رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

الدور السحرى للطائرات فى الحروب الحديثة

تطور السلاح هو سر قوة الجيوش، وكلما كانت الدول مسلحة بأسلحة حديثة ومتطورة، كان هذا وسيلة من وسائل الردع للأعداء، فالقوة بالسلاح، وكلما كان السلاح قادرا على تحقيق أضرار أكبر للهدف المضاد كان ذو قوة وقيمة كبيرة، هذا الأمر ينطبق بشكل أكبر الطائرات المقاتلة.

فى حرب أكتوبر كانت الضربة الجوية أحد العوامل الرئيسية للنصر، ونظراً لأهمية سلاح الطيران فى الحروب تطورت الطائرات المقاتلة تطورا ملحوظاً، بل وأصبحت الدول تتسابق للحصول على طائرات أحدث الأجيال ذات الإمكانات المتطورة وتحقق الأهداف المرجوة منها، بل وتطورت الطائرات وأصبحت لديها القدرة على التخفى من الرادارات، وغيرها من القدرات المختلفة التى تطورت من الجيل الأول إلى الجيل الخامس للطائرات المقاتلة.

قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقاً، إن الاختلاف ما بين جيل وآخر يعتمد على رادارات الطائرة المقاتلة وإمكانات الطيار فى أن يدير معركته بنفسه بدون أية مساعدات أرضية، لافتا إلى أن عملية التسليح فى الطائرات كلما كان مدى الصاروخ أطول ساعد ذلك على التعامل مع الهدف على مسافة بعيدة، فضلا عن قدرة الطائرة على المناورة فى مساحة صغيرة من أجل الحصول على أوضاع لا تمكن الطائرات المعادية على تصيدها.

وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقاً، أن عملية التشويش تختلف من جيل لآخر فى الطائرات وتتطور حسب الجيل الجديد، مشيرا إلى أن التشويش من أهم أسلحة الطائرة المقاتلة فكلما استطاعت أن تشوش المقاتلة على الطائرات المعادية كان وضعا أمنا من وصول الصاروخ إليه سريعا، فضلا عن خزائن الوقود الموجودة فى المقاتلة لأن زيادة كمية الوقود بالنسبة للطيار أمر مهم من أجل الاستمرار فى الجو فترة أطول من أجل المعركة.

ومن جهته فسر اللواء طيار هشام الحلبى، المستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، أجيال الطائرات المقاتلة، موضحاً أن بداية صناعة الطائرات المقاتلة هى تحويل المحرك إلى نفاث، لافتا إلى أنه من هنا بدأ الجيل الأول للطائرات وكان ذلك فى الأربعينيات، ثم ظهر الجيل الثانى فى الخمسينيات، حيث تم تحديث المحرك من نفاث إلى فوق سرعة الصوت، وظهرت الصواريخ الحرارية التى توجه إلى عادم الطائرة المعادية كما ظهر الرادار.

وأوضح مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن الرادار هو موجات كهرومغناطيسية تنعكس على الهدف لاستخراج معلومات تفصيلية عنه، مشيرا إلى أنه بعد ذلك تم تصميم الرادار ليكون بحجم أصغر، ومثال عليها طائرات الميج 23 والتى شاركت فى حرب أكتوبر.

وتابع، ثم فى أواخر الستينيات ظهرت طائرات الجيل الثالث بتحديثات حافظت فيها على التطورات فى الجيل السابق، ولكن السوبر سونك أو سرعة الصوت أصبح أعلى بشكل كبير، موضحاً، أن قدرة الرادار أصبحت أدق وذات مدى أعلى، كما ظهر فى هذا الجيل الصواريخ الرادارية وهى أننا نستطيع أن نرى الطائرة المعادية وتوجيه رادار عليها لضربها.

