رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مرأة و طفل

استشارى الجراحة العامة والمناظير  يكشف أسباب الإصابة بمرض القلب وطرق علاجه

أرشيفية
أرشيفية

 أمراض القلب المزمنة ترجع لأسباب وراثية أو أزمات نفسية

مرض القلب الأكثر شيوعًا هو المتلازمة الإكليلية أو متلازمة الشريان التاجى "Coronary syndrome" بأشكالها وتجلياتها المختلفة

 الأوعية الدموية التاجية هى الأوعية الدموية المنتشرة على الجانب الخارجى من عضلة القلب ووظيفتها توصيل الدم إلى القلب نفسه

عندما تكون هنالك عملية تصلب (تراكم طبقة خليط من الكالسيوم والدهون) فى داخل الأوعية الدموية التاجية، أو عندما يحدث انقباض فى هذه الأوعية الدموية، فمن المحتمل حدوث تضييق فى جوف هذه الأوعية الدموية، الأمر الذى يعيق إيصال الدم إلى عضل القلب.

 

إن أى مسّ بعضلة القلب أو بقدرة عضلة القلب على الانقباض من شأنه أن يسبب هبوطًا، مؤقتًا أو مستديمًا، فى قدرة القلب على الانقباض، وحين تتضرر قدرة القلب على الانقباض يطرأ تراجع فى ضخ الدم إلى أعضاء حيوية فى الجسم.

عملية تضييق الأوعية الدموية هذه تسبّب الذبحة الصدرية (Angina pectoris)، وإذا ما حصل ضرر مستديم لعضلة القلب فعندئذ يتولد احتشاء عضل القلب (Myocardial infarction).

 

من يعانى من الذبحة الصدرية أو من احتشاء عضل القلب قد يشعر بألم أو ضغط على جدار الصدر (Chest wall) وقد يكون هذا الشعور مصحوبًا، فى بعض الأحيان، بالتعرق، الشعور بالاختناق، ضيق التنفس، الغثيان، وشعور بالضعف الكلّى العام.

 هذا الوضع يشكل حالة طوارئ تستدعى التدخل الطبى العاجل، وخيارات العلاج فى مثل هذه الحالات متعددة ومتنوعة، لكن الخيار الأفضل هو الوقاية وعدم التدخين والحفاظ على توازن مستويات الدهون فى الدم وممارسة النشاط الجسمانى - وهى أمثلة على أعمال وقائية.

عند حدوث مثل هذه الحالة هنالك العديد من خيارات العلاج، بما فى ذلك العلاج بالأدوية، بعضها تؤخذ عن طريق الفم وبعضها بالحَقن فى الوريد. يمكن قسطرة الأوعية الدموية التاجية، فيتم إدخال أنبوب قسطرة، من خلال شريان فى الفخذ عادة وصولًا إلى الأوعية الدموية التاجية، من خلال عرض توضيحى للأوعية الدموية، وبواسطة القسطرة يمكن فتح وتوسيع الأوعية الدموية المتضيّقة، بواسطة نفخ بالون أو زرع دعامات تدعم الجدران الداخلية للأوعية الدموية وتُبقى الشريان مفتوحًا بسعة قـُطـْرِه الأصلي.

وثمة طرق أخرى، أيضًا، تشمل حَقـْن أدوية مختلفة فى الأوعية الدموية التاجية، إضافة إلى العلاج بالأشعة الموضعية للأوعية الدموية.

 

وأوضح جورجى كيفية عمل القلب مع الدورة الدموية ومدى أهمية هذه العمليه إذ أن القلب هو عبارة عن مضخة، وهو عضو عضلى بحجم قبضة اليد ويقع فى منتصف الصدر، لكنه يميل قليلًا إلى اليسار.

 

وقد يكون من الضرورى أحيانًا نقل المريض إلى غرفة العمليات لإجراء عملية طـُعْم مَجازَةِ الشِّرْيانِ التَّاجِى (Coronary artery bypass graft).  هذه العملية الجراحية بالإمكان إجراؤها على وجه السرعة كعملية جراحية طارئة، أو كعملية جراحية مُخطط لها مسبقًا على أساس نتائج فحوص مختلفة تستدعى التدخل الجراحى.

 

قد تصاب عضلة القلب بمرض التهابى جراء مرض القلب المعدى الذى تسببه فيروسات، وجراء تفاعلات يتدخل فيها جهاز المناعة، أو جراء تناول الكحول وتعاطى المخدرات.

