رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

6 اتجاهات ترسم مستقبل الوساطة الجزائرية فى مفاوضات سد النهضة

تضاربت آراء الخبراء حول جدوى الوساطة الجزائرية فى مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، بالرغم من ترحيب مصر بها على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب استقباله رمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر هذا الأسبوع، وترحيب السودان على لسان الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى خلال استقباله الوزير لعمامرة.

وكان ديمقى مكونن وزير خارجية إثيوبيا قد دعى خلال لقائه برمطان لعمامرة، الجزائر إلى لعب دور بنّاء فى تصحيح التصورات الخاطئة لجامعة الدول العربية بشأن سد النهضة، وفق ما أوردته وسائل الإعلام الإثيوبية.

كما أعرب عن رغبة إثيوبيا فى استئناف المفاوضات بشأن السد تحت رعاية الاتحاد الأفريقى للتوصل لاستخدام عادل ومنصف لمياه النيل"، إلا أنها عادت وأعلنت رفضها التوقيع على أى اتفاق ملزم يقيد استخدامها لمياه النيل.

توقع الدكتور أشرف مؤنس مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن تلعب الجزائر دورا إيجابيا فى الوساطة بين الدول الثلاثة، التى تعثرت منذ الإعلان عن بناء السد فى أبريل 2011.

أوضح لـ"الزمان" أن الجزائر هى الرئيس القادم للاتحاد الأفريقى فى الدورة التى ستبدأ فبراير 2022، عقب انتهاء رئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد، كما أنها تلعب دورا إقليميا مؤثرا منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962.

أضاف الخبير السياسى أن الجزائر لعبت دورا محوريا فى إنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا بعد حرب طاحنة استمرت بين عامى 1998 و2000، ونجحت فى توقيع اتفاق سلام بين البلدين لذلك لم يكن غريبا أن تطلب إثيوبيا وساطتها بينها وبين مصر والسودان.

لفت الدكتور مؤنس أن وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة يحظى بقبول سياسى لدى الدول الثلاثة حيث يملك علاقات قديمة مع السياسيين الإثيوبيين، منذ أكثر من عقدين من الزمان كما يملك علاقات جيدة مع المسئولين فى مصر والسودان.

أشار مدير مركز بحوث الشرق الأوسط إلى أن مجلس الأمن قد أعاد ملف القضية إلى الاتحاد الأفريقى، لحلها إقليميا ومن المفيد أن تتحرك دول الإقليم لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، وإن كانت الجزائر لم تقدم رؤية محددة للحل سوى عودة الأطراف للمفاوضات بوساطة منها.

وقال الدكتور مؤنس إن محاولات الوساطة السابقة التى قام بها رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا خلال رئاسته للاتحاد الأفريقى، ومن بعده رئيس الكونغو الديمقراطية تشيسيكيدى الرئيس الحالى للاتحاد باءت كلها بالفشل، كما فشلت وساطة الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولى فى فبراير 2020، ومن المهم البحث عن وسيط جديد.

أكد الخبير الاستراتيجى على قدرة الجزائر فى أن تلعب دورا جوهريا شريطة أن تحتشد الدول الأفريقية خلفها، للتوصل لاتفاق ملزم بشان طريقة ملء وتشغيل السد مع الحفاظ على حصة مصر من المياه، والأهم أن تمتلك القيادة السياسية إرادة الحل.

واختلف الدكتور محمد سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مع الدكتور مؤنس فى قدرة الجزائر على حل المشكلة، لعدم امتلاكها أى أدوات ضغط على إثيوبيا، فضلا عن كونها لا تمثل قوة دولية قادرة على تغيير المعادلة على أرض الواقع.

أضاف الدكتور سلمان أن الجزائر ليست طرفا إقليميا فى المعادلة السياسية، فهى ليست من دول "القرن الأفريقى"، وليست من دول حوض النيل، ووجودها فى الشمال الغربى لأفريقيا يجعل دورها الإقليمى محدود التأثير.

ومع ذلك شدد الخبير السياسى على أهمية استغلال الفرصة على اعتبار أنها دولة عربية قد تكون قادرة على مد مصر والسودان ببيانات بشأن أسلوب تعبئة بحيرة السد، تعزز من موقفهما فى المفاوضات المستقبلية.

أكد أستاذ العلوم السياسية أن وجود طرف ثالث فى المفاوضات من شأنه شرح وجهة نظر مصر والسودان للنظام العالمى، وهذا فى حد ذاته مكسب سياسى كى نسوق للعالم التعنت الإثيوبى، حيث ستوضح المفاوضات بجلاء مدى جدية إثيوبيا فى التوصل لحل سياسى.

أوضح الدكتور سلمان أن مجلس الأمن عادة ما تلجأ إليه الدول بموجب الفصلين السادس والسابع، عندما يتعرض الأمن والسلم الدولى للخطر، وعندما يستمع المجلس للقضية من طرف محايد نكون قد وضعناه أمام مسئولياته فى حماية الاستقرار السياسى للإقليم، والذى قد يفرض عقوبات على إثيوبيا لإجبارها على التوقيع على اتفاق ملزم.