منة شلبي: سأظل أعمل في مهنة التمثيل بروح الهواية حتى آخر يوم في عمري

قالت الفنانة منة شلبي إنها شعرت بتقدير كبير لتكريمها بجائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة السينمائي في هذه المرحلة من عمرها، مؤكدة أن الجائزة تعني لها الكثير، وتمثل دفعة كبيرة تشجعها على تقديم المزيد من الأعمال المؤثرة في هذه الصناعة، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها لن تشعر بإنجاز العمر إلا عندما تفوز بجائزة مثل إيمي أو الأوسكار.
وأكدت منة شلبي خلال ندوة تكريمها في المهرجان، التي أدارها المخرج كريم الشناوي، أن الممثل الحقيقي «بيشقى ويتعب» جدًا في العمل، فربما يستغرق مشهد مدته دقيقتان على الشاشة أيامًا من التحضير، ويجعل الممثل لا ينام الليل من كثرة التفكير فيه. وقالت: "حدث ذلك معي في مشهد صعب بفيلم عن العشق والهوى مع الفنان أحمد السقا، حينها لم أكن أنام وطوال الوقت أفكر فيه، وبالتالي عندما يتم تقدير هذه اللحظة من مهرجان كبير مثل الجونة، أشعر أن الجهد الذي بذلته كان يستحق."
وعن طريقتها في اختيار أدوارها، ولماذا توافق على مشروع وتعتذر عن آخر، أوضحت منة شلبي أن إحساسها الشخصي هو الذي يتحكم في اختياراتها ويحسم قرارها، فإذا شعرت بأن الشخصية التي قرأتها في السيناريو حقيقية، وافقت عليها، وإذا لم تشعر بها ترفضها. لكنها أكدت أن ذلك لا يعني أن كل اختياراتها كانت صحيحة، فهناك اختيارات وُفقت فيها، وأخرى لم تُوفق، وأحيانًا تخطئ في قراراتها، إذ إنها اعتذرت عن بعض المشاريع ثم اكتشفت لاحقًا أنها كانت مهمة جدًا، وهذا يُحسب لتلك المشاريع لأنها لم تعتمد من البداية على اسم البطل.
وعن الإحساس بالذات و"الأنا" وكيف يؤثر ذلك على الفنان، قالت منة شلبي إنه لا يوجد ممثل حقيقي إلا ويستطيع النظر إلى نفسه من الداخل، ومن يفعل ذلك يدرك عيوب هذه المهنة ويعرف ما إذا كان "الإيجو" مفيدًا أم لا. وأوضحت أن الأمر ربما يكون مفيدًا لغيرها ويحميه، لكنه بالنسبة لها مؤذٍ وغير مفيد، مشيرة إلى تجربة النجم العالمي أنتوني هوبكنز قائلة: "أنا بحب أنتوني هوبكنز وبشوفه نموذجًا، عمل كل شيء وفاز بكل الجوائز، ورغم ذلك لم يشعر بالغرور، ولا يزال لديه طموح في مواصلة العمل وتحقيق نجاحات أخرى."
وأكدت منة شلبي أنها كانت محظوظة بالعمل مع مخرجين كبار، منهم رضوان الكاشف وأسامة فوزي ومحمد خان ويسري نصر الله، موضحة أن كل واحد منهم وضع «مكعبًا» في موهبتها وفي إحساسها بالمسؤولية تجاه الصناعة واحترامها لها، ولأن لكل واحد منهم مدرسته الخاصة والمختلفة، فقد كانت كممثلة محظوظة باستفادتها من كل هذه المدارس. وأضافت مازحة: "لو هكون مغرورة، فده علشان لحقت أشتغل مع يوسف شاهين."