 

توجد فى القلب أربعة صمّامات، كل واحد من هذه الصمامات قد يصاب بضرر ما فيحدث خلل فى عمله، وتصنف الاضطرابات الأساسية فى عمل صمامات القلب إلى مجموعتين: تضييق صمام القلب وتوسيع صمام القلب، فالتضييق يمس بالقدرة على ضخ الدم ونقله بين الأجزاء (الغرف) المختلفة فى القلب، مما يتطلب مزيدًا من الضغط فى ضخ الدم من أجل الوصول إلى المستوى الطبيعى الذى يضخه القلب عادة.

 أما فى حالة توسيع الصمام، فإن تدفق الدم يستمر حتى فى الوقت الذى يفترض أن يمنع صمام القلب تدفق الدم، تمامًا، ويمكن تشبيه صمام القلب المتّسع بصنبور (حنفيّة) ماء يتسرب الماء منها، بينما يمكن تشبيه صمام القلب المتضيّق بصنبور ماء لا يفتح بشكل كامل.

 

قد تكون أمراض القلب فى صمامات القلب خِلـْقِيَّة (وِلادِيّة - Congenital Disease)  وعندها يُتوقع سماع نفْخات قلبيّة (Heart murmur) عند الإصغاء إلى صوت القلب، وقد تكون مُكتَسَبة نتيجة أمراض القلب المُعْدِيَة المختلفة التى تسبب ضررًا مباشرًا أو غير مباشر لصمامات القلب، وكذلك عملية تصلب الشرايين أيضًا يمكن أن تسبب ضررًا لصمامات القلب.

ومن علامات مرض القلب فى الصمامات وأعراضها: ضيق التنفس، وهبوط فى اللياقة البدنية وإرهاق متزايد، ومتلازمة الشريان التاجى، وعدم انتظام ضربات القلب وإغماءات متكررة.

 

وعن علاج أمراض القلب والصمامات كشف جورجى أنها تتم بشكل عام بواسطة أدوية، وفى بعض الأحيان قد تكون هنالك حاجة لإجراء قسطرة (Catheterization)  من شأنها أن تساعد فى التشخيص، بل وفى علاج أمراض القلب فى الصمامات، وقد يكون من الضرورى، فى بعض الحالات، إجراء عملية جراحية لإصلاح الصمام أو استبداله، إن كان اصطناعيًا (Artificial valve).

 

وتوجد فى القلب منظومة توصيل مسئولة عن نقل الشّارات الكهربيّة التى تحفّز انقباضات القلب، وتنظّم توقيت الانقباض وتنظّم العلاقة بين انقباضات البطينين وبين انقباضات الأذينين.

وقد يطرأ، أحيانًا، خلل ما فى عمل منظومة النقل الكهربى يمكن أن ينعكس فى: تسارع وتيرة القلب، وتباطؤ وتيرة القلب، وعدم انتظام وتيرة القلب، أو غياب أية علاقة زمنية واضحة بين توقيت انقباضات البطينين وبين توقيت انقباضات الأذينين.

 واضطرابات النظم (Arrhythmia) هذه قد ترافقها الأعراض التالية: إحساس دقات القلب، وإرهاق، وضيق تنفس أو إغماء، والعوامل المسببة لاضطرابات نَظـْم القلب قد تشمل: دواء ما يتناوله الشخص لمعالجة مشكلة جسدية أخرى، تصلـّب فى منظومة النقل والتوصيل، واضطرابات فى الصمامات وعوامل أخرى لها تأثير على منظومة النقل.

 

وهناك خيارات لمعالجة مشاكل النقل تشمل العلاجات الدوائية، أو وقف تناول دواء معين يتناوله المريض ويسبب الاضطراب، بل قد يتطلب الأمر أحيانًا زرع ناظمة اصطناعية (Artificial pacemaker) لتنظيم ضربات القلب أو المعالجة بالصدمة الكهربائية، وإجمالًا، يتعلق نوع العلاج بنوع الاضطراب، سببه والآثار السريرية المحتملة لاضطراب النظم.

 

عندما يثور شكّ بوجود نوع معين من مرض القلب، يجب التوجه إلى طبيب العائلة أو إلى طبيب متخصص بالأمراض الباطنية، وأحيانًا، طبقًا لمعطيات مختلفة، قد يكون من الضرورى أيضًا استشارة طبيب متخصص فى مرض القلب (Cardiologist).

 

القرار بشأن إجراء قثطرة وإدخال دعامة  (Stent)، أو إجراء عملية طعم مجازة الشريان التاجى، يتم اتخاذه بالتشاور بين أطباء القلب وبين جرّاحى القلب، وإذا كان عدد من الشرايين مصابًا، فمن المتبع، عادة، إجراء عملية جراحية وليس قسطرة .