رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تهويد الأقصى.. شكري: تل أبيب تعمل على مدار سنوات لاستحداث هوية يهودية

في الوقت الذي يُمنع فيه المسلمون من حرية العبادة بالمسجد الأقصى المبارك، تتوسّع أطماع مؤسسات الاحتلال الرسمية في الأقصى؛ بهدف تحويله إلى مكان مقدس مزعوم لهم، وتهويده، إذ أقرت لجنة التربية والتعليم في الكنيست الإسرائيلي، بإدراج الأقصى، كموقع إلزامي على جدول الرحلات للمدارس الإسرائيلية.

ومن جانبها، ترى الباحثة في الشأن الإسرائيلي - الفلسطيني في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتورة هبة شكري، أن تلك الخطوة تأتي استمراراً لسياسة التهويد التي تتبعها إسرائيل، والتي تعتمد على فرض الأمر الواقع في القدس لتهويدها ومحو تاريخها من خلال تزوير الحقائق.

وأكدت الدكتورة هبة شكري، لجريدة «الزمان»، أن هذا القرار لا ينفصل عن الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك سيادة المسجد الأقصى، موضحة أن إسرائيل عملت على مدار سنوات في سبيل استحداث هوية يهودية للمسجد الأقصى، واستهدفت المنطقة المحيطة به ونفذت العديد من المشروعات التهويدية، التي تقوم عليها المؤسسات الإسرائيلية الرسمية لصبغ القدس بالهوية اليهودية.

واعتبرت أن القرار الذي اتُخذ قرارا سياسيا يستهدف بالأساس تحويل الصراع مع الفلسطينيين إلى صراع ديني، وهو ما تحاول إسرائيل تحقيقه من خلال العديد من الممارسات المخالفة للمواثيق و المعاهدات الدولية.

وأشارت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، إلى أن الفترة الأخيرة شهدت محاولات إسرائيلية مكثفة لتهويد القدس ومعالمها المقدسة، مؤكدة أن ذلك يرجع إلى إصرار اليمين الإسرائيلي على التأثير على الوضع الديمغرافي في القدس وحسم المعركة لصالح الإسرائيليين.

وأضافت: «وفي سبيل طمس هوية القدس الأصلية، عملت سلطات الاحتلال على مدار سنوات على تزوير تاريخ المدينة، وأزالت العديد من المعالم الإسلامية والمسيحية والقبور والمقامات، وحددت قبوراً وهمية لليهود في العديد من المناطق المحيطة بالقدس، وأطلقت على المواقع تسميات عبرية ومنعت استعمال الأسماء العربية في الوثائق ووسائل الإعلام الرسمية».

وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي تزامنا مع الاقتحامات المتزايدة للمستوطنين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى، موضحة أن إدارة حائط البراق الإسرائيلية، نشرت إحصاءات بيّنت خلالها ارتفاع عدد اليهود الذين اقتحموا الأقصى في السنة الأخيرة بنسبة 13%، ليبلغ 25581 شخصاً، وتشكل هذه الأعداد زيادة غير مسبوقة في أعداد المقتحمين والفئات المشاركة فيها.

وأردفت: «جاء هذا القرار تطبيقاً لتوصيات مؤتمر جماعات الهيكل المتطرفة، الذي عُقد في الرابع من الشهر الجاري، تحت عنوان "مضاعفة عدد المقتحمين للأقصى بعشرة أضعاف"، وقد كان اعتماد الأقصى موقعا إلزاميا للرحلات المدرسية إحدى توصياته التي شملت إلى جانب ذلك تعزيز الرحلات الجامعية لاقتحام الأقصى، وتشجيع التعليم الديني التوراتي داخل الأقصى، وتعزيز ارتباط منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالأقصى من خلال تنظيم اقتحاماتٍ جماعية دورية».

ورجحت الدكتورة هبة شكري، أن تتصاعد محاولات إسرائيل في ظل حكومة بينيت، في إصدار قرارات من شأنها التأثير على الواقع في المسجد الأقصى والقدس وذلك في إطار سعي الحكومة اليمينية المتطرفة، وذلك لتحقيق أي إنجاز يمكن أن ينسب لها أو تقدُّم في أي من الملفات التي تهم اليمينون في إسرائيل.

واختتمت: «من المؤكد أن الفلسطينيين سيستمروا في مواجهة كل تلك المخططات التي تستهدف المساس بهوية القدس و معالمها المقدسة، لكن يجب أن تتم المواجهة في ظل جبهة فلسطينية موحدة قادرة على دفع محاولات التهويد المستمرة، و توثيق الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لإدانتها أمام المجتمع الدولي لتحريكه بهدف وقف تلك الممارسات».

الهيكل المزعوم

ومن جهتها، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، إنه منذ قديم الأزل تحدث انتهاكات للمسجد الأقصى، من قبل الاحتلال سواء جيشه أو شرطته أو مستوطنيه، معللة ذلك بأن اليهود يريدون أن ينسبوا إليهم جميع أرض فلسطين.

وأشارت الهواري لجريدة «الزمان»، إلى أن اليهود يزعمون أن هيكل سليمان، يوجد تحت المسجد الأقصى، ويعتقدون أن هدم المسجد سيكون الوسيلة الوحيدة لظهور مسيحهم المخلص، ليعلن أنهم شعب الله المختار.

ويشار إلى أن السيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، يعد هدفا مركزيا للحركة الصهيونية، ومن بعدها إقامة دولة للاحتلال الإسرائيلي، بدعوى تثبيت الرواية التوراتية المزورة، الداعية إلى العودة لأرض الميعاد.

موضوعات متعلقة