رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

الرقيب أول محمود البقاش.. قصة أصغر شهداء حرب الإرهاب

البطل محمود السيد البقاش.. أصغر شهيد متطوع فى القوات المسلحة، فكان يحمل رتبة الرقيب، وسلاحه قوات الدفاع الجوى، من قوة الكتيبة 387 مدفعية مضادة للطائرات وكان متخصصا فى العمل على المدفع 14٫5 بوصة، دفع حياته ثمنا للعزة والكرامة فى هجوم إرهابى مسلح على حافلة إجازات الوحدة بطريق الجدى بشمال سيناء، وأقيمت للشهيد جنازة شعبية مهيبة وتم دفنه فى مسقط رأسه بميت غمر بالدقهلية، وأطلق اسمه على إحدى مدارس قريته، وأدرج اسم البطل الشهيد فى قائمة الشرف الوطنى، بعد منح اسمه قلادة تاميكوم من الطبقة الفضية.

والشهيد البقاش، من مواليد قرية ميت أبوخالد بمركز ميت غمر فى الدقهلية بتاريخ 15/5/1995، واستشهد فى 26/1/2014 عن عمر يناهز 18 عاما، ويعد أصغر شهيد فى حرب مصر ضد الإرهاب.

وقال السيد البقاش، والد الشهيد: ابنى أحب الجيش منذ صغره، فكان يشاهدنى وأنا أذهب للجيش الذى قضيت فيه 20 عاما، وبعد أن أتم المرحلة الإعدادية طلب منى التطوع فلم أرفض طلبه، والتحق بالجيش وعمره 15 سنة فقط، واستشهد وهو فى الثامنة عشر، حيث قضى 3 سنوات ونصف.

وأضاف والد الشهيد: ابنى منذ صغره تميز بالهدوء، ونشأ على طاعة والديه، وحب جدته التى تسكن معنا بالبيت، محمود كان عنده حياء شديد وهادئا جدا، وكان بارا بأهله وجيرانه وكانت سعادته فى خدمة جدته المسنة يساعدها فى الانتقال من مكان لمكان ويحضر لها طلباتها، وكان معاونا لجيرانه فى كل احتياجاتهم وفى الوقت نفسه كان خادما لبيت الله جامع القرية فكان بعد أن يؤدى صلاة الفجر يقوم بتنظيف المسجد صباح كل يوم بعد أن يغلق على نفسه باب المسجد كى لا يكون عمله رياء وكان يجلس أوقات كثيرة فى المسجد يقرأ ويحفظ القرآن، "محمود مش تربيتى ولا تربية أمه ولكن تربية الله سبحانه وتعالى.. وأقول الحمد لله رب العالمين"، ومحمود الابن الأكبر لأربعة أبناء.

وأضاف والد الشهيد: ابنى بدأ حياته العسكرية صف ضابط، وأكد لى قائده المقدم أحمد مالك بأنه كان محبا لعمله جدا ودقيقا ومنظما ولم يخالف التعليمات أبدا، فكان ينفذ تعليمات قادته دون تردد وبدون أى خطأ، كما أنه نال حب الجميع من زملائه ومرؤوسيه، وقضى الشهيد مدة الـ3 سنوات ونصف فى الجيش ما بين فرقة الصاعقة، وتدريبات الدفاع الجوى، وقضى فترة تدريبية بمعهد ضباط الصف ومركز تدريب الدفاع الجوى ثم حصل على فرقة صاعقة، والتحق بإحدى كتائب الدفاع الجوى التابعة، وكانت خدمته بمنطقة أم خشيب ومنطقة الجدى بسيناء، وكان متفوقا فى تخصصه العسكرى بشهادة الجميع من قادته.

وحول واقعة استشهاده تحدث البقاش والد الشهيد، وهو يبكى قائلا: قبل استشهاده قلت له تعالى نتصور وهو كان لا يحب التصوير نهائيا، حتى إنى التقطت له صورة فقام بمسحها ولكن فى الزيارة الأخيرة له قال لى "بابا أنا اتصورت كام صورة وعاوزك تحتفظ بها" فاستغربت، وضمنى لصدره فأحسست بأنى لن أراه مرة أخرى، والشهيد ترك جملة على إحدى جدران المنزل وهى "الله ولى الصابرين".

وأضاف: وفور وصول نبأ استشهاده قلت "الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون".. اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها يا رب العالمين، وعلمنا أن الاستشهاد تم أثناء ركوبه أتوبيس الإجازات حيث تعرض الأتوبيس لإطلاق نار كثيف من جماعة من الإرهابيين التكفيريين من سيارة ربع نقل بمنطقة طريق قرية الجدى مركز الحسنة أثناء الاتجاه لنفق الشهيد أحمد حمدى.

موضوعات متعلقة