اللواء عادل العمدة: كورونا موجود منذ 3 سنوات.. وما يحدث الآن تضخيم دولى لمطامع معينة (حوار)
بعض الدول استغلت الوباء لتحقيق أهداف تسعى لها منذ حرب أكتوبر
الدولة تعاملت مع الأزمة بنجاح بشهادة المؤسسات الدولية
العلاج سيظهر بعد أن تحقق بعض الدول الكبرى أهدافها
نعيش حالة حرب بالوكالة بين أمريكا والصين
اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، وصفه العديد من الشباب وتحديداً ممن درسوا فى أكاديمية ناصر العسكرية بـ"الجنرال" و"عميد الشباب"، لما يملكه من معلومات تاريخية ووطنية استند بها العديد فى دراساتهم وأبحاثهم.
حاورته "الزمان" حول تعامل الدولة مع أزمة كورونا وكيف ستؤدى هذه الأزمة إلى خلل فى ميزان القوى العالمى، وتعامل الدولة مع المصريين العائدين من الخارج، كاشفا أسرار الدول الكبرى حول الوباء، وأهدافها الكامنة خلف هذا الفيروس العالمى.
وتطرق فى حواره، إلى الشأن الأمريكى والصراع الدائر الآن بين الأحزاب وكيف سيؤدى هذا الصراع إلى الكشف عن لقاح لوباء كورونا، موضحا بعض النقاط الهامة المتعلقة بالشأن الليبى وغيرها من الملفات الشائكة.
وإلى نص الحوار..
حدثنا عن القدرات التى أضافتها القوات المسلحة للبحرية المصرية من خلال الفرقاطة الشبحية الثالثة؟
الفرقاطة الشبحية "الأقٌصر" هى ثالث فرقاطة تصنعها مصر بالتعاون مع شركة فرنسية، وهى تدل على توطين التكنولوجيا بالنسبة للقوات المسلحة وقدرتها على التعامل مع المعطيات الجديدة فى العالم، كما أنها تدل على عمق العلاقات بين القيادة السياسية المصرية والقيادة السياسية الفرنسية بتسليح القوات المسلحة من جهة ومن جهة أخرى فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، ومن المهم أن للفرقاطة الشبحية دلالة على قدرة القيادة للدولة المصرية على التعامل وبناء وتسليح القوات المسلحة بما يتماشى مع مهام القوات المسلحة فى إطار حمايتها للأمن القومى المصرى.
الفرقاطة الشبحية وقيام القيادة العامة بتدشينها يؤكد أن هناك قيمة مضافة للقوات البحرية التى بالتبعية تقدم قيمة مضافة أيضا فى إطار دعم قدراتها القتالية فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى.
ما تعليقك على حادث بئر العبد ولماذا يستهدف الإرهابيون الجنود فى شهر رمضان؟
الأمر ليس متعلقا بشهر رمضان فقط بل غالبا يحدث ذلك فى الأعياد الدينية والمناسبات القومية، فنجدها قد تحدث فى عيد القيامة المجيد، ثم شم النسيم ثم أول رمضان ثم عيد العمال ثم احتفالات أكتوبر والعاشر من رمضان، كلها مناسبات دينية وقومية سواء للأخوة الأقباط بصفة خاصة أو المصريين بصفة عامة، أو أعياد مرتبطة بالقوات المسلحة، فجميعها أعياد يستهدف فيها الإرهابيون الدولة المصرية بحيث لا تفرح فى مثل هذه الأعياد.
كما أن الظهور الحقيقى لأحد العناصر الإرهابية فى أحد المسلسلات التليفزيونية مثل "العشماوى"، هو سبب آخر، وكذلك ما يظهر على الساحة فيما يتعلق بأعمال التنمية، فضلا عن التطور فى الموقف الليبى على الحدود الغربية وقيام حفتر بإعلانه إنهاء اتفاق الصخيرات، وإعلانه بالقضاء على الميليشيات المسلحة التى تتخذ من وجودها فى ليبيا ومهددة بالاستقرار داخل الدولة الليبية وبالتالى هذا الاستقرار يؤثر سلبا على الشعب المصرى، ومع وجود آلية وحدة تسمى تركيا التى تدعم الإرهاب فى الدولتين، وخصوصا مع مثل هذه العمليات وتدعم فكرة الترابط التركى فى ليبيا.
