خبير النقل الدولي فى حوار لـ «الزمان»:
الروبى :«منظومة الطرق الجديدة» غير مواكبة للتطور العالمى
مدارس «تعليم القيادة» سبوبة.. وتشريعات المرور ضرورة أولية للبرلمان
«مدارس تعليم سواقة السيارات سبوبة».. بهذه العبارة أطلق اللواء يسرى الروبى خبير النقل الدولى، صافرات التحذير بعد انتشار الدماء يوميًا "على الأسفلت".
وكشف لنا خبير النقل الدولى بالأمم المتحدة والمحامى بالمحاكم الدولية فى حواره لـ"الزمان" حلول مشكلات الطرق المستعصية، موضحا من خلال خبرته العملية كمساعد سابق لوزير الداخلية الأسباب الحقيقة لكثرة الحوادث المرورية يوميا دون وضع حد لها، وتطرق أيضا إلى رؤيته للمشاريع القومية الجارى تدشينها بمنظومة الطرق على مستوى الجمهورية، وبيّن من وجهة نظره دور البرلمان تجاه تحسين منظومة المرور والنقل، فإلى نص الحوار.
ما التشريعات التى تحتاجها منظومة المرور والنقل؟
المرور والنقل يحتاجان إلى العديد من التشريعات التى لابد أن تكون فى مقدمة أولويات البرلمان المصرى الحالى لذلك أطالب البرلمان فى أول جلسة له بعد نهاية دور الانعقاد الثانى بالعمل على إيجاد حل لمنظومة المرور والنقل "المتخلفة"، فالمشكلة أنه لا يوجد حل لديهم ولا فكرة واضحة للوصول إلى حل ناجز وسريع ونهائى لمشكلة المرور والحوادث المتكررة، ولابد عليهم ترجمة كلام المتخصصين إلى قوانين ملموسة "لازم المشرع يكون فاهم".
كيف ترى العمل الجارى حاليًا فى مشروعات الطرق الجديدة؟
بالتأكيد لا نستطيع إغفال دور المؤسسة العسكرية فى ثورة الطرق التى تشهدها مصر فى الوقت الحالى، خصوصًا بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسؤولية.
والطرق شهدت تطورًا كبيرًا فى عهده، ولكن لابد من الإشارة إلى النهج المتبع فى تصميم الطرق إذ أنه غير كافٍ لمواكبة التطور العالمى فى الطرق، لذلك لابد من القول إنه يجب إعادة النظر فى الأنظمة المتبعة فى الطرق المصرية التى تنفذ فى الوقت الحالى.
هل هناك عوائق تحول دون حل مشكلة الطرق فى مصر؟
بكل صراحة العائق أمام تنفيذ الحلول سببان الأول هو التعليم إذ أن الحكومة تقوم بعمل طريق على مستوى كبير من الجاهزية ولكن المشكلة بالكاد تكمن فى سائقى المركبات فلا فائدة من طريق على مستوى عالمى وسائق "جاهل"؛ لذلك لابد من العمل على الارتقاء بالعنصر البشرى الذى سوف يسير على هذا الطريق، أما السبب الثانى فيعود إلى ثقافة الشعب إذ أن الطريق لا يتم الحفاظ عليه من قبل المواطنين.
وما تقيمك لمنظومة المرور الحالية؟
المرور فى المحروسة فى حالة تدهور متواصل، ولابد من العمل على حلها بالطرقة السليمة، وهى التعامل مع أصل المشكلة مثلما تعاملت معها دولة اليابان.
وللتعامل مع جذور المشكلة يشترط الانتباه للتكلفة الكبيرة ماديًا وبشريًا فى حوادث الطرق سنويًا وهى من 20 إلى 25 ألف قتيل على الطرق المصرية، ومن 70 إلى 75 ألف مصاب كل عام، وماديًا ما يزيد عن 150 مليار جنيه كل سنة على الحكومة المصرية التى تعانى من الكثير من المشاكل المادية والاقتصادية خصوصًا فى الوقت الراهن، ومن هذه الأسباب ماهو مباشر ومنها غير المباشر، والمتمثلة في تعطيل الطريق بسبب حادثة، وحدوث تلف فى الطريق، أضف إلى ذلك المشاكل المعنوية التى يعانى منها المواطنين أنفسهم بعد حادث، والبنزين المدعم وقطع الغيار التى تستهلك فى ذلك، والعديد من النتائج المترتبة على كل واقعة.
