رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

”أحلام الزواج” تسرق العمر داخل العالم الإفتراضي

باتت مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة للتعارف والارتباط والبحث عن شريك الحياة، وأصبحت منتشرة بشكل كبير، حيث بدأ الباحثين عن شريك الحياة بدخول جروبات الزواج على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وبدأ أدمن الجروبات يؤدون دور الخاطبة، رافعين شعار تيسير الزواج ومشاركة فى الوصول إلى شريك العمر بجانب تحقيق مكسب مادى.

 

و تبدأ ما تعرف بـ"أدمن الجروب" بسؤال هذه الأسئلة الاعتيادية وملء استمارة الزواج المكونة من الاسم والسن والعنوان والمؤهل ومواصفات شريك الحياة المطلوبة لتبدأ فى رحلة البحث عن العريس أو العروسة المطلوبة ونشر البيانات على الجروب وهناك ما يقوم العريس أو العروسة بإرسال بياناتهم لأدمن الجروب للحفاظ بها فى سرية تامة ومتابعة الاختيارات حسب المواصفات المناسبه لهم ومن ثم يقومان بمقابلة للتعرف على بعضهما، وكذلك تقريب وجهات النظر بينهما وعقب المقابلة، يتم إنهاء الأمر سواء بالرفض أو بإتمام الخطبة والزواج.

وقالت "م. ع" إحدى صاحبات جروبات زواج على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "جاءت فكرة عمل الجروب لمساعدة البنات والشباب على العفة والستر، متابعة: يتم تحصيل رسوم من العريس والعروسة الراغبين فى الاشتراك فى الجروب مبلغ يتراوح من 400 جنيه إلى 1000 جنيه، كمبلغ للجدية والتأكد من عدم تلاعب أحد الأطراف بالآخر ويتم إرسال كلا منهم صورة من البطاقة الشخصية للتأكد من صحة البيانات من العمل والمؤهل والسن والحالة الاجتماعية.

وأضافت، أن بعد ذلك يرسل الشباب والفتيات بياناتهم الشخصية ويملؤون الاستمارة التى تحتوى على السن، والوظيفة، ومواصفات الشكل والوزن والطول والحالة الاجتماعية ولون البشرة ومواصفات شريك الحياة مع إرسال صورة شخصية حديثة، مؤكدة أنها تقوم بتعهد للحفاظ على سرية وخصوصية البيانات وخصوصاً للبنات.

وأشارت إلى أن طلبات الزواج بدأت فى تزايد كبير بعد جائحة فيروس كورونا، فبعد إغلاق قاعات الأفراح وقلة اللقاءات الاجتماعية بدأ العرسان وأمهات الكثير من العرائس فى التواصل معى لنشر بياناتهم وتم بالفعل خطبة الكثير منهم.

وقالت مروة محمد، ٣٧ عاماً، إحدى أعضاء جروب الزواج: خوضت تجربة دخول جروبات الزواج عبر موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك لقلة علاقاتى الاجتماعية، فأنا لا أعمل ونادراً ما أخرج من المنزل، متابعة: فلجأت إلى هذا الاختيار حتى ألحق ما تبقى من عمرى ورغبة منى لإنجاب أطفال، وأضافت: بالفعل تم التواصل مع العديد من العرسان من خلال الجروب ولكن اكتشفت كذب الكثير منهم، بعضهم يكذبون فى العمر والبعض الآخر يكون متزوجا ويدخل الجروب للتلاعب بالبنات ووعدهم بالزواج بدون أى رحمة منهم، مستغلين أحلامهم فالكثير من البنات يحلمون بالفستان الأبيض وعيش الزوجية.

وأردفت، بسمة سعيد: منذ دخولى الجروب قدمت إستمارة البيانات للتواصل مع عريس مناسب وبالفعل حدث وتم المقابلة ووجدت فيه كل الصفات شريك حياتى وفتى أحلامى وبعد مقابلة أهلى تم رفضه ولكن تمسكت به ووقفت أمامهم وحاولت إقناعهم وتمت بالفعل الخطوبة والزواج فى أقل من ٦ أشهر، متابعة: ولكن بعد فترة قصيرة من الزواج ظهر وجهه الحقيقى وأنه مريض نفسى ومدمن جميع أنواع المخدرات واكتشفت أنه تظاهر أمامى وأمام أهلى بعكس شخصيته الحقيقية التى تفاجأت بها.