ما رأيك فى الدراما التى تعرض بطولات الجنود المصريين؟
تعمق روح الولاء والانتماء بالطبع حيث إن هذه المسلسلات هادفة ويجب أن نتخذها لعرض قصص أبطالنا من الجيش والشرطة، والدولة المصرية فى جميع المجالات الموجودة على الساحة والموجودة أيضا فى تاريخنا القديم والمعاصر والتى شاهدناها بشكل مباشر، لذلك نجد مسلسلا مثل "الاختيار" يرصد حقائق لمسها الشعب من قريب حوالى عامين أو 3 فهذا يؤكد على المصداقية ويشرح الصورة بشكلها الحقيقى، الذى ظهر لنا وارتبطنا به ولمسناه، فنجد أن نسبة كبيرة جدا حوالى 99% من الشعب المصرى عاصر مثل هذه الأحداث التى يعرضها مسلسل الاختيار ويعى جيدا ما حدث فبالتالى الواقع عندما يرتبط بالدراما فهو يحقق نجاحا كبيرا ويحقق الشفافية والمصداقية لدى الشعب ويقرب الفكر والمفاهيم وينمى درجة الولاء والانتماء لدى النشء ويرفع الروح المعنوية للشعب المصرى الذى ظهر من خلال تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعى، ربطاً بكل المصطلحات التى يقولها أبطال المسلسل، حيث نجد ما يقوله الأبطال فى المسلسل يظهره المواطنون من خلال منشورات على الفيس بوك لتؤكد وتدلل على هذه المقولات المرتبطة بالوعى وتؤكد على زيادة قيم الولاء للمواطن.
ما رؤيتك حول تعامل الدولة مع جائحة كورونا؟
بشهادة المجتمعات الدولية والمؤسسات المعنية الدولة اتخذت إجراءات احترازية ومعنية كاملة واستفادت من تجارب دول سابقة فى هذا الصدد، حيث استغلت الموضوع وقامت بتشكيل إدارة أزمات على أعلى المستويات توجد بها عناصر معنية بالكامل، ولدينا عملية رصد إعلامى فضلا عن اكتمال المنظومة الكاملة لهذه الأزمة بشكل يجب أن يتطرق للموضوع بمفهوم الأزمة لكى تتضح الرؤية، حيث إن الأزمة تبدأ بولادة، وهناك إجراءات قبل الولادة وهناك مرحلة تطور لهذه الأزمة ونمو لها، ومصر كانت حريصة أن تواكب هذا التطور والنمو للأزمة ضمن ما اتخذ من إجراءات على مراحل معينة يتوافق ويتسق مع هذا الموضوع ثم مرحلة الذروة التى نعيشها فى هذا الوقت، والتى اتخذت فيها الدولة المصرية إجراءات تتطلب زيادة من الوعى والحكم للشعب المصرى من أجل التعامل مع هذه الأزمة.
الدولة اتخذت الإجراءات فيما يتطلب بالمواجهة بمراحل الأزمة كاملة، ومن جهة أخرى زودت نسبة الوعى، كما أن الدولة اتخذت جميع الإجراءات فيما يتعلق بالعالقين فى الدول الأخرى وعلى الرغم من المشاكل والظروف والحالة التى تمر بها البلاد هذا لم يشغلنا عن استعادة أبنائنا المصريين بالخارج، وأطلب منهم أن يكونوا على درجة من الوعى والإدراك وألا يكونوا آليات تساهم فى بث روح الفرقة داخل المجتمع المصرى، فالدولة قدمت ما لديها باحترافية شديدة أشادت بها جميع المنظمات المعنية على مستوى العالم، وليس ببعيد ثقة المؤسسات الدولية فى قدرة الاقتصاد المصرى على تجاوز هذه الأزمة لأننا لو لم نمتلك رؤية مسبقة فى التعامل مع هذه الأزمة اقتصاديا لخارت قوانا فى هذا التوقيت خصوصا لو قارنا الخسائر الاقتصادية فى هذا الصدد على حوالى 30 أو 40 مليار جنيه مصرى خلال الشهرين الماضيين، فإننا لو لم نمتلك قوة اقتصادية وإجراءات اقتصادية وثقة المجتمعات الدولية فيها لما كنا وصلنا لهذا المستوى، حيث إن وكالة مودز المعنية بالتصنيف الدولى للاقتصاد المصرى لا زالت تقول أن اقتصاد مصر مستقر وهذا دلالة أن مصر على الرغم من جائحة كورونا مسارها الاقتصادى جيد وهذا يؤكد نجاح إدارة الأزمة المصرية والتعامل الجيد للدولة مع وباء الكورونا.
نحن فى مرحلة الذروة للأزمة وأعداد الوفيات بالمقارنة بدول العالم أعتقد أنها نسبة جيدة، رغم أننا فى مرحلة الذروة، والمراحل السنية للوفيات أغلبهم كبار السن وضعف المناعة أعتقد أنه السبب.
