رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي ترجمة

أنقرة تؤجج الصراع الأرميني- الأذري بإرسال 4000 مرتزق سوري لخط المواجهة

«ديلي ميل»: تركيا تستعرض عضلاتها وتدعم أذربيجان في حربها مع الانفصاليين الأرمن

بدأت اشتباكات عنيفة على طول خط التماس في كاراباخ ،صباح الأحد، 27 سبتمبر الجاري، حيث فتحت القوات المسلحة الأرمينية النار على المناطق السكنية الواقعة في إقليم كاراباخ، مما أسفر عن مقتل مدنيين، مما دفع أذربيجان للرد بما وصفته بأنه "الهجوم المضاد"، واتهمت سلطات كاراباخ القوات الأذرية بفتح النار على المدنيين والبنية التحتية المدنية في عاصمتها ستيباناكيرت، وأعلنت أرمينيا وناجورني كاراباخ الأحكام العرفية والتعبئة العامة، بينما أعلنت أذربيجان الأحكام العرفية الجزئية وامتنعت عن التعبئة. فيما دعت العديد من الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار على الفور والعودة إلى الحوار، اتخذت تركيا موقفًا مخالفًا ودعمت الردود العسكرية الآذرية، بل وصل الأمر إلى وجود معلومات تفيد بوصول مجموعات من المقاتلين المرتزقة السورية إلى أذربيجان بإيعاز من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدفعة الأولى من المرتزقة السوريين وصلت إلى أذربيجان، ووفقا لموقع المرصد نقلت تركيا 300 جندي من المرتزقة عبر أراضيها لحماية المواقع الحدودية هناك مقابل مبلغ يتراوح بين 1500 دولار و 2000 دولار، فيما يؤكد المرصد إعداد أنقرة لدفعة جديدة للتوجه إلى خط المواجهة في أذربيجان.

وتنفي المواقع التركية أنباء نقل أنقرة أي مقاتلين سوريين إلى أذربيجان، حيث وصفت "الأناضول" بأنها "أكذوبة" وادعاءات، في حين صرح الصحفي التركي حمزة تكين، خلال لقاء له على قناة "RT" الروسية أن البيان الصادر عن المعارضة السورية بهذا الشأن احتوى معلومات غير صحيحة، متابعا أن تركيا تدعم أذربيجان حتى النهاية، بسبب العلاقات الوطيدة بين البلدين بالإضافة إلى أن الأذر هم أتراك بالتالي هناك تضامن من كل الأحزاب التركية حول دعم أذربيجان. وأضاف تكين أن المناورات العسكرية التركية الآذرية التي أجريت بسبب وجود معلومات استخباراتية لدى الطرفين أن الطرف الأرميني يحضر لاعتداء وهو ما وقع بالفعل- استضافت أذربيجان تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات التركية أغسطس الماضي -.

وفي نفس السياق، اتهم سفير أرمينيا في روسيا إن تركيا أرسلت حوالي 4000 مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان وأنهم يشاركون في القتال، ولاوحت وزارة الخارجية الأرمينية إلى أن 'الخبراء العسكريين الأتراك يقاتلون جنبًا إلى جنب مع أذربيجان، الذين يستخدمون الأسلحة التركية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية"، وذلك وفقا لموقع جريدة "ديلي ميل" البريطانية، الذي ذكر أن حربًا جديدة بالوكالة تختمر في الشرق الأوسط حيث تستعرض تركيا عضلاتها من خلال دعم أذربيجان في حربها مع الانفصاليين الأرمن، وسط قتال عنيف أدى إلى مقتل 39 شخصًا على الأقل في اليومين الماضيين.

ومن جانبه يقول الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب جامعة القاهرة إن الحرب اشتعلت بدون مقدمات مجددا بين أذربيجان وأرمينيا بعد توقف يزيد عن ربع قرن، فنزاع كارباخ أساسه دولتان تتنافران أيديولوجيًا، كأنك تتحدث مجددا عن العداء بين الهند وباكستان للسيطرة على كشمير. فأذربيجان ذات تراث إسلامي بتأثير شيعي في مقابل أرمينيا ذات التراث المسيحي بتأثير علماني. وذكر دكتور معتمد أن كاراباخ جيب أرضي جبلي صغير لا تزيد مساحته عن نصف مساحة لبنان، وكان حتى عام 1988 جزءا أساسيا من الأراضي الأذربيجانية قبل إعلان سكان كاراباخ رغبتهم في الانضمام لأرمينيا والانفصال عن أذربيجان وهنا بدأت الحرب الأهلية التي تطورت فصولها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ولم يتوقف إطلاق النار في عام 1994 إلا بعد سقوط نحو 30 ألف قتيل ونزوح نحو مليون إنسان.

وأما عن التدخلات الدولية أورد أستاذ الجغرافيا أن تركيا تصف مع أذربيجان رغم اختلاف المذهب الديني وذلك لأن رابطة الدم العرقي تفوق في قوتها الرابط المذهبي، فالأذريون ينتمون إلى الأصل العرقي "التركي"، ولا يمكن فصل التحالف التركي الأذري عن العداء الأرميني/التركي الذي تصف فيه أرمينيا تركيا بأنها المتسببة في قتل أكثر من مليون إنسان فيما يعرف باسم "مذابح الأرمن" وهي التهمة التي تنكرها تركيا بل وتضع أسبابها في عنق الأرمن أنفسهم، موضحا أن الأرمن خاصة المقيمين في الولايات المتحدة يلعبون دورا مهما في الضغط على الغرب للوقوف ضد تركيا وإحياء الذكرى السنوية لـ "مذابح الأرمن".

وتابع رغم أن إيران ذات مذهب شيعي وتتحالف مع أذربيجان إلا أن المصالح الاقتصادية والعسكرية وعدم التجانس العرقي ووجود أقلية أذرية كبيرة في إيران جعل طهران تفضل التحالف مع أرمينيا ضد جارتها الشقيقة وإن كانت إيران أعلنت موقفا محايدا يطالب بالسلام دون تحيز لأي من الطرف، وأضاف أن روسيا الحليف الأكبر لأرمينيا –ولديها قاعدة عسكرية - مما يضمن معاهدات حماية ودفاع مشترك، كما أن العلاقات الروسية الإيرانية قائمة على التحالف تضمن أمن أرمينيا لمواجهة الحصار الذي يحيط بها من أذربيجان وتركيا.

ويتوقع معتمد أنه على رغم من أن المؤشرات تدل على اتجاه نحو الحرب المفتوحة الواسعة إلا أنه رجح عودة الأوضاع للهدوء بعد اشتعال مؤقت وأرجع ذلك إلى أن القوى الكبرى في الإقليم من مصلحتها حاليا تهدئة الوضع، فالحرب المقبلة ستقلب كيان الإقليم كله رأسا على عقب بثروته النفطية وهو لا يتحمل مزيدا من النيران المشتعلة وعلى مقربة منه الحروب الدائرة في سوريا والعراق.