رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

خبير عسكري: ابتدعنا أسلوب الكمائن الجوية للتعامل مع المقاتلات الإسرائيلية في حرب 73

اللواء محمد نادر عبد الوهاب
اللواء محمد نادر عبد الوهاب

قال اللواء محمد نادر عبدالوهاب رئيس اركان الدفاع الجوي الأسبق، إن سلاح الدفاع الجوي تأسس اعتبارا من يوم 8 أغسطس عام 1970 عقب الاعلان عن وقف حرب الاستنزاف التي استمر ثلاثة سنوات نجحت خلالها وحدات الدفاع الجوي في اقامة نظام دفاع جوي متكامل لحماية الجبهة من طائرات العدو، فيما عرف باسم "حائط الصواريخ" الذي أقيم علي مسافة تتراوح بين 12 و18 كيلو متر من خط المواجهة الجيش الاسرائيل.

وأضاف لـ الزمان بان مهمة الحائط كانت منع طائرات العدو من استطلاع قواتنا غرب القناة، والتي كانت تتم بصورة شبه يومية وبما لا يقل عن مرتين اسبوعيا علي اقل تقدير، بالاستعانة بطائرات الفانتوم ذات القدرة علي الطيران حتي ارتفاع يتراوح بين 12 و14 كيلو متر، ولديها القدرة علي التصوير المائل بما يسمح لها بتحديد اماكن القيادة لوحدات الجيش المصري في مجال يتراوح بين 30و40 كيلو متر مربع.

أشار اللواء نادر الي استعانة الجيش الاسرائيلي بطائرات استطلاع الكتروني ذات القدرة علي التعامل مع جميع النقاط التي يصدر عنها اي ترددات لاسلكية وبخاصة الرادارات وتحديد احداثياتها بدقة، فتصدت لها كتائب الدفاع الجوي، باتخاذ وضع الاستعداد بداية من أول ضوء وحتي آخر ضوء يوميا لمدة ثلاثة سنوات.

أوضح اللواء نادر عبدالوهاب انه امكن التعامل مع هذه الطائرات بدفع كتائب في مواقع متقدمة استغلالا للاشجار والطبيعة الجغرافية للأرض، لمفاجأة العدو والاشتباك معه ونجحت هذه الكتائب في اسقاط طائرة "ستراكوروز"، يوم 17 سبتمبر عام 71في منطقة جنيفة.

ويسترسل الرئيس السابق لاركان حرب الدفاع الجوي حديثه بقوله بعد اسقاط الطائرة قام العدو بتنفيذ هجمة بواسطة احدث انواع الصواريخ ذات الطبيعة الشعاعية"شرويك"ضد الردارات المصرية في الخط الأمامي من الجبهة، الا انها لم تؤثر علي القوات المصرية فقد كانت قد تدربت علي كيفية صد هذه النوعية من الصواريخ ولم تصاب اي كتيبة صواريخ،باستثناء جهاز روسي قديم تم اعطابه.

اكد اللواء نادر اشتراك قوات الدفاع الجوي مع الجيش في خطة الخداع ا لاستراتيجي باقامة نماذج هيكلية للصواريخ بطول الجبهة حتي يتم تضليل العدو عن الاماكن الحقيقية لمواقع الصواريخ، بالاضافة الي الايحاء بان لدينا عدد ضخم من كتائب الصواريخ ربما اكثر من ضعف العدد الحقيقي للكتائب الموجودة، واستغلال ذلك الشراك في ان تكون مواقع تبادلية للكتائب الحقيقية واستمر هذا الوضع حتي سبتمبر 73.

وقال اللواء نادر ان الجيش بدأ مناورة عادية جدا في شهر سبتمبر عام 73 شملت تحريك وحدات الكباري والصواريخ "اللونة" أو صواريخ أرض أرض حيث نجح الدفاع الجوي في تأمين هذه الحشود التي اشتركت في التدريب والتي انتهت يوم 28 سبتمبر ولكن بقيت قوات الدفاع الجوي كما هي في حالة استعداد.

قام العدو بهجمة جوية مضادة يوم 6 اكتوبر .. توقعناها واسقطنا له 34 طائرة

ويتذكر اللواء نادر انه في صباح يوم 6 اكتوبر بدأت وتيرة الاستعداد للحرب تتصاعد، ومع هجوم الطائرات المصرية علي مواقع القيادة الاسرائيلية توقعت قوات الدفاع الجوي ان يقوم العدو بهجمة جوية مضادة خلال 30 الي 40 دقيقية وهو ما حدث بالفعل فكانت صواريخ الفرقة المسؤولة عن تامين القناة لها بالمرصاد ونجحت في اسقاط 36 طائرة .

ويتوقف اللواء نادر أمام شهادة أحد ممثلي الامم المتحدة والتي قال فيها انه راي بعينيه سقوط 2الي 3 طائرات من كل 4 طائرات واستمرت العمليات طوال الليل مما اجبر قائد القوات الجوية الاسرائيلية الي اصدار تعليماته بعدم اقتراب الطائرات لمسافة 15 كيلو متر شرق القناة تجنبا لحائط صد الصواريخ المصرية.

ويضيف اللواء نادر بانه في يوم 7 اكتوبر تذكر العدو ما قام به عام 67 فحاول ضرب مطارات القطامية وطنطا والمنصورة وبني سويف وجناكليس ولكن تصدت له وحدات الصواريخ بالتعاون مع القوات الجوية ولم يتمكن الا من تدمير ممر فرعي بمطار طنطا تم اصلاحه خلال ساعات.

ويشير اللواء نادر الي معارك ضارية دارت مع وحدات الدفاع الجوي في بورسعيد اعتبارا من يوم 6 أكتوبر حين حاول العدو الاختراق من الاتجاه الشمال الشرقي اعتمادا علي البحر علي ارتفاعات منخفضة لمهاجمة قواعد كتائب الصواريخ ولكنها نجحت في الحد من خطورته بالاستعانة بالمدافع المضادة للطائرات المحمولة علي الأكتاف.

ويتوقف اللواء نادر امام يوم 14 اكتوبر حين حاول العدو تدمير القاعدة الجوية بالمنصورة فتصدت لها المقاتلات الجوية بالتنسيق مع وحدات الدفاع الجوي واحدثت بها خسائر جسيمة وهو اليوم الذي اتخذ فيما بعد عيدا للقوات الجوية .

اما التحدي الاكبر الذي واجه قوات الدفاع الجوي فكان محاولة العدو تدمير كتائب الصواريخ التي لم يستطع تدميرها بواسطة الطائرات بواسطة الدبابات اثناء الثغرة، ونجح بالفعل في تدمير بعض الوحدات، وبكن امكن اصلاحها فورا، واستمر القتال حتي وقف اطلاق النار يوم 24 حيث امكن استكمال حصار العدو في الثغرة استعدادا لاي عمليات مقبلة.