هل تعتقد أن فيروس كورونا تسرب من أحد المختبرات أم هو حرب بيولوجية؟
تحليلى للمشهد أنه مرض موجود كل عام ولكنه استغل فى الفترة الأخيرة وألقى عليه الضوء بشكل كبير، والدلالة على ذلك أنه يحدث دائما وكان هناك عدد وفيات فى شهر أبريل من عام 2018 و2019 و2020، بينما هذا العام الوفيات أقل من العامين الماضيين، ولكن استغلال المشهد ومحاولة تحقيق مكاسب فى إطار التوازنات الدولية من خلال القوى الكبرى والعظمى، لا نستبعد أنها الأطراف الفاعلة فى هذا الموضوع.
فهناك دول ومؤسسات وكيانات بعينها أعتقد أنها ضالعة فى هذه الأزمة وتحاول استغلالها لتحقيق أهدافها ومطالبها، فهناك العديد من الأهداف التى تسعى الدول الكبرى لتحقيقها مثل مصادر الطاقة وأمن إسرائيل والقدس فنجد أن هناك أهدافا أمريكية وضعتها منذ حرب أكتوبر 1973، ولذلك أعتقد أن كل هذا مرتبط ببعضه ولا نستبعد شيئا.
هل سيكون هناك اختلاف فى ميزان القوى دوليا بعد أزمة الوباء؟
أكيد وأعتقد أن الذى سيظهر فى الساحة قريبا هو الدولة التى ستقدم العلاج، ولكن استوقفنى أن هذا الفيروس تستطيع المياه والصابون القضاء عليه فكيف لم تستطع الدول الكبرى العثور على علاج للوباء حتى الآن!؟
فأنا أعتقد أن سبب عدم ظهور العلاج هو لأن الأهداف لم تحقق حتى الآن، والأهداف هى انهيار بعض الدول واختلال ميزان القوى، وفى هذه الحالة سيظهر العلاج، رغم أن المشهد يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية تقع ولكنه أمر "ظاهر" وليس ملموسا، والمكاسب المقصودة من خلف كل هذا هو "الهيمنة على العالم".
هل تتوقع حربا بين أمريكا والصين؟
الدول الكبرى لا تتعامل بالحروب التى نعرفها ولكن هناك ما يسمى بـ"الحرب بالوكالة"، وفيها نرى المصالح قد تتعرض للضرب من قبل دول إقليمية، ولكن لا تنجرف نحو حرب بالمعنى العسكرى المعروف، هذا الأمر كان يحدث قديما ولكن الآن أدوات الحرب اختلفت فهناك قوى ناعمة وقوى ذاتية بخلاف القوى الصلبة التى كانوا يتعاملون بها سابقاً، فالمعايير اختلفت.
حرب الوكالة التى تدار الآن هى عبارة عن التنافسية التى تظهر بين الدول بعضها ببعض، فى ضرب المصالح وخصوصا منطقة الصراع المسلح وهى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ما أثر الخدمات التى تقدمها القوات المسلحة للمواطنين من بعد كورونا؟
تعمق روح الولاء والانتماء داخل الوطن، كما تعمق روح المسئولية بالمجتمع، وتشعر المواطن بأهميته وأن جيشه من نفس نسيجه والأقرب إليه، وبالتالى يكون هناك شراكة بين مؤسسات الدولة المختلفة فى صورة المواطن وبين القوات المسلحة، وهذا من أجل تجاوز الأزمات والتحديات الممنهجة والممولة من قبل أعداء الوطن أو أهل الشر.
ما رأيك فى الإجراء الذى اتخذته مصر حول تقديم المساعدات الطبية للولايات المتحدة؟
هناك عوامل من الدبلوماسية الناعمة وينتج عنها عمليات مشاركة بين الدول، فتبادل المواساة بين الدول أمر دبلوماسى، وما قدمته مصر للولايات المتحدة لا يسمى مساعدة بالشكل المفهوم ولكنها مشاركة مصرية للوباء، وهذا دلالة على طيب العلاقات المصرية مع الدول ويعد من الإجراءات الدبلوماسية التى تقرب وجهات النظر.
فنحن بعد أن قدمنا المساعدات للصين بسبب جائحة كورونا فى بداية الأزمة فى الوقت الذى ابتعد عنها كل العالم، اليوم هى تقدم لنا بعض المساعدات بالمليارات، وهذا يسمى شراكة أثناء الأزمات، هدفه إظهار الود والمواساة والمساندة للتعامل مع الأزمة، واليوم نستفيد من تجارب الصين حول تعاملها مع الأزمة ونطبق هذه التجارب فى مصر للتعامل مع الأزمات.
