من أبناء الجالية المصرية بالنمسا ببعضهم البعض، وفى ظل الحظر المقام بالنمسا، فإنه يظل التواصل عبر الهاتف، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، أو من خلال المجموعات التى تنشئها الروابط المصرية والجمعيات الأهلية المصرية بالنمسا، وهى الوسائل التى من خلالها يطمئن أبناء الجالية المصرية بالنمسا على بعضهم البعض.

وماذا عن التواصل مع السفارة المصرية؟

السفارة المصرية بالنمسا متمثلة فى السفير عمر عامر، سفير جمهورية مصر العربية لدى النمسا، وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية، تقوم بالتواصل المباشر مع المشتغلين بالعمل المصرى العام بالنمسا؛ للاطمئنان عليهم وعلى أبناء الجالية المصرية بالنمسا من خلالهم، وكذلك تضع السفارة المصرية بالنمسا على صفحتها الرسمية على موقع الفيس بوك، أرقام الهواتف التى يمكن لأى مصرى فى حاجة إلى استفسار أو مساعدة، أن يتواصل مع المسئولين من خلالها.

وأتقدم بالشكر للسفير عمر عامر، الذى يُعد نموذجا مشرفا للدبلوماسية المصرية، التى ترعى بكفاءة أبناء الجالية المصرية.

وكذلك بالنسبة للقنصلية المصرية بالنمسا، فإن المستشار باسم طه، القنصل المصرى العام، يعد هو الآخر مثالا يحتذى به، حيث يتواصل مع العديد من أبناء الجالية المصرية، والذى يحتفظ بأرقام هواتفهم؛ للاطمئنان على أبناء الجالية وتقديم المساعدة، كما أعلن ذلك لمن يحتاج منهم إلى المساعدة.

هل هناك مشكلات تواجه الجالية المصرية فى النمسا؟

الجالية المصرية بالنمسا جزء من نسيج المجتمع النمساوى، أما مشكلات الحياة اليومية فيتفق فيها المصرى مع النمساوى، حيث لا فرق تقريبا يذكر بين المواطن النمساوى الأصل وغيره، ممن يقيمون على أرض النمسا بطريقة شرعية، والجالية المصرية التى أتحدث عليها هنا، هى التى تقيم بطريقة شرعية، حيث إننى فى الحقيقة- بصفة شخصية- لا أعرف مصريا لا يقيم بالنمسا بطريقة غير شرعية.

من متابعتك للأوضاع فى مصر.. كيف ترى الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة المصرية؟

فى تصورى أن الحكومة المصرية اتخذت من الإجراءات ما اتخذته العديد من دول العالم، وهى هنا تتماشى فى الإجراءات مع الدول الكبرى التى نفذت بدقة تعليمات منظمة الصحة العالمية، وإن كان هناك ضرورة قصوى لتفعيل القرارات التى اتخذتها الحكومة، حيث إن الصور الآتية من القاهرة والأقاليم المختلفة، تعكس عدم التزام قطاع ليس بالقليل من أبناء الشعب المصرى، بما صدر من قرارات عن وزارة الصحة والجهات المعنية فى مصر.

ما رأيك فى دور وزارة الهجرة وآلياتها فى التواصل معكم؟ هل تراها كافية؟

بصفة شخصية أتواصل كثيرا مع مكتب السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، وأعرض عليها العديد من المشكلات، التى تأتينى بصفتى مؤسس الاتحاد العالمى للمواطن المصرى بالخارج، وفى الحقيقة أجد تجاوبا رائعا منها، أما على المستوى العام فإننى أتابع عن كثب ما تقوم به وزارة الهجرة، وأراه جهدا متميزا يستحق الثناء والإشادة، فمن المعروف أن عدد المصريين بالخارج يصل إلى ١٢ مليون مصرى، وهو عدد يفوق عدد مواطنى العديد من الدول؛ منها دولة النمسا التى أقيم بها، والتى عدد من يقيم بها ٨.٨ مليون نسمة، هذا الذى يعكس ما يمكن أن تواجه الوزارة والحكومة عموما من مشكلات تحتاج إلى جهد كبير.

ونجحت الحكومة المصرية من خلال كل من وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، ووزارة الخارجية المصرية والشركة الوطنية مصر للطيران، وغيرها من شركات النقل، فى مساعدة المصريين خارج مصر، إذ خصصت الوزيرة عددا من الحافلات لنقل المصريين العالقين بالسودان الشقيقة، كما أن هناك العديد من رحلات الطيران بين القاهرة والمملكة العربية السعودية، وبين القاهرة والكويت، وكذلك بينها وبين بريطانيا، وغيرها من دول العالم، لنقل المصريين العالقين، كل ذلك يستحق الإشادة، كما يستحق المسئولون الشكر عليه.

كما يستحق قبل كل هؤلاء، الرئيس عبدالفتاح السيسى، كل الشكر على الرعاية التى يلقاها أبناء مصر فى الخارج فى عهده، فلولا التعليمات الواضحة الجلية منه للمسئولين، لم نكن لنرى خلية النحل هذه فى كافة المؤسسات المعنية برعاية أبناء مصر فى الخارج.

موضوعات متعلقة