رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«الإفتاء» تحسم نقاط الخلاف فى طبيعة العلاقة بعد «قراءة الفاتحة»

جدل واسع بدار الإفتاء المصرية عقب ما يدور على ما يحق للخاطب أن يرى من خطيبته عقب قراءة الفاتحة، بل وصل الأمر بأن ترك خاطب خطيبته بسبب فتوى تضع قيودا للرؤية، ووقائع عديدة وردت لدار الإفتاء المصرية.

وأكد دكتور عادل المراغى أحد علماء الأزهر الشريف وإمام مسجد النور بالعباسية لـ"الزمان" قائلاً إن الأئمة الأربعة أجازوا للخاطب أن يرى من خطيبته الوجه والكفين واستدلوا على جواز ذلك بأن رؤى عن عَائِشَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: (يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا) وَأَشَارَ إلى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ ولا صحة بأن يرى الخاطب لشعر خطيبته.

بينما أضاف أحد علماء الأزهر، أن أجمع العلماء على جواز أن ينظر الرجل الذى يريد الخطبة إلى وجه المرأة، وذلك لأنه كما يقول ابن قدامة أحد كبار علماء الحنابلة ليس بعورة وهو مجمع المحاسن وموضع النظر، ثم اختلف العلماء فيما زاد على الوجه، والذى يهمنا هنا بالنسبة للمرأة أن نقول إن جمهور العلماء يرون أنه يجوز له أن ينظر إلى الوجه والكفين وما عداهما لا يجوز له أن ينظر إليه، وذلك لأن غير الوجه والكفين من عورة المرأة، لقول الله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.."، أى الوجه والكفين، فالوجه سيدل الخاطب على جمال المرأة، والكفان يدلانه على خصوبة جسمها.

وفى ذات السياق، يؤكد الدكتور إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر، أن جدلا واسعا عقب انتشار وقائع "فسخ الخطبة" بسبب ما يحل للخاطب أن يراه عقب قراءة الفاتحة، فبالفعل وقائع عديدة واردة لدار الإفتاء بخصوص هذا الأمر، فالخطيبة بالنسبة لخطيبها أجنبية، فقد تحدث الرجل نفسه أن يختلى بمن يريد خطبتها، وقد يرى استجابة منها أو من أهلها لذلك، فكثيرا ما ترى الخاطب والمخطوبة يخرجان وحدهما بدون محرم معهما، فيذهبان إلى أماكن الترفيه واللهو، ولا رقيب عليهما من أقاربهما فما هو رأى الفقهاء المسلمين فى هذا الخلوة؟ أجاب الفقهاء المسلمون بأن المرأة التى يراد خطبتها هى أجنبية بالنسبة إليه ما دام لم يعقد عليها، والخلوة بالمرأة الأجنبية حرام، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذى رحم محرم"، والشرع لم يجئ إلا بجواز النظر فبقيت الخلوة على التحريم، وأيضا فإنه ليس مأموناً أن يحصل بينهما فى خلوة شىء مما هو محرم بين الرجل والمرأة التى ليست زوجة له، لهذا فإنه يجب أن يكون معهما عند نظره إليها أحد محارمها كأخيها أو أبيها للاحتياط فى هذا الأمر.