رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الانتحار.. جريمة كبرى تزعج المجتمع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- خبراء : الاكتئاب السبب الرئيسي

- الأعلى للإعلام : يعلن اعتماد الكود الإعلامي لتغطية حوادث الانتحار خلال أسبوعين

 

للطب النفسي رآيه في قضية الانتحار، فقد تختلف الآراء بين إن المنتحر مريض نفسي، أو أنه ليس مريض و مثله مثل الأشخاص الطبيعيين.

و قال الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج و التأهيل النفسي، إن الشخص الذي يقدم على الانتحار يعاني من مشاكل نفسية التي تقوده إلى الانتحار، و أن في معظم حالات الانتحار تكون بسبب مجموعة من التراكمات و الضغوط النفسية الكبيرة التي تؤدي إلى الاكتئاب و تجعل هذا الشخص في حالة شديدة من الحزن و الانطواء و فاقد كل معاني الحياة الإيجابية ، متابعاً : أن الشخص عندما لا يجد حلول لمشاكله، يقرر وقتها التخلص من حياته بعد ان يفقد الأمل و تسيطر عليه حاله من اليائس الشديد .

و أشار استشاري العلاج و التأهيل النفسي في تصريحات لـ " الزمان" : أن الأسرة لها دوراً هاماً في الحد من ظاهرة الانتحار، و لابد من ولي الأمر البعد عن العنف و الإيذاء عن الأبناء بكل أنواعه التي تتمثل في العنف اللفظي أو المادي سواء عن طريق الضرب أو إيذاء اللفظي أو التنمر ، فإن العنف الأسري لا يقتصر على الضرب فقط، بل يتضمن تهميش آراء الأبناء وعدم الاستماع الجيد لهم و الإهانة اللفظية و غيرها من صور العنف، حيث يجب على الأسرة بمجرد ملاحظة أبنهم أو بنتهم أصبح كلامهم قليلا معاهم و لا يختلط باصدقائه كعادته و بدأ في حالة من الانطواء و يجلس وحيدا لوقت كثير، فيجب على ولي الأمر التحدث معه و احتوائه و تخفيف من حدة الضغوطات النفسية التي يتعرض لها ، و محاولة معرفة الأسباب التي أدت لوصوله لهذه الحالة، و مساعدته على تخطي كل هذة الأمور حتي لا تتطور الأزمة و تؤدي إلى تفكيره في الانتحار او الأقدام عليه.

وأضاف" عبد الراضي "، إلى أن الشخص يمكنه تنفيذ خطوة الانتحار بعد الإصابة بالاكتئاب بفترة تختلف من شخص إلى الآخر و حسب حاله النفسية التي يمر بها ، مؤكداً، أنه لابد من تعزيز و دعم النفسي للشخص من الأهل و الأصدقاء المقربين له و إعطاء له الثقة في نفسه و إن نعطي له بريق من الأمل حتى يتخطئ من الحاله النفسية التي يمر بها و بالتالي تقليل فرص التفكير في الانتحار .

 

و في سياق متصل، قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مناقشة بنود كود جديد لتغطية حوادث الانتحار ومحاولاته، على أن يصدر خلال أسبوعين بعد استطلاع كافة الآراء .

و قال كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، إن الكود الإعلامى فى التعامل مع القضايا المتعلقة بالانتحار قائم على عدم التهويل فى هذه الوقائع وإطفاء صبغة البطل على المنتحر، والتعامل مع المنتحر على أنه مريض يحتاج إلى علاج واحتواء وعدم التهويل والإسراف فى نشر وبث الفيديوهات، و إن النشر يجب أن يكون فى حدود الواقعة دون تهويل أو تهوين، متابعاً : إن لابد من مراعاة مشاعر أسر ضحايا الانتحار، مشيراً إلى أن البعض تاجر بالفتاة المعروفة إعلامياً بـ"فتاة المول"، المنتحرة، وزايدوا عليها كثيراً وهذا أمر غير مقبول، ولابد أن يتكاتف المجتمع من أجل حماية النفس، مؤكداً، إن هدف الكود الإعلامى حماية الحق فى الحياة .

و أشار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام، إلى إن أى حالة من حالات الانتحار اذا أصيبت بها اسرة أو فرد أو مجتمع يكون الأسوأ هو محاولة استغلال بعض وسائل الإعلام لهذه الظاهرة فى رفع نسب المشاهدة عن طريق تكرار نشر مقاطع الفيديوهات الخاصة بالانتحار فكان لابد من التنبيه والتحذير على تقديس حق الحياة والامتناع عن نشر تلك المقاطع المسيئة لنا كمجتمع، مضيفاً، أن بث تلك الفيديوهات وتمجيدها تؤثر على النشء وحافر لهم فى أن يحذوا حذوا هذا المنتحر، مشيرا إلى ان استغلال تلك الحوادث فى توجيه رسائل سياسية أو اجتماعية خاطئة فهذا الأمر ليس حقيقيا والمنتحر هو مريض نفسى يحتاج إلى الرعاية وإلى الحنان ورعايته صحيا وبدنيا ونشر ثقافة بين الناس لتجنب مثل تلك المشاكل والأزمات النفسية وما أغلى من الحياة فهذا الشخص يحتاج إلى الرعاية والعلاج .

و لافت "جبر "، إلى أن ما شهدناه فى الحوادث الأخيرة التى تخص الانتحار كان فيه مبالغة مسيئة لنا كمجتمع وأسرة وأفراد والمشهد يسبب لنا الألم النفسى، مضيفا أن الكود التى صدر يحدد ضوابط كثيرة تحفز جميعها على الدعوة إلى الحياة والانطلاق إلى المستقبل وفتح طريق امل امام المحبطين مشيرا إلى ان هناك دوائر كثيرة تعمل على إشاعة اليأس والإحباط على امل انها تحقق لهم أهداف واغراض معينة وان يكون المجتمع فى حالة غضب أو تحريض وهذا الأمر يلحق الضرر بالجميع خاصة اسرة الشخص المنتحر .

 

 

موضوعات متعلقة