رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

شعلة شعبية.. انتفاضة جديدة من أجل القدس

الفلسطينيون يواجهون «مجموعة الموت» الصهيونية

دشن جماعة من اليهود المتطرفين مجموعة على تطبيق «واتساب»، تحت اسم «ليحترق العرب»، وذلك لتبادل الأفكار حول طريقة الهجوم على الفلسطينيين في القدس المحتلة خلال تظاهرة دعت لها منظمة استيطانية، في محاولة للتطهير العرقي في القدس وتكرار نكبة عام 48.

وحاول هؤلاء المستوطنون المتطرفون، الوصول إلى منطقة «باب العامود»، وهم يهتفون بـ"الموت للعرب"، فكان الرد عليهم بعزائم الرجال وعزائم حرائر النساء المقدسيات عبر الاشتباك معهم.

شعلة شعبية

وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني المختص بالشأن الفلسطيني – الإسرائيلي، الدكتور عبد المُهدي مطاوع، خلال حديث لجريدة «الزمان»، أنه منذ أكثر من أسبوعين تدور في مدينة القدس، معركة بدأها تنظيم إرهابي يهودي متطرف، يرفع شعار الموت للعرب عبر مهاجمة الفلسطينيين، ومناطقهم في مدينة القدس، واقتحام المسجد الأقصى، والقيام بصلوات تلمودية بحماية الشرطة والجيش الإسرائيلي، مع إقامة حواجز لمنع وصول المصلين للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن كل هذا يأتي في إطار مخطط صهيوني لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بعد أن فشلوا سابقا في معركة البوابات.

وأضاف الدكتور مطاوع: «أن كل هذا تجدد بعد صفقة القرن، واعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة إسرائيل، وكذلك الحلف الذي تبلور في الانتخابات الإسرائيلية الاخيرة بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحزب الصهيونية اليهودية المتطرفة بزعامة سموتريتش».

وأشار الخبير الفلسطيني، إلى أن كل هذه العوامل كانت سببا لهذه الانتفاضة، وبالتالي خاض المقدسيين معركة السيادة في الأقصى، وتحولت إلى معارك يومية بحيث استطاع الفلسطينيون فرض إرادتهم وتراجع الاحتلال وطلبه التهدئة ورفع الحواجز من باب العامود والمسجد الأقصى.

واعتبر أن هذه الهبّة في المسجد الأقصى، أدت إلى خروج الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية، واشتباكها مع قوات الاحتلال.

وتابع: «في نفس الوقت قامت بعض الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة، رغم أن حماس، نفت علاقتها بإطلاق الصواريخ، وأن فصائل أخرى هي التي أطلقتها إلا أن إسرائيل، حملتها المسؤولية لأنها تحكم غزة».

وأكد الدكتور مطاوع، أن هذه المعركة في القدس تؤشر إلى شكل المرحلة المقبلة في حال رفضت إسرائيل، إجراء الانتخابات في القدس، هناك رفض تام من القيادة الفلسطينية إجراء الانتخابات دون القدس لأن هذا معناه الإقرار بصفقة القرن والتخلي عن القدس.

ونوه المحلل الفلسطيني، بأن القدس، قد تكون سببا في تأجيل الانتخابات، وسببا في تغيير دراماتيكي للعلاقة مع إسرائيل، على كل المستويات السياسية والميدانية.

وأكد أنه لا يوجد أي علاقة للصاروخ السوري، الذي أطلق قبل أيام بموضوع انتفاضة القدس.

وعلى خليفة شراء منازل الفلسطينيين في القدس، كشف الدكتور مطاوع، أن سماسرة العقارات عادة ما يقومون بهذه الخدعة باستخدام أموال طائلة، هناك أياد مشبوهة مدعومة من دولة تبين علاقتها بتسريب العقارات خصوصا أن الأموال التي تم شراء هذه العقارات بها جاءت بحوالات بنكية من هذه الدولة استخدمت في شراء العقارات ثم تم تسريبها إلى المستوطنين، مؤكدا أن هذه القضية الشائكة مازالت تشكل المدخل الوحيد لتسريب العقارات.

ومن جهتها، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، لجريدة «الزمان»، إنه جرت مباحثات بين وزير الخارجية سامح شكري، مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، حول التطورات الخطيرة التي تشهدها مدينة القدس، مؤكدا على ضرورة وقف إسرائيل جميع الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية من أجل إنهاء التوتر واستعادة الهدوء.

وأردفت الهواري: «وجهت مصر رسالة إلى إسرائيل، منذ يومين وحثتها على تحمل مسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين في مدينة القدس».

وأكملت: «طالب الوزيران إسرائيل بوقف الانتهاكات فوراً، وأكد الوزيران ضرورة إلزام إسرائيل تحمُل مسؤولياتها وفق القانون الدولي وتوفير الحماية للفلسطينيين».

وأكدت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، أن مصر، طالبت إسرائيل، بوقف أية انتهاكات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

ولفتت إلى أن بعض المواقع أفادت بأن الوفد الأمني المصري، قام باتصالات مع حماس وإسرائيل، في مسعى لاحتواء التوتر وضمان عدم توسيعه على خلفية الأحداث في القدس.

وترى الهواري، أن تمسك اليهود بالقدس، ليس بجديد لكنه منذ زمن طويل، فهم يظنون أن ذلك حق مكتسب، فهي مطامع خاصة بهم ومذكورة في التوراة، وأيضا هناك جزء خاص بالصهيونية السياسية في اختيارها لفلسطين؛ بسبب احتوائها على الكثير من الخيرات.