ولفت اللواء الحلبى، كما ظهر فى هذا الجيل الأجهزة الملاحية وهى مشابهة لـGBS، ومثال عليها طائرات الفانتوم F4 التى حصلنا عليها بعد حرب أكتوبر، وهى مزودة بقدرات أحسن من الجيل الثانى فضلا عن جسم الطائرة الذى يتحمل السرعات العالية ومناورات أعلى وتطور أكبر فى المحركات.

وأشار اللواء هشام الحلبى، إلى أنه جاء بعد ذلك مقاتلات الجيل الرابع، وهو ظهر من بداية السبعينيات إلى بداية التسعينيات، مضيفاً أنه فى هذا الجيل حدثت طفرة كبيرة فى بناء الطائرات من خلال مواد مركبة، حيث كانت الطائرات قديما تصنع من مواد خفيفة، ولكن المواد المركبة أصبحت تناظر احتياجات الطائرة المقاتلة لتصبح وزنها أخف من أجل استيعاب وقود وأسلحة أكثر، وهذا كان أهم جزء من ملامح الجيل الرابع من الطائرات.

وتابع اللواء الحلبى، أنها أصبحت أكثر تطورا وخفة ومناورات أعلى فضلا عن احتوائها على حاسبات وتكنولوجيا ليس من أجل الملاحة فقط ولكن من أجل التصويب، مشيرا إلى أن المحرك الذى أصبح أكثر تعقيداً من خلال تنظيمه بكمبيوتر يحدد كميات الوقود اللازمة للتناسب مع المتغيرات المحيطة بالطائرات، فضلا عن كمبيوتر لمساعدة الطيار فى التحكم فى أدوات القيادة، وأصبحت الصواريخ الرادارية أعلى وأدق، مثال له الـ F16.

واستطرد، ثم قفزت التكنولوجيا فى الجيل الرابع، وأصبح هناك جيلان قبل الخامس، وهما (الجيل الرابع+)، و(الجيل الرابع++)، موضحاً، أن الجيل الرابع+، مشابه تماما لمقاتلات الجيل الرابع، ولكنه احتوى على تكنولوجيا أعلى بكل ما فيه من محركات ورادارات، والوزن والصواريخ أدق والتسليح ولكن أصبحت الطائرة لديها القدرة على التخفى بنسب، حيث إنه لا تظهر الطائرة على الرادار بشكل وقتى، ومثال على ذلك، كانت الطائرة ستظهر على الرادار بعد 100 كيلو ستبدو وكأنها على مسافة 70 كيلو.

واستكمل، من هنا بدأت صفة التخفى للطائرات من الجيل الرابع+، لافتا إلى أنها كانت بدأت بالظهور فى الجيل الرابع ولكن بشكل غير قوى، ولكنها تحسنت بشكل أفضل فى الجيل الرابع (+ و++)، وأصبح فى هذا الجيل إمكانية الداتا لينك، وهى انتقال البيانات الإلكترونية وإظهار بيانات خلال الطيران للطائرات الحيطة للطيار.

وأكد اللواء الحلبى، أن هذا حقق طفرة فى طائرات الجيل الرابع++، ومثال عليها الرافال، حيث تطورت عدد نقط التسليح تحت الطائرة 11 نقطة، وإجمالى الوزن 9 أطنان، وتطورت الحرب الإلكترونية بشكل كبير فى هذا الجيل وأصبحت هذه المقاتلات متعددة المهام وزمن الطلعة زاد، ومثال على ذلك السوخوى 35++، والميج 35++، وهما يقعان تحت الجيل الرابع ++.

وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن الجيل الخامس يتميز بأنه حافظ على كل المميزات فى الأجيال السابقة من حيث المدى والتسليح ولكن المميز فى هذا الجيل قدرته على التخفى بصورة كبيرة جدا ولا تظهر الطائرة على الرادارات لفترة كبيرة، موضحا أن بناء الطائرة يساعدها على التخفى وطلائها ساعدها على هذه الخاصية أيضا، فضلا عن الحرب الإلكترونية بها عالية والداتا لينك بها على أعلى مستوى.