رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

جنرال إيطالي: الجبهة الداخلية تقلق بوتين

تحدثت مجلة إيربريس الإيطالية، مع الجنرال سالفاتور فارينا، رئيس أركان الجيش الإيطالي السابق ورئيس مركز دراسات الجيش، بشأن تعبئة 300 ألف روسي وذكر أن ذلك ليس له تأثير فوري على الوضع على الأرض لكن يعطي علامة على الصعوبات التي واجهتها موسكو في غزوها لأوكرانيا، وذلك وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.

الجدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن التعبئة الجزئية لروسيا واستدعى 300 ألف من جنود الاحتياط.

وكشف الجنرال سالفاتور فارينا أن إعلان روسيا التعبئة الجزئية واستدعاء 300 ألف جندي احتياطي، يعني على المستوى التقني البحت القرار سيعمل على تعزيز الجهاز العسكري الروسي. سيتم استدعاء 300 ألف وحدة كانت لديها خبرة عسكرية بالفعل وبحسب وزير الدفاع الروسي هم جنود احتياط بدرجات مختلفة من التخصص. لكن بالطبع لا ينبغي أن نتوقع وضع هذه التعزيزات في مناطق العمليات قريباً. الأمر سيستغرق وقتًا ما يعني إطالة محتملة للصراع حتى إذا لم نلاحظ آثار فورية في المناورات على الأرض.

مضيفا أن التوقيت يعد فرصة لتحديث جنود الاحتياط وإعادة تدريبهم والتعبئة سيستغرق من نحو ستة إلى ثمانية أسابيع مع الوضع في الاعتبار التدريب والإدماج. الأفق الزمني إذا هو أسابيع إن لم يكن شهورًا. ينبغي توقع من روسيا أن تواصل أعمالها التدميرية حتى الآن ضد البنية التحتية والمدن والمدنيين، كما حدث في الأشهر السبعة الماضية في تحدي لجميع قواعد القانون الدولي و الإنساني.

وتابع فارينا أنه جنود الاحتياط عناصر خدموا بالفعل في القوات المسلحة في الماضي، وفي حال تم تدريبهم وتحديثهم بشكل صحيح فإن لديهم بالفعل نوعًا من الإعداد والخبرة مختلف عن الجنود المشاركين حاليًا في النزاع،جيش من المجندين جرى تجنيدهم بشكل رئيسي من الجمهوريات الطرفية في الاتحاد الروسي، إن قياس الجودة والمساهمة التي يمكن أن يقدمها جنود الاحتياط في المجهود الحربي الروسي سيستغرق بعض الوقت. الاختلاف الحقيقي في القتال هو عبر عامل أساسي وهو الروح المعنوية للقوات. غير مرجح أن يؤدي اللجوء إلى جنود الاحتياط فقط إلى تغيير التوازن على حساب الأوكرانيين الذين لديهم معنويات عالية.

وفي نفس السياق، ذكر فيما يخص المكون البحري، دفع الأسطول الروسي ثمناً ثقيلًا من حيث الوحدات التي تم خسارتها. أعتقد أن عدد السفن التي فقدتها موسكو نحو خمسة عشر سفينة بما في ذلك حتى السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود موسكفا. سفن قليلة تعني حاجة أقل للأفراد. أعتقد أن دخول جنود الاحتياط إلى البحرية لن يحدث فرقًا كبيرًا. فيما يخص المكون الجوي، يعد الأمر أكثر تعقيدًا، لأن القوات الجوية مرتبطة باحتراف وتخصصات على أعلى مستوى من الطيارين إلى فنيي المنصات والاعتماد بشدة على جاهزية الوسائل والأنظمة. من الواضح أن هذه التعبئة ستؤثر بشكل خاص على الوحدات البرية للجيش الروسي

وعن رأيه في توظيف جنود الاحتياط في الخطوط الأمامية، قال إنه في حال جرى التعبئة بشكل فعال مع التدريب الجيد فيمكن أيضًا دمج الاحتياط في الخدمة في وحدات الخط الأمامي، لكن مجموعة من هؤلاء الـ300 ألف سيستخدم مباشرة على خط النار وسيعوضون الخسائر التي تكبدتها حتى الآن القوات المسلحة الروسية والتي قدرتها مصادر بحوالي 20 ألف قتيل، الأزمة الحقيقية لروسيا تتمثل في القيادة والتنظيم واللوجستيات.

وأشار أن النقطة العسكرية الحقيقية التي ينبغي تحليلها هي الأسلحة والذخيرة وبأي أسلحة وذخيرة ودعم لوجستي و نظام قيادة وسيطرة ستشترك فيه القوات أو المجندين أو جنود الاحتياط. روسيا أظهرت أن لديها ثغرات تنظيمية عميقة في دعم وحدات المناورة.

وأوضح أنه على صعيد المعدات، لدى موسكو الوسائل وأنظمة الأسلحة اللازمة لتجهيز هذه الوحدات الجديدة بشكل فعال، وذلك نظريًا بالاطلاع على المخططات التنظيمية والهبات الخاصة بالاتحاد الروسي كما يتم تقديمها إلينا، فالتجربة الميدانية أظهرت أن العديد من المركبات العسكرية، مثل أحدث دبابة أو غيرها من الابتكارات التي روجت لها موسكو مثل الدبابة المضادة تيرمينيتر ذاتية الدفع الشهيرة والتي تم نشرها بأعداد قليلة جدًا.

وعن تساؤل تدفق جنود الاحتياط وانه قد يمثل تحضيرًا لدفاع ثابت لما حصلت عليه موسكو بالفعل في محاولة للحفاظ على الأراضي المحتلة على الأقل قدر الإمكان، أعرب انه خيار و يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظرياً على الأقل الاكتفاء بإنهاء الصراع باحتلال أراضي دونباس وشبه جزيرة القرم. بالطبع أوكرانيا لن تقبل هذا أبداً، كما أعلن جميع ممثلي كييف أكثر من مره بدءا من رئيسها، كما شدد المجتمع الغربي مرارًا على أنه لن يعترف أبدًا بانضمام الجمهوريتين الانفصاليتين. الخطر يكمن في تطور الوضع إلى طريق مسدود.

وتابع من وجهة نظر استراتيجية عسكرية تعتبر التعبئة بمثابة اعتراف من موسكو بأنها في أزمة، وفي حال لم تكن موسكو في مأزق لم تكن لتقوم بهذا الإجراء المهم. كان على الروس أن يعانوا من الهجوم الأوكراني المضاد و صعوبات الحفاظ على الاحتلال في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد. التعبئة ستنعكس على الحياة الاجتماعية والمدنية للبلاد والتي أثرت عليها أيضاً العقوبات، الصعوبات على الأرض وتأثيرها على السكان ستؤدي إلى تفاقم موقف بوتين على الجبهة الداخلية. البعض وصف قرار التعبئة بأنه علامه على "اليأس".

و بشأن الإجراءات المضادة التي على الغرب اتخاذها، قال إن احتمال تمدد الصراع مع تهديدات بوتين بشأن استخدام السلاح النووي يتطلب أن يظل الغرب متماسكًا وموحدًا وأن يستمر في تقديم الدعم العسكري لمقاومة الشعب الأوكراني، كما ينبغي الاستمرار في تأكيد العقوبات والتصرف بحزم ولكن بحكمة مع تجنب الدخول في مصيدة التصعيد الذي سيكون ضار للجميع.