لماذا دائما سيناء مسرحا لصراع الإرهابيين؟
لو نظرنا على الخريطة سنجد أن الجزء البرى الوحيد الذى يربط المشرق العربى بالمغرب العربى هو فى سيناء ما بين طابة ورفح، حيث إنه المكان الوحيد الذى يربط مصر بالعالم كله بينما الباقى مياه، وسيناء مستندة على أهم معبر مائى فى التاريخ وهو معبر قناة السويس، والتحكم فى سيناء مثل التحكم فى بوابة شرقية غربية للقارة بالكامل سواء أسيا أو أوروبا.
كما أن سيناء مركز ثقل العالم والتواجد فيها يحقق الهيمنة على العالم كله، والتحكم فى العالم كله ومن يمتلك مصر بمقوماتها وسيناء تحديدا بمقوماتها فهو يتحكم فى المنطقة العربية بالكامل، ولذلك تسعى كل الدول عبر مر العصور أن تخترق مصر من جهة الشمال الشرقى وهو الموجود فيه شبه جزيرة سيناء، فضلا عن وجود الثروات والكنوز الطبيعية الموجودة فيها .
وسيناء هى معبر الأنبياء، ولذلك تاريخيا وجغرافيا وسياحيا واقتصاديا واجتماعيا سيناء مطمع الأعداء.
هل تعطل أزمة كورونا مشروعات التنمية ومحاربة الإرهاب؟
جائحة كورونا تحدى رهيب على العالم بأكمله وليس مصر فقط، وهو أمر فرض علينا محاربته مثل باقى دول العالم، وعلى الرغم من ذلك الرئيس السيسى منذ أيام كان يمر على المشروعات القومية الموجودة فى القاهرة وقبلها كان يمر على مشروعات التنمية فى شرق القاهرة، وقبلها مشروعات فى سيناء، وكان يفتتح بعض الافتتاحات، وكل ذلك على الرغم من جائحة كورونا والظروف التى نعيشها، ولكن الدولة المصرية ما زالت باقية وتقوم بالتعامل مع هذه الجانحة وتقوم بعمليات التنمية.
الحكومة المصرية بأكملها تقوم بعمل الإجراءات التى تحقق التنمية وفى نفس الوقت تجابه الأزمات الموجودة وضمنها أزمة كورونا والتى تعد أحد التحديات الموجودة.
بعد إعلان حفتر إلغاء اتفاق الصخيرات.. ماذا تتوقع فى الفترة القادمة؟
أتوقع سيادة القوات المسلحة الليبية على الدولة الليبية والقضاء على المدعومين من تركيا وإخراجهم من طرابلس، كما أتوقع تحقيق الاستقرار داخل الدولة الليبية بعد أن يتمكن حفتر من ترسيخ أقدام القوات المسلحة الليبية على كافة الأراضى الليبية سواء فى الجنوب أو الجزء الغربى الملاصق لنا.
أردوغان لديه أزمات ليس لها حل لذلك يوجه أنظار شعبه إلى الخارج، سواء ليبيا أو سوريا أو اليمن أو السعودية أو إيران أو دول الجوار، فهو يوجه أنظار العالم لتبقى بعيدة عن الأزمات الداخلية التركية، لذلك هو يدعم أى تواجد داخل ليبيا، فهو فشل فى محاربة كورونا، فضلا عن أنه يحارب مصر فى زعامة المنطقة العربية، حيث إن أسهم مصر ترتفع ونجاحاتها تتعدد وهذا أمر يقلقه ويؤرقه.
ما تعليقك على ما يتردد عبر وسائل التواصل بخصوص التعامل مع الوافدين من الخارج؟
كل المصائب بفضل الله تمر إلا مصيبة الجهل وعدم الوعى، والمجاهرة بالإهمال وتكييفه كأنه ذكاء، فهناك بعض العائدين من الخارج الذين أعادتهم مصر لأرض الوطن فى حين أنهم تعاملوا معاملة قاسية خارج مصر بعد أزمة كورونا، وبالرغم من الصعوبة والمشاكل التى تعانى منها مصر أوفدت طائرات مخصوصة وأعادتهم إلى أرض مصر، وخيرتهم بالتواجد داخل الفنادق لمن معه مقابل مادى، أو التواجد داخل المدن الجامعية لمن ليس لديه المقابل للتواجد فى فندق، ولكن بعض من الممنهجين حاولوا زج الدولة المصرية فى مرحلة الإهمال فيما يتعلق بهذا الأمر وهذا لم يحدث، فالدولة المصرية قدمت جميع ما تملكه لإعادة المصريين بالخارج وقدمت لهم الخيارات والحلول خلال فترة العزل الطبى.