وأضافت منة شلبي أنها لم تكن تعرف في بدايتها أنها ستكون ممثلة محترفة، فالمخرج الراحل رضوان الكاشف كان يغامر عندما قدمها في فيلم الساحر. وأكدت أنها رغم احترافها التمثيل، ستظل تعمل في هذه المهنة بروح الهواية حتى آخر يوم في عمرها، مشيرة إلى أن ذلك لا يتعارض مع قيمتها كممثلة، فالمهم أن يعرف الفنان قيمته حين يجلس مع المنتج ليتفاوض على أجره، لكن ليس بالضرورة أن يأخذ هذه القيمة معه إلى "البلاتوه" أثناء التصوير، لأن من يفعل ذلك لن يكون قادرًا على التمثيل.
وأبدت منة شلبي تعجبها من الذين يعملون بالتمثيل من أجل الشهرة، ونصحتهم بأن يعملوا "موديل" أو أي مهنة أخرى أسهل تحقق لهم نفس النتيجة، بدلًا من العمل في مهنة صعبة ومرهقة مثل التمثيل.
وتابعت قائلة: "التمثيل قصة حب، لازم تكون بتحبه، مش بتحب اللي وراه."
وخلال الندوة تحدثت منة شلبي عن مشروع كانت تتمنى تقديمه بعنوان عظماء لا يعرفهم أحد، مع المنتج صفي الدين محمود، عن العمال والفنيين الذين يعملون في صناعة السينما خلف الكاميرا، ولا يعرفهم أحد رغم أهميتهم الكبيرة، مؤكدة أنه بدون هؤلاء العمال لن يخرج أي عمل إلى النور.
وعن ما إذا كانت تفتقد السيناريوهات التي تُكتب للمرأة في السينما، قالت منة شلبي إن انتماءها وولاءها دائمًا للدور والفيلم الجيد، بغض النظر عن كون البطل رجلًا أو امرأة، مؤكدة أنها تميل لأن يكون الفيلم متميزًا ككل، فإذا صادف وكان الفيلم بطولة نسائية ستكون سعيدة، لكنها لا ترفض فيلمًا لمجرد أنه بطولة رجل، مشيرة إلى تجربتها في الهوى سلطان باعتباره فيلمًا نسائي البطولة، وحقق نجاحًا في شباك التذاكر.
وأضافت منة شلبي: "لو عندنا أزمة في الصناعة فهي أزمة كتابة أكثر من أي شيء آخر، فالكتّاب الجيدون غير كافين، نحن نحتاج إلى عشرين أو ثلاثين كاتبًا على الأقل، نحتاج أفلامًا تُكتب بشكل جيد، ومخرجين محترفين قادرين على تنفيذها."
ولفتت إلى أنه في بداية عملها بالتمثيل كانت تتلقى عشرين سيناريو في العام تختار من بينها خمسة، أما الآن فيأتيها عشرة فقط، لا تستطيع أن تختار من بينها سوى فيلم واحد، واعتبرت ذلك خطرًا كبيرًا على الصناعة، مؤكدة أن اللوم لا يقع على الممثل أو المنتج، بل على ندرة الكتّاب الجيدين.
وردًا على سؤال شاب يريد احتراف التمثيل ويبحث عن نصيحة تساعده في تحقيق هدفه، قالت منة شلبي: "لو بتحب التمثيل، لازم تتقبل فكرة إن الشغل فيه إحباط، وفيه فرص بتضيع، بالإضافة إلى أمور أخرى لازم تتقبلها، منها كل أنواع الإحباط اللي ممكن تتصنف كتنمّر. ممكن تروح لمخرج يرفضك، ولما تسأله عن السبب يقولك إنك ممتلئ أو نحيف أو أصلع، وغيرها من الأمور المحبطة، لكن الممثل الحقيقي لازم يتقبل ده ويتجاوزه لأنه بيحب المهنة".
وعن الانتقادات، قالت منة شلبي: "الجمهور مش كتلة واحدة، فيه جمهور بيقدّر المجهود اللي بنبذله، وفيه فئة تانية غير متحققة في حياتها فبتعاقب الآخرين. الناس دي فاكرة إنها ممكن تستفزني بضغطة زر على السوشيال ميديا، لكن ده لا يمكن يحصل، لأني بسامح في كل الانتقادات اللي بتتكتب عني، وبالتالي لا بتضايقني ولا بتستفزني".