وحتمية الحل تتطلب النظر إلى ضخامة الخسائر، أى عندما نحل لابد من النظر إلى كل هذه الأسباب المباشرة وغير المباشرة ولابد من توافر عناصر الحل لدى الحكومة المصرية، والتي تتمثل فى أربعة عناصر، الأول توافر الإرادة السياسية فى الحكومة للحل، الثانى أن يسأل أهل الذكر ولا يُسأل أهل الثقة، فهناك العديد من المنتفعين تحت اسم الخبراء فى المرور وما إلى ذلك فلابد من عدم الالتفات إلى هؤلاء، ثالثًا التعليم أى أنه لابد من تعليم ضباط أكاديمية الشرطة مواد المرور فى فرقتين على الأقل وأنا أجزم وعلى مسؤوليتى أنه لا يتم تعليم الضباط مواد المرور إلا فى السنة الأولى فقط، رابعًا لابد من توافر الإرادة السياسية للحل بمعنى أن تعترف الحكومة بالمشكلة وتسعى إلى حلها إذا توافرت هذه العناصر، وفى ذلك الوقت نستطيع القول إننا الآن بلد خالية من مشاكل المرور.
وبماذا تقيّم وحدة التدخل السريع فى الحوادث؟
غير راضٍ عن هذه الوحدة ولابد من العمل على تطويرها لأنها تقوم بدور حيوى ومحورى فى حوادث الطرق وتتوقف عليها حياة المواطنين وفى الدول الكبرى تقوم بدور كبير فى إنقاذ المصابين، إذ أنه يكون هناك مصابون "بين الحياة والموت" وبفضل الحرفية العالية تستطيع هذه الوحدات إنقاذهم، وهذا غير موجود فى الدولة المصرية ولابد من العمل على الارتقاء بهذه المنظومة للحد من حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة فى الحوادث، ولا تستطيع هذه الوحدات إسعافهم بالطريقة المطلوبة.
وفقًا لخبرتك.. ما دور الأكمنة المرورية فى حفظ الأمن على الطرق العامة؟
دورها هى طمأنة المواطنين وتوليد شعور لدى المواطنين بالأمن والأمان وهذا لا يغفل الدور المحورى لرجال الأمن فى العمل على ضبط الخارجين عن القانون وحفظ الأمن واستقرار البلاد.
ومتى نستطيع القضاء على الازدحام المرورى فى أوقات الذروة؟
أولًا لابد من العمل على ثلاثة محاول فى هذا الشأن، الأول النقل النهرى وهو غير مكلف وسيعمل على حل مشكلة الازدحام المرورى، ثانيًا التنظيم المروى.
ولابد من الإشارة إلى أن مشكلة الازدحام المرورى لها أكثر من عنصر منها الدولة ويأتى فى المرتبة الثانية ثقافة الشعوب والتى تتمثل فى احترام القوانين والمحافظة على الممتلكات وهذا الجزء ينقص الشعب المصرى ولابد من تنمية هذه الثقافة.
هل لمدارس "تعليم القيادة" دور فى تطوير منظومة الطرق؟
لابد من تفعيل دور مدارس التعليم، ولكن لابد من القول هنا إن المدارس المصرية لتعليم قيادة السيارات هى عبارة عن "سبوبة" من أصحاب المصالح والمستفيدين والعديد من الشعارات المزيفة، وهى فى الحقيقة لا تقوم بدورها بالشكل الكافى، ولابد من الإشارة إلى أن الدولة المصرية تابعة لاتفاقية تلزم السائق بأن يكون على قدر كافٍ من التعلم لأن السيارة أداة للقتل فلابد من أن يكون السائق على قدر كافٍ من التعلم حتى لا نخسر أرواحًا جديدة، ولكن المدارس المصرية على عكس هذا تمامًا.

