رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

سرطان عنق الرحم.. شبح يهدد حياة ملايين السيدات

دراسات وإحصائيات مقلقة كشفتها إحدى الدراسات عن بعض أنواع السرطانات التى تصيب النساء، وقد ارتفعت نسبة هذه السرطانات بين السيدات السنوات القليلة الماضية، حيث إن هذا النوع من السرطانات وهو سرطان عنق الرحم يعتبر من أخطر أنواع السرطانات التى تصيب السيدات وفقا لتأكيدات المتخصصين فى هذا المجال.

وأوضح مصدر لـ"الزمان" أن هذا النوع من السرطانات يصيب بعض النساء وأعداد كبيرة منهن دون أن يترك أى آثار جانبية، حيث تصل مدة الإصابة بهذا السرطان ٧ سنوات دون أن تشعر المرأة بهذا الأمر، كما أن أسبابه عديدة ويأتى على رأسها العلاقات الجنسية المتعددة.

وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإنه يوجد 1000 إصابة جديدة بالمرض سنويا، وهو ما يكلف الدولة علاجا بمليار ونصف جنيه سنويا علاوة على الحرمان من حلم الإنجاب والأمومة، مشيرا إلى أن كل 100 سيدة مصابة بسرطان عنق الرحم يتوفى منهن 63 سيدة وهو ما يكشف عن شراسة المرض وخطورته، كما أن منظمة الصحة العالمية أثنت على مبادرات الرئيس السيسى للإصلاح الصحى وفى مقدمتها مبادرة 100 مليون صحة ومنظومة التأمين الصحى الشامل التى تضمن علاج المرضى وفق أعلى معايير للجودة وفى ذات الوقت نوهت إلى ضرورة الاهتمام بالكشف المبكر عن أورام عنق الرحم مع وضع برنامج يتضمن البروتوكول العلاجى للحالات وفقا لأعلى معايير الجودة.

م. ن إحدى السيدات مصابة بسرطان عنق الرحم قالت لـ"الزمان" إنها أصيبت بهذا المرض منذ عدة سنوات ومن وقتها وهى تأخذ علاجا من أجل معالجة هذا المرض وقد قامت بمعرفتها بأنها مصابة به بعد الزواج وأثناء كشف نسا الطبيعى عند الطبيب الذى تتابع معه، وبعد أن اكتشفت إصابتها به لجأت إلى أحد مراكز علاج الأورام وأخذت جلسات علاج كيماوى، وبعد معاناة لمدة ٥ سنوات قد تسبب ذلك فى حرمانها من الإنجاب مرة أخرى بعدما وضعت طفلين.

وأضافت أنها كانت تشعر بأعراض غريبة وكانت تحسبها طبيعية مثل عدم انتظام الدورة الشهرية فضلا عن وجود إفرازات بشكل متكرر وألم أثناء العلاقة الزوجية مع زوجها فضلا عن نزول بعض قطرات الدم أثناء وبعد العلاقة الزوجية، وهذا ما دفعها للذهاب للطبيب الذى أخبرها بأنها مصابة بهذا المرض ولا بد من البدء فى جلسات العلاج الكيماوى لوقف انتشاره.

أما ز. م إحدى السيدات قالت إنها كانت تشعر بألم شديد فى منطقة الحوض وأسفل الظهر، وذهبت إلى عدد كبير من الأطباء، والجميع كان يخبرها بأنها لغبطة فى الهرمونات بسبب الولادة، إلا أنها بعد عدة أشهر ذهبت إلى أحد الأطباء وكانت تعانى من ألم فى منطقة الرحم وبعد أن كشف عليها الطبيب أخبرها بأنه لا بد من إجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية من أجل التأكد من عدم وجود أى أمراض مزمنة.

وأضافت أنها عانت كثيرا خلال هذه الفترة وبعد أن أجرت الفحوصات الطبية تبين أن لديها زوائد جلدية وبعض الالتهابات وبالفحص تبين أنها تعانى من ورم فى عنق الرحم وأخبرها الطبيب بأنها يجب أن تخضع لجلسات العلاج الكيماوى بسبب أن الورم منتشر، ولا بد من استئصال الرحم، مشيرة إلى أنها حاليا لديها ولدان وحرمت من الإنجاب طوال عمرها بسبب هذا المرض.

