الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«الشابو والفوروريست والهيموكلار».. مخدرات جديدة تغزو الأسواق المصرية

الصحة: حملات مكثفة من مكافحة المخدرات.. وأدوية الجدول معروفة للتفتيش الصيدلي

بعد أن ارتفعت أسعار المخدرات خلال الفترة الماضية، بسبب ارتفاع أسعار الدولار، وإحكام قبضة قوات الأمن على الحدود، لجأ بعض الشباب إلى حيل جديدة من أجل استبدالها بالترمادول والهيرون، مثل الشابو، والفوروريست والهيموكلار، إذ أن النوعين الآخرين يعتبران من الأدوية العادية إلا أن بعض المتعاطين للمخدرات يقومون بسحقهما وإضافة مواد أخرى عليها من أجل أن تكون فى النهاية مخدرًا جديدًا، ويتم بيعه بالأماكن الشعبية.

الدكتور أحمد الدمرداش، عضو تيار الإصلاح المهنى بنقابة الصيادلة،  قال إن ارتفاع أسعار الأدوية وإحكام قبضة قوات الأمن على الحدود التى يتم تهريب الأدوية المستوردة منها كان الدافع وراء قيام المتعاطين بالحيل الجديدة من أجل توفير المخدرات الجديدة، لافتًا إلى أن العديد من أدوية البرد يتم استخدامها من قبل بعض المدمنين، مشيرًا إلى أن عقار «الفور وريست» من أكثر الأدوية التى يتم استخدامها فى الفترة الأخيرة فى الإدمان، إذ يتم طحنها واستخدمها فى الإدمان، وذلك لأن أغلب أدوية البرد المادة الفعالة المتواجدة بها تؤدى إلى ارتخاء العضلات وضد الحساسية وبالتالى تؤدى إلى الإحساس بالنوم والانبساط، وما يقوم به المدمنون هو طحن أكثر من قرص داخل إناء معين، وبعد ذلك يقومون بتناوله وهذا ما يزيد من المادة الفعالة الخاصة بارتخاء العضلات والحساسية فتشعر المدمن بأنه مخدر.

وأضاف "الدمرداش" أن جميع دول العالم تقوم بعمل جداول للمخدرات يتم توزيعها على الصيدليات بأصناف الأدوية المخدرة بناءً على سند علمى، ولكن فى مصر فالمدمنون يتحايلون على جداول المخدرات بتفكيرهم فى أصناف أخرى يتناولون بها المخدرات بناءً على دماغهم أنفسهم، إذ أنهم يبتكرون الأدوية التى تستخدم فى الإدمان، فعقار "الفور وريست" يتم استخدامه بشكل أساسى فى الإدمان، إذ يتم طحنه ويستخدم فى الإدمان كما أنه يتم استخدامه أيضًا عن طريق خلطه بمياه معدة للتحضير التى تستخدم فى الحقن للمضاد الحيوى، ويتم أيضًا إعطاؤه حقنًا للمدمنين.

الدمرداش أوضح أن عقار "الفورويست" ليس الوحيد الذى يتم استخدامه فى الإدمان بل إن هناك عشرات الأنواع الأخرى من الأدوية مثل «هيموكلار» الخاص بالكدمات فأيضًا يتم استخدامه إذ يتم وضعه فى الطعام بكميات كبيرة فيؤدى للإدمان، كما أن هناك أنواعًا أخرى مثل أدوية الكحة مثل "تربدولا وريكسان" وهو عقار باسط للعضلات يستخدم أيضًا فى الإدمان نظرًا لارتفاع المادة الفعالة الخاصة بالتخدير فيه.

وعن أسعار الأدوية الخاصة بالبرد أوضح أحد الصيادلة، أن عقار "الفورويست" يصل سعره لـ5 جنيهات الشريط الواحد بـ2 جنيه وعقار "الهيموكلار" وهو عبارة عن مرهم سعره 7 جنيهات والأدوية الأخرى يتراوح سعرها من 8 جنيهات حتى 10 جنيهات، وبالتالى أسعارها رخيصة فيزيد الإقبال عليها، مؤكدًا أن الصيادلة المتواجدين بالصيدليات هم الأكثر دراية بالمرضى الذين يحتاجون أدوية البرد، مشيرًا إلى أنها رخيصة جدًا وتباع دون روشتات فبالتالى لا يوجد عليها رقابة من قبل نقابة الصيادلة أو الإدارة المركزية لشئون الصيدلة.

من جانبه، أوضح الدكتور على عبدالله، مدير مركز البحوث الدوائية ومكافحة الإدمان، أن هناك مخدرات انتشرت فى الأسوق ومنها مخدر الشابو، وهذا المخدر يأتى مهربًا من الخارج، وهو مخدر خطير ويعتبر بديل للهيروين، وهذا مؤشر سيئ، لافتًا إلى أن ظاهرة الإدمان وإساءة استخدام الأدوية ظاهرة متنامية عالميًا، وفى مصر ضعف المعدل العالمى لأسباب كثيرة وقد تكون البداية بقرص مسكن ليصل بذلك إلى إدمان الهيروين والذى حتمًا يكون قاتلًا إن لم يتم العلاج منه، وعلى مستوى العالم يوجد 12 مليون مدمن بالتعاطى بالحقن المشترك والذى يتسبب فى نقل أخطر مرضين الإيدز وفيروس الكبد.

وأوضح عبدالله أن من أخطر المسكنات التى انتشرت فى مصر وأغرقتها الترامادول والذى ساهم مع الحشيش والكحوليات فى 65%من حوادث الطرق، ودورنا هو مكافحة ذلك بالتثقيف والوقاية خاصة للفئات المستهدفة والترامادول مدرج فى جدول المخدرات ولا يجوز صرفه إلا بموجب وصفه طبية خاصة ومعتمدة من وزارة الصحة، إلا أن فتح باب التهريب على مصراعيه أعطى الفرصة لراغبى الثراء السريع من التهريب إلى داخل البلاد لتدمير الشباب المصرى، وذلك جنبًا إلى جنب مع المنشطات الجنسية والتى يسعى إليها راغبو تجربة كل جديد فى عالم أدوية الجنس، وساعد فى ذلك ارتفاع هامش ربحها سواء بالجملة أو على المستوى الأقل، وهذه الظاهرة فى أيدى من لهم القدرة على غلق الحدود أمام المهربين أى خفض العرض ثم خفض الطلب عن طريق رفع الوعى لخطورة تعاطى تلك الأدوية.

وأوضح عبدالله أن مخدر «الشابو» يأتى مهربًا من بعض دول الخليج، وينتشر بكثافة فى صعيد مصر، أما الأدوية الخاصة بالبرد والتى تستخدم فى الإدمان فتنشر فى المناطق الريفية النائية.

وصرح الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان لـ«الزمان»، بأن هناك حملات مكثفة تقوم بها إدارة التفتيش الصيدلى على الصيدليات فضلًا عن جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، لافتًا إلى أن أدوية الجدول معروفة للتفتيش، وهناك حملات للتصدى أيضًا للمخدرات الجديدة التى يتم التعرف عليها من قبل الإدارة العامة للمخدرات.

click here click here click here nawy nawy nawy