وأضافت: حتى وصل الأمر بينا إلى طلبى الطلاق منه ولكنه لم يستجب، فلم يكن أمامى حلاً غير رفع قضية خلع أمام محكمة الأسرة حتى أتخلص منه بأى ثمن.

وأكدت أسماء حمدى، إحدى عضوات جروبات الزواج: أنها أخطأت عند خوض هذه التجربة ولكن الذى دفعنى هو الهروب من شبح العنوسة، متابعة: تواصلت مع شاب قال إنه مهندس وجذبنى بكلامه ووعدنى بالزواج وتعلقت به عدة أشهر وبعد فترة اكتشفت أنه دبلوم وليس مهندس ومتزوج وليس أعزبا، أصبت بصدمة وقررت عدم خوض مثل هذه التجارب وخرجت من الجروب فوراً.

ومن جانبه، قال الدكتور على عبدالراضى، استشارى العلاج والتأهيل النفسى، إن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت تحتل جزءا كبيرا من حياتنا اليومية ومن ثم انتشرت فكرة الزواج والتعارف عبر وسائل التواصل الاجتماعى بشكل كبير فى الآونة الأخيرة، متابعاً :إن بعض الفتيات يخترن هذه الوسيلة حتى يهربن من شبح العنوسة، حالمات بأنهن سيجدن الأشخاص المناسبين من خلال هذه الجروبات، وهذا خطأ كبير لأن هذا يقلل من كرامة البنت ويمكن أن تتعرض للنصب من خلال هذه الجروبات، مشيراً إلى أن التواصل عبر الإنترنت لن يعبر عن الحقيقة، فمعظم العلاقات والتعارف عبر الإنترنت يكون مبنيا على الكذب والخداع وتجميل الصورة بعيداً عن الحقيقة، وعندما يكتشف الطرف الآخر الحقيقة تكون الصدمة كبيرة عليه.

وأشار استشارى العلاج والتأهيل النفسى فى تصريحات لـ "الزمان": إلى أن الاحتياج العاطفى هو الذى أدى إلى لجوء الشباب إلى زواج الإنترنت، وما نراه هو طبيعة لعصر التكنولوجيا التى نعيشها والذى يعد ضد عاداتنا وتقاليدنا، ويكون بلا جدوى ومضيعة للوقت أو يؤدى على تكوين علاقات فاشلة، مضيفاً: الفاشل فى تكوين علاقات اجتماعية فى حياته اليومية الطبيعى أنه سيفشل فى الزواج عبر هذه الجروبات، وأن التعارف عبر مواقع التواصل الاجتماعى يكون "وهما"، حيث يضع الكثير من الشباب فى ملفاتهم معلومات وصوراً غير الحقيقة تماماً، ولا يمكن للطرف الآخر التأكد من مدى المصداقية، أنصح بالبعد عن التعارف والزواج عبر الإنترنت لأن السوشيال ميديا عالم غير حقيقى يكثر فيه الكذب والادعاءات الباطلة، وأنصح باختيار شريك الحياة من خلال العلاقات الاجتماعية والبعد عن هذه الطريقة، لا بد من عمل علاقات اجتماعية جيدة وزواج من خلال الأهل والجيران أو أصدقاء العمل والبعد عن فكرة الزواج عن طريق"الفيس بوك" لبناء أسرة وبيت سوى وللحد من حالات الطلاق.

ولفت "عبدالراضى" أن تلك الجروبات تكون لغرض مادى فقط ولا يدفع الثمن غير البنات المشتركة فى فى الجروب الذين يقعون مع إنسان غير سوى ومريض نفسى أو مدمن أو أشخاص يدخلون هذه الجروبات يلعبون بالبنات بحجة الزواج، أنصح الآباء بعدم المغالاة فى تكاليف الزواج حتى لا تلجأ البنات لهذه الطرق التى تؤدى فى النهاية إلى الفشل.

موضوعات متعلقة