الدكتور أحمد حسين استشارى جراحات الرحم والمناظير أوضح لـ"الزمان" أن سرطان الرحم هو السرطان الأكثر شيوعاً فى الجهاز التناسلى الأنثوى فعندما تصاب المرأة بسرطان الرحم، يكون قد نشأ ورم فى الرحم، وهو العضو فى جهاز المرأة التناسلى الذى يكبر فيه الجنين، وما زالت الأسباب المحددة لسرطان الرحم غير معروفة، إلا أن هناك عدة عوامل يعتقد أنها تزيد من فرصة إصابة النساء به، وهى البدانة وتأخر انقطاع الطمث ومرض السكر واستهلاك كميات كبيرة من الدهون الغذائية، وارتفاع ضغط الدم.

وأضاف أن أعراض سرطان الرحم قد تكون نزيفا أو بقعا مهبلية غير طبيعية وإفرازات مهبلية غير طبيعية، وألم فى منطقة الحوض وفقدان وزن غير مبرر وتغير فى عادات التبول، أو ألم عند التبول، ويتم تشخيص سرطان الرحم عن طريق استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات التشخيصية مثل فحص دم المستضد السرطانى، وفحص الحوض لفحص الرحم والمهبل والأنسجة القريبة للبحث عن أى كتل أو تغيرات فى الشكل أو الحجم، وفحص بالموجات فوق الصوتية من خلال المهبل لتحديد سماكة بطانة الرحم، وأخذ عينة من بطانة الرحم لفحص عينة من النسيج كما تبين صورة أشعة سينية للصدر وتصوير مقطعى للبطن للمساعدة فى تحديد مرحلة المرض بدقة.

وأوضح أن علاج سرطان الرحم يتضمن خطة علاجية لسرطان الرحم بدرجات متفاوتة من الجراحة، والعلاج الإشعاعى والعلاج الكيماوى والعلاج الهرمونى، ويكون عادة الاختيار الأساسى للعلاج هو الجراحة لاستئصال الرحم والمبيضين.

وكشف الدكتور محمد العزب استشارى جراحة الأورام النسائية، أن سرطان عنق الرحم من أشرس السرطانات التى تصيب السيدات ويحتل هذا النوع من الأورام الخبيثة الترتيب الـ11 على مستوى العالم والرابع بين السيدات فى السرطانات الأكثر انتشارا بينما يمثل السرطان الأول فى الجهاز التناسلى للسيدات، حيث تصل نسبة الوفاة بسبب سرطان عنق الرحم إلى 63% فى حالة الاكتشاف المبكر، وبالنسبة لمراحل سرطان عنق الرحم فيحدث نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمى، حيث تكمن الإصابة بالسرطان بسبب الفيروس لأكثر من 7 سنوات بدون أعراض ثم يبدأ فى الظهور عبر ما يسمى بمرحلة الخلايا غير الطبيعية ثم منها إلى ظهور السرطان بمراحله المختلفة.

وأضاف أن فيروس الورم الحليمى مسئول عن 99% من الإصابة بسرطان عنق الرحم وينتقل الفيروس عن طريق اللمس ما يعنى إمكانية إصابة السيدات بالفيروس وأثبتت الدراسات أن 80% من السيدات معرض للإصابة بالفيروس فى مراحل الحياة المختلفة، وتكون أعراض الإصابة بالفيروس عبارة عن ظهور بعض الذوائد الجلدية والسنط وعين السمكة كما أن تعدد العلاقات الجنسية التى تحدث تحت المظلة الشرعية والقانونية وراء الإصابة بسرطان عنق الرحم فضلا عن تعدد الزواج والانفصال عن الزوجات والزواج مرة أخرى يسهم فى انتشار المرض حال الانتقال من الشخص المصاب بالفيروس إلى السيدة السليمة.